قناة

فيلق القدس الإلكتروني Force Electronic Quds

فيلق القدس الإلكتروني Force Electronic Quds
9.9k
عددالاعضاء
38
Links
Files
8
Videos
65
Photo
وصف القناة
《وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ》 فريق سيبراني إسلامي حر، لا نتبع لأي جهة ونعمل على مُناصرة المسلمين في كل مكان ونحارب العدو الصهيوني بالصاروخ الرقمي. contact us : @ForceElectronicQuds_bot #فيلق_القدس_الإلكتروني
📜 اعتماد العبيديين على اليهود والنصارى

في الدولة العبيدية (المسماة زورًا بالفاطمية) التي قامت في المغرب العربي سنة 298هـ/ 910م وانتقلت قيادتها إلى مصر سنة 362هـ/ 972م،‏ كانت ظاهرة الاعتماد على اليهود والنصارى سمة من سمات الحكم في الدولة، فمن هؤلاء كان كثير من الوزراء وجباة الضرائب والزكاة، والمستشارين في شئون السياسة والاقتصاد والعلم، ومنهم الأطباء والثقات لدى الحكام، وإليهم تُحال معظم الأعمال الجسام‏.‏

ولقد أحدثت هذه الظروف انفصاما بين الفاطميين والشعب -إلى جانب عوامل أخرى مهمَّة- حتى لقد كان الناس يستجيرون من تسلُّط اليهود في البلاد فلا يُجارون، وقد ظهرت في ذلك أشعار كثيرة معروفة، بل إن الناس قد اضطروا إلى أن يلفتوا نظر العزيز ‏(‏الحاكم الثاني في مصر‏)‏ إلى هذه الظاهرة التي كان يُبدِي تغافلاً عنها، وقد وضعوا له صورة من الورق لرجل يطلب حاجة أثناء مرور موكبه‌‏، وقد مد الرجل يدًا بورقة مكتوب فيها ‏:‏ ‏"‏بالذي أعز اليهود بمنشا[1]، وأعز النصارى بعيسى بن نسطورس، وأذلَّ المسلمين بك إلا كشفت ظلامتي‏"‏[2].

وقد لمعت في سماء الدولة الفاطمية أسماء كثيرة من هؤلاء، فقد لمع يعقوب بن كلس‏، ومنصور بن مقشر النصراني الطبيب صاحب الكلمة السامية في قصر العزيز، وعيسى بن نسطورس الكاتب، والمنجم ابن علي عيسى، ويجين بن وشم الكواهي، ومنشا اليهودي الذي كان نائب العزيز في الشام، وغيرهم كثير‏.‏ وعندما وصل الحاكم بأمر الله إلى الحكم‏ -وهو رجل أجمع المؤرخون على اضطراب عقله حتى أنه كان يأمر بالشيء وينهى عنه- أمر بهدم الكنائس التي بمصر، لكنه سرعان ما عاد فأمر ببنائها، وأطلق من جديد يد اليهود في البلاد. واستمر أمر اليهود والنصارى في عهد الظاهر، وعندما قدر للحاكم العبيدي (الفاطمي) السادس في مصر ‏"‏المستنصر بن علي الظاهر‏"‏ أن يصل إلى الحكم سنة 427هـ/ 1035م كانت الحالة قد بلغت قمتها من التدهور‏.‏ وفي ظل سياسة اليهود وتحكمهم في مرافق البلاد أصبح قصر هذا الحاكم زاخرًا بالدسائس التي يحيكها القوّاد ورجال البلاط والخصيان والنساء، ويقف وراء كل هؤلاء هذه الطوائف يديرون المعارك لصالحهم، ويرقبون الفائز، ويفسحون في شُقَّة الخلاف‏.‏

ومن الغريب أن العزيز الفاطمي بلغ من حبِّه لوزيره يعقوب بن كلس اليهودي أن ترك له أمر الدعوة إلى المذهب العبيدي (الفاطمي)، وكان هذا الأخير يجلس بنفسه يعلِّم الناس فقه الطائفة الإسماعيلية، وقد ألّف كتابًا يتضمن الفقه على ما سمعه من المعز والعزيز الذي قال له ‏:‏ ‏"‏وددتُ لو أنك تُباع فأبتاعك بملكي‏"‏[4]. ولم يدرك العزيز أن ملكه كان قد بيع فعلاً بهذه السياسة التي جعلت عهد الفاطميين في مصر عهد شدة وتناطح وبؤس‏، ووقف هؤلاء يستثمرون كل هذا ويتملقون الغرائز‏.. وبقيت عِبرة التاريخ عبرة للذين يطلبون النصر من الأعداء، والذين يطلبون الحياة من السم، والذين ينسون ‏"‏الاستراتيجية الإسلامية العالية‏"‌‏:‏ {‏وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 120]
🇺🇸 تعلم الانجليزية من الصفر الى الاحتراف عبر هذه القناه👇👇
https://t.me/English704
هل تصلي?
الربح من تطبيق100دولارعندالتسجيلSun media
سارع باالتسجيل

http://bit.ly/3A1G2O9
🇺🇸 تعلم الانجليزية من الصفر الى الاحتراف عبر هذه القناه👇👇
https://t.me/English704
في مثل هذا اليوم ٢٩ يونيو (حزيران) من عام ١٢٣٦ للميلاد حدث السقوط المدوي والاكبر في تاريخ المسلمين حيث سقطت عاصمة الخلافة الإسلامية في الأندلس ... درة مدن الاندلس ... مدينة الأدب والجمال والعلم والحضارة ... سقطت قرطبة ورفع على مئذنة جامعها الكبير الصليب ودقت النواقيس وأقيم القداس
سقطت بعد ان خذلها الحكام الذين تصارعوا فيما بينهم كالكلاب على عظم وتركوا المدينة العظيمة تواجه مصيرها المحتوم
لنا وقفة مطولة مع القصة الحزينة لسقوط هذه المدينة العظيمة
@tarikhuna1
🇺🇸 تعلم الانجليزية من الصفر الى الاحتراف عبر هذه القناه👇👇
https://t.me/English704
*فاجعة السقوط المؤلم لحاضرة الخلافة الإسلامية في الأندلس مدينة قرطبة*

*1⃣ الجزء الأول*

الظروف التي سبقت فاجعة سقوط قرطبة
كانت مدينة قرطبة هي عاصمة دولة المسلمين في الأندلس. وعلى الرغم من كونها العاصمة التاريخية فإنّها سقطت قبل سقوط الأندلس كاملةً بحوالي قرنين ونصف.

حكمت الأندلس عدّة دول مسلمة، فمن الأمويين، وصولاً إلى فترة ملك الطوائف التي انفصل فيها كلّ والٍ بمدينته وأصبح ملكها، ثمّ المرابطين بقيادة يوسف بن تاشفين  الذين انهوا حكم ملوك الطواىف ووحدوا الاندلس مرة اخرى وحافظوا على دولة الإسلام في الأندلس واطالوا عمرها ل٤٠٠ سنة ، ثمّ جاء الموحّدين بقيادة الضال محمد بن تومرت مدعي المهدوية والظالم الذي اذاق اهل المغرب الويلات ثم استولوا على الاندلس وكانوا سببا في في التصدُّع النهائي للأندلس الذي افضى لسقوطها بظلمهم وجورهم وضلالهم وتخاذلهم عن الدفاع عن الاندلس ضد هجمات النصارى وانشغالهم بنشر دعوتهم الضالة والتحكم برقاب الناس حتى كرههم اهل الاندلس وثاروا عليهم .

حيث كانت أغلب هذه الثورات عبارةً عن حركاتٍ وتمرداتٍ متناثرة متنافسة ومتخاصمة مع أن هدفها كان مشتركاً وهو القضاء على حكم الموحدين في الأندلس وحمايتها من عدوان القشتاليين وغيرهم من مملكة أراجون ومملكة ليون.

*ابن هود ومحاولة توحيد الاندلس*
كان أبرز من ظهر من زعماء الأندلس قائدٌ يدعى محمد بن هود الجذامي. وهو من نسل بني هود ملوك إمارة سرقسطة أيام عهد ملوك الطوائف، حيث ظهر ابن هود في مدينة مرسية شرق الأندلس.

شنّ ابن هود غاراتٍ على أراضي القشتاليين المجاورة ممَّا وطد مكانته في شرق الأندلس، وبدأ كثيرٌ من الفرسان والجند بالانضمام إليه. بالإضافة إلى صعود شعبيته لدى الكثيرين من أهل الأندلس.

حينما شعر ابن هود أنَّه جمع قوة لا يستهان بها، زحف إلى مدينة بلنسية عام 1228، ليٌلحِقَ الهزيمة بوالي الموحدين، ثمّ أعلن انضواءه تحت الخلافة العباسية ومركزها في المشرق، في بغداد. 

وفي العام التالي اجتمع أهل إشبيلية وأعلنوا خلع طاعة الدولة الموحدية والاعتراف بطاعة ابن هود تحت ظلال الخلافة العباسية، وكذلك فعلت مُدن ماردة وبطليوس، وانتشرت دعوة ابن هود في الأندلس كلها. فقد كان الأندلسيون متشوقين لقائدٍ يدفع عنهم خطر الممالك النصرانية المعادية.

وعلى الجانب الآخر، كان ملوك النصارى في الأندلس يترقَّبون للانقضاض على أشلاء الدولة الموحدية. وكان ملوك إسبانيا ثلاثة، هم: فرناندو الثالث ملك قشتالة، وخايمي ملك أراجون، وألفونسو التاسع ملك ليون.

*صراعٌ بين ابن هود وابن الأحمر والمعركة بينهما*

شعر ابن هود بعد انهيار الحكم الموحدي وبعدما اعترفت بطاعته معظم مدن الأندلس، أنه أصبح زعيم الأندلس الحقيقي، والمسؤول عن حمايتها ضد الملوك النصارى الثلاثة، فسار لإنقاذ مدينة ماردة حينما داهمها ألفونسو التاسع ملك ليون عام 1232، لكنه هُزِمَ أمامهم وسقطت ماردة.

في ذلك الوقت رأى ابن هود أن يعقد هدنةً مع القشتاليين لكي يتفرَّغَ للقضاء على خصومه ومنافسيه، حيث كان في شرق الأندلس منافسٌ آخرٌ شرس، هو محمد بن خميس النصري المعروف بابن الأحمر المستقر في بلنسية.

ضايقت هذه المنافسة ابن هود فهي تهدد زعامته حيث خضع لابن هود معظم قواعد الأندلس، كما سيطر كذلك على قلوب الناس بسبب دفاعه عن مدن الأندلس ومحاربة ملوك النصارى.

كان ابن الأحمر قد ظهر أيضاً بعد انهيار دولة الموحدين، وكان يُوصف بالشجاعة والإقدام والعزم، فبُويِع في أرجونة – موطن أسرته – وفي الجهات المجاورة لها في عام 1232، وفي العام التالي دخل مدينة جيّان، وبويع فيها، ثم بسطة ووادي آش، فزاد سلطانه في أنحاء الأندلس الوسطى والجنوبية.

شعر ابن هود بزيادة خطر ابن الأحمر عليه. على الجهة الأخرى دعا ابن الأحمر للخليفة العباسي أيضاً، كما عقد حلفاً مع أحمد بن محمد الباجي حاكم إشبيلية، ولتوطيد التحالف تصاهرا، واتفق الاثنان على مقاومة ابن هود، الذي أصبحت شعبيته هي الأكبر ونفوذه هو الأقوى.

تأهَّب الفريقان للحرب والتقيا على مقربة من إشبيلية، وكان النصر فيها حليف ابن الأحمر وحليفه الباجي، إلا أنَّ أهل إشبيلية ثاروا عليهم وأخرجوهم من المدينة، وفي المقابل دعوا ابن هود لمبايعتهم، ووقع في مدينة قرطبة (العاصمة التاريخية للأندلس) مثلما وقع في إشبيلية، وفقاً لما ذكره ابن عذارى في كتابه (البيان المغرب).

عقب ذلك، أدرك كلا الزعيمين (ابن هود وابن الأحمر) خطر الحرب الأهلية التي يخوضها كل منهما ضد الآخر، كما أدركا أن المستفيد الوحيد من هذه الحروب هو ملك قشتالة المتربص بهما معاً، فعقدا الصلح بينهما عام 1234، وكانت بنود المعاهدة تقتضي أن يعترف ابن الأحمر بطاعة ابن هود، على أن يقرّ ابن هود ابن الأحمر في مناطق جيّان وأرجونة وبركونة وأحوازها. 
وفي عام 1235، علم ابن هود بتوجه فرناندو الثالث ملك قشتالة نحوه لقتاله، إلا أن فرناندو عدل عن خطته واتجه نحو جيان التي يسيطر عليها ابن الأحمر، وأخذ يهاجم أحواز أرجونة وجيّان.

في الوقت نفسه أرسل فرناندو سفيره إلى ابن هود وجرت بينهما مفاوضات انتهت بالاتفاق على تجديد الهدنة لمدة 3 أعوام، على أن يدفع ابن هود إتاوةً لملك قشتالة قدرها 130 ألف دينار، وأن يتنازل عن بعض الحصون الواقعة في جبل الشارات التي لم يستطع ابن هود حمايتها، وهي حصونٌ نائية بعيدة عن المسلمين.

وفي طريق عودته استولى فرناندو على بعض الحصون بعدما أمّن من فيها من المسلمين على أنفسهم وأن يأخذوا ما استطاعوا حمله من أمتعتهم، وكانت هذه الحصون من التي نصت عليها المعاهدة، ولم تكن كل هذه الأحداث من فرناندو إلا مقدمةً لهدفٍ أخطر وأكبر، وهو استيلاؤه على قرطبة. 

يتبع في الجزء الثاني
@tarikhuna
*فاجعة السقوط المؤلم لحاضرة الخلافة الإسلامية في الأندلس مدينة قرطبة*

*2⃣ الجزء الثاني*


*أوضاع قرطبة المضطربة*

يروي الدكتور محمد عبدالله عنان في موسوعته (دولة الإسلام في الأندلس) أن قرطبة عاصمة الأندلس كانت منذ انهيار سلطان الموحدين قد ثارت على الوالي الموحِّدي أبي الربيع وقتلوه، وترددوا في الدخول في طاعة ابن هود أم الدخول في طاعة ابن الأحمر.

كان أكثر أهل قرطبة أميل إلى ابن هود وآخرون أقلّ أيدوا ابن الأحمر، فنشبت بينهم الخلافات والتي جعلتهم لا يرون الخطر الداهم المُحدق بهم من القشتاليين، ولم يقف الأمر عند ذلك، بل بدأت الخصومات تظهر بينهم بل والخيانات أيضاً.

وفي هذه الظروف، في أوائل سنة 1236، خرجت مجموعة من الفرسان القشتاليين في منطقة أندوجر الواقعة في شرق قرطبة متّجهين نحو عاصمة الخلافة. وكانت مدينة قرطبة في هذا الوقت مقسمة إلى 5 مناطق، يفصل كل منطقة عن الأخرى سور فاصل، وكانت أول منطقة من الناحية الشرقية المحاذية للقشتاليين تسمى بـ"الربض الشرقي"، والتي ما إن وصل القشتاليون إلى مشارفها، وضعوا خطة لاقتحامها ودخولها. 

تقول الرواية القشتالية إنّ الفرسان القشتاليين أسروا بعض  المسلمين الناقمين على الأوضاع الداخلية في قرطبة، وعلموا منهم أن المدينة محروسة بشدة من قبل أهلها، واتفقوا معهم على إحداث خرقٍ في سور الربض الشرقي، والذي استطاعوا من خلاله أن يدخلوا إلى قرطبة وأن يستولوا على الابراج. 

بعد ذلك عمل القشتاليون على قتل بعض من أهل الربض الشرقي في حين هرب الباقي إلى داخل باقي أقسام قرطبة الأخرى، وتصدَّى لهم بعض أهل الربض فَقُتِلَ عددٌ من الجانبين، ولكن المسيحيين ظلوا صامدين في الأبراج، وأرسلوا في الحال يطلبون المدد.

