من أهم الكتب الإسلامية وأعرقها ويعبر عن فكر أهل البيت عليهم السلام، وهو مجلد واحد اشتمل على أكثر من ثلاثين رسالة وكتابا، جمعت وبينت وأوضحت العديد من الجوانب الفكرية العقائدية والمفاهيم الإسلامية حول عدد من القضايا الشائكة في كل العصور.
ففيه جملة العقيدة الصحيحة، وما يجب على البالغ المدرك،
والتصور الزيدي حول خطايا الأنبياء، وإثبات النبوة والإمامة، والرد على المشبهة
والمجبرة والرافضة، والرد على من زعم أن القرآن قد ذهب بعضه، وفيه تربية روحية
عظيمة في كتابي الخشية وسياسة النفس، والجواب على مسائل كثيرة وردت عليه من أهل
بيته وأنصاره تعبر عن المسائل الحيوية التي كانت تشغل بال المفكرين من أهل البيت
في ذلك الوقت، وفيه البيان الشافي حول معنى السنة الصادقة وماهية القياس الصحيح.
هذا وقد اشتمل على رسائل مهمة، أبرزها:
- كتاب البالغ المدرك ، وكتاب معرفة الله عز وجل من
العدل والتوحيد ، وإثبات النبوة
-كتاب التوحيد جواب مسألة الرجل من أهل قم.
- جواب مسائل الحسين الطبري.
- كتاب المنزلة بين المنزلتين.
- كتاب تفسير العرش والكرسي.
- كتاب أصول الدين، وجوابه لأهل صنعاء .
- كتاب الرد على من زعم أن القرآن قد ذهب بعضه.
- كتاب جواب مسائل ابنه المرتضى، ومسائل محمد بن
عبيدالله، والرد على سليمان بن جرير في الرضاء والسخط، والموعظة عند آخر حروبه
بنجران ودعوته إلى أحمد بن يحيى بن زيد.
- كتاب القياس .
- مسائل أبي القاسم الرازي .
- كتاب خطايا الأنبياء .
- كتاب الرد على المجبرة ، وعلى الحسن بن محمد بن
الحنفية وغيرهم.
أما أهمية المجموع
-فله أهمية عالية في الوسط الزيدي والإسلامي كونه أحد
كتب المنهج الدراسي في الهجر والمراكز العلمية.
- وكونه يمثل فكر أهل البيت عليهم السلام في عصورهم
الأولى، ويعتبر من أهم الكتب في أصول الدين المعتمدة عندهم.
- وفيه من المسائل والمواضيع ما لا غنى عنه للعالم ولا
للمتعلم، حافل بالأدلة والبراهين النقلية والعقلية والمباحث العلمية والردود على
معظم الشبهات فهو كتاب منقطع النظير .
ومن خصائص فكر الإمام الهادي ومميزاته
• أنه ينطلق من معلمين بارزين هما:
احترام العقل، حيث يجعله الحجة العظمى لله جل وعلا على
الإنسان، وتقديس القرآن الكريم وبالذات المحكمات منه، وهي في رأي الإمام التي
توافق أصول العدل والتوحيد التي وصل إليها وقررها العقل.
• وأنه يولي أهل البيت في فكره - في ثنايا مجموعه -
أهمية قصوى ويفتخر بالانتماء إليهم، فكراً ونسباً، كونهم أهل الحق واتباعهم سبب
النجاة والألفة، ومخالفتهم سبب الهلاك والفرقة، وهم ورثة الكتاب المصطفين وأهل
الذكر الذين أمِرَت الأمة بسؤالهم في الحلال والحرام.
• وله نظرته القيمة إلى (السنة) التي خصص لها في مجموعه
رسالة مستقلة ناقش فيها معانيها وأقسامها، موضحاً أنها لا تخالف الكتاب العزيز،
وأنها وحي من الله جاء به جبريل كما جاء بالقرآن، وضرورة عرضها عليه باعتباره
المقياس لصحتها. وكذلك له أيضاً نظرته إلى (القياس)، الذي عنى به إعمال النظر في
الأدلة الشرعية لاستنباط الأحكام، وقد خصه أيضاً برسالة مستقلة في هذا المجموع،
وضح فيها شروط القياس الصحيح مميزاً له عن القياس الفاسد في الدين الذي هو (دين
إبليس اللعين)، كذلك مواصفات المؤهّل الذي له أن يقيس ممن ليس كذلك.
• وأن أصول الفقه ومصادره لديه هي: العقل، والقرآن،
والمجمع عليه من سنة رسول الله، (والسنة المجمع عليها هي المرجع للسنة المختلف
فيها)، "إن الحق لا يؤخذ إلا من أحد ثلاثة وجوه: كتاب ناطق، أو إجماع من
الأمة فيما نقلته عن النبي عليه السلام من السنة التي جاء بها عن الله، وأمر بينته
وصححته العقول وميزت وأخرجت حقه وشرعت صدقه".