الكاتب: محمد علي الحرز.
مجلة الساحل: العدد 52، السنة الخامسة عشرة، شتاء 2021م.
من أعلام الأحساء المغمورين:
الشيخ إبراهيم بن محمد الحساوي البحراني
( القرن الثاني عشر)
الشيخ إبراهيم بن الشيخ محمد بن ناصر بن عبد الله الحساوي البحراني، من أعلام الأحساء في القرن الثاني عشر، تربى في أحضان العلم والمعرفة، فوالده من أصحاب الفضيلة العلمية والعناية بالحديث، ففي نسخة (الكافي) تعليقات منها تعليق باسم محمد بن ناصر بن عبد الله البحراني الأحسائي، وقد انتقلت النسخة بعده إلى ابنه الشيخ إبراهيم.
من التملكات ورد اسمه تارة (الحساوي البحراني)، والبعض الآخر( البحراني الأحسائي)، لذا يحتمل أن يكون من أصول أحسائية عاش في البحرين، أو من أصول بحرانية انتقل وعاش في الأحساء.
بقلم محمد علي الحرز.
https://t.me/joinchat/AAAAAELbE7NZMcSEUcmIaw
الأحساء وتاريخ من السلم الاجتماعي(٢)
التجاذبات العلمية الأحسائية
الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي والعلمين: ابن فارس وابن فيروز مثالاً
امتاز المجتمع الأحسائي بوجود اتجاهات فكرية ومذهبية متعددة، ولكل منهج ومذهب مدارسه الدينية التي من خلالها يحافظ على استمرار خطه ومنهجه، وقد تمثل هذا غالباً في الأسر العلمية التي حافظت على توجه أبنائها وتعليمهم بمذهب الآباء والأجداد، وهذا الحرص ساهم بدرجة كبيرة على استمرار التعددية الفكرية والمذهبية في الأحساء لمئات السنين، وعدم غلبة اتجاه دون آخر، سواء على المذهب الشيعي أو المذاهب السنية.
مما أعطى الأحساء هذا التناغم الذي قلما نجده في المجتمعات الأخرى، والذي بين أيدينا رسالة تمثل شاهداً على الانسجام الأحسائي في ظل التعدد المذهبي، تعود إلى بدايات القرن الثالث عشر الهجري، ولعل أهم ما يميزها أن رموزها يمثلون القمة في عصرهم وهم الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي أبرز علماء الشيعة في عصره، والشيخ محمد بن عبد الله آل فيروز الأحسائي أبرز علماء السُنة في وقته.
وقد حاولنا خلال السطور القادمة التعريف بالرسالة مع أهم الأمور المستفادة منها، من روح التعددية التي يتمتع بها المجتمع الأحسائي المعروف بمرونته الفكرية، والتي من الجدير المحافظة على دوام السلم الاجتماعي واستمراره.
https://t.me/joinchat/AAAAAELbE7NZMcSEUcmIaw
مكتبة الشيخ كاظم المطر الأحسائي للمخطوطات والنوادر
* مجموع خطي:
مجموع خطي نفيس جداً يضم بين جنباته سبع رسائل من المؤلفات والمخطوطات الأحسائية وهي تعود إلى القرن الثالث عشر الهجري، من مصنفات الشيخ محمد بن عبد الله بن رحمة الأحسائي، والشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي، والشيخ علي نقي بن الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي، و الشيخ محمد بن حسين بن علي آل أبي خمسين، والسيد كاظم بن قاسم الرشتي، قام بكتابتها الناسخ الأحسائي الشهير وصاحب الخط الجميل الشيخ محمد بن علي البقشي، بداية المجموع قيد تملك للشيخ المطر نصه:>بسم الله الرحمن الرحيم. قد دخل هذا الكتاب في حيازة ملا كاظم بن الحاج محمد صالح المطر
من أعلام الأحساء المغمورين:
الشيخ علي بن أحمد الرقياتي
( حدود١٠٧٠- بعد ١١١٨هـ )
التسمية:
أبرز من عرف تاريخياً بهذا الاسم عائلة بحرانية عرفت بـ (آل رقية)، تعود أصولها إلى (البلاد القديم) وهي قرية تقع بالقرب من قرية (الزنج) حتى تم دمجها في المنامة وهي قرية من القرى القديمة في جزيرة (أوال)، وهي تقع في جنوب المنامة العاصمة، ولم يعرف لهذه القرية اسم آخر غير اسم (بلاد القديم).
