ثنائية اللفظ والمعنى وأثرها في توجيه الدلالة-إبراهيم بلقاسم
اللفظ والمعنى في ضوء الدلالة-نور الهدى لوشن
البلاغة بين اللفظ والمعنى من عصر الجاحظ إلى عصر ابن خلدون (1)-نعيم الحمصي
البلاغة بين اللفظ والمعنى من عصر الجاحظ إلى عصر ابن خلدون (2)-نعيم الحمصي
البلاغة بين اللفظ والمعنى من عصر الجاحظ إلى عصر ابن خلدون (3)-نعيم الحمصي
البلاغة بين اللفظ والمعنى (4)-نعيم الحمصي
البلاغة بين اللفظ والمعنى (5)-نعيم الحمصي
المدارس اللسانية العربية:
1- المدرسة البيانية مع الجاحظ
2- مدرسة النظم مع الجرجاني
3- المدرسة الشمولية مع السكاكي
4- المدرسة الارتقائية مع ابن خلدون
إن علماء العرب، مثل الجاحظ والجرجاني والسكاكي وابن خلدون هم الذين أسّسوا المدارس اللسانية العربية، وبإمكاننا أن نتحدث عنهم في هذا الحديث بداية من المدرسة البيانية مع الجاحظ ثم مدرسة النظم مع الجرجاني ثم المدرسة الشمولية مع السكاكي لنصل إلى المدرسة الارتقائية مع ابن خلدون.
1- المدرسة البيانية مع الجاحظ
كان من الأصح أن نقول المدرسة البيانية -التبيينية- حتى نلتزم بعبارة الجاحظ وبفكره كما كانا في عنوان كتابه المشهور «البيان والتبيين»، لأن إتباع التبيين للبيان الذي كان بالإمكان الاستغناء عنه في العنوان طلبا للاختصار دفع بالجاحظ إلى تجشم المسالك الوعرة لاستيعاب مدارك الكلام في جميع مضانها، لأن البيان إن كان يعبر بالخصوص عن هذه الظاهرة اللسانية الإنسانية التي تمثل الأمانة التي عرضها الله على السماوات والأرض فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان لأنه كان ظلوما جهولا، وهي بالتالي ظاهرة غيبية بالدرجة الأولى، فإن التبيين موضوع من الجاحظ لوصف العلاقات اللسانية التي تجري في عالم الشهادة وتجمع بين المتكلم والمخاطب وتنقل البيان إلى بلاغة، والكلام إلى رسالة مع ما تتضمنه الرسالة من إلقاء وتلقي ورموز ومعاقد وحال ومقال ومقام كما تشرحه اليوم اللسانيات الحديثة.
والتأمل في حقيقة الكلام وفي كيفية إنشائه وتطويره وعلاقته بالإنسان منذ بدء الخليقة إلى أن صار بلاغة في سياسة الكون والكلام. كل هذا ضمنها في كتابيه «البيان والتبيين» و«الحيوان»، وقد اعتمد في ذلك على ما جاء في القرآن خاصة مما جعله أول ممثل للمدارس الكلامية المستمدة من القرآن الكريم.
بدأ الجاحظ بتلخيص أنواع الدلالات في خمسة لا تزيد ولا تنقص، هي: اللفظ ثم الإشارة ثم العقد ثم الخط ثم النصبة. وسر هذا التصنيف لا يزال لغزا، لكن يبدو أنه قائم على النظرة الارتقائية التي تتلخص في عبارة «العالم الصغير سليل العالم الكبير» الشهيرة عنده حيث ينحدر اللفظ من الإشارة، والإشارة من العقد، والعقد من الخط، والخط من النصبة.
2- مدرسة النظم مع الجرجاني
النظم كما تصوره الجرجاني يعني كيفية تركيب الكلام انطلاقا من الجملة البسيطة ليصل إلى نظم القرآن في تراكيبه الصوتية والدلالية والنحوية والبلاغية والأسلوبية والغيبية الإعجازية. والنظم باختصار يعني تأليف الحروف والكلمات والجمل تأليفا خاصا يسمح للمتكلم والسامع أن يرتقيا بفضل بديع التركيب إلى مدارك الإعجاز في المعاني علما بأن المعاني تملأ الكون وتعمر الفضاء واختيار تركيب من التراكيب في النص كاختيار مسلك من المسالك في البر والبحر قد يؤدي بالسالك يعني المتكلم إما إلى الوصول إلى الغاية التي يقصدها في بر النجاة أو إلى الضلال والهلاك، والنظم كالبناء والنسج يتم في معاقد النسب والشبكة، فمعاقد النسب تبرم الخيوط التي تذهب طولا، ومعاقد الشبكة تبرم الخيوط التي تذهب عرضا، فإذا نسجت خيوط الطول في خيوط العرض حصل النظم.
