مكتبة المجلسي ودارالتراث

تحقيق مختصر حول قبر شريفة بنت الحسن:
هذا ماكتبته على من سألني عن قبر شريفة بنت الحسن ، وهو جواب مختصر :
١- أن احترام القبور وتعظيمها يستند على الشهرة البلدية المتسالمة من عصر صاحب القبر وليوم الناس هذا، وقبرنا هذا خال من التسالم.
٢- عدم وجود ذكر لها ولقبرها في كتب الأنساب ، ونسبتها للإمام الحسن ع هو من الشطط والكذب والظلم عليه، وأولاد الإمام الحسن عليه السلام حصر عددهم، وأسماءهم - أسماء الكثير منهم - فلماذا نقبل بزيادتهم بعد ١٣٠٠ سنة، علما أن كتب الأنساب لا تخلو من ذكر الأناث وخصوصا للمشاهير من آل محمد ص.
٣- لم يذكر القبر أحد من المؤرخين ولم يشر إليه الرحالة على كثرتهم.
٤- لم يذكر اسمها وقبرها المحدثين والرجاليين وأهل التراجم.
٥- الكرامات الصادرة ليس بحجة، فهذا قبر النبي وأوصيائه عليهم الصلاة والسلام خالية في بعض الأوقات من الكرامة لحكمة أنها لو استمرت أمد الدهر لاتخذها الناس أربابا من دون الله تعالى.
٦- الذين يروجون لهذا القبر هم ليسوا من أهل التحقيق والتدقيق, وإلا هذا الفن له أهله.
٧-ظهوره وبهذه القوة الآن لا يخلو من ريبة ويذكرني بالقبر الذي ظهر أيام الطاغية بعنوان أحمد بن الحسن خلف المعهد الزراعي في النجف الأشرف وتكالب الناس عليه في ذاك الوقت واليوم أصبح مزارا له قبة وصحنا وما شاء الله وصار واقع وحقيقة فكيف تكذبه بعد للأجيال. القادمة.
٨- أتعجب من المؤمنين كبيرهم وصغيرهم وأنا أعرف نواياهم الحسنة كيف يزورون من لا يعرفون ، راجعوا ماذكره علماؤنا وما كتبوه في باب زيارة أبناء الأئمة فقد وضعوا ميزانا خاصا لزيارة من قبره معروف, فكيف بمن لا يعرف قبره.
٩- كثرة وجود بنات الإمام الحسن ع في بلاد الشيعة تدعم القول الباطل المكذوب على أمير المؤمنين ع أنه لا تزوجوا ولدي الحسن فإنه مطلاق.
١٠- عدم سؤال الناس من أهل العلم والرجوع إليهم في الصغيرة والكبيرة يؤلم ويجعلنا نشرق ونغرب في حركاتنا وسكناتنا.
١١- ما الذي يجعلنا نتخلف عن قبور الأئمة المعصومين وأولادهم الكرماء الثابتة من سالف الدهر.
١٢- وأما حديث الكرامات فهل يعني أن قبور أئمة البقيع والعسكريين صلوات الله عليهم تسقط عن الاعتبار لعدم وجود الكرامات فيها, وكلكم يعرف العامل النفسي فهو يجعلك ملكا ويجعلك طريح الفراش.، هذا ومن الصعب تصديق جلها ولابد من التحقيق عن صياغتها وترويجها حتى يعرف من المستفيد من ذلك، علما إننا لا ننكر الكرامات ممن جرى ذكره وصح قبره فنحن نتعبد بالنص ولا نتعبد بما لا نص فيه.
١٣- أتأسف لزيارة بعض طلبة العلم لهذا القبر فاتخذ البعض زيارتهم موثقا فيه صحة إثبات القبر وأذكرهم أن العلامة السيد محمد مهدي بحر العلوم قده كان لا يزور القبر الذي لا يعرفه بحسب ماذكره الشيخ النوري في كتابه دار السلام وكذلك الشيخ النوري قده كان يفعل ذلك كما ذكره هو رحمه الله في كتابه اللؤلؤ والمرجان وليقرأوا حفظهم الله تعالى وسدد رميتهم ماكتبه الشيخ عباس القمي في كتابه مفاتيح الجنان بعد زيارة وارث بعنوان ( الدس في زيارة وارث).
وأنا وللأسف بعد هذا أعرف أمكنة منذ ألف سنة مذكورة وهي الآن مهدمة وغير معترف بها في الأوقاف بينما يكون الاهتمام بقبور جعلية غير مذكورة في المصادر.
وللحديث شجون وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أحمد علي الحلي