🖋قال الأستاذ/ باقر الرستم:
ثورة الحُسين عليه السلام ثورةُ الـمُثُل:
أوّل ما يتبادر إلى الذهن بشأن ثورة الإمام الحسين عليه السلام هو: ما معنى الثورة التي اختارها الإمام الحسين عليه السلام وسيلةً لتصحيح واقع الأُمّة المنحرف؟.
يفسّر المعجم الفلسفي الثورة بـ: "نقطة تحوّل في حياة المجتمع لقلب النّظام البالي، وإحلال نظامٍ تقدميٍ جديدٍ محلّه، وهي بهذا تتميّز عن الانقلاب الذي يتلخّص في نقل السُلطة من يدٍ إلى أُخرى".
وكثيراً ما يرافق الثورات الشعبية حالةً من الابتلاء بالانفلاتات الناتجة عن سوء الفهم أو سوء الدافع من بعض العناصر المشاركة في الثورة.
وهذا كفيلٌ بأن يخلق حولها هالةً ضبابية تشوّه المعالم البارزة فيها، وتشوّه البواعث والأهداف المحرّكة لها، كما تتعرض شخصيات أبطالها للقذف بالذاتيّة أو التهميش العفوي أو المبرمج في مسيرتها من بداية انطلاقتها وحتى قمّة الحالة الانفعاليّة فيها أو انكفائها.
ولكن ثورة الإمام الحسين عليه السلام متفرّدةٌ في هذا المضمار، فقد خَلَتْ من داخلها من الانفلاتات تلك، لا لأنّ العناصر المشاركة فيها ذات مدارك واحدة ورؤى واحدة في تفسير الأحداث والظواهر التي تعيشها الثورة؛ بل لأن مستوى الإيمان لديهم واحدٌ بقطبِ الانطلاقة، على أنّهُ لا يتقدم ولا يتأخّر في وجوده بعيداً عن مشيئة الباري تبارك وتعالى، ويعيشون في مستوىً واحد من الإيثار والتضحية من أجل الحسين وقضيّته.
والذي صَنَع أنصار الحسين عليه السلام وقَولَبَهم وأطّرهم في إطار خير صُحبةٍ وأوفاها هو إيمانهم المنقطع النظير بالإمام الحسين عليه السلام وقضيّته، حتى لقد وصفهم الإمام الحسين عليه السلام بأعظم ما وُصِفَتْ به صحبة في قوله: "إني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيتٍ أبرَّ ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عنّي خيراً".
🔍راجع: كربلاء .. ثورة الوعي وصناعة التاريخ، باقر الرُستم، [د. ن]، الطبعة الأولى – 1424هـ، 31 – 32.📘
تابعونا في قناة
مقتطفات ثقافية
📚 قناة تهتم بانتقاء أقوال المؤلفين ذات الفائدة من كتبهم وتوثيقها للتعرف على الآراء المختلفة 📚
https://t.me/mthakafiyah