سيزار: ماذا تريدين أمي؟
_اذهب الى السوبر ماركت حالا احتاح بعض الاشياء.
سيزار: لكنني اريد النوم.
_لديك الليل بأكمله لتنام.
سيزار: حسنا امي ماذا تريدين أن اشتري لكِ؟
_كتبت لك في هذه الورقة..
ذهبت الى السوبر ماركت و سرتُ على طريق المتنزه لأتعرف على طرق المدينة وأماكنها بشكل جيد، وانا انظر الى الاطفال كيف يلعبون ويركضون في المتنزه ثم لمحت يونا تجلس تحت شجرة و هي منهكة بالكتابة، ماذا تفعل هنا!! وهي لازالت في ملابس المدرسة! لا شأن لي،، وصلتُ للسوبر ماركت واشتريت الاشياء التي طلبتها أمي و رجعت من نفس الطريق و نظرت الى يونا لازالت موجودة،، ماشأني أنا أصبحتُ فضولياً مؤخراً..
في اليوم التالي جئتُ مبكراً للفصل ووجدت يونا جالسة تراجع دروسها،، القيتُ تحية الصباح واجابتني بإبتسامة،، و جلستُ على مقعدي أردتُ أن اراجع دروسي لكنني وجدتُ نفسي أنظر اليها دون توقف، ما الذي يحدث لي انها اول مرة احدق بفتاة هكذا، عليَّ مراجعة دروسي الان و أكفُ عن النظر اليها، في هذه الاثناء التفتت يونا نحوي قائلة: لماذا تنظر إلي؟؟
سيزار: أنا!! متى!!كيف عرفتي وانا أجلس خلفكِ وانتِ لم تديري وجهكِ نحوي.
يونا: شعرتُ بذلك، منذ أن جلستَ وأنتَ تحدق بي.
سيزار: أسف لم اكن اقصد شيء كنت سارحاً في خيالي،،
في هذه اللحظة التي كنت اتكلم بها دخلَ كرستيان واتجه نحوَ يونا قائلاً: صباح الخير ايتها الجميلة.
يونا: صباح الخير (ثم وجهت نظرها الى كتابها وتجاهلته ).
كرستيان: يونا هل هذا المخلوق (يقصد سيزار) كان يتكلم معكِ؟
يونا: أسمه سيزار وليس المخلوق، وماشأنك أن تكلمت معه او مع غيره.
كرستيان: يونا تعرفين السبب جيداً.
يونا: هل اكملتَ كلامك؟ أريد مراجعة دروسي دون ازعاج.
كرستيان: وهل أنا مزعج؟! الأنني أهتم بكِ تقولين هذا...
تجاهلته يونا و لم ترد عليه.. ثم اتجه كرستيان نحو سيزار قائلاً: مرحباً يا ذو العين الواحدة كيف حالك؟ تبدو طالباً مجتهداّ لأنكَ تأتي مبكراً او هناك سبب أخر يجعلك تأتي مبكراً.. التزم سيزار الصمت و تجاهل كرستيان وكأنه لايتكلم معه،، أنزعج كرستيان وقال: هيه يا ذو العين الواحدة أنا اتكلم معك لما لا ترد على كلامي.
سيزار: أعذرني فأنا لا أرد على نباح الكلاب،، أشتعل كرستيان غضباً وامسك سيزار من قميصه و أراد لكمه لكن صوت يونا اوقفه: توقف كرستيان، سأقدم شكوى ضدك أن ضربته.
كرستيان: ألم تسمعيه نعتني بالكلب.
يونا: لكن أنتَ من بدأتَ اولاً.
كرستيان: أنا لم أقل سوى الحقيقة أنه بعين واحدة و عينه الاخرى التي يغطيها تحت عِصابة العين أراهن بأنها مشوهة و مقززة.
يونا: كرستيان يكفي ثرثرة،، تنظر الى سيزار و تقول: هل تريد تقديم شكوى ضده؟ سأشهد معك.
سيزار: لا داعي لذلك أنا احب أخذ حقي بيدي.
كرستيان: لماذا تدافعين عنه أنه شخص دنيء حتى أنه ضربني في اول يوم له في المدرسة.
يونا: أنا لا ادافع عن احد هذا واجبي كـ مشرفة،، جاءَ بقية الطلاب وجلس الجميع و بدأ الدرس و مرَ اليوم بسلام تقريباً لأنني لم اسلم من كلام كرستيان المؤذي..
مـر شهر و اصبحتُ انا و رايلي و أيمي اصدقاء مقربون جداً،، أخبروني عن حياتهم واحلامهم المنسية فقد كان حلم رايلي أن يصبح لاعب كرة قدم فقد كان يُحب كرة القدم و هي السبب في بتر ساقه فقد اصبح لديه تمزق في ساقه (تمزق الرباط الصليبي الامامي) ولم يترك كرة القدم رغم ذلك استمر باللعب الى أن اصبح ورماً بسبب الاعياء ولم يكن خيار سوى بتر ساقه حتى ضاعت سنتان من عمره و دراسته، والان اصبحَ فارغاً من كل شيء وليس لديه حلم وانه يريد النجاح فقط لأجل والديه،، ومستواه الدراسي ضعيف جداً لذلك عرضت عليه و على ايمي أن ندرس معاً في الاستراحة وايام العطلة والامتحانات فقد كانت ايمي مثله تماماً خالية من الاحلام والطموح وانها تكمل دراستها بسبب الحاح والديها واخبرتني أيضاً بأن لديها امنية مستحيلة و هي أن تصبح رشيقة و ان السمنة المفرطة التي تعاني منها بسبب اضطراب الهرمونات وليس لدى عائلتها المال الكافي لعلاجها لأنها حالتها هذه تحتاج الى جلسات علاجية كثيرة وادوية غالية الثمن،، أخبرتها بأن صوتها يصلح لأن تكون مذيعة في التلفاز لكن رايلي قال: مذيعة!! ربما صوتها يصلح لكن وجهها وهيئتها لا، سيفزع المشاهدين عندما يرونها.
ايمي(بحزن): كلام رايلي صحيح أصلاً انا لا اصلح لشيء.
سيزار: بلى انتِ تصلحين لكل شيء لا تصدقي كلامه فهو انسان يائس، ايمي مارأيكِ أن تكوني مذيعة على الراديو الجميع سيسمع صوتكِ و سيحبه وبعدها اجمعي المال وعالجي نفسكِ الى أن تصلي للوزن المثالي.
رايلي: أنت خيالي يا سيزار كل الذي قلته مستحيل الكلام سهل جداً لكن الواقع لا يتناسب معه.
سيزار: لا يوجد مستحيل طالما الامل والارادة لدينا والخطوة الاولى هي النجاح بتفوق في الامتحانات النهائية و هذا ماسنركز عليه اولاً اتفقنا؟؟
ايمي و رايلي معا: أتفقنا.