قناة

مكتبة المجلسي ودارالتراث

مكتبة المجلسي ودارالتراث
362
عددالاعضاء
6,720
Links
2,743
Files
2,161
Videos
20,385
Photo
وصف القناة
"گعده گاه اهل تراث"
هم اکنون در کانال قرآن برنامه ای در باب کتابخانه آیت الله مرعشی و نسخه های آن در حال پخش است ـ
آیت الله مرعشی در حال صحبت در باب قرآن کتابخانه مرعشی است ـ
نسخه تاریخ بلعمی در کتابخانه کنگره آمریکا 👆
🔻🔺🔻🔺🔻🔺🔻🔺🔻🔺 🔴 *مسلم بن عقيل وأوﻻده، وأم
بوركت سيدنا العزيز، وبوركت روحك الطيبة، وحروفك الجميلة، وجهودك المقدرة في خدمة التراث.
وأسأل الله تعالى المزيد من العطاء في سبيل خدمة المذهب.

وأهلاً ومرحباً بك أخاً كريماً وباحثاً قديراً .🌹💐
بسم الله الرحمن الرحيم
التوضيحُ الجليّ في تاريخ قبر عون بن عليّ - رضي الله عنه -
الواقع في محافظة بابل/ قضاء الهاشميّة/ناحية المدحتيّة (الحمزة الغربيّ)/ قرية الباشيّة.
لا يخفى على المتتبع الخبير ما للمراقد والآثار المنسوبة إلى العترة الطاهرة من أهمية بالغة في نفوس الشيعة الإماميّة الاثني عشريّة - أنارَ اللهُ بُرهانَهم - خاصّة، والمسلمين عامّة، واليوم نحن بين يدي أثرٍ قديمٍ من تلك الآثار الجليلة، يستحقُّ التعظيمَ والتبجيل مِن قِبَل الناس عامّة والزائرين له بالخصوص، ألا وهو قبر عون بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام) - على ما اشتهر بين الناس قديمًا وحديثًا -، وإنّي اطّلعتُ بحكم عملي في تحقيق النصوص على أقدم مَن ذَكَرَ هذا القبر قبل (360) سنة أو أكثر - وسيأتي ذكرُ قول من ذكره -، كما أنّ القبّة الداخليّة للمرقد من الأعلى تدلّ على قِدَم بنائِها الذي يعود تاريخه إلى سبعة قرون أو أكثر، وإليك أقوال من ذكره:
1. مرتضى آل نظمي زاده البغداديّ (1033- 1136هـ)، صاحب كتاب (كلشن خلفاء)، في كتابه (تذكرة الأولياء في تراجم الأئمّة والمتصوّفة والزهّاد، وما جاورها من البلدان)، المؤلَّف في سنة 1077هـ، والمطبوع عدّة مرّات أصلُه ومنتخبُه، بتحقيق الدكتور حميد مجيد هدو، قال في الصفحة 349 ما نصّه: « عون بن عليّ بن أبي طالب، ذو الفضل الجليّ، والشرف البهيّ، عون بن عليّ - رضي الله عنه -، وكونه فرع شجرة الولاية فبهذا مقنع عن المديح وكفاية، ومرقده من ناحية بغداد في قرية تسمّى الباشيّة من مقاطعة القدس، ومقامه هناك مشهور يُزار ويُتبرّك به - رضي الله عنه - ».
وقوله: «إنّ مرقدَهُ من ناحية بغداد» لا ريبَ فيه؛ إذ أنّ الحلّة كانت حينها قصبة تابعة لبغداد، والباشيّة قرية من أعمال الحلّة.
وقد وَرَدَ ذِكر المرقد في قرار التسوية، في المادة (21) الرقم (29) لسنة 1938م حسب خارطة الكادسترو أنّه في مقاطعة العلّاق والباشيّة والقدس المرقمّة (7)، ورقم القطعة (35) من أعمال ناحية المدحتيّة.
2.وذَكرَهُ مرتضى آل نظمي زاده البغداديّ أيضًا في كتابه (جامع الأنوار في مناقب الأخيار) المؤلَّف باللّغة التركيّة، وقد رأيتُ نسخةً منه في مخطوطات بيت الحكمة في بغداد ومصوّرته في مكتبة الروضة العبّاسيّة المقدّسة، وقد عرّبه حرفيًّا أحمد بن حامد فخري زاده الموصليّ (ت 1185هـ)، وتوجد نسخة من تعريبه في مكتبة الأوقاف في الموصل، كما في فهرس المكتبة (1/182)، وقد عرَّبه وهذَّبه وزادَ عليه صفاء الدين عيسى بن جلال الدين موسى البندنيجي القادريّ (ت 1283هـ)، وسيأتي ذكرُ قوله في المرقد.
