فلا يا صخر لا أنساك حتى / أفارق مهجتي ويشق رمسي..
يذكرني طلوع الشمس صخرا/ وأذكره لكل غروب شمسِ..
ولولا كثرة الباكين حولي/ على إخوانهم لقتلت نفسي..
وما يبكون مثل أخي ولكن/ أعزي النفس عنه بالتأسي..
وشعرها في رثائه كثير رائق. فلما من الله عليها بالإسلام وجهزت أولادها الأربعة للقتال يوم القادسية فقتلوا جميعا في ذلك اليوم، فمصيبتها بهم لعمري أضعاف مصيبتها بأخيها، ومن ثم فإنها رثتهم بأبلغ مما رثت به أخاها بكثير كثير، رثتهم بقصيدة لا وزن لها ولا قافية ولكن ما أبلغها وأفصح عبارتها وأشد تأثيرها، قالت رضي الله عنها: الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم وأرجو أن يجمعني الله بهم في دار كرامته. أو كما روي عنها. أرأيتم كيف يفعل الإيمان بالقلب إذا خالطته بشاشته.
اللهم أذقنا حلاوة الإيمان وبرد اليقين.