الساعة: 300 ص
المكان:مشفى الراية
السماء ملبدة بالغيوم الداكنة صوت المطر الغزير الذي يملأ الشوارع
نحيب رجل يصدح في ممرات المشفى أمام غرفة البراد المليئة بالجثث الساكنة
بدأ بالصراخ بغضب: كيف كيف حدث هذا لما لم تنقذوها اجيبوني ثم ارتفعت نبرة صوته المخيفة اجيبونننننننننني
رجعت الممرضات بخوف إلى الوراء من هذا الرجل الفاقد للسيطرة بينما تكلم الطبيب فؤاد بهدوء: اهدئ أيها السيد لقد قمنا بكل ما نستطيع لكن....
قاطعه بقلة أدب وكلمه بوقاحة:أخرس لا أريد أن أسمع تسويغا مزيفا لخطئكم القذر.
تكلم الطبيب سامر: اهدئ يا هذا وانتبه إلى كلامك.
صرخ الرجل بغضب أكبر لن اهدئ ولن اصمت أنتم قتلتم زوجتي قتلتم أما لثلاثة أطفال أنتم من دمر عائلتي لن اسامحكم أبدا أبدا
تكلمت الطبيبة ريما بغضب: نحن لم نقتل أحدا انت من
قاطعها قائلاً اصمتي ثم تقدم بإهتياج نحو الطبيب فؤاد ليقتص من حقه وليخمد قليلا من غضبه. صرخ الممرضات سيدي انتبه
وقبل ان يصل إليه تلقى صفعة قوية على وجهه كفيلة بإراقة الدماء من أنفه ولم يشعر إلا واحدهم ألصقه بالحائط بشدة واضعا ذراعه على رقبته مانعا إياه من الحركة .
نظر إلى ذلك الشخص القوي الذي كان عبارة عن فتاة بزي أبيض ملامحها هادئة ومرعبة
الطبيب سامر: الطبيبة رنا انتبهي.
تحدثت بصوت مخيف وهي تنظر إلى عينيه نظرة مرعبة نحن نفعل ما بوسعنا ونجتهد في عملنا لإنقاذ اروح الناس لكننا لا نستطيع إعادة الحياة إليهم إن فارقتهم لقد أحضرت زوجتك وهي تلتقط أنفاسها الأخيرة لذا أغلق فمك القذر واهدئ. تركته وابتعدت عنه ليجلس على الأرض مخفضا رأسه بخيبة أمل كبيرة
عدلت مريولها الأبيض وقالت والآن انصرف نحن في مشفى ولدينا الكثير من الأعمال ثم تركته وذهبت مع بقية الأطباء والممرضات ليبقى وحيدا مع دموعه التي تحكي ألمه
مضت تلك الليلة المرعبة بهدوء وعدم مبالاة على اطبائنا الذين اعتادوا على المئات من هذه الحالات بينما مرت ببؤس و أسى على رجل فقد زوجته وشريكة حياته واضحى أبا لثلاثة أيتام