روض الرياحين في حكايا الصالحين
عفيف الدين أبي السعادات عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني ثم المكي
كانت حكايات الصالحين-وما زالت- تحظى باهتمام المؤمنين،
وتشد نفوس المحبين لما تتضمنه من طرائف ونوادر، ومواعظ وحكم تلين القلوب، وتزكي النفوس، وتدعو إلى الإيمان، وتنفر من الكفر والطغيان، وكتاب الله تعالى خير مثال يحتذى
،حيث اعتمد أسلوب القصص في كثير من سوره وآياته، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وخّص للصحابة بالتحديث فقال: "بلغوا عنّي ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمداً ليتبوأ معقده من النار".
ومن هنا أهتم المسلمون بالقصص والحكايا، وأخذوا يتتبعون مصادرها، فوجدوا في أهل الصلاح معيناً ثراً لهذه الحكايات ينهلون منه، ويتعظون الناس بما فيه من رقائق وعبر، فتتبعوا آثارهم، ورووا قصصهم وأخبارهم، وكان كتاب اليافعي الذي بين أيدينا واحداً من تلك الكتب