الصفحة الأخيرة
سيرة مخطوط
من نسخ الشيخ علي بن عبد الحسن البلادي الأحسائي
(توفي بعد سنة ١٠٩٧هـ)
مدخل:
من الخطأ الفادح النظر إلى المخطوط ككائن جامد ليس له حياة، حاله حال سائر الجمادات كالحجارة والصخور وغيرها، لا ينطق ولا يتكلم، وقد نتمادى ونقول وليس له أحاسيس ومشاعر، لأننا بذلك سنفقد الكثير من الرسائل المشفرة والحياة المفعمة بالحيوية والنشاط العلمي التي عاشها المخطوط، منذ الولادةـ النسخ ـ عبر مسيرة حياته التي امتدت لقرون عديدة.
فهو يستنطق الزمن فيقفز بِنَا عبر التاريخ ويقودنا في رحلة تمتد سنوات طويلة نعيش من خلالها ربوع العلماء حياتهم رحلاتهم بل حتى مسراتهم وأتراحهم، فالكتاب هو مستودع الأسرار، وخزانة الذكريات التي لا تعرف الكذبَ أبداً، رغم محاولة بعضهم طمس الحقيقة بمسح القيود، وإخفاء الواقع بشطب الخطوط، إلا أنه يظهر من هنا وهناك الكثير الذي يشعرك بأن المخطوط يتنفس عند البعض ويحزن عند البعض الآخر، ويالها من حياة جميلة لو استطعت أن يقودك الخيال بجولة فيها.
وبين أيدينا مخطوط نفيس ولد ـ نسخاًـ في الأحساء، ثم أخذ يتنقل بين رياض العلماء فيها، إلى أن حان وقت الرحيل لينتقل إلى إيران مصاحباً ومرافقاً علماً من أعلامها الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي(ت: ١٢٤١هـ)، ليشهد المسيرة معه، ثم ليفارقها بعد رحيله إلى الرفيق الأعلى، في جولة أخرى، إلى أن يحط رحاله. مكتنزاً معه ذكريات التي امتدت قروناً وقرون.
وهنا سنتناول المقال على مرحلتين:
الأولى: سيرة الناسخ.
الثانية: سيرة مخطوط
https://t.me/joinchat/AAAAAELbE7NZMcSEUcmIaw
