هل نحن مؤمنون ؟
هل عباداتنا ومعاملاتنا وطقوسنا باعتقادٍ ووعيٍ وشوق ؟
هل يحبّ بعضنا البعض ؟
أين منّا الآخرون ؟
هل يكرهنا الآخرون ؟
هل نحن واقعيّون؟
هل نحن أخلاقيّون ومبدئيّون ؟
هل نحن خرافيّون ؟
هل نحن تعبّديّون منغلقون ؟
هل المكان والزمان لهما أثرٌ فينا ؟
هل العقلانية عدوٌّ لنا ؟
وهكذا تطول قائمة التساؤلات التي تظلّ تبحث عن جوابٍ علميٍّ استدلالي .
لانروم بثّ روح اليأس والقنوط في النفوس ، إنّما هو مجرّد اقتراح لمراجعة الذات بخاصّها وعامّها مراجعةً معرفية لأجل أن نقف على مناطق النقص والخلل والفراغ فنعمل على معالجتها بالسبل المنهجية المطلوبة.
لقد غلبتنا مقولة : مصالح دائمة لاعلاقات دائمة ، وهيمنت على مسالك حياتنا ، مثلما هيمنت علينا التخندقات والاصطفافات والرغبات بشتّى صورها وأشكالها ، فضاعت الحقوق وسُحقت القيم ، وعلا شأن الصنمية والببغائية والحربائية ، وألِق نجم الاستبداد أكثر فأكثر .
قتلتنا الأحساب والأنساب وأوهام القبيلة والرغبة المراهقة والصِّبْيَة المتمشيخة والمَشيَخة المتصابية وشهوة الأنا ؛ إذ شلّت في أغلبنا ثقة الإبداع وخيّبت أمل التغيير إلى حالٍ أفضل وأرقى ، بل جنينا على أنفسنا بأيدينا حين صنعنا "كاريزما " لمصاديقَ هي أبعد من أن تكون كاريزما ، وبصقنا بوجوهٍ هي أشرف وأنبل من أن تُهان وتُقصى ، وأهملنا أخياراً ياليتنا لم نهملهم أبدا ، وجهلنا قدرَ أُناسٍ لاينفعنا الندم بعدها ..فهذا هو حالنا وحال رؤانا وأحلامنا التي لاتتجاوز حيّز ذواتنا ، ناهيك عن أضيق بقعةٍ وزمنٍ يضمّانا .. بينا الذي ندّعي الإنضواء تحت لوائه لأمرٌ عظيم ، أمرٌ جاء ليشمخ بالإنسانية نحو الرتب العالية والمقاصد الغالية ، ويبحر بها حيث برّ الأمان الأبدي وساحل الاطمئنان السرمدي .