وهم يعرفون بها بـ(آل رقية) وهي من الأسر العلمية العريقة في بلاد القديم يسكنون فريج (الصداغة) وخرج من هذه الأسرة جمع من العلماء منهم الشيخ أحمد آل رقية.
يقول المؤرخ الحاج جواد الرمضان إنه >عرفت المنطقة التي قطنوها من الفوارس بـ(الرقيات ) نسبة لهم< .
وتعود هذه الهجرة إلى نهاية القرن الثاني عشر أو بداية القرن الثالث عشر، واستمرت التسمية إلى اليوم.
والذي احتمله إن التسمية متقدمة على هجرة (آل رقية) من البحرين إلى الأحساء، وذلك لكون تاريخ هذا الحي يعود على أقل التقادير إلى منتصف القرن الحادي عشر الهجري، حيث ولد ونشأ فيه الشيخ علي بن أحمد الرقياتي- الآتي ترجمته-، وهي حقبة متقدمة على هجرة (آل رقية) إلى الأحساء لقرن على أقل التقادير.
وإن كان يبقى السؤال ماثلاً في أساس التسمية وتاريخ نشأت هذا الحي العلمي العريق.
https://t.me/joinchat/AAAAAELbE7NZMcSEUcmIaw
من أعلام الأحساء المغمورين:
الشيخ عيسى بن إبراهيم[آل عيثان] القاري الأحسائي
( حدود ٩٦٠- بعد ١٠٢٦هـ )
موطنه:
القارة: بلدة القارة من قرى ومراكز الأحساء العلمية التي انبثقت منها الكثير من الأسر علمية، كـ(آل السبعي)ومنهم السادة والعوام ممن حمل نفس اللقب، و(آل جلواح)، و(آل الشخص)، و(آل العبد المحسن)، و(آل رحمة)، و(آل عيثان)، وغيرهم الكثير.
وتقع شرق مدينة الهفوف على مسافة ١٥كم، على سفح جبل الشبعان المعروف بـ(جبل القارة) وينسب لهذه البلدة عدد من الأعلام منهم: الشيخ أحمد بن محمد بن فهد الأحسائي(بعد سنة٨٠٦ هـ)، والشيخ محمد بن عبد الله السبعي(ت٨٢٨هـ)، والشيخ ناصر بن إبراهيم البويهي(ت٨٥٣هـ)، وغيرهم.
مولده ونشأته:
الشيخ عيسى بن إبراهيم بن عبد الله [آل عيثان القاري]الأحسائي، من بلدة ( القارة ) الشهيرة بالفقهاء والعلماء، والجدير بالإشارة إن الشيخ عيسى هو أقدم شخصية علمية من هذه الأسرة، ويظهر إن لقب (عيثان)، الذي عرفت به الأسرة واشتهرت لم يطلق على أبنائها إلا خلال القرن الحادي عشر، انطلاقاً من الشيخ عبد النبي بن الشيخ عيسى القاري الأحسائي.
ولد في موطنه الأحساء ببلدة القارة حدود سنة ٩٦٠هـ، وفيها نشأ وترعرع حتى شب وصلب عوده، ليهاجر بعدها إلى بلاد فارس، حيث كان يقصدها أعلام الأحساء لأجل الدراسة الدينية على أيدي أعلامها المتواجدين في المراكز العلمية كشيراز وأصفهان ويزد وتبريز ومشهد وكرمان وغيرها.
وفي بلاد الهجرة يظهر نسخ مجموعة كبيرة من الكتب، ضاع وتشتت معظمها، عدى النزر اليسير منها إلا أنه امتد بين عامي ٩٨٤هـ إلى سنة ١٠٢٦هـ ، وهذا قطعاً لا يشكل الحقيقة وإنما صورة للجهد والمثابرة التي تمتع بها الشيخ القاري الأحسائي، الذي امتد عطائه لأكثر من أربعين سنة يجمع الكتب وينسخها وينتقي الدرر منها من أمهات الكتب لأعلام وأساطين العلماء.
https://t.me/joinchat/AAAAAELbE7NZMcSEUcmIaw
من أعلام الأحساء المغمورين:
الشيخ إبراهيم بن محمد البحراني الأحسائي
(القرن الثاني عشر)
الشيخ إبراهيم بن محمد بن ناصر بن عبد الله البحراني الأحسائي، نزح والده محمد في بدايات القرن الثاني عشر، من البحرين إلى الأحساء، حيث ولد ونشأ وترعرع واتخذها مسكناً له، فقد أشار في إحدى تملكاته:>إبراهيم بن محمد بن ناصر بن عبد الله البحراني أصلاً، والأحسائي مولداً ومسكناً< .
