" أربعينية الحسين "
رشفني إقيانوس الأربعين المتعالي بكرامات الحسين ، الهائج بأمواج البشر التوّاقين ، الفوّاجة قلوباً وعقولاً حيث سفينة الناجين وقبلة العاشقين ،المتّقدة عشقاً ورؤىً خالدةً في العالمين ..
رشفني رشفةً أنبت في حناياي بذرةً أينعت تنبيهاً وتذكرةً بما تعلّمته واستوعبته ديناً قِيَما ..
إذ تعلّمتُ : أنّ الفكرة إنّما تُعقَل وتُمضى متى ما شخّصت الحاجة التي ينبغي أن تكون ؛ متى ما رسمت خارطةَ الطريق التي تُجلي غشاء العيون ، متى ما بيّنت بالأدلّة المتينة أنّنا من أين ، في أين ، إلى أين .. عبر الأدوات والآليّات القمينة .
إنّما الحواشي والاجتهادات الخاطئة وتضارب الآراء الهشّة ، هي التي تنتج الضبابيّة والتشويش وربما الردّة ، وتحول دون النموّ والعطاء حين تضيع في خضمّ تصارعها الفِكَرُ القيّمة الفذّة .. ذلك رغم وضوح الطريق وطهارة القيم السمحة ..
فاُصول الدين وفروعه كالشمس في رابعة النهار جليّةٌ ألِقَة :
ربّنا الله تبارك وتعالى ، الواحد الفرد الصمد ، الذي منه المبدأ وإليه المعاد ، الملك الحقّ العدل بارىء الخلق أجمعين ، نبيّنا محمّد خاتم الأنبياء والمرسلين ، فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين ، أئمّتنا إثنا عشر من المعصومين ، آخرهم حجّة الله الحيّ الغائب في الأرضين .. الحاضر بنوّابه الأربعة الخاصّين الماضين ثم نوّابه العامّين ، فقهاء الدين العاملين والمراجع المجتهدين في فروع الشرع المبين .
بهذا النظم والنهج نزحف فوق المكان والزمان ، نكتب التاريخ رغم مساعي الحذف والتضليل والترويع ، فإنّها كلّما أرهبت وأجحفت تكون قدغرست في أعماقنا جذوراً من التصميم باسقة الفروع والأغصان ، قاطفةً أطيب الثمار زاهيةَ الألوان .
لا نتمدّد بالترهيب والخداع والإغراء وسطوة السيف .. ولا ننكر ضرورة احتياجنا قوّة الردع وإقرار التوازن لرفع الظلم والحيف .
ننتشر بالفكرة الصائبة والقول السديد والفعل النابض والتقرير الفاعل والنتاج المعرفي الآسر .
نصنع من الضغط والحصار والآلام فرصَ الانطلاق والتحرّر والترويج لرسالة الحبّ والوئام والسعادة والسلام باحترام كرامة الإنسان وحرّيته في الحياة والانتخاب براحة خاطرٍ وأمان .
لم نُحذَفْ ونُنفَ فحسب ، بل بقينا أحياءً وصبرنا ، توسّعنا وترامت أطرافنا ، فأرغمْنا المناوئَ على الإذعان بوجودنا الباسق ونموّنا الزاهر وسموّنا الشاهق .
بحسابٍ : لسنا أقلّيّة ، فالأقلّيّة لها مواصفاتها التي لاتنطبق علينا من حيث الضعف والخفوت والتقوقع والخوف والسكوت .. فنحن أقوياء بنهجنا وديننا وثقافتنا وأخلاقنا ، بماضينا وآننا وغدنا ، بحضورنا ونتاجنا ، بمراجعناوعلمائنا ورموزنا ونخبنا وأخيارنا ، بمسيراتنا وتجمعّاتنا السلمية الميليونية المشرئبّة لها أعناق الدانين والنائين عنّا ..
نحن الأكثريّة لمّا اخترقنا القلوب والعقول وغزونا الذهن والشعور بالعشق والحوار والإيمان ، بمزيدٍ من الوثوق والاطمئنان .
بحسابٍ : نحن القلّة ولاخجل منها ولاهي بالمنقصة المُذِلّة ؛ فإنّها الممدوحة في القرآن الكريم دون الكثرة المذمومة في محكم الكتاب العظيم .
إذن نحن الكثرة والقلّة بميزانٍ لا يخفى على اللبيب الفهيم .
