قناة

فوائد دينية في رحاب الزيدية

فوائد دينية في رحاب الزيدية
3.5k
عددالاعضاء
6,528
Links
1,679
Files
163
Videos
1,417
Photo
وصف القناة
فوائد دينية تعليمية دينية دروس يومية منتظمة في جميع علوم الدين ➖كتب دينية ➖ خطب نصية وصوتية للجمع والمناسبات ➖مواعظ صوتية ونصية➖ دروس متنوعة ➖ فتاوى ➖ زوامل أتباع العلماء بدون موسيقى #للتواصل بنا : المحب الزيدي https://t.me/azziadi2
*"قتل الحسين السبط" حرقة في قلب كل مؤمن ليوم الدين،ووالله لو قتلوا ولد أحدنا أو أبيه ظلما وبغيا،لظلت حرقتها تشتعل في قلبه،ولا يلام في ذلك, لكن عندما وصل الأمر لسيد شباب أهل الجنة وسبط رسول الله وريحانته وخير أهل الأرض في زمنه، انبعثت روائح النفاق والنصب والعداء لآل محمد من علماء السوء؛ فتجد شيطانا ملعونا يبرر لقتلة الحسين فيقول:اجتهدوا فاخطأوا،وآخر يقول إن خروج الحسين مفسدة وبيعة يزيد بيعة شرعية،وآخر يقول: خروج الحسين ليس فيه مصلحة دينية ولادنيوية، وآخر يقول:تلك أمة قد خلت...و.و, ما أجرأهم في حرب ابن رسول الله ومناصرتهم لأعداء الله؛ أعني الطلقاء وأبناء الطلقاء ومدمني الخمور ومربي القردة، ولو لم يشاركوا قاتليه بسيوفهم فقد قتلوه والله بتبريرهم ونصرتهم لخصوم رسول الله،من هدموا الإسلام وأوهنوه.* *لم يكتفِ شرار الخلق والخليقة، بقتل الإمام الشهيد السعيد الحسين بن علي عليهم السلام ،بل تمادوا قبحهم الله وتجرأوا لفعل ماهو أشنع وأقبح, فحزّوا وجزّوا رأسه الشريف وفصلوه عن جسده، وقطعوا رؤوساً ممن معه، وحملوها فوق الرماح، وساروا بها وساقوا معها الحريم من حرم وبنات رسول الله صلوات الله عليه وآله الكرام، والبقية الباقية ممن كانوا في الخيام، وعلى رأسهم الإمام زين العابدين عليه السلام، لقد كان وقتها عليلاً مريضًا بالحُمام، ساقوهم من أرض كربلاء "العراق" إلى بلاد الشام ، حيث قصر اللعين يزيد وحيث الغطرسة واللئام ، ليخبروه بقتل الحسين ويزفوا له البشرى في الكلام، وليجعلوا من الطواف برأسه عبرة لمن اعتبر في الأنام, فيا لله كيف زانت الدنيا وخضعت لأعداء الله، وكيف صنيعها وصنيع كلابها في أولياء الله..!!*
#زامل : سبط النبي الأمين
#كلمات الشاعر: مجهول
#أداء طالبي العلم: عمار جياش & عادل جياش



خل السلامه والسلام
ياشهر عاشور الحرام
مما جرا بابن الامام
ذابت قلوب المؤمنين

ياهاجسي شل القلم
ذا الليل نصبر للالم
واشحذ خيالك والهمم
في ترثية سبط الامين

ابن النبي المصطفى
مافيه ريب ولا خفى
نص الكتاب وبه كفى
هادي الى العلم اليقين

ابن الوصي المرتضى
من في سبيل الله مضى
في نصرة الدين احتضا
لله رب العالمين

هذا الحسين ابن البتول
بضعه من الهادي الرسول
ما في العرب عرضٍ وطول
ازكى من المولى حسين

