- في مطلع الحديث إليك يا من فقدت الجزء الأحن من هذه الحياة، نحن الذين آلمتنا سنّة الحياة المبكية، ليس لنا إلا أن نصبر ونحتسب وأجرنا عند اللّٰه عظيم، وأعلم جيداً أنك ترى أمك أجمل أم وأنها كانت حنونة للغاية وجميلة جدًا وأنها كانت تدلّلك لكنه انقضى أمر اللّٰه.
ليتني أستطيع أن اعتذر لك نيابة عن هذه الحياة... ثُم أما بعد :-
-أمي تنام مغمضة نصف جفن من أجلي أنا التي يتّمتني الحياة في سنٍ مبكر بعد وفاة والدي، امي التي منذ جاءها المخاض جعلت تطبطب عليّ بين حواجز احشائها أن سأضعكِ وأحميكِ، وضعتني أنثى ما لبثت كثيرًا حتى جاء قدر اللّه وأخذ والدي ،ومن حينها أصبحت أماً وأباً ،أخاً وعماً ،جداً وقريباً ، يا مهجة قلبي وقرة ناظري ماذا أقول وهل أحرفي العقيمة تكفي!
هي الأحن والأقرب رغم قسوة الحياة ومُرّها، هي الروح التي تحمل روحي، والحب الذي يملأ قلبي، والعهد الذي يجعل عمري مزهرًا، العبير الذي يسكن قلبي والرقة المنسابة في بحر حياتي، قمر ينير دوربي وماء يروي جفافي ويزهر صحاري أيامي .
أُمَّاه ... للّٰه درّك ما أبهاكِ!
- فطوم