نمتلك الجرأة والشهامة والشجاعة في تعيين ونقد موارد الخلل والنقص والفجوات والأخطاء التي وقعنا ونقع بها في سالف الأيّام وحاضرها في شتّى أروقة الحياة ومضاميرها ؛ طوراً بفعل اجتهاداتٍ وسلوكيّات وأعمال افتقرت الضبط والعمق والتحقيق ؛ وطوراً بفعل العاطفة والأحاسيس الفوّارة والتهوّرات المراهقة بلا تريّثٍ وتدقيق ، ترانا نجدها - بالمراجعة والفحص والاستقراء والمقارنة والتحليل والاستنتاج - لاتمتّ بأيّة صلةٍ إلى اُصول الدين والنهج الحقيق .
ننشد الحوار الذاتي - الذاتي ، فهو السبيل الأنجع للوقوف على عين الإشكال وتشخيصه ثم تطويقه واستخدام الأدوات المعرفية في معالجته وحلّه ، وهذا مايفتح الآفاق الرحبة نحو حوارٍ بشريٍّ - بشريٍّ شامل لإيجاد وصياغة الاُسس المشتركة التي تأخذ حيث فضاءات بناء الإنسان الكامل .
لاشعارات فارغة ولابروباغندا رخيصة ولاديماغوجية خادعة ولا ادّعاءاتٌ خيالية ، إنّها عين الحقيقة الخالية من أدوات السرديّة الإسقاطيّة والتزييفات التاريخية والتلقينات الاستباقية .. إنّما بالمعرفة ومناهجها السليمة ندعو للحوار والبحث أنّى استدعت الحاجة والضرورة .
... رشفني إقيانوس الأربعين الحسيني بتذكرةٍ رمتُ الإفصاح عنها لكم أحبّتي ، كوننا نتشاطر الأفراح والأتراح ، ونغترف من ذات النمير الفيّاض ، فحريٌّ بنا أن تتلاقح بنا الآراء الواعية لنحصل على الحلول السامية ، ولاسيّما أنتم يا من سافرتم بأجسامكم ، بأرواحكم ، بضمائركم ، بقلوبكم ، بأفكاركم ... يا من سرتم مسيرة العشق و السلام إلى محبوب الربّ والأنام ، إلى كعبة العشق والولاء ، كربلاء العزّ والإباء ، معقل الرؤى والبصائر الغنّاء ... إلى حيث يشمخ الخلود ويتسرمد بحسين الأرض والسماء .
رشفني إقيانوس الأربعين المتعالي بكرامات الحسين ، الهائج بأمواج البشر التوّاقين ، الفوّاجة قلوباً وعقولاً حيث سفينة الناجين وقبلة العاشقين ،المتّقدة عشقاً ورؤىً خالدةً في العالمين ..
رشفني رشفةً أنبت في حناياي بذرةً أينعت تنبيهاً وتذكرةً بما تعلّمته واستوعبته ديناً قِيَما ..
إذ تعلّمتُ : أنّ الفكرة إنّما تُعقَل وتُمضى متى ما شخّصت الحاجة التي ينبغي أن تكون ؛ متى ما رسمت خارطةَ الطريق التي تُجلي غشاء العيون ، متى ما بيّنت بالأدلّة المتينة أنّنا من أين ، في أين ، إلى أين .. عبر الأدوات والآليّات القمينة .
إنّما الحواشي والاجتهادات الخاطئة وتضارب الآراء الهشّة ، هي التي تنتج الضبابيّة والتشويش وربما الردّة ، وتحول دون النموّ والعطاء حين تضيع في خضمّ تصارعها الفِكَرُ القيّمة الفذّة .. ذلك رغم وضوح الطريق وطهارة القيم السمحة ..
فاُصول الدين وفروعه كالشمس في رابعة النهار جليّةٌ ألِقَة :
ربّنا الله تبارك وتعالى ، الواحد الفرد الصمد ، الذي منه المبدأ وإليه المعاد ، الملك الحقّ العدل بارىء الخلق أجمعين ، نبيّنا محمّد خاتم الأنبياء والمرسلين ، فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين ، أئمّتنا إثنا عشر من المعصومين ، آخرهم حجّة الله الحيّ الغائب في الأرضين .. الحاضر بنوّابه الأربعة الخاصّين الماضين ثم نوّابه العامّين ، فقهاء الدين العاملين والمراجع المجتهدين في فروع الشرع المبين .
بهذا النظم والنهج نزحف فوق المكان والزمان ، نكتب التاريخ رغم مساعي الحذف والتضليل والترويع ، فإنّها كلّما أرهبت وأجحفت تكون قدغرست في أعماقنا جذوراً من التصميم باسقة الفروع والأغصان ، قاطفةً أطيب الثمار زاهيةَ الألوان .
