نسبه:
هو أبو القاسم، محمد بن يحيى، بن الحسين، بن القاسم، بن إبراهيم، بن
إسماعيل، بن الحسن، بن الحسن، بن علي، بن أبي طالب عليه السلام.
وأمه فاطمة بنت الحسن، بن القاسم، بن إبراهيم.
ولد سنة ثمان وسبعين ومائتين (278هـ).
كان عليه السلام قد نشأ على طريقة التقوى واليقين، متحليا بآداب الأئمة
الهادين، سلام الله عليهم أجمعين، قد أدرك قصبات السبق في ميدان الفضل، وحلّق في
جوّ الشرف والنبل، واعتلى قمم المجد العالية، ورُتب الفخار السامية
القاسم أبو محمد، وإسماعيل، وإبراهيم، وعلي، وعبد الله، وموسى، ويحيى
أبو الحسين ، والحسن، والحسين، والقاسم. ومن البنات: أسماء وثلاث غيرها.
كان فقيها عالما بالأصول في التوحيد والعدل، وله كلام كثير في الفقه.
كان الإمام محمد المرتضى ملازما لأبيه الهادي منذ اللحظة الأولى في
مسيره إلى اليمن، وكان من أكبر وأشجع قواده الأشداء، يعتمد عليه في المهمات، ويوكل
إليه الجليل من الأمور، لمعرفته بحزمه وحكمته وشجاعته، وكان عند حسن ظن أبيه به في
كل المواقف والمهمات المنوطة به.
خاض كل المعارك الفاصلة مع أبيه الإمام الهادي إلى الحق، وأظهر بسالة
منقطعة النظير، رغم أنه شاب في ريعان الشباب.
خاض الإمام المرتضى مع أبيه معركة حامية الوطيس مع آل طريف، أصيب
المرتضى في تلك المعركة بحجر في رأسه فسقط من فرسه مغشيا عليه، ونفق فرسه هناك،
فتمكن جيش العدو من أسره، ومضوا به إلى صنعاء مع بعض أصحابه، وطافوا بهم في
الأسواق، ثم قيدوه بقيد ثقيل، ووضعوه في زنزانة انفرادية، حتى ضموا معه أحد
أصحابه، وتورمت رجله ورما شديدا بسبب القيد. وأقام في صنعاء محبوسا ثلاثة أشهر
وعشرة أيام، ثم نقل إلى بيت بوس.
وكان على اتصال دائم بأبيه الإمام الهادي، يراسله نثرا وشعرا.
وعظم الرزء على الإمام الهادي بأسر ولده المرتضى، فجادت قريحته بأعذب
القصائد آنذاك.
ونظم المرتضى في السجن أعذب القصائد الحماسية، التي يهزأ فيها بالقيود
ويتوعد الأعداء بمعارك فاصلة.
فمما قال المرتضى:
لا تكثروا إن قلبي ليس يُفزعه ... ثقل الحديد وحقِّ العز أجدادي
ما زرتكم بقنا الخطيّ من عنتٍ ... في يوم أتوه لو أوفوا بميعادي
لكن هَمدان خلونا وما حفِظوا ... لنا ذِمام رسول الله في النادي
ولو تناصفت الأبطال في جَددٍ ... ما كان عمرك رهطُ العبد أَندادي
تعزية المرتضى للناس في
الهادي:
لما توفي الهادي عليه السلام إلى رضوان الله تعالى، وعظم الخطب على
المسلمين بوفاته لنجوم القرامطة بأرض اليمن وتقوي أمرهم، كما قال بعضهم في مرثية
فيه عليه السلام.
كفى حَزَنا أنا فقدنا إمامنا ... على حين أمسينا نهاباً مقسما
على حين أمسى المشركون ... يرونا لهم فيّا حلالا ومغنما
فاجتمع الناس إلى المرتضى عليه السلام وقد كربهم الأمر، واشتد عليهم
الخطب، وأجهشوا بالبكاء، فلما سكتوا وسكتت أصواتهم، قال عليه السلام: جزاكم الله
من أهل محبة وولاية خيرا، ونعم الإمام كان لكم الهادي رضي الله عنه، الناصح لكم،
الحذر عليكم، كان والله حريصا على إرشادكم، طالبا لصلاحكم، مؤثرا لكم، حاملا لكم
على ما فيه نجاتكم، داعيا لكم إلى ما يقربكم إلى الله، زاجرا لكم بما يبعدكم منه،
حاكما فيكم بالعدل والقسط، لا تأخذه في الله لومة لائم، ولا عذل عاذل.
