منكرات الأفراح
تأليف غانم غالب غانم
إمام مسجد دير ابزيع- رام الله.
ط 1- 2011 م
تأليف غانم غالب غانم
إمام مسجد دير ابزيع- رام الله.
ط 1- 2011 م
منكرات الأفراح
تأليف غانم غالب غانم
إمام مسجد دير ابزيع- رام الله.
ط 1- 2011 م
راجعه
د. محمد عساف
رئيس دائرة الفقه والتشريع ـ
كلية الدعوة وأصول الدين ـ جامعة القدس
تمهيد/ الزواج آية من آيات الله تعالى، التي تدل على كمال قدرته في التأليف بين القلوب، وتكثير الشعوب، وهو من نعم الله العظيمة، ولا يخلو بيت من بيوت المسلمين إلا وفيه في يوم من الأيام فرح وسرور وزواج.
وكثيرٌ من الناس لا يحسن شكر هذه النعمة، عدا عن توظيفها فيما يحبه الله ويرضاه، ولذلك لا بد أن يكون هذا الفرح نظيفا من المنكرات التي تغضب الله تعالى.
ومن هنا جاءت هذه الرسالة لتوجه الناس نحو ما يحبه الله ويرضاه في أفراحنا التي ينعم الله بها علينا؛
وقد جمع المؤلف غانم غانم هذه المنكرات التي تفعل في أفراح المسلمين، سواء بالرجوع إلى الكتب الحديثة والقديمة، وشبكات المعلومات، أو ما نسمعه ونشاهده في حياتنا اليومية، أو ما يحدثنا الناس عما شاهدوه وسمعوه في أفراح المسلمين.
وتحدث عن المنكرات التي تكون قبل العرس، وفي الخطبة، وعند العقد، وفي أثناء العرس (وهي أكثرها)، وختمت ببعض المنكرات التي تحصل بعد العرس.
وينصح المؤلف المسلمين أن يسهلوا أمور الزواج وييسروا سبله، حتى يعيش المجتمع براحة واستقرار.
===================================
● (منكرات الأفراح):
اولاً: المنكر:
هو ضد المعروف، وهو وكلُّ ما قبحه الشرع وحَرَّمَهُ وكرهه، وفي التنزيل: «لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا» (الكهف: ٧٤).
والمنكر عند أهل الأصول هو الحرام، والحرام منكر.
ثانياً: الفرح:
هو نقيض الحزن، وهو أن يجد المرء في قلبه خفة وسروراً.
===================================
● في البداية: أضرار العزوف عن الزواج:
1- أنه إعراضٌ عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
2- أنه تعريضٌ للنفس إلى الفتن، وخاصة في هذا الزمن الذي تبرجت فيه النساء، وقلَّ فيه الحياء.
3- أنه سببٌ لانتشار الفواحش الظاهرة والباطنة، وبخاصة جريمة الزنا.
===================================
● المبحث الأول: منكرات الأفراح قبل الزواج:
1- رغبة الشباب عن ذات الدين والخلق، وكذلك رغبة الفتاة عن ذوي الدين والخلق.
2- العلاقات المحرمة خارج إطار الزواج المشروع، مثل: الصداقة، وتكليم الرجال، ومصافحتهم، والانفتاح والاختلاط المُحرَّم، والمراسلات على الانترنت.
===================================
● المبحث الثاني: منكرات الخطبة، ومنها:
1- قراءة الفاتحة عند الاتفاق، وهو بدعةٌ مكروهة، لا تُعرف عند أحدٍ من سلف الأمة، ونصَّ على ذلك العديد من العلماء المعاصرين كابن عثيمين، وابن باز رحمهما الله، وغيرهما.
[والسُّنة في ذلك: أن يقول الذي يطلب العروس "خطبة الحاجة، ثُمَّ يبارك للهروسين بما جاء في السنة المطهرة].
2- لبس الخاتم الذهب للرجال، والأفضل اتخاذ خاتم الفضة.
3- الخلوة بالمخطوبة ، وكثرة الجلوس معها، وبخاصة في الغرف المغلقة.
[وبعض الناس يجهل معنى الخطبة، فيظن أن الخاطب قد صار زوجاً لابنته، ولكن الخطبة هي وعدٌ بالزواج، وليس زواجاً. فالمخطوبة لا تزال أجنبيةً عن الخاطب لا تكشف شيئاً من عورتها أمامه، ولا تخلو به، ولا تخرج معه، ولا تُصافحه، لأن مصافحة المرأة الأجنبية حرام.
ولا يُنصح بإطالة فترة الخطوبة؛ لأن في إطالتها الفساد، وقد يترك الخاطب مخطوبته وقد حملت منه، فماذا تفعل بالجنين عندها، أتمسكه على هُونٍ أم تدسُّه في التراب !
فالأولى أن لا يتوسع العاقد في علاقته مع المرأة التي يعقد عليها، وإن كانت زوجته شرعاً، أو في حكم الزوجة؛ لأن العُرف يقضي بمراسم احتفالية لانتقال المرأة إلى زوجها، والإسلام يحترم أعراف الناس التي لا تُخالف نصوص الشريعة وأدلتها، والتحذير هنا وإن كان أقل من الناحية الشرعية، إلا أن نسب الطلاق في المحاكم الشرعية قبل الدخول كثيرة، فالأولى أن يترك العاقد المرأة التي عقد عليها دون مسيس، لأن أعراف الناس جرت على أن المطلقة قبل العرس هي بكر؛ فكيف إذا تبيَّن أنها غر ذلك ؟!].
4- الإسراف في بطاقات الدعوة.
[والأولى استعمال بطاقات وأوراق عادية، كذلك قد يكتب على بطاقات الدعوة آيات قرآنية وأحاديث نبوية، فلا يجوز رمي هذه الأوراق في سلات القمامة، والأولى أن تُحرق بعد قراءتها، أو تُوضع في مكان نظيف، أو تُدفن في الأرض].
===================================
● المبحث الثالث: منكرات عند العقد، ومنها:
1- أن يشترط المأذون أو العاقد أن يضع الزوج يده في يد ولي أمر الزوجة.
2- وضع المنديل على يد ولي الزوجة، ويد الزوج، وربما أمر العاقد أو المأذون الحضور من عدم تشبيك الأيادي لأنهم يعتقدون أن ذلك يضرُّ بالعقد.
3- التهنئة المخالفة للسنة؛ كقراءة الفاتحة، أو التهنئة بلفظ: "بالرفاه والبنين" -وهو من عادات الجاهلية- وكذلك "مبروك" وهو غلطٌ لفظي؛ لأنه مأخوذ من البروك، وأصله الثبات، بعكس كلمة مبارك من البركة.
4- فسق الشهود: فلا يصح عقد الزواج بدون شاهدي عدل في أصح قولي العلماء، وهو رأي الجمهور، وه