لا نتمدّد بالترهيب والخداع والإغراء وسطوة السيف .. ولا ننكر ضرورة احتياجنا قوّة الردع وإقرار التوازن لرفع الظلم والحيف .
ننتشر بالفكرة الصائبة والقول السديد والفعل النابض والتقرير الفاعل والنتاج المعرفي الآسر .
نصنع من الضغط والحصار والآلام فرصَ الانطلاق والتحرّر والترويج لرسالة الحبّ والوئام والسعادة والسلام باحترام كرامة الإنسان وحرّيته في الحياة والانتخاب براحة خاطرٍ وأمان .
لم نُحذَفْ ونُنفَ فحسب ، بل بقينا أحياءً وصبرنا ، توسّعنا وترامت أطرافنا ، فأرغمْنا المناوئَ على الإذعان بوجودنا الباسق ونموّنا الزاهر وسموّنا الشاهق .
بحسابٍ : لسنا أقلّيّة ، فالأقلّيّة لها مواصفاتها التي لاتنطبق علينا من حيث الضعف والخفوت والتقوقع والخوف والسكوت .. فنحن أقوياء بنهجنا وديننا وثقافتنا وأخلاقنا ، بماضينا وآننا وغدنا ، بحضورنا ونتاجنا ، بمراجعناوعلمائنا ورموزنا ونخبنا وأخيارنا ، بمسيراتنا وتجمعّاتنا السلمية الميليونية المشرئبّة لها أعناق الدانين والنائين عنّا ..
نحن الأكثريّة لمّا اخترقنا القلوب والعقول وغزونا الذهن والشعور بالعشق والحوار والإيمان ، بمزيدٍ من الوثوق والاطمئنان .
بحسابٍ : نحن القلّة ولاخجل منها ولاهي بالمنقصة المُذِلّة ؛ فإنّها الممدوحة في القرآن الكريم دون الكثرة المذمومة في محكم الكتاب العظيم .
إذن نحن الكثرة والقلّة بميزانٍ لا يخفى على اللبيب الفهيم .
نمتلك الجرأة والشهامة والشجاعة في تعيين ونقد موارد الخلل والنقص والفجوات والأخطاء التي وقعنا ونقع بها في سالف الأيّام وحاضرها في شتّى أروقة الحياة ومضاميرها ؛ طوراً بفعل اجتهاداتٍ وسلوكيّات وأعمال افتقرت الضبط والعمق والتحقيق ؛ وطوراً بفعل العاطفة والأحاسيس الفوّارة والتهوّرات المراهقة بلا تريّثٍ وتدقيق ، ترانا نجدها - بالمراجعة والفحص والاستقراء والمقارنة والتحليل والاستنتاج - لاتمتّ بأيّة صلةٍ إلى اُصول الدين والنهج الحقيق .
ننشد الحوار الذاتي - الذاتي ، فهو السبيل الأنجع للوقوف على عين الإشكال وتشخيصه ثم تطويقه واستخدام الأدوات المعرفية في معالجته وحلّه ، وهذا مايفتح الآفاق الرحبة نحو حوارٍ بشريٍّ - بشريٍّ شامل لإيجاد وصياغة الاُسس المشتركة التي تأخذ حيث فضاءات بناء الإنسان الكامل .
لاشعارات فارغة ولابروباغندا رخيصة ولاديماغوجية خادعة ولا ادّعاءاتٌ خيالية ، إنّها عين الحقيقة الخالية من أدوات السرديّة الإسقاطيّة والتزييفات التاريخية والتلقينات الاستباقية .. إنّما بالمعرفة ومناهجها السليمة ندعو للحوار والبحث أنّى استدعت الحاجة والضرورة .
... رشفني إقيانوس الأربعين الحسيني بتذكرةٍ رمتُ الإفصاح عنها لكم أحبّتي ، كوننا نتشاطر الأفراح والأتراح ، ونغترف من ذات النمير الفيّاض ، فحريٌّ بنا أن تتلاقح بنا الآراء الواعية لنحصل على الحلول السامية ، ولاسيّما أنتم يا من سافرتم بأجسامكم ، بأرواحكم ، بضمائركم ، بقلوبكم ، بأفكاركم ... يا من سرتم مسيرة العشق و السلام إلى محبوب الربّ والأنام ، إلى كعبة العشق والولاء ، كربلاء العزّ والإباء ، معقل الرؤى والبصائر الغنّاء ... إلى حيث يشمخ الخلود ويتسرمد بحسين الأرض والسماء .
