" محنة المقدَّس "
حين يغدو كلّ شيء مقدَّساً وتشتبك الخطوط الحمراء بغيرها وتضيع الضوابط والموازين والملاكات فمن هنا يعلو الاستبداد وينتشر الانحراف ويستشري الفساد وترتفع أسهم الغلوّ وأسواق الخرافات ، ولا خيارَ للمكمَّم من الأفكار والأفواه والأقلام سوى تحيّن فرصة الدلو بمبتور الرأي لا بالتمام ؛ خشيةَ سوط " المقدَّس الوهمي " الذي لايتوانى عن إنزال أنواع العقوبات بأنسب الأوقات . ناهيك عن هذا المُداهِن المتزلِّف المتلوِّن المصنِّم الذي يريق في إناء سيّده ومولاه بما فوق السعة والأحجام ، فيزداد " المقدَّس الوهمي" غطرسةً وفساداً وضلالاً ولا مِن رادعٍ ولا مُليم ، كما يزداد " المقدَّس الحقيقي " تمسّكاً بصمت العارف الحكيم وسكون المؤمن اللبيب وكياسة الفطن العليم .