الإمام الهادي الى الحق يحيى بن الحسين  

نسبه:

هو الإمام الهادي الى الحق القويم والداعي الى الصراط المستقيم أمير المؤمنين قاتل الملحدين مبيد الظالمين قاهر كل أفاك أثيم يحيى بن الحسين بن القاسم بن ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم صلوات الله أجمعين.

مولده:

ولد صلوات الله عليه في المدينة سنة 245هـ قبل موت جده الامام نجم ال الرسول القاسم بسنة واحدة ، وحين ولد حمل الى جده القاسم عليه السلام فوضعه في حجره المبارك وعوذه ودعا له ، ثم قال لابنه الحسين : بم سميته ؟

قال : يحيى .فبكى القاسم وقال : هو والله يحيى صاحب اليمن ، وانما قال ذلك لأخبار رويت بذكره .

 

صفته:

قال الامام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليه السلام : كان أسديا ، أنجل العينين ، غليظ الساعدين والعجز كالأسد.

 

نشأته:

ولد ونشأ في بيت العلم والطهارة والتقوى ومكارم الأخلاق ، فارتوى من معين العلم ، وتربى على العزة والحلم ، فأبوه هو السيد العالم الحافظ الجواد الحسين بن القاسم ، وجده هو الامام نجم ال الرسول القاسم بن ابراهيم ، وأمه هي الشريفة الفاضلة الطاهرة الزكية العابدة العالمة : أم الحسن بنت الحسن بن الامام محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .

 

بيعته وقيامه بالإمامة:

لما اشتهر أمره وطار صيته في الافاق ، وعرف فضله وكمال سيرته الخاص والعام ، بعث اليه أبو العتاهية -وهو من ملوك اليمن- ، فراسله وهو بالرس بأن يحضر اليمن ليبايعه ويسلم له الأمر .

وذلك بعد أن كانت اليمن تعج بالفوضى والفتن ، والأمراء ومشائخ العشائر يتناحرون فيما بينهم والأوضاع متردية، والسماء قد شحت بقطرها ، والناس حيارى لايرون حيلة ولا يهتدون سبيلا .

فقدم الامام الهادي اليمن بعد مراسلات واستجداء من أقيال اليمن ومشائخها ، وبعد أن توسطوا في ذلك بأبيه واعمامه ، فلما وصل اليمن سنة 284هـ وتسلم الأمر وبويع له بالإمامة والخلافة وإمرة المؤمنين وجرت الخطبة في المساجد باسمه

وحكم اليمن على أساس العدل والمساواة فلم يكن يقرب أحدا على احدا ولا يحابي أحدا على حساب أحد بل كانت سيرته كسيرة جديه النبي والوصي صلوات الله عليهما.

 

شجاعته:

أما شجاعته فمشهورة. فقد كان يحارب بنفسه ، قال أحد فرسانه : شهدت معه عليه السلام ثلاثا وسبعين وقعة مع القرامطة وكان يحارب بنفسه.

واذا قاتل قاتل على فارس يقال له أبو الحماحم ، ماكان يطيقه غيره من الدواب لا لسمن كان به فقد كان وسطا من الرجال ، ولكنه كان شديدا قويا ، وكان يعرف بالشديد.

قال [أي فارس الهادي] : ورأيته عليه السلام شال برمحه رجلا كان طعنه به عن فرسه ورفع فانثنى قضيب الرمح وانكسر.

وله عليه السلام ليلة تشبه ليلة الهرير لجده أمير المؤمنين عليه السلام في وادي المعمعة ، روي أنه قتل فيها بنفسه مائة رجل ، وقتل ولده المرتضى ما يدنوا من ذلك.

 

عدله وزهده وورعه:

قال عليه السلام : « يا أهل اليمن لكم علي ثلاث :

- أن أحكم فيكم بكتاب الله وسنة رسوله , وأن أقدمكم عند العطاء، وأتقدمكم عند اللقاء .ولي عليكم :، النصح، والطاعة ما أطعت الله.».

وقد أقسم في بعض مقاماته أنه لايغيب عنهم من رسول الله الا شخصه ان هم أطاعوه.

كان عليه السلام يقول : والله الذي لا اله الا هو ما أكلت مما جبيت من اليمن شيئا ولا شربت منه الماء.

وكان عليه السلام لايأكل ولا يقتات الا من ماله في الحجاز ؛ وكان شديد الزهد في الدنيا فكان عليه السلام يقول : ان هي الا سيرة علي أو النار.

 

درر من كلامه :

قال عليه السلام:

- أصل الخشية لله العلم ، وفرع الخشية لله الورع ، وفرع الورع الدين ، ونظام الدين محاسبة النفس ، وافة الورع تجويز المرء لنفسه الصغيرة من فعله.

- النعمة لا تتم لمن رزقها الا بشكر موليها ، ومن أغفل شكر الاحسان فقد استدعى لنفسه الحرمان ، ومن أراد أن لا تفارقه نعم الله ، فلا يفارق شكر الله.

- حصن الرأي التأني ، وافته العجلة ، الا عند بيان الفرصة.

- من أراد أن ينظر ما له عند الله ، فلينظر ما لله عنده.

- من فكر في عواقب فعله ، نجا من موبقات عمله .

- من اشتدت رغبته في الدنيا طلب لنفسه التأويلات ، وتقحم بلا شك في المهلكات ، وكان عند الله من أهل الخطيئات ، وصاحب الدنيا الراغب فيها كالحسود لا يستريح قلبه من الهم أبدا ، ولا يخلوا فكره من الهم أصلا ، ولو أعطي منها كل العطا.

 

وفاته:

بعد حياة حافلة بالعطاء والتضحية والبذل والجهاد والاجتهاد ، وبعد أن طهر أرض اليمن من الردى وأشاد منار الدين ، وعلم أهل اليمن السنن والأحكام ، وارتفعت باسمه الأعلام ، وأعاد لليمن روح الاسلام ؛ توفي شهيدا بالسم وعمره ثلاث وخمسين سنة ، ليلة الأحد لعشر بقين من ذي الحجة سنة ثمان وتسعين ومائتين ، ودفن يوم الاثنين في قبره الشريف مقابل محراب جامعه الذي أسسه بصعدة وامتلأت صعدة بالمصلين عليه ولما نعي خبر موته الى الإمام الناصر الأطروش بكى عليه وقال : اليوم انهد ركن الاسلام .

 

أولاده المعقبون:

الامام المرتضى محمد ، والامام الناصر أحمد ، والأمير الحسن.

 

مؤلفاته واثاره العلمية:

- كتاب الأحكام في الحلال والحرام

- كتاب المنتخب

- كتاب الفنون

-كتاب المزارعة

- كتاب أمهات الأولاد

- كتاب العهد

- كتاب تفسير القران

- كتاب معاني القران

- كتاب الفوائد

- مسائل نصارى نجران

- كتاب بوار القرامطة

- كتاب تثبيت الامامة

- كتاب الرضاع

- كتاب الجواب على الحسن بن محمد الحنفية.

 

 

الترجمة مختصرة من حياة الامام الهادي (ع ) في سطور ليوسف عبدالاله الضحياني