المصادر لا تشير إلى أي بلدة أو مدينة من الأحساء نشأ وترعرع، تلقى في الأحساء أوائل علومه، لدى أحدى مدارسها الدينية، ولعله هاجر إلى أحد المراكز العلمية للاستزادة والترقي في المراتب العلمية.
https://t.me/joinchat/AAAAAELbE7NZMcSEUcmIaw
الشيخ مبارك بن علي آل حميدان الأحسائي الخطي
( حدود ١١٤٤- بعد ١٢٣٤هـ )
أسرة آل حميدان:
تعد آل حميدان من الأسر العلمية الكبيرة المتسلسلة التي أنجبت الكثير من العلماء على مدى عدة قرون وقد شهد لهم العلماء بالفضل والرفعة، يقول في شأن هذه الأسرة الشيخ فرج العمران في (أزهاره الأرجية):>هي الأسرة الكريمة والطائفة الفخيمة العريقة في المجد والشرف الأصيلة في العلم والورع صاحبة المزايا الفاخرة، والكرامات الباهرة لآل حميدان الأحسائي< .
موطنه الأصلي: الجفر:
تنحدر أسرة آل حميدان الخطي، من الأحساء حيث كان يقطن أفرادها بلدة (الجفر) من القرى الشرقية بالأحساء، التي أنجب العديد من العلماء والفضلاء على مدى تاريخها.
هجرتهم إلى القطيف:
هاجر مؤسس الأسرة في القطيف وأقدم أعلامها الشيخ عبد الله بن ناصر بن سالم آل حميدان الأحسائي الجارودي، كما يميل لذلك صاحب(أعلام هجر) ، وإن كنت أميل أن هجرة الأسرة قبل الشيخ عبد الله، ربما والده ناصر بن سالم هو أول من هاجر خلال القرن الحادي عشر الهجري.
الجارودية محط رحالهم:
سكن أقدم أعلام الأسرة قرية(الجارودية) الواقعة على بعد ٤ كم، غرب مركز القطيف، يحدّها من الشمال قرية الخويلدية، ومن الجنوب بلدة أم الحمام، ومن الشرق قرية حلة محيش، ومن الغرب منطقة صحراوية تُعرف بِبر البدراني.
وأكثر ما يميز الجارودية النخيل والمزارع التي تلتف من حولها، وقد بقي أجيال هذه الأسرة العلمية يتناسلون في هذه البلدة لأجيال عديدة.
https://t.me/joinchat/AAAAAELbE7NZMcSEUcmIaw
الشيخ عبد الله بن علي الجبيلي
( كان حياً سنة ١٠٨٧هـ )
الحركة العلمية في الجبيل خلال القرن الحادي عشر:
برزت قرية الجبيل الواقعة ضمن القرى الشرقية لمنطقة الأحساء، كأحد أهم المراكز العلمية على مدى التاريخ العلمي الأحسائي لكثرة من أنجبت من العلماء والفقهاء في مختلف العصور، فقد برز فيها العلماء خلال القرون المتقدمة من القرن الثامن وما تلاه من الحقب التاريخية، نستعرض مجموعة من أعلام القرن الحادي عشر الفترة التي عاش فيها الشيخ عبد الله بن علي الجبيلي، على سبيل المثال:
- الشيخ إبراهيم بن عبد الله الجبيلي الأحسائي الشيرازي( كان حياً سنة ١٠٨٣هـ ).
- السيد حسن بن السيد محمد بن السيد أحمد الحسيني الجمازي المدني الجبيلي الأحسائي الخراساني التوني الجنابدي( كان حياً سنة ١٠٧٢هـ ).
- الشيخ صدقة بن محمد بن سلطان بن صدقة بن راشد بن أبي منصور الجبيلي الأحسائي( القرن الحادي عشر ).
- الشيخ علي بن عبد الله بن سلطان بن عبد الله ابن الشايب الجبيلي الأحسائي( توفي بعد سنة ١٠٠٨هـ ).
الشيخ محمد بن عبد الله بن حسين بن راشد الجبيلي الأحسائي( كان حياً عام ١٠٨٨هـ ).