3. الشيخ مصطفى الصديقيّ الخلوتيّ الدمشقيّ (ت 1162هـ) في رحلته المسمّاة (كشط الصدأ وغسل الران في زيارة العراق وما والاها من البلدان)، التي كانت في سنة 1139هـ، والمطبوعة بعنوان (الرحلة العراقيّة) بتحقيق السيّد ميعاد شرف الدين الكيلانيّ، الذي حَذَفَ كثيرًا من نصوصِها !!؛ ولذا اعتمدنا مصوّرةَ الأصلِ الموجودةَ في المجمع العلميّ العراقيّ ببغداد. قال في الصفحة (98-99) ما نصّه: « ..إلى أن وصلنا ضحوةَ النهار حسكا، والتقى الشطّانِ لديها وبتنا بها، والخرابُ قد استولى عليها، ثمّ سِرنا منها إلى دوحة العَون، راجينَ مِن مَنِّ اللهِ العَونَ، وهو على ما يُقالُ أحدُ أولاد سيّدي عليّ بطل الأبطال - رضي الله تعالى عنهما ونفعنا بهما -، وقلت:
يا عونُ كُن عَونَ مَن وافى حِماكَ على ظهرِ الفراتِ لِيُسقى مِن حميّاكا
يا نجلَ حيدرَةَ الرّاقي السِّماكَ عَلا جُدْ بالشّفاعَةِ لي، مَولاكَ رَقّاكا
قد طالَ شَوقي وقَدرُ الحُبِّ فيكَ غَلا فاسمَحْ بِصَرفِ طَلا يدني مُعتَلاكا
ثم سِرنا إلى اللّيل نَتَرامى جَوًى على العَواذِل إلى أن وصلنا إلى العَوادِل، ومنها في الصباح سرينا ومنتصفَ النهارِ على قرية يُقال لها القدس.. ».
4. الشيخ ياسين خير الله العمريّ الخطيب الموصليّ (1157- 1237هـ) في كتابه (غاية المرام في تاريخ محاسن بغداد دار السلام)، المؤلَّف قبل سنة 1220هـ، والمطبوع بتقديم واعتناء الأستاذ سامي عبد الله باشعالم العمري، قال في الصفحة 35 ما نصّه: « مرقد عون ابن الإمام عليّ - رضي الله عنه - في قرية باشيّة من أعمال بغداد »، وَذُكر نفسُ النصّ في كتاب (تاريخ محاسن بغداد) و هو تهذيبٌ لكتاب (غاية المرام في تاريخ محاسن بغداد دار السلام) - سابق الذكر - هذّبه وحقّقه السيّد ميعاد شرف الدين الكيلانيّ البغداديّ.
5. صفاء الدين عيسى بن جلال الدين موسى البندنيجي القادريّ (حدود 1203- 1283هـ) في كتابه (جامع الأنوار في مناقب الأخيار، تراجم الوجوه والأعيان المدفونين في بغداد وما جاورها من البلاد) المؤلَّف في سنة 1077هـ، والمطبوع عدّة مرات بتحقيق أسامة ناصر النقشبدي ومهدي عبد الحسين النجم، قال في الصفحة 581 ما نصّه: « عون بن عليّ بن أبي طالب، ومنهم: عون بن عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنهما - ، قال المؤلِّف: يُغني عن تعريفِه، وبيانِ توصيفِه، كونُه درّةَ صَدَفِ ذلك الب
حر الزاخِر، وأنّه جوهرُ ذلك المعدن الحاوي لأشرف الجواهر، ومدفنُه بأخبار الأخيار في قرية الباشيّة، من قرى بغداد، يُتبرك به ويزار».
6. المعلّم نابليون بن ميخائيل الماريني (ت 1344هـ) في كتابه (تنزه العباد في مدينة بغداد)، المؤلَّف في سنة 1887م، والمطبوع عدّة طبعات، منها سنة 1887م في لبنان، ومنها حديثًا بتحقيق د. باسم عبّود الياسريّ، في الصفحة 134 بعنوان ( عون بن عليّ بن أبي طالب) وخَلَطَ محقّقُ الكتاب الياسريُّ في أمره في الهامش.
وقد ذُكِرَ في الكتب الحديثةِ، ومنها:
7.تاريخ أعيان البلاد المدفونين من بني هاشم ببغداد، تأليف: جميل إبراهيم حبيب، ص 9.
8.الدرّة البهيّة في تاريخ المدحتيّة، تأليف: عبد الرضا عوض، ص16.
كما أن هذه المصادر قد ذكرت قبر علي بن الحسين الذي في المحاويل، والقاسم بن موسى بن جعفر عليهما السلام، والحمزة (أبا يعلى)، وغيرها من المراقد المعروفة والمشهورة، وهذا ممّا يدلّ على شهرته آنذاك، بقرينة ما ذكر من مراقد معظّمة.