سيد شباب المسلمين
والناس في دنيا ودين
ريحانة الطهر الامين
مولى واميرالمؤمنين

امام قااااايم او قعد
طاهر من الرجس ابتعد
معصوم ما يوم ارتعد
او خاف لوم اللايمين

راضع حليب افضل نسا
والخامس من اهل الكسا
حبه وجوب مؤسسا
مذكور في الذكر المبين

هذا جزائه ياعرب
يتجرع انواع الكرب؟
على يدين اهل الطرب
والفسق والاصل اللعين

ابن النبي في كربلا
ذاق الالم ذاق البلا
هو والعوايل في الخلا
بسيوف وايدي الظالمين

منعوه من شربه وماه
ذبحوه واولاده ضماه
وتجمعوا حوله رماه
بالله ذولا مسلمين؟

شهدوا لجدّه بس قول
انه نبي وانه رسول
تشبه شهادة بن سلول
سماهم الله كاذبين

اما اليزيد الداهيه
فاقسم برب العاليه
بانه منافق طاغيه
كافر عدو المؤمنين

لاهو لذي خايف نجا
ولا لمن حوله حجا
مافيه خيرٍ يرتجى
حقير في دنيا ودين

كيف العرب تمشي معه
وتناصره وتطاوعه
لا قام كلن يتبعه
حتى الى قتل الحسين

هذا عجيب من العجب
تمشي ورا ظلمه عرب
وبدون أجر ولا ذهب
فالناس منّه يائسين

لـ نّ اليزيد اكبر بخيل
ما فيه عرف ولا جميل
ماغير في كفه صميل
والخوف يعمي الخايفين

واعجب عجيبٍ باتراه
تبرير من بعض الطغاه
لا اليوم ينفوا ماجناه
الكلب من فعلٍ مشين

والبعض قال :ان الحسين
اخطا برفض الظالمين
شق العصا يامسلمين
يستاهل القتل الحزين..

كلا ورب القارعه
والجاثيه والواقعه
بس الكلاب الجايعه
تستهوي الصيد السمين

هذا الخليفه باتفاق
لولا الخيانه والنفاق
ماهي لمن بث الشقاق
واستحقر الذكر المبين

لو ما رفضهم بن علي
صار الموالي الاولي
واصبح من النص الجلي
ان الخلافه للعين

لكن.. وفي لكن عتاب
هل للثعالب والكلاب
تحكم براثين الذياب
او يصبح الفاسق امين؟

كلا ولا ألفين لا
مااستخلف الله للملا
الا الذي حاز العلا
واختار رب العالمين

ياكربلا فيك الحزن
والكرب وانواع المحن
جرعتها صنو الحسن
واهله وصحبه والبنين

بالله يالشهر الحرام
مافيك راحه للكرام؟
يتجرعون من اللئام
اقسى المآسي والأنين

كيف أذنب الطفل اليتيم؟
ماهو سبب سبي الحريم؟
غير انهم نسل الكريم
خيرالرسل والمنذرين

اهل السفينه والنجوم
اللي مودّتهم لزووووم
فرضٍ وعزم من العزوم
واجب على الناس اجمعين

هم باب حطّه والأمان
للأرض في كل الزمان
هم للكتاب الترجمان
والطيبين الطاهرين

منهم تعلمنا الهدى
وبهم تجنّبنا الردى
في كل عصرٍ يقتدى
بٱيمانهم ومقلَّدين

افعالهم عز وشرف
ومنزهين من السرف
في فقر والا في ترف
متواضعين وزاهدين

صرنا بهم خيرالأمم
اهل الكرامه والشيم
واستوطنوا روس القمم
متشردين وخايفين

قال النبي في عترته
نرعاه ونرعى حرمته
لكن جعلنا أجرته
في قتل أهله والبنين

يامن رضيتوا مقتله
ورضي بسبي الارمله
عدّوا جواب الاسئله
بحضور رب العالمين

بحضور طه والشهود
تصبح وجوه البيض سود
يوم السلاسل والقيود
تقرن نواصي الظالمين

ياالله طلبناك السماح
من كل حقٍ يستباح
واجعل عملنا والكفاح
خالص لوجهك مخلصين

يسرلنا حب النبي
واجعل طريقه مطلبي
ومذهب آله مذهبي
واغفر ذنوب التايبين

#ذكرى_استشهاد_الإمام_الحسين_بن_علي_عليه_السلام

#قناة_فوائد_دينية_في_رحاب_الزيدية
#تلجرام
https://t.me/bvvbgfhnbcdghnbvvvbbvvv

#واتساب:
http://wa.me/967773200577
🔹 *[زيارة جابر بن عبدالله رضي الله عنه لقبر الإمام الحسين بن علي عليه السلام]*

