ترجمة الإمام يحيى بن حمزة 

نسبه:

هو الإمام أبو إدريس يحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم بن يوسف بن علي بن إبراهيم بن محمد بن إدريس بن جعفر الزكي بن علي الهادي التقي بن محمد الجواد بن الإمام علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين وسيد التابعين بن الإمام الحسين سبط الرسول بن أمير المؤمنين وإمام المتقين علي بن أبي طالب -عليهم سلام الله أجمعين-.

مولده:

ولد  في السابع والعشرين من شهر صفر سنة 669هـ ، بمدينة صنعاء.

نشأته:

نشأ في أسرة علمية صالحة، وتربى في أحضان السلالة الطاهرة، وأخذ العلوم بمدينة صنعاء، ثم رحل إلى مدينة حوث فأخذ بها في الأصولين، واللغة، والحديث والفقه، وسائر العلوم من كتب الأئمة وشيعتهم، ثم في كتب غيرهم.

زهده وورعه:

الإمام يحيى بن حمزة كلمة إجماع عند الأمة، ولذا أكثروا فيه المديح والثناء كما هو أهل لذلك لغزارة علمه، وعظيم فضله وورعه وزهده، وقد قال عليه السلام: لو شئت أن يكون بساطي من ذهب وحرير لفعلت ولكن لنا برسول الله أسوة، جهز ابنته سيدة نساء العالمين ابنة سيد المرسلين، زوجة سيد الوصيين بوسادة من أدم، حشوها ليف وإهاب كبش، كانت تعجن فاطمة  على ناحية، وينامون على ناحية، وأمر أن ينثر في بيتها ليلة بني علي بها من بطحاء الروحاء.

ولما تولَّى الإمامة، ولبس أثواب الزعامة كان يقول: والله ما هي إلا سيرة محمد وعلي وإلا فالنار!! أو نحو ذلك، وكان  عليه السلام يقول: اللهم إن كنت تعلم أني أريد بهذا الأمر
–يعني الإمامة- شيئاً من الدنيا وزينتها، فلا تغفر لي!! واحرمني شفاعة جدي، أو كما قال..

قيامه بالإمامة:

قام ودعا في عشرين شهر صفر سنة 729هـ ، فبايعه علماء المسلمين وأهل الحل والعقد، واستجاب الناس لدعوته في البلاد اليمنية كصعدة، وبلاد الظاهر، والأهنوم، وجهات صنعاء، والشرف، وغيرها، وأرسل الدعوة والرسائل، فقام الإمام عليه السلام بواجب الجهاد، وأحيا فرض الله في العباد، ونشر العلوم، وأقام الحدود، وأظهر آرائه السديدة، وأحكامه الشريفة، واستقر بذمار، واتخذها عاصمته، بعد أن دخل صنعاء، وأطاعه أهلها، وعيَّن ولاته، وأرسل القضاة، وأمرهم بإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وغير ذلك من الفرائض الشرعية، والأحكام الإلهية والسنن النبوية.

الإجماع على بيعته:

انعقد إجماع من يحتج به من علماء المسلمين على إمامة مولانا أمير المؤمنين يحيى بن حمزة عليه السلام فبادروا إلى دعوته مسرعين، فبايعوه أفراداً وأفواجاً، إذ لم يروا أحداً أصلح منه لها، ولا أكمل منه علماً، وورعاً، وزهداً، فقد اتفق على بيعته الأعلام، وسارع إليها الخاص والعام، فصلحت ببركته الأيام، وانتشر العدل والإيمان بين الأنام.

جهاد الإمام يحيى:

لقد قام الإمام يحيى عليه السلام بواجب الجهاد بجميع أنواعه وشتى أساليبه بلسانه وقلمه، وسيفه، وسنانه.

فأما الجهاد بالقلم ففي كتبه إذ أثرى للأمة الإسلامية مكتبة شاملة في شتى الفنون والعلوم أصولاً، وفروعاً، ولغة، وحديثاً، وبياناً، وغير ذلك، وقد شهدت له تلك العلوم بقوَّة اطلاعه، وغزارة علمه، والقدرة في تمكنه من الأدلة، وكيفية استخدامها، والاستدلال بها، مع سلاسة وحسن تعبير، وقوة سبك، وعلم الجميع قوّة باعه وغزارة بضاعته مع إنصاف تام، ويمتاز بعذوبة المنهج الذي كان يتخذه في التأليف لتصل الحقيقة إلى الأذهان بأحسن الأساليب وأقوم الطرق الحديثة، وقدمنا ذلك فيما سبق.

