(3)
اللَّهُمَّ إني أسألكَ الثباتَ في الأمْرِ والعزيمةَ على الرُّشـْدِ والشـُّكـْرَ على نِعـَمِكَ وأسألكَ حُسْنَ عِبَادَتِكَ وأسألك من كـُلِّ خيرِ تعلمُ ولا أعلم وأسألك من نعمك وأعوذ بك من جَوْرِ كُـلِ جائِرٍ وظُلـْمِ كُـلِّ ظالِمٍ ومَكـْرِ كُلِّ ماكِرٍ وَحَسَدِ كـُلِّ حَاسِدٍ وكـَيـْدِ كـُلِّ كـَائـِدٍ وغـَدْرِ كـُلِّ غادرٍ وشـَمَاتـَةِ كـُلِّ كـَاشـِحٍ وتصرمات قهرك واضرب رقابهم واقطع أعناقهم وسطوات غضبك فاقصد هلاكهم وهلاك تدبيرهم ، وإياك أرجو ولايةَ الأخيار وإجابة الدعاء اللَّهُمَّ بك أصُولُ على الأعداءِ وإياك أرجو ولايةَ الأحباءِ والأقرباء والأولياءِ والأصدقاء فـَلـَكَ الحمدُ على ما لا أستطيعُ تعديدَهُ من عَوائِدِ فضلِكَ وعَوَارِفِ رزقِكَ وألوانِ ما أوليتني به من إِرْفـَادِكَ فإنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت المنشئ المنتشر الفـَاشِي في الخلق حَمْـدُكَ الباسِطُ بالجودِ يَدُكَ لا تـُضَادُّ في حُـكـْمِكَ ولا تـُنـَازَعُ في سـُلطَانِكَ ومُلكِكَ وأمرك ولا تـُشـَارَكُ في رُبـُوبـِيـَتـِكَ تملِكُ من الإنعامِ ما تشاء ولا يملكون منك إلا ما تـُريد ، اللَّهُمَّ أنت الـمـُـنـْعِمُ الـمُـفـَضِلُ القادِرُ الـمـُقـْتـَدِرُ القاهِرُ القهَارُ القدوُس الـمُـقـَدَّسُ في نور القدس تـَرَدَّيْـتَ بالعِـزِ والمجد والعُلا {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:87] وتأزَّرْتَ بالعَظـَمَةِ والكبرياءِ وتـَغـَشَّـيْتَ بالنُّور والضِّياءِ وتجَـلـَّـلتَ بالـمَهـَابَةِ والبهاءِ لك الـمَنُّ القـَديمُ والسلطانُ الشامخُ والـمُلـْكُ الباذِخُ والجُودُ الواسِعُ والقـُدْرَةُ الكامِلـَةُ الشاملةُ البالغةُ ، فـَلـَكَ الحمدُ على ما جعلتني من أمةِ محمد صلى الله وعلى آلهِ وسلم، وهو أفْضَلُ بني آدَمَ الذين أكَـــرمْـتـَهُـمْ وحَمَلـتـَهُم في البرِّ والبحرِ ورزقتهم من الطيبات وفضلتهـُم على كثير ممن خلقتهم من أهلها تفضيلاً ، وخلقتني وجعلتني سميعاً بصيراً صحيحاً سويَّاً سالماً معافاً ولم تُشْغلني بنـُقـصانٍ في بَدَني عن طاعَتـِك ولا بآفـَةٍ في جوارحِي عن خدمتك ولم تمنعني كـَرامَتـَكَ إيـِّاي وحُسـْنَ صَنِيْعِـكَ عندي وفـَضـْلَ مناجـِحـِكَ عليَّ و منايـِحـِكَ لديَّ وَنـَعـَمائِكَ عليَّ أنت الذي وْسـَعْـتَ عليَّ في الدنيا وفَضَّلْتَنِي علي كثيرٍ من خلقك تفـضيلاً فجعلتَ لي سَمعاً اسمعُ آياتِكَ وعقلاً يفهَمُ إيمانَكَ وبَصَراً يَرَى قـُدْرَتـَكَ وفؤاداً يعرفُ عَظـَمَتـَكَ وقلباً يعتقدُ توحيدَكَ فإني لِفـَضـْلِـكَ عَليَّ حامدٌ ولك نـَفـْسِي شاكرةٌ وبحقِكَ عليَّ شاهدةٌ أنـَّكَ حيٌّ قبل كُلِّ حيٍّ ، وحيٌّ بعد كُلِّ حيٍّ ، وحيٌّ بعد كل ميتٍ ، ثم كل شيءٍ فان وهالكُ إلا الله الواحد الحي القيوم ، وحيٌّ لم تـَرِثْ الحياةَ من حيٍّ ، ولم تقطَعْ خيرَكَ عني في كـُلِّ وقتٍ ، ولم تقطـَعْ رَجَائِي ولم تـُنـْزِل بي عقوباتِ النـِّـقـَـمِ ولم تـُغـَيِّر عليِّ وثائِـقَ النِّعـَمِ، ولم تمنع عني دقائِقَ العِـصَمِ والحكم ، فلو لم أذكـُرْ من إحسانِكَ إلا عَفـْوَكَ عنيّ والتوفيقَ لي والاستجابة لدُعَائي حين رغبت إليك بأنواع حوايج فقضيتها وحين رَفـَعْتُ صوتي ورأسي بتوحيدِكَ وتكبيرك وتهليلِكَ وتعظيمِكَ وتقديسك ، وإلا في تقديرِكَ خَلـْقِـي حين صَوَّرتني فأحسنتَ صُورَتِي، وإلا في قِسْمـَةِ الأرزاق حين قـَدَّرْتـَها لي لـَكانَ في ذلك ما يشغـَلُ فِكري عن شكريُ فكيف إذا فكـَّرتُ في النـِّعَمِ العظامِ التي أتقلبُ فيها ولا أبْـلـُغُ شـُكـْر شيءٍ مما أنعمت علي بها ، فلك الحمدُ عَدَدَ ما حَفِـظـَهُ عِلـمُـكَ ، وعَدَدَ ما وسِعَتـْهُ رَحْمَتـُكَ ، وعَدَدَ ما أحاطَـتْ به قـُدْرَتـُكَ وأضعَافَ ما تستوجِبُهُ من جميعِ خلقِكَ .
منتزع من كتاب مختارات من ذخائر الأذكار والإستغفار والصلاة على النبي المختار صلى الله عليه وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار