مهى : بتعرفي ؟ بغضّ النظر عن كرم و انك بتحبيه او حابي تساعديه .. بس كلامك تحوّل لحب تجاهك و لهفة عليكي والله ... انت كتير طيبة و رقيقة و قلبك ابيض ... ارتحتلّك كتير و ارتحت لصراحتك ... عنجد صرت متشوقة اسمع شو بدّك تحكي عن كرم ...
غزل : الحمدلله ... شكراً كتير إلك ... و بتمنّى منّك عند اي شي بيزعجك تخبريني ...
انا ما شرحت لكرم عن وضعو و حالتو .. بس بدي احكيلك شو التقرير الملخّص لحالتو النفسيّة .... فتحت دفتر التقارير و صرت اقرا تقرير كرم و مهى عيونا مدمعين : ( يعاني المريض كرم ال... من حالة نفسية عصيبة.....لديه اكتئاب حادّ و توحّد.......يشعر بالحرمان العاطفي و الإهتمام العائلي من قبل أبيه و من قبل جنى و مهى......ليس لديه ثقة بنفسه من أنّه رجل أربيعينيّ و هذا سببه تفكّك العائلة منذ أن كان صغيراً و عدم وجود أب أو أخ له ليساعداه في تكوين شخصيّته و من تعزيز ثقته بنفسه........و إنّ نظرة المجتمع له و نَعْتِهِ (المجرم او السجين او خريج سجون) تضغط عليه و تشكّل عنده هاجس نفسي أدّى بهِ الى العزلة و عدم الاقبال على الزواج ) .
خلّصت التقرير ، بوقت ما كانوا دموع مهى مبلّلين خدودا ... تركتا تفرّغ كل شي مكبوت ... بعد ما ارتاحت شوي ارجعنا لحديثنا ....
غزل : بدّي تحكيلي شو بتعرفي عن الحادثة لي صارت و كيف عرفتي و وين جنى و ليه ما زرتي كرم بالسجن و ليه انتقلتي و ليه ما واجهتي كرم و كل شي بدي اعرفو ...
مهى : كنت ببيتي و اتصل فيني كرم على الأرضي ... و طلب منّي روح على البيت و انطر جنى لترجع من مدرستا و دير بالي عليها ... و فصل الخط ... حسّيت بنخزة بقلبي ... ما بعرف كيف وصلت على بيت إمّي و شفت الناس مجمّعة ... و صرت اسمع حكي الناس و انا شبه مستوعبة .....والله انّو زلمي و شهم كرم.....ايه بس انّو كيف هيك بنت صغيرة بتعمل هيك عملة......الله يرحمك يا ام كرم لو كنت عايشي كنت جنّيتي.....انت اختو لكرم صح؟.....لك ايه ملامح ام كرم واضحة على وجهها.....ليه ساكتة يا بنتي احكي.......اتركيها يا مرا للبنت اكيد ما إلها عين تحكي بما انو اختها عايبة و اخوها محبوس.....
ما كنت عم افهم شو صار و لا شو عم يحكوا الجيران ... مين العايبة ؟ و مين المحبوس ؟ و ليه امّي كانت انجنّت لو عايشي ؟ كان في صخرة على صدري خانقتني و ما كنت بعدني عارفي شو صاير ... راحوا الجيران و تركوني إلّا جارتنا ام قاسم ....
(ام قاسم) : تعي لك بنتي . انت منيحة ؟ تعي فوتي عالبيت و ما تردّي عالناس شو عم يحكوا ....
(مهى) :طيب شو في شو صاير ؟ ما فهمت شو كانوا عم يحكوا !!! فهميني الله يخليكي .. انهارت اعصابي ....
(ام قاسم) : الله يصبرك يا بنتي ... انت كبيرة و واعية و مؤمنة متل امّك ... استغفرالله العظيم .. يا بنتي اخوكي الله يصلحو و يهديه سمعنا انّو شاف اختك أسيل مع شب بمنظر بشع و عم يقولوا انّو اخوكي قتلها فوراً هي و الشب لي معا و بعدا سلّم حالو للشرطة....
صرت اقتل بحالي و ابكي و صرّخ و كسّر كل شي قدّامي ... جارتنا صارت تحاول تهدّيني و انا يزيد صراخي اكتر ... ما بعرف شو لازم اعمل و لا بعرف مع مين الحق . بس لي سمعتو من الناس كرّهني بكرم و بعّدني عنّو ... وقت اجت جنى و كانت عارفة كل شي من الناس لي سمّعوها حكي هي و راجعة من المدرسة ... اخدتا انا و مكسورة و مقهورة و موجوعة و همّي بهدّ جبال ... الصخرة بعدا لحدّ اليوم على صدري و خانقتني و خانقة الفرح و كل شي حلو بحياتي ... طبعاً ما رحت على جلسة كرم ولا جنى و كنّا حاقدين عليه و رافضين نشوفو و اتبّرينا منّو ... انعزلت عن الناس و الناس ما دقّت باب بيتي و لا حتّى جيراني و بيت عمّي اهل زوجي طلبوا من ليث يطلّقني احسن ما جيب عار و سمعة مش منيحة لعيلتن و لليث متل ما اسيل جابت عار لعيلتي ... وقتا طلبت من ليث ننتقل لمنطقة بعيدة ما كنت قادرة اتحمّل هموم اكتر من هيك ... و انتقلت لبيت جديد و جنى اكيد معي ... اخدنا بيت و زوجي كان رجل اعمال و ثري و بعد ما اتوفّى ابوه كانت ورثتو اكبر من ورثة اخواتو لإنّو اصغر واحد بين اخواتو ... و كنّا كل فترة ننتقل لبيت و بعد ما صار عندي 3 ولاد مات زوجي بعد ما تصارع سنة كاملة مع مرض السرطان ... و السنين نسّتني كرم و زادت من كرهي إلو ... و من فترة 6 سنين انتقلت على هالبيت لإنّو قريب من مدارس و جامعة ولادي .... بس انا بعدني لحد اليوم ما فكّرت او اقدرت سامحو لكرم ... بغضّ النظر انو أسيل غلطانة . هو اللي فضحنا و هو اللي سمح للناس انها تعرف اختو شو عملت ؛ لو ما قتلا كنا عتّمنا عالموضوع و ما حدا حسّ او عرف شو صار ... بس الحمدلله الله كريم و قليل عليه 20 سنة بالسجن ...
يتبع.......