الإمام الشهيد أحمد بن الحسين
نسبه :
الإمام
المهدي لدين الله أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم بن عبد الله بن القاسم بن أحمد
بن إسماعيل بن أبي البركات بن أحمد بن محمّد ابن القاسم الرسّي ، وهو القاسم بن
إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب(عليهم
السلام) ، نسب يخجل النيرات ، ويستنزل بتلاوته شآبيب البركات ، ويستدفع بحكايته
طوارق الحادثات.
أمه
الشريفة الطاهرة فطيم ابنة الشريف الفاضل الحسين بن علي بن سليمان بن القاسم بن
علي بن القاسم الإمام العياني ابن علي بن عبد الله بن محمد بن الإمام ترجمان الدين
أمير المؤمنين القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي
بن أبي طالب عليهم السلام.
أما
أبوه الحسين بن أحمد فإنه كان فاضلاً عالماً عاملاً ورعاً زاهداً، مقصوداً للبركة،
معروفاً بالفضل، قدوة في زمانه، سار إلى بيت الله الحرام امتثالاً لأمر ربه .
وأما
جده أحمد بن القاسم فإنه كان من أعيان أهل الزمان، وأهل الفضل والإحسان، وكذلك
القاسم بن عبد الله.
مولده:
أما مولده عليه السلام فكان بـ(هجرة كومة) المعروفة
بجبل شاكر من ظاهر همدان، ولد لاثني عشرة ليلة من شهر القعدة سنة اثنتي عشرة
وستمائة للهجرة النبوية .
صفته:
كان
عليه السلام أبيض دري البشرة، ربع القامة، أشكل العينين، ضليع الفم كأن وجهه مضحاة
الفضة المجلوة إلى التوريد، أقنى الأنف، كث اللحية، جعد الشعر ليس بالقطط، عريض
المنكبين، جليل المشاش، شثن الكف بين كفيه شامة لونها كلون حبة الإجاص، دقيق
المسربة، سامي العنق، ضامر الخصر، عاري الأخمصين، إذا التفت التفت معاً، وإن مشى
فكأنما يمشي في صبب، إن كُلِم أنصت واستمع، وإن سئل أعطى وأقنع، هيبته تصدع
القلوب، ومقابلته وإقباله حياة النفوس، ليس بالملق ولا بالضجر ولا بالقلق ولا
بالصخاب ولا العياب، أحب المجالس إليه مجالس العلم والذكر، وأسر الأيام إليه يوم
ينال فيه من أعداء الله.
نشأته:
نشأ في حجر أبويه سنيناً قريبة، واختار الله لوالده
ما هو أصلح من الانتقال إلى دار رحمته وهو ابن سبع سنين بعد أن كان قد أكمل كتاب
الله تعالى، ثم كفله عمه السيد الشريف الزاهد الطاهر سليمان بن أحمد بن القاسم،
وكان أحد الزهاد في زمانه، رفض كثيراً من ملاذ الدنيا من مناكحها وملابسها، ولازم
الزهد والعزلة عن الناس، فعني في تعليمه وتهذيبه وتأديبه، وكان عليه السلام ممن
شهدت له الفراسة رضيعاً أن لا يكون وضيعاً، وحكمت له الشمائل غلاماً أن يكون قرماً
هماماً، تخيل فيه مخائل الإمامة، وتلوح على غرته أنوار الزعامة، وكان ابتداؤه
بالقرآن الكريم وهو ابن خمس سنين أو يزيد قليلاً ، وأقام اثني عشرة سنة حتّى ختم
القرآن ، ثمّ نقله عمّه إلى هجرة مسلت .
وكان
فيها عدّة من العلماء ، فقرأ في أصول الدين حتّى تبحر ، ثمّ في أصول الفقه كتباً
كثيرة ، ثمّ الفقه وكتب الحديث ، ثمّ النحو واللغة والتفاسير.
قال
السيد أحمد الشرفي في اللآلي المضيّة: وكرمه وكراماته وفضائله وفواضله وحسن أخلاقه
وزهده وورعه ممّا لا يحيط به الوصف ولا تسعه المجلّدات الكبار ، ثمّ قال :
وكان(عليه السلام) حليف العبادة والزهد والورع ، ثمّ قال : واعلم أنّه(عليه
السلام) مع اشتهار فضله وكثرة خصائصه لم يسلم من المعارضة والتمحيص ، بل جرى عليه
من المحن والتعب من سوء معاملة الناس له
وقد
قيلت فيه الأشعار الكثيرة، وقد أشار إلى ذلك ابن هتيمل حيث يقول :
أبعد شهادة التنِّين يعصي.... من الثقلين مأمومُ
إمامَه
أتاك كضفدع الغمرات جهراً.... فقام كسمهري الخط
قامَه
وما عرف المسيح بغير هذا.... أمعجزة النبوة في
الإمامَه
وما انفرد ابن مريم عنك إلا.... بعازر فهو قد أحيا
رمامَه.
بيعته
ودعوته للناس:
لمّا ظهر فضله وانتشر ذكره طالبه العلماء والأمراء
والكبراء من أهل زمانه بالقيام، وكان ممن طالبه بذلك الأمير: شمس الدين أحمد بن
المنصور، فساعدهم ، وذلك في شهر صفر سنة 646ه وكتب دعوته إلى الناس كافّة
،صورة بيعته يقول لمن بايعه: هذه ذمة الله ورسوله وعهد الله وميثاقه على الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله معنا، وموالاة ولينا ومعاداة
عدونا، والنصيحه لنا في السر والعلانيه، فإذا قال الذي بايعه نعم قال: الله على ما
نقول وكيل
استشاده:
استشهد(عليه
السلام) في شهر صفر من سنة 656هـ ، وقبره في ذيبين مشهور مزور.
الترجمة
مختصرة من كتاب سيرته ومن كتاب مآثر الأبرار.