أصحاب الأقلام الوازنة، والمحاضرون الناجحون، والمشتغلون الجادون بالجانب الفكري والفلسفي وغيره، والعلماء الذين دونوا أسماءهم في صفحات النتاجات الخالدة إنما توصلوا لذلك من خلال المسح المرهق لكافة الآراء ومستنداتها؛ ليقدموا نتاجهم الذي تلافى نقاط الضعف، وسد الثغرات، وجاء بالجديد النافع، أو لبى حاجة ماسة علمية أو عملية.
أما الإكتفاء بأن ليس وراء عبادان قرية فهو علامة ضيق الأفق والجهل الذي قد يدمر كثيراً ويعيق وهو يحسب أنه يحسن صنعاً.
القول بأني لا أحتاج أصلاً للإطلاع على نتاج فلان أو علان أو الجهة الفلانية فقط لأنها تختلف - ولو بعض اختلاف - مع العالم الذي أتبع أو الجهة التي إليها أنتمي، هو قول معناه عصمة هذا العالم أو تلك الجهة بحيث يقاس عليها كل النتاج والآراء فما وافق رأيها أخذ به وما خالف لا يستحق النظر فيه، وهي ممارسة متخلفة خطيرة تناقض القرآن الكريم والروايات العديدة والتجربة الإنسانية الممتدة بعمر البشرية!