وقد تنوع نشاطهم في مختلف الحقول العلمية والمعرفية من الخزائن العلمية التي تعود إلى القرن العاشر كخزانة(آل صدقة الجبيلي)، ومنها الإجازات الروائية، والكتابة والتأليف، ونسخ الكتب، وقيود التملك، إلى الشعر والأدب، نتمنى أن نوفق خلال الأيام القادمة في تناول هذه الجوانب بالتفصيل من تاريخ هذه البلدة العريقة.
https://t.me/joinchat/AAAAAELbE7NZMcSEUcmIaw
من روائع التراث الأحسائي:
لغز نحوي
من صور التعليم في الأحساء.. الإثارة الذهنية
تجسد القصيدة الأجواء العلمية التي يعيشها طلاب العلم في الأحساء مع أساتذتهم وشيوخهم من التشجيع والحث على التزود من المعارف العلمية وعدم الركون إلى التكاسل والتقاعس، فالمعرفة هي المعيار الحقيقي في التفاضل والتفاخر، وفيها دعوة إلى التنافس والهمة العالية بين طلاب العلم، إضافة إلى إعمال وتحريك العقل، والتي يمكن أن نعبر عنها بالرياضة والتمارين الذهنية.
وسنحاول من خلال هذه الأرجوزة الجميلة التي نظمها الشيخ محمد بن عبد الله آل رمضان الأحسائي(ت ١٢٤٠هـ)، وسجلها تلميذه الشيخ أحمد بن حسين آل حرز البحراني الأحسائي أن نعطي لمحة عن بعض معالم الحراك العلمي الأحسائي ومشابهته لما يدور في أروقة المدارس والحوزة العلمية الكبرى التي تكشف عن العلاقة المتينة بين الأستاذ والتلميذ التي هي أقرب إلى الرابطة بين الأب والابن بما تحمله من حنان ومشاعر جياشة وخلق القدوة الصالحة والحسنة التي تبقى مغروسة لدى الطالب مدى الحياة.
https://t.me/joinchat/AAAAAELbE7NZMcSEUcmIaw
من الأسر العلمية في الأحساء
آل عمران بن خليفة المبرزي الأحسائي
نستعرض في هذا المقال أحدى الأسر العلمية الأحسائية المغمورة، التي عاشت بمدينة المبرز خلال القرن الثاني عشر الهجري، وقد حافظت على تسلسلها العلمي لأربعة أجيال - على أقل تقدير- وقد هاجر بعض أعلامها إلى مدينة شيراز، سنحاول خلال السطور القادمة الكشف عن نسب هذه الأسرة، مع التعريف بأعلامها وأهم المخطوطات التي ورد تملكهم عليها، من خلال المصادر التاريخية وفهارس المخطوطات ومساعدة بعض الأصدقاء جزاهم الهم كل خير. والذي يعد حلقة مشرقة من سلسلة العطاء للأسرة العلمية في الأحساء.
https://t.me/joinchat/AAAAAELbE7NZMcSEUcmIaw
آل حديثة أسرة علمية ببلدة الجبيل بالأحساء
أصل الأسرة:
آل حديثة من البيوتات العلمية الأحسائية التي امتد وجودها بين القرن الحادي عشر إلى القرن الثالث عشر، في قرية الجبيل، وبرز لها نشاط علمي فيها، أما جدهم الأعلى الذي ترجع إليه الأسرة هو: حديثة بن وضاح بن منصور العنزي الجبيلي الأحسائي، وقد أشار لهذا النسب للأسرة ابنها الشيخ حسين بن علي بن حديثة، ضمن قيد فراغه من نسخ مجموع شعري فساق نسبه هكذا:>عبد الله بن علي بن محمد بن عبد علي بن حديثة الجبيلي بن وضاح بن منصور العنزي أصلاً وفرعاً ومولداً< .
ولعل الذي نفهمه إن جد الأسرة (حديثة)، هو الذي قدم إلى الأحساء من المناطق التي تنتشر فيها قبيلة عنزة، واستوطن بلدة الجبيل في النصف الثاني من القرن الحادي عشر، فأنجب أبناً فأسماه (عبد علي)، فكان هذا الابن من وجهاء البلدة وشخصياتها البارزين في العقد الثاني من القرن الثاني عشر، ونسبت الأسرة له.
وإلا (حديثة)، و(وضاح)، وأيضاً(العنزي) من الأسماء التي اشتهرت في البادية وغير مألوفة في الوسط الأحسائي، مما يرجح إن أصول الأسرة ليست أحسائية المنبت.
https://t.me/joinchat/AAAAAELbE7NZMcSEUcmIaw
من أعلام الأحساء المغمورين:
الشيخ يوسف بن خليفة الدارمي المجاشعي الأحسائي
(توفي بعد سنة ١٢٢٤هـ)
أسمه ونسبه:
الشيخ يوسف بن الشيخ خليفة بن علي بن عبد الله بن محمد الدارمي المجاشعي التميمي الأحسائي.
