فروغ فرخزاد | وبعد كلّ هذا
———————————————
يوما ما، سيحين موتي،
في ربيع مضيء بأمواج النور،
في شتاء مغبر وبعيد،
أو خريف خالٍ من الصراخ والحماس.
سيحين موتي يوما،
يوما من أيام المرارة والحلاوة،
يوما تافها مثل الأيام الأخرى،
من ظلال هذه الأيام،
والأيام الماضية.
عيوني مثل الدهاليز الداكنة،
وجناتي مثل المرمر البارد،
بغتة سيخطفني نوم،
فأفرغ من صرخات الألم.
يدايّ الخاليتان من سحر الشعر
تتزحلقان بهدوء فوق دفتري،
فأتذكر أيام كانت يدايّ
تلهبان شرايين الشعر.
يناديني التراب،
حين يَصِلون ليواروني الثرى،
آه، ربما، يضع عشاقي الورودَ
على ضريحي الحزين في منتصف الليل.
وبعدي، تنحسر ستائري السوداء إلى جهة ما،
وتزحف عيون مجهولة على أوراقي ودفاتري.
رجل غريب يأتي بعدي إلى غرفتي الصغيرة،
حاملا ذكراي إلى المرآة،
آثارَ شعرة من ضفائري، وتخطيطا يدويا،
ومشطا.
أتحرر من ذاتي،
وأبقى من بقاياي،
وسيفنى كل ما سيتبقى،
ستظهر روحي مثل شراع زورق في الأفق البعيد.
تتوارى الأيام والأسابيع والشهور عنّا، وبسرعة إثر بعضها،
وعيونك حائرة ستبقى في الدروب،
في انتظار رسالة.
لكن التراب سيعصر جسدي البارد
بلا هوادة،
بدونك، بعيدة عن دقات قلبك،
سوف يتهرأ قلبي هناك تحت التراب.
وبعد كل ذلك، سوف يغسل المطر والريح اسمي
على وجه الشاهدة برفق وحنان،
وسوف يبقى قبري مجهولا في الطريق،
خاليا من أساطير الأسماء والفضائح.
———————————————