على مثله فليكثر البكاء والأحزان، والندم والحسرة والأشجان، ولكن
المرجع إلى الله عز وجل في جميع الأحوال، والعمل بالتوبة، والدعاء إليها والحث
عليها أولى بنا وبكم، ولنا ولكم، فيما نزل بنا من الأمر العظيم، وحلَّ بساحتنا من
الفادح الجسيم، أسوة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبالأئمة الماضين من
عترته، صلوات الله عليهم، فإنا لله وإنا إليه راجعون، رضاء بقضائه، وتسليماً
لأمره، والموت سبيل الأولين، وطريق الآخرين، وبذلك حكم على عباده رب العالمين،
وحتى يرث الله الأرض ومن عليها، وهو تبارك وتعالى خير الوارثين.
ثم بكى بكاء شديدا وأنشد يقول:
يُسهِّل ما ألقى من الوجد أنني ... مجاوره في داره اليوم أو غَدا
بيعته وإمامته:
ثم بايعه الناس غرة المحرم تسع وتسعين ومائتين، وأقام بصعدة وفي يده
بلد همدان وخولان ونجران، وأقام عليه السلام كذلك مُدَيدَة وسيّر جنوده لقتال
القرامطة، فقُتلوا في كل فج، واستقامت له الأمور.
اعتزاله الحكم:
آثر الإمام المرتضى التخلي عن الحكم سنة (299هـ)، وضرب مثلا فريدا،
ووقف موقفا لا نظير له بين مواقف حكام العرب والمسلمين عبر العصور، فإنه لما رأى
فساد المجتمع تذكَّر كلمة الهادي والده لما استقال وقال: والله لا أكون كالسراج
يحرق نفسه ليضيء غيره.
حتى كان يوم الخميس لإحدى وعشرين ليلة خلت من ذي القعدة من السنة
المذكورة، جمع وجوه العشائر قِبلَه، فعاب عليهم أشياء كرهها منهم، وعزم على
الاعتزال والتخلي من الأمر.
وقال عليه السلام في خطبة خطبها عند ذلك: ثم إنكم معاشر المسلمين
أقبلتم عليَّ عند وفاة الهادي عليه السلام، وأردتموني على قبول بيعتكم، فامتنعت
مما سألتموني، ودافعت بالأمر، ولم أوئسكم من إجابتكم إلى ما طلبتم مني، خوفا من
استيلاء القرمطي لعنه الله على بلادكم، وتعرضه للضعفاء والأيتام والأرامل منكم،
فأجريت أموركم على ما كان الهادي رضي الله عنه يجريها، ولم أتلبس بشيء من عرض
دنياكم، ولم أتناول قليلا ولا كثيرا من أموالكم.
وفاته:
توفي رضي الله عنه بصعدة حرسها الله سنة عشر وثلاثمائة، وله اثنتان
وثلاثون سنة، ودفن إلى جانب أبيه عليه السلام
1 - الأصول في العدل والتوحيد.
2 - أجوبة مسائل ابن مهدي. في أربعة أجزاء
3 - أجوبة مسائل ابن الناصر.
4- أجوبة مسائل عبد الله بن الحسن المفردة.
5 - أجوبة مسائل المعقلي. أجاب بها على عبد الله بن الحسن في مسائل
فقهية من الكتاب والسنة.
6 - الإرادة.
7 - كتاب المشيئة.
8 - الإيضاح مما سأل عنه الطبريون. (وهو في الفقه)
9 - كتاب البيوع
10 - كتاب التوبة.
11 - كتاب تفسير القرآن تسعة أجزاء.
12 - تفسير سورة الكهف.
13 - جواب ابن فضل القرمطي .
14 - الرد على الروافض.
15 - الرد على القرامطة اتباع علي بن الفضل .
16 - كتاب الرضاع .
17 - رسالة الإمام المرتضى إلى أهل طبرستان.
18 - الرسائل السبع المنتقاة وهي رسائل في الوصايا والتحذير من
اتباع الهوى كتبها إلى أحد مريديه.
19 - الشرح والبيان في تفسير القرآن .
20 - الغفلة.
21 – الفصل.
22 - فضائل أمير المؤمنين.
23 - كتاب (الفقه).
24 - مسائل الجائري.
25 - مسائل الطبريين خمسة أجزاء
26 - مسائل عبد الله بن سليمان.
27 - مسائل القدميين،
28 - مسائل المعقلي
29 - المغني على مذهب الناصر عليه السلام .
30 - كتاب المناهي.
31 - كتاب النبوة والإمامة.
32 - كتاب النوازل.