عاشت الفلسفة طوال تاريخها في برج عاجي، لا يقترب منها إلا الخاصة من الناس، ولا يسلك حقولها ومسالكها إلا مجموعة قليلة من البشر، فكانت لغة الخاصة وشغل القلة من الناس، إلا أن المؤلف ول ديورنت شاء غير ذلك، وأراد أن ينزل هذه الفلسفة من الأرستقراطية الخاصة إلى الفكر الديمقراطي الذي يناسب الناس، ينزلها من الخصوصية إلى العمومية.. فكان هذا الكتاب الذي أسس لفلسفة متماسكة للحياة، وجاء عرضه شيقًا وجذابا يؤذن باطلاع واسع من المؤلف، وإلمام تام بالفلسفة والتاريخ والعلم والأدب.
ولهذا فالكتاب ليس أكاديميا متخصصًا في الفلسفة، بل هو كتاب موسوعي في الفلسفة، لا يسعى للبرهنة على قضية معينة من قضاياها ولا تقديم رؤية فلسفية لموضوع محدد وإنما يسعى إلى ارتياد كل الآفاق الرحبة من مجالات المعرفة الإنسانية التي يمكن للفلسفة أن ترتادها، وهو لذلك موجه إلى جميع القراء.