مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي:

من كتب الإسلام الأولى، وتراثه العريق؛ إذ عاش مؤلفه أواخر القرن الثاني وبداية القرن الثالث الهجري. والمجموع مجلدان، اشتمل على حوالي 30 كتابا ورسالة، في مختلف المعارف الإسلامية، ناقش فيها الإمام مختلف القضايا الساخنة في عصره، فرد على الفلاسفة، والملاحدة، والزنادقة، والديانات السماوية، والفرق الإسلامية، المشبهة المجسمة، والقدرية المجبرة، والرافضة، وغلاة الروافض، وتحدثت عن التوحيد، والعدل، والنبوة، والقرآن، والإمامة، والجهاد للظالمين، واشتملت على الحكم، والآداب، والزهد، والعظات، كما اشتملت على الطهارة والصلاة، ومسائل أخرى متفرقة.

أهمية الكتاب:

يعتبر مجموع الإمام القاسم الرسي واحدا من أهم وأعظم المصادر التي خدمت الفكر الإسلامي وبينت عظمته، وأبرزت محاسنه، ونافحت عنه، ودفعت شبه الفلاسفة والملحدين والمنحرفين، وفيه أبان الإمام القاسم عن عظمة القرآن وأهميته لحياة البشر وصلاح شؤونهم، وفيه الرد على ذلك الملحد الذي عجز عن إخراس وساوسه الكثير من علماء ذلك العصر، وفيه أيضا الرد على ضلالات النصارى والزنادقة كابن المقفع، وفيه قدم الإمام (ع) نموذجا فريدا في مجال تهذيب النفس، واكتساب معالي الأخلاق، ومحامد الخلال وزكاء الروح، وفيه أبان مسائل التوحيد والعدل والإمامة والهجرة عن الظالمين، وتحدث عن الناسخ والمنسوخ،

ولو لم يكن في هذا المجموع إلا خمسة كتب هي: الدليل الكبير، والدليل الصغير على معرفة الله، ومديح القرآن، والوافد على العالم، والمكنون، وسياسة النفس ــ لكان جديرا أن لا تخلو منه مكتبة عامة ولا خاصة.

هذه الكتب والرسائل تعطينا معلومات مهمة عن تطور الفكر الإسلامي، وتأثره، وتأثيره على الأفكار الأخرى، وترشدنا إلى طريقة علماء القرن الثاني والثالث الهجري في التعاطي مع الأفكار المخالفة، ومن وجهة نظر أهل البيت وبطريقتهم، كما تبين أهم الأفكار الساخنة التي شغلت ذلك العالم من العلماء.