أما جهاده بالسيف والسنان فإنه لما قام بالإمامة استفتح البلاد، وقهر الأعداء والحسَّاد، وأخمد شوكة الظالمين، ونصر المظلومين، وفي أيامه قامت من الفرق الغوية الكفرية فرقة الباطنية الأشرار، فنهض الإمام إلى قتالهم، وجمع الجيوش، وكاتب، وراسل بإعانته، فوقعت بينه وبينهم معارك عديدة كثيرة، كان الانتصار فيها حليف الإمام يحيى عليه السلام ومن معه، وفي أكثرها لم يقتل من أصحاب الإمام قتيل، وفي الباطنية وقع قتل ذريع، ووقعت المعارك في السودة، وبلاد الشرف، وشبام، وجهات صنعاء، وغيرها.

وكثر القتال وطال ما بين الإمام يحيى عليه السلام وبين الباطنية الأشرار، وكان رئيسهم وداعيتهم هو علي بن إبراهيم الهمداني، حتى أغلق الإمام المدارس، وجمع الأموال وأنفقها في جيشه الصابر المجاهد.

 

مما قيل فيه شعراً:

هنأه القاضي العلامة جمال الدين مطهر بن محمد بن حسين بن تريك بقصيدة جميلة بمناسبة قيامه بأمر الإمامة وقت دخوله صنعاء ومنها:-

هنيئاً للخلافة والإمامة **** وفخراً للرئاسة والزعامة

وتفخيما وتكريما لعصر **** حقيق بالكرامة والفخامة

 وقال:

تقلدها إمام هاشمي **** يقيم على أعاديه القيامة

عليم بالسياسة ليس يرضى **** على هضم ومظلمة إقامة

 

 وهي طويلة، وله قصائد كثيرة في الثناء على الإمام  عليه السلام.

وأرسل إليه الفقيه يحيى بن أحمد النحل الكوفي بقصيدة طويلة منها:-

وكيف يخشى خطوب الدهر معتصم **** يحيى بن حمزة كافيه وكافله

بيت القصيد سليل الصيد واسطة الـ  **** ـعقد النضيد فمن هذا يساجله

بحر خظم فقل عنه ولا حرج **** لكنه رائق عذب مناهله

فالعلم والحلم والإنصاف جوهره **** ولجة البحر والمعروف ساحله

غيث الوجود فلا غيث يكاثره **** ليث الحروب فلا قرن يناضله

 يصير الفارس النحرير ذا بلهٍ **** عند الطعان إذا ما اهتز ذابله

إذا بدى السطر من كف العدى هملاً**** فرمحه ناقط والسيف شاكله

 ويسحق الضد إن وافاه منتصباً **** أولاه خفضاً وأردته كلاكله

وفاته:

وكانت وفاته عليه السلام في التاسع والعشرين من شهر رمضان سنة 749هـ بحصن هران غربي ذمار، ثم نقل إلى ذمار إلى جوار مدرسته، ودفن بها بجوار المسجد الذي يعرف بمسجد العماد اليوم، وقبره بها مشهور مزور، وقيلت فيه التراثي العديدة من اليمن، ومصر وغيرهما من البلدان.

وقد رثاه الإمام الواثق بالله المطهر بن محمد عليه السلام بقصيدة كتبت على تابوت قبره الشريف والتي جاء فيها:

نور النبوة والهدى المتهلل **** أرسى كلاكله ولم يتحول

 في قبة نصبت على خير الورى **** قدراً وأشرف في الفخار وأفضل

 وعلى الإمامة والزعامة والندى **** والجود والمجد الأثيل الأكمل

وعلى السماحة والرجاحة والنهى **** وعلى المليك الأوحد المتطول

والعالم المتوحد المترهب الـ **** ـمتعبد المتنفل المتبتل

يحيى بن حمزة نور آل محمد **** لب اللباب من النبي المرسل

كشَّاف كل عظيمة وملاذ كل **** ملمة ورجاء كل مؤمل

يا زائراً يرجوا النجاة من الردى **** عن قبره وضريحه لا تعدل

لذ بالضريح وقف به متضرعاً **** واطلب رضاك من المهيمن واسأل

تحيا بكل وسيلة وفضيلة **** وتنال خيراً في علو المنزل

شرفت ذمار بقبر يحيى مثلما **** شرفت مدينة يثرب بالمرسل

فليهن أهل ذمار حسن جواره **** فيما مضى وكذاك في المستقبل

كتبه ومؤلفاته:

·         الرسالة الوازعة لصالح الأمة عن الاعتراض على الأئمة.