زرتُ هذا المرقدَ الطاهرَ مِرارًا وتكرارًا - من سنة 1430هـ وإلى يوم الناس هذا -، ورأيتُ الزائرين يعتقدون به أيَّما اعتقاد، وأنّه بابٌ من أبواب التوسّل إلى الله تعالى في قضاء حوائجهم، وفي أيّام ثورة العشرين سنة1920م تعرّضت المدحتيّة إلى قصفٍ بقنابل الإنكليز، ثمّ سرى القصفُ إلى الباشيّة، فكانت القنابلُ تنحرفُ يمينًا ويسارًا بعيدًا عن المرقد والنّاس فلم تصبهم بأذًى، ولذا لُقِّبَ بـ(شَمّار الدان). وقد كتبتُ عنه رسالةً قبل عَقد من الزمان بعنوان (القولُ الجليّ في قبر عون بن عليّ) ولم تُنشر، وبياناً حولَ تاريخ المرقد بتاريخ(4/جمادى الآخرة/سنة 1433هـ).
ويمتاز سَدَنتُه بطيب الخُلُق والكرم واحترام الزائر، والقائمُ على أمانةِ المرقد الخاص في زماننا هذا مهدي نعمان هادي الخاقاني. وقد هُدّم المرقدُ لغرض إعماره بتاريخ 6/7/ 2014م لغرض إعماره وما زال قيد الإنشاء. والبناء الأخير قبل الهدم قام به أهالي المنطقة المجاورون للمرقد في سنة 1957م، و أمّا صحنُه فقد بُنيَ في سنة 1960م.
وقد خَلَط البعضُ في التحقيق عند ذكره في المصادر بينه وبين مرقد عون ومعين المذكور في رحلة ابن جبير (ت 614هـ)، وكان هذا المرقد ببغداد ماثلًا للعيان في القرن السابع الهجري، ومرقد (عون بن عليّ) الواقع في ناحية الطليعة/منطقة الزرفيّة والمذكور في كتاب (معارف الرجال) للشيخ محمد حرز الدين (ت 1365هـ)، ومرقد عون بن عبد الله الحسنيّ الواقع بأطراف كربلاء على طريق بغداد، ولقد ذكر النسّابة الكلبيّ (ت 204هـ) أنّ أسماء بنت عميس وَلَدَت للإمام عليٍّ عونًا.
والحمد لله ربّ العالمين والله ولي التوفيق.
المحقّق: أحمد علي مجيد الحلّي النجفي
مركز تراث الحلّة التابع للعتبة العبّاسيّة المقدّسة
20 شهر رجب سنة 1437هـ

مصادر البحث:
• تاريخ أعيان البلاد المدفونين في بغداد: جميل إبراهيم الحبيب، نشر: مؤسسة التاريخ العربي – بيروت، ط1، سنة: 2012م.
• تاريخ محاسن بغداد: تهذيب لكتاب غاية المرام: للشيخ ياسين العمري (ت1232هـ)، هذَّبه: السيّد ميعاد شرف الدين الكيلانيّ البغداديّ، طباعة ونشر: دار الكتب العلميّة – بيروت، ط1 سنة 2013.
• تذكرة الأولياء في تراجم الأئمّة والمتصوّفة والزهّاد في بغداد وما جاورها من البلدان: د. حميد مجيد هدّو، طباعة ونشر: الهلال – بيروت، ط1، سنة 2012م.
• تنزّه العباد في مدينة بغداد: المعلّم نابليون لماريني، تحقيق: باسم عبود الياسري، مراجة وتقديم: طالب البغدادي، طباعة ونشر: دار ضفاف – العراق، ط2، سنة: 2012م.
• جامع الأنوار في مناقب الأخيار: عيسى صفاء الدين البندنيجي القادريّ (ت 1283هـ)، تحقيق: أسامة ناصر النقشبندي ومهدي عبد الحسين النجم، طباعة ونشر: دار الكتب العلمية – بغداد، سنة: 2013م.
• الدرر البهيّة في تاريخ المدحتيّة: عبد الرضا عوض، طباعة ونشر: مطبعة الضياء – النجف الأشرف، ط1، سنة: 2006م.
• الرحلة العراقيّة: مصطفى الصديقيّ الخلوتي الدمشقي (ت 1162هـ)، تحقيق وتعليق: ميعاد شرف الدين الكيلانيّ، طباعة ونشر: دار الكتب العلميّة – بيروت، ط1، 2012م.
• غاية المرام في تاريخ محاسن بغداد ودار السّلام: ياسين خير الله العمري (ت 1237هـ)، تقديم: سامي عبد الله باشعالم العمري، طباعة ونشر: العاتك لصناعة الكتاب – القاهرة، ط2، سنة: 2006م.