آنچه درباره اخبار عوالم ارواح قبل الابدان و ذر در نوشته های خود در نقد مکتب تفکیک گفتیم برای شماری از دوستان گران آمد و از من درباره سند آن مطالب پرسیدند. آنچه درباره ریشه های غالیانه و حتی سنیانه این نوع احادیث گفتم متکی است بر پژوهش های تاریخی که به تدریج درباره آنها خواهم نوشت. منتهی در این زمینه داوری کسی مانند شیخ مفید اهمیت فوق العاده ای دارد. چرا که او هم با احادیث شیعی و سنی و ریشه های آنها آشنایی داشته و هم به دلیل تخصص در کلام ریشه های کلامی و دکترینال عقاید گروه های مختلف شیعه را به خوبی می شناخته و سخن هم به گزاف نمی گوید. عین مطالبی که من در آن نوشته ها گفتم را اینجا بر اساس سه کتاب از شیخ مفید نقل می کنم: یکی تصحیح الاعتقادات او و دیگری مسائل سرویه او و سوم مسائل عکبریه. نخست ببینید متن تصحیح الاعتقادات او را:
فأما ما ذكره الشيخ أبو جعفر ورواه : أن الأرواح مخلوقة قبل الأجساد بألفي عام ؟ فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ، فهو حديث من أحاديث الآحاد وخبر من طرق الأفراد ، وله وجه غير ما ظنه من لا علم له بحقائق الأشياء ، وهو أن الله تعالى خلق الملائكة قبل البشر بألفي عام ، فما تعارف منها قبل خلق البشر ائتلف عند خلق البشر ، وما لم يتعارف منها إذ ذاك اختلف بعد خلق البشر، وليس الأمر كما ظنه أصحاب التناسخ ودخلت الشبهة فيه على حشوية الشيعة فتوهموا أن الذوات الفعالة المأمورة والمنهية كانت مخلوقة في الذر تتعارف وتعقل وتفهم وتنطق ، ثم خلق الله لها أجسادا من بعد ذلك فركبها فيها ، ولو كان ذلك كذلك لكنا نعرف نحن ما كنا عليه ، وإذا ذكرنا به ذكرناه ولا يخفى علينا الحال فيه ، ألا ترى أن من نشأ ببلد من البلاد فأقام فيه حولا ثم انتقل إلى غيره لم يذهب عنه علم ذلك وإن خفي عليه لسهوه عنه فذكر به ذكره ، ولولا أن الأمر كذلك لجاز أن يولد إنسان منا ببغداد وينشأ بها ويقيم عشرين سنة فيها ثم ينتقل إلى مصر آخر فينسى حاله ببغداد ولا
يذكر منها شيئا ، وإن ذكر به وعدد عليه علامات حاله ومكانه ونشوئه أنكرها ، وهذا ما لا يذهب إليه عاقل ، وكذا ما كان ينبغي لمن لا معرفة له بحقائق الأمور أن يتكلم فيها على خبط عشواء .
در مسائل سرویه شیخ مفید مطالب مشابهی دارد گرچه یکی از انواع روایات عالم ذر را می پذیرد که درونمایه کاملا متفاوتی با احادیث اصلی این زمینه دارد و در واقع مخالف آنهاست.
وأما الحديث في إخراج الذرية من صلب آدم - عليه السلام - على صورة الذر فقد جاء الحديث بذلك على اختلاف ألفاظه ومعانيه ،
والصحيح أنه أخرج الذرية من ظهره كالذر فملأ بهم الأفق ، وجعل على بعضهم نورا لا يشوبه ظلمة وعلى بعضهم ظلمة لا يشوبها نور ، وعلى بعضهم نورا وظلمة ، فلما رآهم آدم عجب من كثرتهم وما عليهم من النور والظلمة فقال : يا رب ما هؤلاء ؟ فقال الله - عز وجل - : هؤلاء ذريتك ، يريد في تعريفه كثرتهم وامتلاء الآفاق بهم ، وأن نسله يكون في الكثرة كالذر الذي رآه ليعرفه قدرته ويبشر باتصال نسله وكثرتهم . فقال آدم - عليه السلام - : يا رب ما لي أرى
على بعضهم نورا لا يشوبه ظلمة ، وعلى بعضهم ظلمة لا يشوبها نور ، وعلى بعضهم ظلمة ونورا ؟ فقال تبارك وتعالى : أما الذين عليهم النور بلا ظلمة فهم أصفيائي من ولدك الذين يطيعوني ولا يعصوني في شئ من أمري ، فأولئك سكان الجنة . وأما الذين عليهم ظلمة لا يشوبها نور فهم الكفار من ولدك الذين يعصوني ولا يطيعوني في شئ من أمري ، فهؤلاء حطب جهنم . وأما الذين عليهم نور وظلمة فأولئك الذين يطيعوني من ولدك ويعصوني يخلطون أعمالهم السيئة بأعمال حسنة ، فهؤلاء أمرهم إلي إن شئت عذبتهم فبعدلي ، وإن شئت عفوت عنهم بتفضلي ، فأنبأه الله بما يكون من ولده وشبههم بالذر الذي أخرجه من ظهره وجعله علامة على كثرة ولده ، ويحتمل أن يكون ما أخرجه من ظهره أصول أجسام ذريته دون أرواحهم ، وإنما فعل الله ذلك ليدل آدم - عليه السلام - على العاقبة منه ، ويظهر له من قدرته وسلطانه ومن عجائب صنعه وعلمه بالكائن قبل كونه ليزداد آدم - عليه السلام - يقينا بربه ويدعوه ذلك إلى التوفير على طاعته والتمسك بأوامره والاجتناب لزواجره . وأما الأخبار التي جاءت بأن ذرية آدم - عليه السلام - استنطقوا في الذر فنطقوا فأخذ عليهم العهد فأقروا ، فهي من أخبار التناسخية ، وقد خلطوا فيها ومزجوا الحق بالباطل ، والمعتمد من إخراج الذرية ما ذكرناه بما يستمر القول به على الأدلة العقلية والحجج السمعية دون ما عداه ، وإنما هو تخليط لا يثبت به أثر على ما وصفناه .