3- المدرسة الشمولية مع السكاكي
كتاب السكاكي «مفتاح العلوم في البلاغة»، كان له تأثير كبير على الأجيال التالية، فصارت آراؤه مرجعا للدارسين جعلته أكبر مدرسة لسانية في العربية، ولا يعرف الدارسون مدرسة مماثلة لها من حيث الاتساع والشمول في الثقافات الأخرى.
وقد صنف السكاكي العلوم اللسانية في شكل شجرة أصلها ثابت في قواعد اللغة وفروعها في السماء تشمل جميع أنواع الكلام.
والتطور يشمل أولا فرعين: النحو والصرف، ثم يرتقي النحو والصرف إلى درجة البلاغة، فيخلف علم المعاني «النحو» وعلم البيان «الصرف»، ويخلف مقتضى الحال في البلاغة مقتضى الوضع في النحو بإدراج المنطق والاستدلال في العملية عملية التحويل كما يدرج مع مقتضى الحال مقتضى المقام ومقتضى المقال، ويرتقي من البلاغة إلى علوم الأسلوب في مستوى علم البديع، فيخلف البيان المحسنات اللفظية والمعاني المحسنات المعنوية، ولا يعرف العلماء عندنا حتى الآن أن انتقال السكاكي من البيان إلى المعانـي ليس شيئا آخر سوى انتقال من علم البلاغة إلى علم الأسلوب الذي أصبح علما قائما بذاته اليوم، وجعل الكثير من الأدباء واللسانيين لا يميزون بين الطائف الدقيقة في البلاغة والأسلوب، وجعلهم يعدون الوجوه البديعية زبدا رابيا يذهب جفاء ولا ينفع الناس. وقد ساهم بعض أصحاب البديع بتصنعهم وتكلفهم في تأكيد هذا الانطباع، وبعد البديع يرتقي الكلام إلى مرتبة الشعر مع العروض والقافية. فالعروض يخلف التراكيب النحوية والمعنوية، والقافية تخلف البيان، وعند اكتمال هذه الطبقات كلها ينتقل إلى الأدبية. ومفهوم الأدب يجمع بين القول والعمل يعني بين التربية [التأديب] والقول الحسن، وليس فوق الأدب إلاّ الإعجاز القرآنـي الذي ينقل القول والفعل الحسن إلى مدارك الغيب حيث يلتقي صواب القول بصواب العمل.
وهكذا يطمح السكاكي في مفتاحه إلى ا
لدرس اللساني الحديث- أن تكون قسرية ولا طبيعية، لأن ذلك سيبقى النظام اللغوي في حالة من الجمود ولكن القول بالعلاقة الاعتباطية أو الكيفية (arbitraire) بين اللفظ ودلالته، يعطي للغة، المرونة اللازمة خلال التغيّر الذي يطرأ على البنية اللغوية من جراء الأحداث الناجمة عن الاستعمال اللغوي وعن تطور بعض المدلولات، ما كان التغير ليحصل لو لم تكن الإشارة بالحقيقة "كيفية" أي اعتباطية"([7]).
ب-التفريع الدلالي للفعل: يعقد ابن جني تفريعاً دلالياً للفعل يضبط سماته الذاتية والانتقائية، فأبرز معايير تنتظم وفقها العلامة اللسانية الدالة، وقد خصّ ابن جني الفعل وكان يسميه اللفظ. بهذا التوزيع لكونه "يعد القطب الرئيسي في العملية الإبلاغية إذ أنه النواة الدافعة للحركة المتجددة المتوخاة من الأحداث المحققة في الواقع اللغوي، ولذلك فإن الأفعال كما قال آدم سميث (A.smith) نطفة اللغات([8]). فالفعل يحمل دلالة بنيته المورفولوجية، كما يقدم لنا سمات الفاعل ومكوناته الأساسية، إضافة إلى الدلالة الزمانية التي تعين على تحديد قيمة الدلالة العامة للصيغة المعجمية. يقسم ابن جني الدلالة إلى ثلاثة أقسام: الدلالة اللفظية والدلالة الصناعية والدلالة المعنوية، ويفاضل بينها جاعلاً الدلالة اللفظية على رأس الدلالات الثلاثة ثم تليها الدلالة الصناعية فالمعنوية. يقول ابن جني: "فمنه جميع الأفعال، ففي كل واحد منها الأدلة الثلاثة. ألا ترى إلى قام و(دلالة لفظه على مصدره) ودلالة بنائه على زمانه، ودلالة معناه على فاعله فهذه ثلاث دلائل من لفظه وصيغته ومعناه"([9])ويمكن توضيح ذلك بالرسم التالي:
الدلالة اللفظية (المعنى).