المُجَاشِعْي: بضم الميم، وفتح الجيم، وكسر الشين المعجمة، وفي آخرها العين المهملة، وهذه النسبة إلى مجاشع، وهي قبيلة من تميم بن دارم، وهو مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم .
وقد ورد في الحديث، عن الإمام الرضا×، قال:>إن رسول الله كان يحب أربع قبائل: كان يحب الأنصار، وعبد القيس، وأسلم، وبني تميم< .
ومن هذا نرى إن بني دارم من بني تميم سكن عدد منهم الأحساء، وكان لهم نشاط علمي تجلى من خلال نسخ الكتب، وبعض التملكات، وإضافة إلى الأبعاد العلمية التي يتولاها رجال الدين.
مسكنه:
يحتمل إنه ممن سكن البصرة في ربوع المهاجرين الأحسائيين فيها والتي شهدت في تلك الفترة هجرة أحسائية واسعة، فكان منهم والده الشيخ خليفة بن علي الدارمي الأحسائي، حيث وهبة نسخة كتاب (إكمال الدين وإتمام النعمة في إثبات الغيبة وكشف الحيرة)، ثم انتقلت النسخة إلى الدورق حيث يسكن بني كعب، وعدد غير قليل من الأحسائيين على رأسهم الشيخ أحمد بن محمد المحسني(ت: ١٢٤٧هـ)، وذريته العلمية، وفيها تملك النسخة عبد الله بن تركي الكعبي العامري، والذي تملك العديد من الكتب، وقد سجل وقفية على بعضها.
https://t.me/joinchat/AAAAAELbE7NZMcSEUcmIaw
الأحساء وتاريخ من السلم الاجتماعي(٢)
التجاذبات العلمية الأحسائية
الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي والعلمين: ابن فارس وابن فيروز مثالاً
امتاز المجتمع الأحسائي بوجود اتجاهات فكرية ومذهبية متعددة، ولكل منهج ومذهب مدارسه الدينية التي من خلالها يحافظ على استمرار خطه ومنهجه، وقد تمثل هذا غالباً في الأسر العلمية التي حافظت على توجه أبنائها وتعليمهم بمذهب الآباء والأجداد، وهذا الحرص ساهم بدرجة كبيرة على استمرار التعددية الفكرية والمذهبية في الأحساء لمئات السنين، وعدم غلبة اتجاه دون آخر، سواء على المذهب الشيعي أو المذاهب السنية.
مما أعطى الأحساء هذا التناغم الذي قلما نجده في المجتمعات الأخرى، والذي بين أيدينا رسالة تمثل شاهداً على الانسجام الأحسائي في ظل التعدد المذهبي، تعود إلى بدايات القرن الثالث عشر الهجري، ولعل أهم ما يميزها أن رموزها يمثلون القمة في عصرهم وهم الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي أبرز علماء الشيعة في عصره، والشيخ محمد بن عبد الله آل فيروز الأحسائي أبرز علماء السُنة في وقته.
وقد حاولنا خلال السطور القادمة التعريف بالرسالة مع أهم الأمور المستفادة منها، من روح التعددية التي يتمتع بها المجتمع الأحسائي المعروف بمرونته الفكرية، والتي من الجدير المحافظة على دوام السلم الاجتماعي واستمراره.
https://t.me/joinchat/AAAAAELbE7NZMcSEUcmIaw
من درر مكتبة المزيدي في الكويت( ٣ ):
الشيخ أحمد بن حسن الأحسائي البصري
(كان حياً سنة ١٢٤٥هـ)
الشيخ أحمد بن حسن بن علي بن كتاب بن اطريف بن جلواح الأحسائي البصري، يعود بأصوله إلى بلدة (القارة) التاريخية والشهيرة بالعلماء والبيوتات العلمية، انتقل والده إلى قرية (الدالوة) القريبة تحت سفح جبل المشقر(القارة)، وفيها ولد في مطلع القرن الثالث عشر الهجري، فكانت نشأته الأولى فيها حتى أشتد عوده وقوى جسده، وفي مرحلة من مراحل حياته انتقل مهاجراً إلى العراق وسكن مدينة البصرة التي يقطنها عشرات العوائل الأحسائية المهاجرة.
