مكتبة المجلسي ودارالتراث

من عينتيني حبيبي😊

المشاريع العلمية الجادة بنحوين:

# إما تدشن سؤالاً مركزياً.

# أو تدشن جواباً مركزياً.

وما خلا هذين = المشروع هامشي!

شخصياً لي مشروع كبير، ومشاريع صغيرة، وهذه عديدة، تجيء في سياق التخصص البحت، أرجو قبولها لدى المعنيين، وآمل رواجها عند المهتمين.

المشروع الكبير باختصار:

تثار أسئلة محورية حول كتاب (بصائر الدرجات) تأليف الشيخ محمد بن الحسن الصفار، المتوفى سنة ٢٩٠هـ.ق، ضمن أربعة إطارات ..

١- شخصية مصنفه.
٢- موارد الكتاب.
٣- نسخه ومخطوطاته.
٤- الطرق إليه.

عبر منهجية علمية أحاول الإجابة عن تلكم الأسئلة، لا بشكل كلاسيكي، إنما أقترح أطروحة جديدة، تعتمد الفحص العميق والتنقيب الدقيق، فيما ورثناه من نسخ للكتاب، وفيما تلقيناه من أسناده وطرقه، وفيما انتهى إلينا عن مؤلفه، وفيما بلغنا من متونه وموارده.

المنهجية قوامها:

- تحصيل كافة نسخ الكتاب، من جميع مكتبات العالم - شرقه وغربه - ثم نقدها ومحاكمتها، للخلوص منها بأهمها، ومن بعد = إشراكها في خدمة الجواب عن سؤال (النسخ) لماذا لم تعرف إلا في القرون المتأخرة؟ وهل الكتاب نسختان صغرى وكبرى؟ وكذلك إشراكها في إخراج الكتاب على أوثق وأثبت وأضبط وأتقن وأدق نسخه الواصلة إلينا.

- تجميع كل ما قيل حول المؤلف - بكل اللغات، بكل الأبحاث - بغية دراسة شخصيته من وإلى، للإجابة على سؤال (الشخصية) هل الصفار مغالٍ؟ وما مدى تأثيره في صياغة المعارف العقدية؟ ودراسته تشمل: عصره وبيئته وأسرته ونشأته وثقافته وأساتذته وتلامذته وزملاءه ونشاطه ورحلاته وتراثه إلخ.

- معرفة مصادر الكتاب من أهم ما يكشف عن شخصية المؤلف العلمية، والتنبه لهذي المهمة يساهم في تبين الحقيقة، وللأسف لا يلتفت لها كثير من الباحثين - لأسباب ما - لذلك حاولتُ ملاحقة مراجع المؤلف في جميع الكتب التراثية، لأجل إجابة سؤال (الموارد) ما هي في كتابه؟ وما مستواها العلمي؟ فكشفتُ عنها بجلاء، وأوضحتُ أنها مشتهرة منتشرة بين العلماء، ولم ينفرد المؤلف بموادها.

- استقراء عامة الطرق والأسانيد الناقلة للكتاب، وتشريحها بالمشرط الرجالي الدرائي، بهدف إجابة سؤال (الأسناد) من رواه لنا؟ ولماذا في سنده خدش؟ ولم تحاشاه الشيخ ابن الوليد؟ وقد ناقشتُ الإشكاليات، وبرهنتُ على اتصال الطريق واعتباره، واكتشفتُ للكتاب سنداً جديداً قوياً لم يذكر في الفهرستات والمشيخات.

وحتى أمزج النظري بالتطبيقي استعرضتُ مشروعي بخدمة بعض أعلام الحوزة - بينهم مراجع تقليد - فحظي برضاهم ودعمهم ولله الحمد .. واشتغلتُ بخدمة الكتاب منذ عشر سنوات وما زلتُ، وقد عانيتُ وكابدتُ ببذل الجهد والوقت والمال ما الله به أعلم، وسيخرج - بالمشيئة الإلهية - زهاء خمس مجلدات ضخمة فخمة، تبنت طباعته مؤسسة علمية محترمة، مع محاولة الإجابة عن كافة الإشكاليات المثارة، مخرجاً لنصوصه، معزواً لشواهده، مقيماً لأخباره، مترجماً لأعلامه، معرفاً لأماكنه، شارحاً لغريبه، مفهرساً لمطالبه، سارداً لمصادره، مخدوماً بأحلى وأجمل ما يستطيعه متواضع مثلي.