على إثر ذلك هرع اثنان من قادة الحدود كلٌ مع قواته، ثم تبعتهم مجموعة من الأساقفة ومعهم بعض الفرسان الآخرين، وما كادت الأخبار تصل إلى فرناندو ملك قشتالة حتى بادر بالخروج لقرطبة فوصل في 7 فبراير/شباط من عام 1236، ومع وصوله إلى القوات المجتمعة عند أسوار الربض، بدأ فرناندو في وضع خطة للاستيلاء على المدينة نهائياً.

اتجه القرطبيون لابن هود مستنجدين، فخرج، حينما علم بمقدم فرناندو، مع قواته من مدينة مرسية واتجه نحو الجنوب الشرقي وعسكر على مقربة من إستجة. 

فى قرطبة تصدى أهلها للقشتاليين ودافعوا عن مدينتهم فى قتالٍ شديد ولكن كانت كل هذه جهود عفويّة دون قيادة موحدة وحازمة، وكان أهل قرطبة ينتظرون مقدم ابن هود لقتال القشتاليين، إلا أنه لم يستطع المجيء مع قواته بسبب صعوبة الطقس وهطول الأمطار الشديدة ونقص المؤن.

تسرد لنا الرواية القشتالية أنّ مجموعةً من الفرسان المرتزقة في جيش ابن هود حذَّروه كذباً من قوة جيش القشتاليين، بعدما أوهموه أنهم جمعوا الأخبار عنهم. 

في ذلك الوقت كان أبوجميل زيان أمير بلنسية يواجه هجوماً من قبل ملك أراجون، مما دعاه للاستنجاد بابن هود، فما كان من ابن هود إلا أن ذهب إليه وترك قرطبة تواجه مصيرها المؤلم، وظل أهلها صامدين في الدفاع عنها. 

إلا أن المؤرخ الدكتور محمد عبدالله عنان يقول إن هذه الروايات لا تلقي فى نظره "أي ضوءٍ مقنع على تصرف ابن هود"، إلا أنه لم يُرد كذلك أيَّ رواياتٍ من  الطرف المسلم من جانب أهل قرطبة أو الأندلس.

بدوره، طوَّق فرناندو قرطبة وزاد في حصارها ومنع عنها المؤن والمدد من الخارج، وكادت مؤن قرطبة أن تنفد، ففاوض أهل قرطبة ملك قشتالة مضطرين لتسليم المدينة، على أن يُؤمنَّهم على أنفسهم، فوافق فرناندو.

في تلك اللحظة الحاسمة، شعر أهل قرطبة أنّ مؤن جيش قشتالة قد بدأت تنفد أيضاً، فرجعوا عن تفاوضهم أملاً في إنهاء الحصار وسلامة قرطبة، فشعر فرناندو أن هذا بتدبيرٍ من ابن هود، فأسرع لمعاهدة ابن الأحمر، فأجابه ابن الأحمر ووافق على التعاهد معه نكاية في ابن هود الذي اعتبره خصمه في رئاسة الأندلس، ونكاية في أهل قرطبة الذين طردوه منها قبل ذلك. 

وهكذا، كان فرناندو يدعّم مواقفه العسكرية القوية بالسياسة، والتلاعب بالصراع بين ابن هود وابن الأحمر، فكلما حاصره أحدهما ذهب وتعاهد مع الآخر ليحيّده ويمنع أيّ تحالفٍ قد ينشأ بينهما. وقد كان أيّ تحالفٍ حقيقيّ بينهما، كفيلاً في أضعف الأحوال بصدّ فرناندو عن قرطبة.

*سقوط قرطبة وتحويل الجامع الكبير إلى كنيسة*

شعر أهل قرطبة بخسران قضيتهم فعادوا إلى مفاوضات تسليم قرطبة، وكان بعض مستشاري فرناندو يرون عدم قبول المفاوضات ودخول المدينة عنوةً وقتل كل من فيها من المسلمين. لكن كان رأي فرناندو ألا يدخلوا عنوةً، وذلك خوفاً من تخريب أهل قرطبة للمدينة، وبدأ أهل قرطبة يتركون مدينتهم وأخذوا ما استطاعوا حمله، وتفرقوا في شتى أنحاء الأندلس.