يومها قد ما عاتبني أبوي ولامني حسيت حالي قد النتفة قدامه.. صرت أحكيله إنه هي ضحكت علي و كانت تستغفلني.. بس بابا كان شايفها من وجهة نظره إنها شاطرة و بتعرف كيف تعيش و تشتغل.. و رجع سمعني الأسطوانة اللي كان متعود يسمعني اياها عن البلد و الإستثمار بالبلد.. و إنه لازم الواحد يكون حوت و صاحبتك سماح هاي هي الحوت اللي راح يقدر يعيش و يكبر.
حتى حكالي يومها إنه ما بطلعلي أزعل منها.. بالعكس أقنعني إني أقرّب منها أكثر و اتعلم منها إذا كنت بدي أعمل مشروع روضة أو غيره.. و إنه هيك الناس بتتعلم و بتصير و بتتصوّر.. طبعا عملت بنصيحة أبوي و صرت أروح أزورها بالروضة و أعمل حالي إني مش زعلانة و إنه إذا بدها مساعدة أو نصيحة أنا جاهزة.
و كالعادة.. كيف تقلب الأمور لصالحها و تحوّل الكُره لشفقة و عطف عليها ما كنت أعرف.. بفترتها فكّرَت سماح إنه أمورها خلص راح تنعدل و ترجع تقب على وجه الدنيا.. أجت تطلّقت من محمد زوجها بليلة ما فيها ضو قمر.. و بحجة إنه رجع يزور أهلها و نسيوا اللي صار زمان.. و حست بالخطر مرة ثانية تجاه أختها ختام اللي كبرت و ما كان يجي نصيبها بعد السمعة اللي طلعت عليها.
هسه اللي فيه طبع عمره ما بتغيّر.. من أولها سماح ما عرفت تدير أمورها المالية منيح.. إستهتار و إسراف و قلة تدبير.. و يوم عن يوم كانت حاسة حالها بتغوص أكثر و مش قادرة تطلّع حالها من اللي هي فيه.. لغاية ما صار عليها أقساط و ديون متراكمة.. و حالتها صارت بالويل.. لدرجة بلشت تضعف و تنحف بشكل مش طبيعي.
و رغم هاد كله رفضت إنها تنهزم أو تنكسر و تسكّر الروضة.. أجت عرضت علي إني أشاركها بالروضة زي ما كنا نخطط من قبل.. على أساس أدخل معها شريكة بأسهم الروضة و أدفع خمس آلاف دينار اللي هي كانت بحاجتهم لسداد ديونها.. مقابل مبلغ شهري من الأرباح و إنه خلال سنة بسترجع المبلغ كله.
طبعا أيامها لا معي خمس آلاف و لا حتى ألف دينار.. فاقترحت علي إنه نبيع سيارتنا اللي جابلنا اياها أبوي و كلها سنة بنقدر نمشي حالنا فيها كيف ما كان.. يومها بالليل جبتها لعنا عالبيت و شرَحَت الفكرة لعادل زوجي و حكتله شو ممكن نطلّع ربح و شو خطتها.. و فوق هاد كمان إني أشتغل بالروضة و أستلم راتب.
يومها كإنه أبواب السما انفتحت قدامنا أنا و عادل.. و حكينا إن شاءالله ربنا راح يفرجها علينا.. بس ضل مشكلة بيعة السيارة.. إنه أبوي جابلنا اياها و مش حلوة نبيعها بدون إذنه.. فحكيت لأمي تقنعه.. و صارت سماح هي اللي تروّج للسيارة و تدوّر لها على بيعة قد ما كانت مستعجلة و مزنوقة عالفلوس.
لما عرف بابا بالقصة طلب مني أشرحله طبيعة الشراكة بالزبط.. فحكيتله نفس الحكي اللي حكته سماح لعادل و إنه هاي إسمها "شراكة أسهم".. حكالي يومها إنه ما في إشي بالدنيا إسمه هيك.. صاحبتك مزنوقة و بدها فلوس بأي طريقة.. و إنتِ يا بنتي عاملة زي الغريق اللي بتعلّق بقشة.. بس عشان ما تحكي إني واقف بطريقك راح أقترح عليكي إقتراح.