📒سلسلة نضال الجزء الثاني
( الحلقة الحادي عشر )
" البر بالوالدين "
🔷بعد مرور ساعة من لقاء نضال و اليزابيث و ما دار بينهما من حوار
قال نضال : ما هو الأمر الذي تريدين أن نتناقش فِيه يا اليزابيث ..؟
-- نعم ' نريد التحدث عن أمر الوالدين ، كيف وجهة نظر مجتمعكم إليهما وكيف تعاملكم معهما ..؟
-- الوالدان ، لا أعرف كيف أبدأ لكِ هذا النقاش ، ففضل الوالدان ومكانتهما أمر عظيم و أخاف إن تكلمت عنهما أن أقصر بحقهما ..
نحن تعاملنا من الوالدين يا اليزابيث تعامل جيد ، وعلاقتنا بهما علاقة حميمه ..
فديننا الإسلامي أوصانا بالرأفة و الإحسان للوالدين فهناك أوامر ربانية لا يمكن مخالفتها .. جاء في كتابنا القرآن الكريم الكتاب الحق .. . قال تعالى على لسان لقمان وهو يوصي ابنه (( وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ، وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ))
أخرج نضال جواله من جيبه وفتح برنامج تفسير السعدي ..وقال : أنا لست مفسراً ولكن أريد أن أطلعكِ على تفسير بعض علماء الأمة المفسرين… . فهنا لدينا تفسير ابن السعدي
{ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ } أو قال له قولا به يعظه بالأمر، والنهي، المقرون بالترغيب والترهيب، فأمره بالإخلاص، ونهاه عن الشرك، وبيَّن له السبب في ذلك فقال: { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } ووجه كونه عظيما، أنه لا أفظع وأبشع ممن سَوَّى المخلوق من تراب، بمالك الرقاب، وسوَّى الذي لا يملك من الأمر شيئا، بمن له الأمر كله، وسوَّى الناقص الفقير من جميع الوجوه، بالرب الكامل الغني من جميع الوجوه، وسوَّى من لم ينعم بمثقال ذرة [من النعم] بالذي ما بالخلق من نعمة في دينهم، ودنياهم وأخراهم، وقلوبهم، وأبدانهم، إلا منه، ولا يصرف السوء إلا هو، فهل أعظم من هذا الظلم شيء؟؟!
وهل أعظم ظلما ممن خلقه اللّه لعبادته وتوحيده، فذهب بنفسه الشريفة، [فجعلها في أخس المراتب] جعلها عابدة لمن لا يسوى شيئا، فظلم نفسه ظلما كبيرا.
( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْن على وهن )
ولما أمر بالقيام بحقه، بترك الشرك الذي من لوازمه القيام بالتوحيد، أمر بالقيام بحق الوالدين فقال: { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ } أي: عهدنا إليه، وجعلناه وصية عنده، سنسأله عن القيام بها، وهل حفظها أم لا؟ فوصيناه { بِوَالِدَيْهِ } وقلنا له: { اشْكُرْ لِي } بالقيام بعبوديتي، وأداء حقوقي، وأن لا تستعين بنعمي على معصيتي. { وَلِوَالِدَيْكَ } بالإحسان إليهما بالقول اللين، والكلام اللطيف، والفعل الجميل، والتواضع لهما، [وإكرامهما] وإجلالهما، والقيام بمئونتهما واجتناب الإساءة إليهما من كل وجه، بالقول والفعل.
فوصيناه بهذه الوصية، وأخبرناه أن { إِلَيَّ الْمَصِيرُ } أي: سترجع أيها الإنسان إلى من وصاك، وكلفك بهذه الحقوق، فيسألك: هل قمت بها، فيثيبك الثواب الجزيل؟ أم ضيعتها، فيعاقبك العقاب الوبيل؟.
ثم ذكر السبب الموجب لبر الوالدين في الأم، فقال: { حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ } أي: مشقة على مشقة، فلا تزال تلاقي المشاق، من حين يكون نطفة، من الوحم، والمرض، والضعف، والثقل، وتغير الحال، ثم وجع الولادة، ذلك الوجع الشديد.
ثم { فِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ } وهو ملازم لحضانة أمه وكفالتها ورضاعها، أفما يحسن بمن تحمل على ولده هذه الشدائد، مع شدة الحب، أن يؤكد على ولده، ويوصي إليه بتمام الإحسان إليه؟
وهذا ما جاء في تفسير السعدي . . .
فجاء عبدالحميد وقاطع حديثهما .. .. وأشار إلى نضال .. أن تعال إلى هنا ..!
ذهب نضال إلى عبدالحميد و أخبره عبدالحميد أن أباه أتصل عليه يريد أن يتكلم معه
قال عبدالحميد : لماذا أتصل أبوك إلي ولم يتصل إليك .. . .
قال نضال : لقد وضعت جوالي وضع الطيران بالأمس ولم أقم بفتحه إلى الآن.. .. ربما حاول الإتصال بي ولكن دون جدوى .. سأتصل به لاحقاُ فأنا مشتاق له كثيراً و أريد التحدث معه ..
عبدالحميد : حسناً أنا سأذهب الآن وأقوم بتسديد الغرامة المالية وأنت أكمل حديثك مع اليزابيث .. إلى اللقاء
عاد نضال إلى اليزابيث و قال : المعذرة منك ياليزابيث فصديقي عبد الحميد كان يريد أن يخبرني بشيء متعلق بأبي .. .. إلى أين وصلنا بحديثنا ..
اليزابيث : إذا كان لديك عمل يا نضال فإذهب سنكمل حديثنا غداً .
أنا أيضاً أتصل بي أبي و يريد مني أن أعود إلى المنزل .. لعمل ضروري ..
- حسناً كما تريدين إلى اللقاء
- نلتقي غداً بنفس المكان ونفس الوقت يا نضال .. ..؟!
-- لا أستطيع قول لا..! لمن أنقذت حياتي.. حسناً نلتقي على خير .. ..
يتبع . . . .