وقفية الكتب على علماء الأحساء
تمهيد:
من سبل الحراك الثقافي والعلمي، إيقاف الكتب وإتاحتها للجميع ليستطيع الاستفادة منها علمياً لمن ليس له قدرة ومكنة على شرائها، أو لندرتها في البلد، كما أنه يعد من الآفاق الرائعة للوقف ومناخاته التي تتخطى حدود المزرعة والبيت، وقصرها على إحياء الشعائر الدينية، في الوقت الذي هناك حاجة لأبعاد أخر لا تقل عنه أهمية.
وفي الأحساء كان لوقف الكتب إسهامه ودوره في حياة العلماء، خاصة في المناطق التي تنشط فيها المدارس الدينية، ويكثر فيها وجود طلاب العلم، ويكون للكتاب أهميته ودوره، وما لدينا الآن هو نموذج من هذه الوقفيات الهامة الواقعة في قرية( القارة ) بالأحساء التي كانت تعد أحد من أهم المراكز الدينية، وأكثرها من حيث تعداد الأسر العلمية فيها، وقد تم في الوقفية تفصيل طريقة التعاطي مع الوقف، وسبل الاستفادة منه:
الوقف: كتابي :
1- المعتبر في شرح المختصر: أبي القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحلي( ت676هـ ).
شرح استدلالي على كتاب > المختصر النافع الحمد لله ذي القوة الباهرة، والسطوة القاهرة، والنعمة الغامرة، والرحمة الوافرة المرتفع عن تمثيل الخواطر الخاطرةالحمد الله الذي هدانا لدين الإسلام، وسنَّ لنا الشرائع والأحكام، بوسيله نبيه المختار وأهل بيته الأطهاروفي القوي كل شيء مطلق حتى يرد فيه نهي، والله أعلم بحقائق الأموربسم الله الرحمن الرحيم ، أقول وأنا الفقير إلى الله محمد ابن عبد الله ابن حاجي رحمة ابن الشيخ علي ابن عبد الله ابن ناصر الموالي البحراني:
أني قد وقفت وخلدت هذا الكتاب المسمى بـ( المعتبر)، مع كتاب (المفاتيح) في الفقه على علماء الشيعة المؤمنين، وجعلت النظارة لي مدة حياتي، ثم لأخي أحمد، ثم لأولادي أو أولاده، ثم لصالحي المؤمنين، وإن لم يكونوا علماء، وأشترط على الولي أن لا يبقيه عند المستعير أكثر من شهر، ويأخذه منه، وأن...وجده هكذا، وأن يشترط على المستعير إصلاح ما فسد عنده، وقفاً صحيحاً شرعياً معتبراً مرعياً حتى يرث الله الأرض ومن عليها قربة إلى الله تعالى، لعن الله المخالف لذلك، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
جرى ذلك شهر جمادى الثاني في السنة 1239، التاسعة والثلاثين بعد المائتين والألف على مهاجرها وآله أفضل الصلاة والسلام، والحمد لله رب العالمين. وكتب الواقف بنفسه غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات، وذلك في بلد سكناه وهي ( القارة ) من قرى الأحساء.
ختمه بيضاوي نقشه:( الواثق بالله محمد بن عبد الله)