الكتاب وهو يقع في خمس مجلدات بتحقيق محمد الأمين بن محمد محمود الجكني طبعة دار البيان الكويت
مرتب على أحرف المعجم يذكر الصحابي ويذكر بعض أخباره والموجود في الأصل من أول حرف الألف إلى عبد الرحمن
ثم تراجم متفرقة وجد منها مجلدة في إيران وهو المجلد الخامس في المطبوع تبدأ بحرف الفاء وأشك في ترتيبها
والطبعة جيدة بالجملة حاول ضبط نصها إلا المجلد الأخير فإنه فيه أخطاء في الإسناد والمتن والطباعة
وهو غاية في السوء وعدم الإتقان حتى أني شككت أن المحقق نفسه من عمل عليه
أو قلت لعله استدرك المخطوط فأراد أن يلحقه بالطباعة فاستعجل ووقع منه ما وقع
فقد سقطت أحرف كثيرة ونقاط كثيرة
حتى أنه في [ 5 / 274 ] في منتصف الكلام : عن معاذ بن جبل أن [ رأأن تنيتيتيتيتتيتأن ] ..!! وذكر الخبر
والحناط تحرفت إلى الخياط
وعبدالله عن أحمد عن أبيه يعني عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه
وأبو قبيل المعافري إلى أبي فبيل
ومثل هذا كثير فليكن القاريء على حذر خصوصاً في المجلد الأخير
وينبه هنا أن طالب العلم لا تخفى عليه إن شاء الله وحتى لو صعبت بعض الأمور ينظر في الشيوخ والتلاميذ
فيدرك الصواب بإذن الله تعالى وأما أخطاء المتن فإذا كان خبراً أو أثراً ينظر في المصادر وإذا كان من كلام المصنف فينظر في السياق
وبهذا يسهل عليه معرفة المراد بإذن الله تعالى
والبغوي رحمه الله في كتاب معجم الصحابة واسع الرواية جداً
- فمن الكتب التي نص أنه وقت عليها ونقل منها
كتاب الزهري و كتاب موسى بن عقبة وكتاب ابن إسحاق وكتاب الواقدي وكتاب ابن الأموي وكتاب الزبير بن بكار وتواريخ البخاري وكتب الإمام أحمد
وروايات الدوري وابن أبي خيثمة عن شيوخهما ابن معين وعبد الله بن نمير وأحمد وغيرهم وكتاب ابن سعد الطبقات ينقل عنه كثيراً
وكتاب عمه علي وكتاب هارون بن عبد الله أبي موسى الحمال الحافظ وكتاب الجوزجاني
كل هؤلاء نص عليهم يقول رأيت في كتاب فلان ونظرت في كتاب فلان
- ويروي مسائل عن أحمد وابن معين وأبي عبيد القاسم وعلي بن المديني وأبي خيثمة
وربما روى عن بعضهم مباشرة وربما روى عنهم بواسطة
كروايته عن عبد الله وصالح وابن هانيء وغيرهم عن أحمد
وأكثر رواياته عنهم في الكنى والأسماء والتعديل والتجريح
- وكذلك يتكلم أبو القاسم في الرواة فيقول مثلا :
- وفي حديث سويد بن عبد العزيز لين
- يعقوب بن محمد الزهري المدني لين الحديث
- عمر بن صهبان مديني ضعيف الحديث جدا
- أبو فروة الرهاوي ضعيف الحديث جدا
- ويتكلم على علل الأحاديث أحيانا ويرجح الوجه فيقول والصواب فيه كذا أو حديث فلان
- ويتشكك في الصحبة بسبب ضعف الراوي أحيانا
- ويقول ذكره محمد بن إسماعيل - يعني البخاري - ولم يذكر حديثه
ويتكلم حتى في بعض الروايات عن الأئمة :
- قال رحمه الله : قال عباس بن محمد الدوري في تاريخه: سئل ابن معين عن فرقد أبي طلحة فقال: قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قيل: هو ابن خباب بن الأرت؟ قال: أحسبه.
قال أبو القاسم البغوي: ليس هو كما ظن أبو زكريا فإن ابن الأرت تميمي وهذا سلمي .
- رأيت في كتاب محمد بن إسماعيل البخاري عثمان بن أبي الأرقم.
سكن مكة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا ولم يذكر الحديث.
قال - البغوي معقباً - : عثمان بن أبي الأرقم لم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا ما رواه عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- وينفي أحيانا صحة الأحاديث : قال في آخر الكتاب عن حديث :[ ربيعة خير أهل الشرق وخيرهم عبد القيس ]
هذه الأحاديث لا تعرف ولا أصول لها.
- ويحسن أيضاً أن يجمع الباحث إعلالاته للأحاديث فإنها مادة لا بأس بها وتشبه طريقة الدارقطني جدا في بعض المواطن
يذكر طرق الخبر من مخرج الإسناد ثم يرجح أو يسكت
- ونبه على أوهام كثيرة في الروايات والسير حاولت إحصاءها أثناء القراءة فلعلها بلغت خمسين وهماً
يقول وهم فلان وذكر كذا وهم
- وينبه على الزيادات والنقص كثيراً فيقول رواه فلان فزاد في إسناده كذا أو زاد كلاماً
ورواه فلان ولم يذكر كذا
والكتاب غزير الفائدة تمرُّ فيه على أسماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعرفهم وتعرف بعض أحوالهم وغزواتهم
وفيه أحاديث مسندة وفيه تنبيه على بعض من يختلف في صحبتهم
وفيه آثار موقوفة ومقطوعة جميلة فاحرص على اقتنائه