الدلالة التفريعية للفعل الدلالة الصناعية (الزمن).
الدلالة المعنوية (الفاعل).
1-الدلالة اللفظية: وهي الدلالة المعجمية ودلالة البنية المورفولوجية على الحدث، وقد عدّها ابن جني على رأس الدلالات الثلاثة لأنها "دلالة أساسية تعد جوهر المادة اللّغوية المشترك في كل ما يستعمل من اشتقاقاتها وأبنيتها الصرفية"([10]) ففعل "قعد" مثلاً يدل بصيغته المعجمية على حدث خاص ذي دلالة معينة وهو المصدر "القعود"، وإنه متعلق بفاعل تعلقاً معنوياً، ومنه اشتقت صيغ أخرى لها ارتباط بالدلالة الأساسية للفعل منها: مقعد –متقاعد- قاعدة وما إلى ذلك من الصيغ. وما يجدر ذكره أن قيمة الدلالة الأساسية للصيغة الصرفية، تعتبر المركز الذي يستقطب كل الدلالات المتفرعة عنه، بحيث تدْخل في علائق وظيفية مختلفة وتبقى مشدودة إلى الدلالة اللفظية للفعل.
2-الدلالة الصناعية: وهي دلالة بنية (اللفظ) المورفولوجية على الزمن، وهي تلي الدلالة اللفظية لأن اللفظ يحمل صورة الحدث الدلالي المستغرق لحيز زماني يقول ابن جني "وإنما كانت الدلالة الصناعية أقوى من المعنوية من قبل إنها وإن لم تكن لفظاً فإنها صورة يحملها اللفظ، ويخرج عليها ويستقر على المثال المعتزم بها، فلما كانت كذلك لحقت بحكمه وجرت مجرى اللفظ المنطوق به فدخلا بذلك في باب المعلوم بالمشاهدة"([11]). فكانت الدلالة الصناعية مع أنها دلالة غير لفظية وإنما يستلزمها اللفظ في حكم الدلالة اللفظية، التي هي صورة تلازم الفعل، فأين كان هو مشاهداً معلوماً كان الزمن المقترن به معلوماً بالمشاهدة أيضاً، من مسموع اللفظ، وينظر ابن جني في هذا المجال إلى المصدر على أنه مجال مفتوح على الأزمنة الثلاثة فيقول: "وكذلك الضرب والقتل: نفس اللفظ يفيد الحدث فيهما، ونفس الصيغة تفيد فيهما صلاحهما للأزمنة الثلاثة على ما نقوله في المصادر"([12]).
3-الدلالة المعنوية: إن الفعل يحدّد سمات فاعله الذاتية والانتقائية، الأساسية والعرضية، وذلك من جهة دلالته، ويعرف ذلك بطريق الاستدلال، فيتحدد جنس الفاعل، وعدده، وحاله، ليس من الصيغة الفونولوجية للفعل بل من مؤشرات خارجة عن الفعل. ففعل (قعد) يدل على حادث مقترن بزمن ماض، وقد يتعرض مجاله الزمني إلى الاتّساع ليشمل زمن الحاضر أو المضارع المستقبل في سياق لغوي يحمل خصائص تركيبية ودلالية ومقامية معينة، أما دلالته على (الفاعل) فهي دلالة إلزام، يقول ابن جني "ألا تراك حين تسمع (ضَرَب) قد عرفت حدثه وزمانه، ثم تنظر فيما بعد، فتقول: هذا فعل ولابدّ له من فاعل، فليث شعري من هو؟ وماهو؟ فتبحث حينئذ إلى أن تعلم الفاعل من هو وما حاله، من موضع آخر لا من وضع مسموع ضرب، ألا ترى أنه يصلح أن يكون فاعله كلّ مذكر يصحّ منه الفعل مجملاً غير مفصّل"([13]). إن السمات المعنوية التي رصدها ابن جني في هذا المقام يمكن على ضوئها وضع نسق تفريعي لفئة (الفاعل) تخصّ كل فعل من اللسان العربي وتوضيحه كالآتي:
فعل يلزم فاعل مكوناته الذاتية والانتقائية
مكوناته الذاتية والانتقالية
ويورد ابن جني تفريعاً دلالياً لصيغ مختلفة من الألفاظ (الأفعال)، يحدّد على ضوئها سمات عامّة تخصّ الفعل وصاحبه فيقول: "وكذلك (قطّع) و(كسّر)، فنفس اللفظ ها هنا يفيد معنى الحدث، وصورته تفيد شيئين: أحدهما الماضي، والآخر تكثير الفعل، كما أن (
ing ofMeaning) الذي صدر عام1923م تطوّر المعنى من الناحيتين الاجتماعية والنفسية .