أسرته العلمية:
أسرة آل جلواح: واحدة من أبرز البيوت العلمية في بلدة القارة والتي انجبت الكثير من العلماء والفضلاء على مدى عدة قرون من القرن الحادي عشر إلى القرن الرابع عشر الهجري تنجب العلماء جيلاً بعد جيل، عرف منهم: الشيخ ياسين بن الشيخ حجي بن الشيخ ناصر بن الشيخ محمد الجلواح، والذي صادق على بعض الوثائق سنة ١١٩٤هـ، و الشيخ محمد بن الشيخ ناصر بن الشيخ حجي آل جلواح، سجل بعض الوثائق سنة ١٢٣٨هـ، والشيخ محمد بن الشيخ حسن بن الشيخ علي بن الشيخ محمد بن الشيخ حجي بن الشيخ ناصر بن علي آل جلواح، كتب بعض الوثائق سنة ١٣٣٥هـ، وغيرهم الكثير.
هجرته إلى البصرة:
ولعل من المحتمل إن هجرته كانت خلال العقد الثاني من القرن الثالث عشر، في ركب المهاجرين من الأحساء تجنباً للاضطرابات السياسية التي كانت تعصف بالمنطقة، أبان تلك الفترة، فالدلائل تشير إلى حياته سنة ١٢٤٥هـ، ولا يبعد حياته إلى النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري.
دراسته الدينية:
الدلائل التي بين أيدينا لا تشير بشكل قاطع إلى أحدٍ من أساتذته أو موضع دراسته، ولكن المظنون أنه من تلاميذ العلامة الفقيه الشيخ محمد بن عبد علي آل عبد الجبار، الذي نسخ له أكثر من رسالة في حياته، ولعله عن نسخة الأصل، لذا لا يبعد أخذه على يديه إما في الأحساء أثناء زيارته لها وإقامته فيها، أو في البصرة أثناء مرور الشيخ عليها.
منسوخاته:
قام بنسخ مجموعة من الرسائل العلمية عرفنا منها:
https://t.me/joinchat/AAAAAELbE7NZMcSEUcmIaw
أسرة آل المزيدي العلمية أضواء وملامح
الجذور:
تعود جذور الأسرة المزيدي، إلى بني مزيد وبالتحديد إلى مزيد بن مرثد بن الديان بن خالد بن حي بن زنجي بن عمرو بن خالد بن مالك بن عوف بن مالك بن ناشرة بن نصر بن سواءة بن سعد بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد، وكانت لهم دولة في العراق أسسها أبو الحسن علي بن مزيد الأسدي في عام ٣٨٨هـ/٩٩٨ م، وأقام إمارته ببلدة النيل، وهي بلدة على الضفة الغربية للفرات بين بغداد والكوفة، والبلدة اليوم قرية عامره قرب بابل على بعد حوالي خمسه أميال من مدينة الحلة ، فهي أسرة ترجع بتاريخها إلى الحلة المزيدية.
وكان أول شخصية علمية من أبناء هذه الأسرة جاءت إلى الأحساء هي شخصية الشيخ عبد الله بن الشيخ موسى بن الشيخ إبراهيم المزيدي، الذي كان علم من أعلام الأحساء خلال القرن الثاني عشر الهجري، وإن كانت الوثائق لا تشير إلى تاريخ مقدمه إلى الأحساء بدقة، ولكن يمكن تحديد وتشخيص ذلك بما لدينا من وثائق له والتي تعود إلى النصف الثاني من القرن الثاني عشر، أي حدود سنة ١١٦٠هـ.
فقد خرج الشيخ عبد الله من بلاده الحلة المزيدية متجهاً إلى الحج، وبعد الفراغ من أداء المناسك اتجه إلى الأحساء ، ولعله بدعوة من أهلها، وفيها طاب له المقام وجعلها مقراً له، وقد جعل من مدينة الهفوف مقراً وسكناً له.
https://t.me/joinchat/AAAAAELbE7NZMcSEUcmIaw
وثيقة تعود لأسرة المزيدي في الكويت كتبت سنة 1369هـ، كتبها الشيخ حبيب بن الشيخ إبراهيم المزيدي(1332- 1397هـ)، قاضي المحكمة الجعفرية في الكويت، إلى وكيل وزير العدل بدولة الكويت يشرح فيها التسلسل القضائي الجعفري في الكويت، من عهد جده الشيخ موسى بن محمد المزيدي(ت: 1300)، مع بيان كيفية المحاكمات والمرافعات في القضاء الجعفري في الكويت إلى حين الترسيم. المصدر: فهرس مخطوطات مكتبة آل المزيدي: 359.