يزيد ذلك ما روينا بالإسناد الموثوق به إلى جابر بن عبد الله الأنصاري -رحمه الله تعالى- عَنْ عَطِيَّةَ العَوْفِي، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ جَابِرِ بن عَبْدِ الله الأَنْصَارِي زَائِرَيْ قَبْرَ الْحُسَيْنِ عليه السلام فَلَمَّا وَرَدْنَا كَرْبَلاءَ (..)
قَالَ عَطِيَّةُ: ثُمَّ جَالَ بِبَصَرِهِ حَوْلَ القَبْرِ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيَّتُهَا الأَرْوَاحُ الطَّيِّبَةُ الَّتِي حَلَّتْ بِفَنَاءِ الْحُسَيْنِ عليه السلام وَأَنَاخَتْ بِرَحْلِهِ؛ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَقَمْتُمْ الصَّلاةَ، وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَأَمَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَبَدْتُمُ الله حَتَّى أَتَاكُمُ اليَقِينَ، وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله وسلم بِالْحَقِّ لَقَدْ شَارَكْنَاكُمْ فِيمَا دَخَلْتُمْ فِيهِ.
قَالَ عَطِيَّةُ: فَقُلْتُ لِجَابِرِ بن عَبْدِ اللهِ: وَكَيْفَ وَلَمْ نَهْبِطْ وَادِياً وَلَمْ نَعْلُ جَبَلاً وَلَمْ نَضْرِبْ بِسَيْفٍ وَالقَوْمُ فُرِّقَتْ بَيْنَ رُؤُوسِهِمْ وَأَبْدَانِهِمْ فَأُيْتِمَتِ الأُولادُ وُأُرْمُلَتِ الأزْوَاجُ؟!
فقَالَ لِي: يَا عَطِيَّةُ، سَمِعْتُ حَبِيبَيْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ: ((مَنْ أَحَبَّ قَوْماً حُشِرَ مَعَهُمْ وَمَنْ أَحَبَّ عَمَلَ قَوْمٍ أُشْرَكَ فِي عَمَلِهِمْ)). نَحْو أَبْيَاتِ كُوفَانِ.
قَالَ: فَلَمَّا صِرْنَا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، قَالَ لِي: يَا عَطِيَّةُ هَلْ أُوصِيكَ وَمَا أَظُنُّنِي بَعْدَ هَذِهِ السَّفْرَةِ أُلاقِيكَ؛ أُحْبِبْ مُحِبَّ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم مَا أَحَبَّهُمْ وَابْغَضْ مُبْغِضْ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم مَا ابْغَضَهُمْ وَإنْ كَانَ صَوَّاماً قَوَّاماً. ومنكر فضلهم مبغض وزيادة.
وقد روينا عن النبي -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم- أنه قال: ((مَنْ كان في قلبه مثقال حبَّة من خردل عداوة لي ولأهل بيتي لم يرح رائحة الجنَّة)) ، فهذا يؤيد قول جابر -رحمه الله-.

*من كتاب :شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة للإمام عبدالله بن حمزة "ع"*
______
🖋️ *الذي يقول أن الله أراد أن يرى الحسين عليه السلام بهذه الحالة ، و يريد أن يرى نساء أهل البيت في هذه الحالة ؛ لا يفقهه معنى الإسلام ؛لأن الله لا يريد الكفر و الذلة و المهانة لإمائه فكيف ببنات رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم ، و كيف بابن رسول الله و كيف بهذه الثلة الطاهرة .*
*إن هذه جريمة ارتكبها يزيد بن معاوية و من وضعه و جعله على رؤوس المسلمين معاوية بن ابي سفيان ، و من وافق معاوية لبيعته ليزيد ؛ هؤلاء هم الذين أرادوا أن يقتل الحسين عليه السلام و أرادوا أن تكون نساء أهل البيت بهذه الصورة .*
▫️أما الله سبحانه و تعالى فهو يريد الخير لهم بأن جعل ثوابهم في أعلى مقام يوم لا ينفع مال و لا بنون ، و جعل أيضاً مقامهم عالياً في الدنيا ؛ فها هم يرتفع ذكرهم ، و يتحدث الناس عنهم بإعظام و أجلال و إفخام ؛ هذا ما أراده الله سبحانه و تعالى لهذه الثلة الطاهرة
#عاشوراء
#ذكرى_كربلاء_١٠محرم
______
🖋️ *نتائج*

ُتواجِهُنا في قصّة كربلاء
ثلاثةُ شخصيّات رئيسة :

الشخصية الأوّلى:
"الحسين عَلَيهِ السلام"

لم يستسلم للظًّلم، ويصمد حتّى
النهاية، إلى أنْ يقتل مع أولاده
وأصحابه، إنّه يدفع ضريبة قراره،
ولا يرضخ لما رفضه.
فلقد غضَّ عن الماء، ولكنّه لم
يغضض عن ماء الوجه.