·         الجواب الرائق في تنزيه الخالق

·         مشكاة الأنوار للسالكين مسالك الأبرار.

·         الجوابات الوافية في البراهين الشافية

·         الرسالة الكاشفة للغمة في الاعتراض على الأئمةالجواب الناطق بالصواب القاطع لعرى الشك والارتياب، ونسخه سنة 996هـ.

·         الرسالة الوازعة لذوي الألباب عن فرط الشك والارتياب

·         الرسالة الوازعة للمعتدين عن سب أصحاب سيد المرسلين.

·         الجواب القاطع للتمويه عما يرد على الحكمة والتنزيه.

·         الكوكب الوقاد في أحكام الاجتهاد.

·         الجواب المصلح للدين الموضح لسنن سيد المرسلين.

·         كتاب للإمام عليه السلام كتبه للمقري عفيف الدين مسعود بن محمد الحويت بنقل أموال المساجد بعضها على بعض وجواز ذلك.

·         رسالة أخرى بهذا المعنى.

·         رسالة في جواز التقليد وغيرها.

·         وصاياه الأربع إلى أولاده وأقاربه، وله فيه عدة جوابات ورسائل وكتب وتعازي أيام دعوته.

·         الاختيارات في الفقه (مجلدان).

·         الأزهار الصافية شرح مقدمة الكافية.

·         أطواق الحمامة في حمل الصحابة على السلامة.

·         الإفحام لأفئدة الباطنية الطغام .

·         الاقتصاد في النحو، ومنه نسخة بمكتبة جامع الشجرة.

·         إكليل التاج وجوهرة الوهاج.

·         الانتصار الجامع لمذاهب  علماء الأمصار

·         الأنوار المضيئة في شرح الأربعين السيلقية.

·         الإيجاز لأسرار كتاب الطراز في علوم البيان ومعرفة الإعجاز.

·         الإيضاح لمعاني المفتاح في الفرائض.

·         التحقيق في الإكفار والتفسيق.

·         تصفية القلوب من درن الأوزار والذنوب.

·         التمهيد في علوم العدل والتوحيد.

·         الحاصر في شرح مقدمة طاهر.

·         الحاوي لحقائق الأدلة الفقهية والقياسية تقرير القواعد السياسية.

·         خلاصة السيرة، لخص فيه سيرة ابن هشام.

·         خطب الشهور والسنة.

·         الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي.

·         الشامل لحقائق الأدلة العقلية وأصول المسائل الدينية.

·         الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز (طبع).

·         العدة في المدخل إلى العمدة.

·         عقد اللآلئ في الرد على أبي حامد الغزالي.

·         العمدة في مذاهب الأئمة.

·         الفائق المحقق في علم المنطق.

·         القسطاس في علم الكلام أو في أصول الفقه.

·         الكوكب الوقاد في أحكام الاجتهاد.

·         اللباب في محاسن الآداب، «وصية لأولاده».

·         المحصل في كشف أسرار المفصل.

·         مشكاة الأنوار الهادمة لقواعد الباطنية الأشرار.

·         المعالم الدينية في العقائد الإلهية (طبع).

·         المعيار لقرائح النظار  في شرح حقائق الأدلة الفقهية وتقرير القواعد القياسية.

·         المنهاج الجلي في شرح جمل الزجاجي..

·         نور الأبصار المنتزع من كتاب الانتصار.

·         النهاية للوصول إلى علم حقائق علوم الأصول.

·         الوعد والوعيد وما يتعلق بهما وغير ذلك.

·         إجازته للفقيه أحمد بن سليمان.

·         أجوبة مسائل الأوزري .

·         أجوبة مسائل شتى بخط السيد الفاضل أحمد بن عبد الله بن يحيى بن حمزة.

·         إكليل التاج وجوهرة الوهاج.

 

 

الترجمة مختصرة من مقدمة المجموع