من درر مكتبة آل المزيدي في الكويت( ٤ ):
الشيخ صالح بن علي البحراني الأحسائي
(كان حياً سنة ١٢٤٣هـ)
الشيخ صـالـح بـن الشيخ عـلـي بـن الشيخ مـكـي البـحـراني (أصـلاً)، الأحسائي (مولـداً)، البصري (منـزلاً)، عاش خلال القرن الثالث عشر الهجري كان حياً سنة ١٢٣٩هـ، جاء إلى الأحساء أحد آبائه، ولعله حفيد الشيخ مكي بن صالح بن حسن البحراني (كان حياً سنة ١١٨٠هـ )، خاصة وإن هناك جانبين يقربان هذه الاحتمالية فإن كان جده فنسبه يكون هكذا:>الشيخ صالح بن الشيخ علي بن الشيخ مكي بن صالح بن حسن البحراني الأحسائي
من درر مكتبة المزيدي في الكويت
( ٢ )
مدخل:
لا زلت استقي من درر كتاب(فهرس مخطوطات مكتبة آل المزيدي)، والشوق يحدوني للحصول على نسخة منه، وهنا نتحدث عن مقدمات الكتاب وهي ثلاث، والذي تفضل عليّ الصديق العزيز الأستاذ علي بن يوسف الحمد، بصورة منها.
الأولى: بقلم العلامة الشيخ عبد الله دشتي.
الثانية: بقلم الشيخ إسامة المزيدي.
الثالثة: بقلم المفهرس الكبير والصديق العزيز الأستاذ أحمد علي مجيد الحلي النجفي.
ولله درهم فقد ازدانت كل مقدمة بنفائس المعلومات، ويفوح منها عبق التاريخ والتراث، فقد ركز العلامة الشيخ الدشتي- دام علاه-، على الكتب الموقوفة على أهل الكويت من نفائس المكتبة بما يشير إلى عمق التاريخ العلمي في الكويت والذي يرجع إلى القرن الثالث عشر الهجري، من خلال ثلاث رسائل خاض الشيخ خلاله التحليل والتدقيق والأخذ بالقرائن، فكانت مقدمته بحثاً نفيساً عن بدايات الحراك العلمي الشيعي في الكويت.
أما المقدمة الثانية والتي سيكون لنا معها وقفة واستفادة، فقد أجاد الشيخ أسامة المزيدي - دام تأييده- ببيان تاريخ الأسرة وجذورها العلمية وامتدادها في الكويت فكان لهذه المقدمة فوائد جمّة عن تاريخ الوجود الشيعي في الكويت بشكل عام، وتاريخ آل المزيدي بشكل خاص.
وكانت المقدمة الثالثة للمحقق والمفهرس الحلي - حفظه الله- والذي نظر بعين المفهرس الحصيف فتكلم عن الجهود التي بذلها في فهرسة ثلث المكتبة، والدروس التي أعطاها لمن سار على أثره لإتمام العمل وهم: جمال مشعل، وعلي عبد الله، والصديق العزيز جابر مزهر.
ولم يفته الإشارة إلى بعض نفائس المخطوطات التي تضمنتها المكتبة إما من حيث الأقدمية، أو قيود التملك بما يعكس نفاسة النسخ وأهميتها من خلال ألماعات سريعة، ومعاني عميقة.
هنا نكتفي بهذا المقدمة الموجزة التعريفية بمقدمات الكتاب الثمين، ونؤجل الحديث عن المقدمة الثانية للشيخ المزيدي وما تضمنته من فوائد تاريخية هامة إلى الحلقة الثالثة من فوائد ودرر مكتبة آل المزيدي في الكويت.
https://t.me/joinchat/AAAAAELbE7NZMcSEUcmIaw
من درر مكتبة المزيدي في الكويت( ٣ ):
الشيخ أحمد بن حسن الأحسائي البصري
(كان حياً سنة ١٢٤٥هـ)
الشيخ أحمد بن حسن بن علي بن كتاب بن اطريف بن جلواح الأحسائي البصري، يعود بأصوله إلى بلدة (القارة) التاريخية والشهيرة بالعلماء والبيوتات العلمية، انتقل والده إلى قرية (الدالوة) القريبة تحت سفح جبل المشقر(القارة)، وفيها ولد في مطلع القرن الثالث عشر الهجري، فكانت نشأته الأولى فيها حتى أشتد عوده وقوى جسده، وفي مرحلة من مراحل حياته انتقل مهاجراً إلى العراق وسكن مدينة البصرة التي يقطنها عشرات العوائل الأحسائية المهاجرة.