وهناك بحوث جليلة بذلت في سبيل تطوير الدرس الدلالي واستقلاله، من ذلك ماكتبه نيروب (Nyrop) عام 1913 م ، وما تعرّض له دي سوسير (De Saussure)، وما عمّقه دارسون تالون كفيرث(Firth ) و أولمان ( Ullman) و ليونز ( Lyons) و بالمير (Palmer) وغريماس(Greimas ) و غيرو (Guiraud) وغيرهم حتى أيامنا هذه ؛ مع الاعتراف بأنّ نشأة المصطلح الحديث (Sémantique) كانت من الفرنسية ومنها انطلقت إلى اللغات الأخرى بسرعة بالغة .
والملاحظ أنّ الباحثين العرب المحدثين على شي ء من الخلاف في مصطلح عربيّ لهذا العلم ، فبعد أن عنون" إبراهيم أنيس"كتابه الشهير ( دلالة الألفاظ ) بهذا العنوان ، وكانت له سيرورة ، طوّر فايز الدّاية دلالة الدلالة ) الواردة في الكتب اللغوية العربية القديمة وأعطاها صفة المصطلح باسم (علم الدلالة ) ،تجنّباً للوقوع في اللّبس ؛ فآثرنا معه ترك مصطلح "علم المعنى " ، لأنّ فيه عموماً من جهة ، و لأنّه لا يعين من جهة أخرى على اشتقاقات فرعية مرنة نجدها في مادة ( الدلالة ،ودلّ ،والدّال، والمدلول ، والمدلولات ، والدلالات ، والدلالي ) وغيرها. كما آثرنا وإيّاه ترك مصطلح "علم المعاني " لكونه فرعاً من البلاغة . وإن كنّا لا نجد غضاضة أو بأساً في استعمال كلا المصطلحين : معنى ودلالة للتعبير عن الوظائف اللغوية كافة ، مع تأكيد ما ذهبنا إليه من تفضيل مصطلح" دلالة" لوصف مجموع ما تؤدَّيه جوانب اللغة من وظائف في سياق الكلام.أمّا التطور الدلالي (Sémantique Développement) فهو الجانب التطبيقي الواسع الذي يعنى علم الدلالة ببحثه والكشف عن ظواهره ونتائجه،ولاشكّ أنّ علم الدلالة التاريخي (Sémantique Historique)،وهو الوجه العلمي المنهجي للتطور اللغوي الدلالي، يتوّج أبحاث التطور ويستكشف خصائص لغة أو لغات في حقبة تاريخية معينة ؛ ممّا يمنّ على التاريخ وتاريخ الأدب بفضل جلاء الطبيعة اللغوية والتفكير اللغوي في عصر من العصور. فإذا كانت الدلالة والتطور الدلالي في اللسانيات على هذا التعريف، فكيف عرّف العرب ذلك ، وما هي جوانب درسها عند القدماء ؟
2- الدراسة الدلالية عند القدماء :
عني المفكرون في شتى مجالات العلم بالعلاقة بين اللفظ والمعنى، كمناقشتهم دلالة اللفظ على المعنى المدلول ، وأهمية اللفظ في هذه العملية الإنسانية السريعة وأهمية المعنى في كونه الأصل الذي تكونت من أجله الألفاظ ، ومسائل فلسفية أخرى كانت محيّرة غير ثابتة الآراء كتلك التي تناقلوها حول نشأة اللغة ؛وهو موضوع أيقن ابن السبكي (ت777 هـ) ، وتابعه في ذلك جلّ المتأخّرين ، أن لاجدوى من الخوض فيه واستنكناه أسراره ، وأنّ ذكره في الأصول فضول.