أسرته العلمية:
أسرة آل جلواح: واحدة من أبرز البيوت العلمية في بلدة القارة والتي انجبت الكثير من العلماء والفضلاء على مدى عدة قرون من القرن الحادي عشر إلى القرن الرابع عشر الهجري تنجب العلماء جيلاً بعد جيل، عرف منهم: الشيخ ياسين بن الشيخ حجي بن الشيخ ناصر بن الشيخ محمد الجلواح، والذي صادق على بعض الوثائق سنة ١١٩٤هـ، و الشيخ محمد بن الشيخ ناصر بن الشيخ حجي آل جلواح، سجل بعض الوثائق سنة ١٢٣٨هـ، والشيخ محمد بن الشيخ حسن بن الشيخ علي بن الشيخ محمد بن الشيخ حجي بن الشيخ ناصر بن علي آل جلواح، كتب بعض الوثائق سنة ١٣٣٥هـ، وغيرهم الكثير.
هجرته إلى البصرة:
ولعل من المحتمل إن هجرته كانت خلال العقد الثاني من القرن الثالث عشر، في ركب المهاجرين من الأحساء تجنباً للاضطرابات السياسية التي كانت تعصف بالمنطقة، أبان تلك الفترة، فالدلائل تشير إلى حياته سنة ١٢٤٥هـ، ولا يبعد حياته إلى النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري.
دراسته الدينية:
الدلائل التي بين أيدينا لا تشير بشكل قاطع إلى أحدٍ من أساتذته أو موضع دراسته، ولكن المظنون أنه من تلاميذ العلامة الفقيه الشيخ محمد بن عبد علي آل عبد الجبار، الذي نسخ له أكثر من رسالة في حياته، ولعله عن نسخة الأصل، لذا لا يبعد أخذه على يديه إما في الأحساء أثناء زيارته لها وإقامته فيها، أو في البصرة أثناء مرور الشيخ عليها.
منسوخاته:
قام بنسخ مجموعة من الرسائل العلمية عرفنا منها:
https://t.me/joinchat/AAAAAELbE7NZMcSEUcmIaw
من أعلام الأحساء المغمورين:
الشيخ خلف بن عبد علي الأحسائي الجزائري
(توفي بعد: ١٠٧٢هـ)
نسبه وأصله:
الشَّيخ خلف بن الشيخ عبد علي بن حسين بن علي بن يحيى بن محمد بن أحمد بن خلف (کزدر) بن عساكر الأحسائي أصلاً، والجزائري مولداً، والبصري مسكناً.
تربى ونشأ في بيت علم على يدي والده الشيخ عبد علي الأحسائي الجزائري، وقد تلقى أوائل علومه على يديه، ومما لا شك أنه أخذ على غيره، ولكن المصادر لا تسعف لمعرفة المزيد عنه.
الهجرة إلى الجزائر:
وفق النسب الذي استعرضه والده الشيخ عبد علي في نسخه للكتاب النحوي، يتجلى إن الشيخ خلف يرجع بنسبه إلى أصول أحسائية، هاجر والده الشيخ عبد علي أو جده حسين إلى العراق وقطن في مدينة الجزائر، وفيها أقام فكانت محل مولد الشيخ خلف، في النصف الأول من القرن الحادي عشر.
ثم هاجر بعد أن شبّ إلى البصرة والقريبة من الجزائر، والتي تعد حاضر علمية نشطة، تضم العديد من الأعلام، والذي لا يبعد دراسته في البصرة على يد أعلامها، كما يحتمل أنه تلقى بعض دراسته الدينية في النجف الأشرف أو كربلاء المقدسة المراكز العلمية الكبيرة والبارزة في العراق.
https://t.me/joinchat/AAAAAELbE7NZMcSEUcmIaw
الكتب والمواضيع والآراء فيها لا تعبر عن رأي الموقع
تنبيه: جميع المحتويات والكتب في هذا الموقع جمعت من القنوات والمجموعات بواسطة بوتات في تطبيق تلغرام (برنامج Telegram) تلقائيا، فإذا شاهدت مادة مخالفة للعرف أو لقوانين النشر وحقوق المؤلفين فالرجاء إرسال المادة عبر هذا الإيميل حتى يحذف فورا:
alkhazanah.com@gmail.com
All contents and books on this website are collected from Telegram channels and groups by bots automatically. if you detect a post that is culturally inappropriate or violates publishing law or copyright, please send the permanent link of the post to the email below so the message will be deleted immediately:
alkhazanah.com@gmail.com