ولكنّ موضوع علاقة اللفظ بالمعنى الذي غمرته أبحاث لغوية وفلسفية تعرّضت للتطوّر والتقلّب على مرور العصور،فظلّ الموضوع الأوّل الذي اشترك في خوضه اللغويون وغير اللغويين من فلاسفة ومؤرّخين،ونقّاد وأدباء . غير أنّ البحث تخصيصاً الأحقّ بالإطلاق هو علم" الدلالة " . ويبدو من هذه العبارة أنّ موضوع علم الدلالة هو اللفظ والمعنى من جهة أنّ اللفظ دالّ على المعنى ، ولاَ لفظ دون معنى . أمّا تسمية العلم بالدلالة،فلا ينفي البحوث التاريخية الكثيرة في موضوع اللفظ والمعنى ؛بل إنّ التعبير عن علاقة الأوّل بالثاني تخصّص في كثير من العصور بمصطلح الدلالة مع الاعتراف باختلاف كبير في مفهوم الدلالة نفسه بين العلماء القدماء والمحدثين ، بحسب اهتماماتهم اللغوية المحضة أو غير اللغوية .
فالدلالة لغة : من دلّه عليه وإليه دَلالة ودِلالة ودُلولة ،والفتح أعلى. يقال :دلّني على الطريق اهتديت إليه والمفعول : مدلول عليه وإليه،والدليل : ما يستدلّ به،والدَّليل : الدَّالُّ .وتدلّلت المرأة على زوجها دَلالاً : أظهرت الجرأة عليه في تغنُّج وتكسّر وشِكْل وملاحة ، وكأنّها تخالفه ،وليس بها خلاف ، ويقال : ما دلّه عليّ . فالدالّ والدلّ قريب المعنى من الهدْي ، وهما من السكينة والوقار في الهيئة والمنظر. والدلالة والدالّة ما تدلّ به على حميمك من الجرأة ، ودلاّه بغرور : أوقعه فيما أراد من تغريره ، وهو من إدلاء الدَّلْو ، ودَلَوت بفلان إليك : استشفعتُ به إليك ، وتدلّى من الشجرة ،كقوله تعالى: ثمّ دنا فتدلّى ، أي تدلّل. والدلالة هي الإرشاد، وما يقتضيه اللفظ عند إطلاقه ، جمعها دلائل ودلالات. والدلالة: الأمارة ، وهو بيّن الدَّلالة والدِّلالة. ومن المجاز:الدّال على الخير كفاعله ، ودلّه على الصراط المستقيم ، وتناصرت أدلّة العقل وأدلّة السمع ، واستدلّ به عليه ، وأقبلوا هدى اللّه دلِّيلاه .
ولعلّ أقرب تعريف اصطلاحي لهذه المادة في تراثنا ما ورد على لسان الشريف الجرجاني (ت 814 هـ ) من أنّ الدلالة :" هي كون الشيء بحاله يلزم مع العلم به العلم بشيء آخر ، والأوّل هو الدّال والثّاني هو المدلول". وكيفية دلالة اللفظ على المعنى في اصطلاح علماء الأصول محصورة في عبارة النصّ ،
ثنائية اللفظ والمعنى وأثرها في توجيه الدلالة-إبراهيم بلقاسم
اللفظ والمعنى في ضوء الدلالة-نور الهدى لوشن
البلاغة بين اللفظ والمعنى من عصر الجاحظ إلى عصر ابن خلدون (1)-نعيم الحمصي
البلاغة بين اللفظ والمعنى من عصر الجاحظ إلى عصر ابن خلدون (2)-نعيم الحمصي
البلاغة بين اللفظ والمعنى من عصر الجاحظ إلى عصر ابن خلدون (3)-نعيم الحمصي
البلاغة بين اللفظ والمعنى (4)-نعيم الحمصي
البلاغة بين اللفظ والمعنى (5)-نعيم الحمصي
arabic_04672 قضية اللفظ والمعنى وأثرها في تدوين البلاغة.pdf
arab01243 العلاقة بين أحرف الصفير وأثرها في اللفظ والمعنى.pdf
arab02752 قضية اللفظ والمعنى في التفكير النقدي بين القديم والحديث - الرسالة العلمية.pdf
الكتب والمواضيع والآراء فيها لا تعبر عن رأي الموقع
تنبيه: جميع المحتويات والكتب في هذا الموقع جمعت من القنوات والمجموعات بواسطة بوتات في تطبيق تلغرام (برنامج Telegram) تلقائيا، فإذا شاهدت مادة مخالفة للعرف أو لقوانين النشر وحقوق المؤلفين فالرجاء إرسال المادة عبر هذا الإيميل حتى يحذف فورا:
alkhazanah.com@gmail.com
All contents and books on this website are collected from Telegram channels and groups by bots automatically. if you detect a post that is culturally inappropriate or violates publishing law or copyright, please send the permanent link of the post to the email below so the message will be deleted immediately:
alkhazanah.com@gmail.com