الشخصية الثانية:
"يزيد ابن مُعاوية"

يريد كلّ النّاس منقادين إليه،
يصرّ على رأيه، يذبح سبط الرسول،
يفقد ماء وجهه كي يصل لما يريد.

أمّا الشخصيّة الثالثة فهي :
"عُمر بن سعد"

فبحسب رواية التاريخ كان متردداً
حتّى اليوم الثامن من محرّم!
إنّه يبغي رضا الله ومتاع الدنيا معاً
يريد الدنيا والآخرة في آنٍ واحد...
يريد أنْ يُرضي الحسين ويزيد معاً...
يريد إمارة الري، واحترام النّاس
له في آنٍ واحد.
لا يتنازل عن السلطة،
ولا عن السمعة الطيّبة.
أيْ يريد الماء وماء الوجه معاً،
ولكنّه في نهاية المطاف يكون
الشخص الوحيد الذي لن يصل لأيٍّ
من هذه الآمال.
لا ينال شيئاً من السلطة،
ولا من السُّمعة الطيّبة.

نحن البسطاء من النّاس لا نملك
الجرأة على أنْ نكون كالحسين،
ولا نملك القدرة والمِكنة لنكون
كيزيد؛ ولكن في داخل كلّ منّا
يوجَد نموذج من عمر بن سعد!

إنّ أكثر ما أخشاه أن نكون
كعُمر بن سعد ونحن لا نعلم
✍️ *يقول لنا الإمام الحسين بصوت عالٍ واضح بيِِِّنٍ: ((ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وجدود طابت، وحجور طهرت، ونفوس أبية، وأنوف حمية، من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام)). هذا الوصف الدقيق، والمعنى الذي أراد أن يثبته لهذه لأمة، هو الرفض التام للسلطان الجائر، المستحل لحرم الله، وهو يبيِّّّن لنا الغاية من هذه الشريعة، وهي أن يعيش الإنسان كريمًا، لا يحيقه ذل من أي شخص كان، من أي فئة كان، من أي قومية كان، من أي أسرة كان، في أي دولة كان، من أي جماعة كان.*

______
خطبتان عن العلم وفضله والعمل به / 1443 هجرية
الخطبة الأولى
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي علَّم القرآن، خلق الإنسان، علَّمه البيان،وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، عظُم شأنه وعزّ سلطانه وجل ثناءه وتقدست أسمـــاءه ، تنزه عن المكان والكيف والأين والكم ، وأشهد أنّ سيّدنا ونبيّنا محمّدًا عبد الله ورسوله، بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً ، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وبيّن لها سبيل نجاتها ، صلى الله عليه وعلى آله قرناء القرآن ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وسلم تسليما كثيرا .أما بعد، عباد الله:
فإنَّ مِن أعظم العبادات، وأجل الطاعات، وأفضل القربات التي يَجدر بالمسلم أنْ يكون في عداد أهلها، والمكثرين مِنها، وتلازمه ويستمر عليها إلى ساعة انقضاء أجله وختام حياته الدنيا: طلبَ العلم، طلبَ علم الشريعة، العلم المبنيِّ على ما قاله الله، وقاله رسوله، والتفقهَ فيه، ودراستَه وتذاكُرَه، فإن طلب العلم يكسب المسلم عزة وشرفا عند خالقه ، وأعظم مِن هذا، وأطيبُ لِقلب المؤمن، وأشحذُ لنفسه، وأرفع لهمَّته، قول نبينا صلى الله عليه وآله سلم فيما رواه الإمام المرشد بالله عليه السلام في الأمالي الخميسية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( مَنْ يُرْدِ الله بِهِ خَيْرًا يُفَقِهُ فِي الدِّين ))، ولمَّا أدرَك العلماء والصالحون الماضون، والملأ الأولون، والرَّجال الأقدمون هذا الفضل للعلم، وهذه المنزلة، وعِظم الأجْر والثواب فيه، سمِعنا وقرأنا عن كثرة العلماء، وتَزايُد وتضاعُف أعداد طلاب العلم في كل بلد، ولكن لما ضَعُف هذا الإدراك عندنا، ومِن أهل زماننا، وفي عامة بيئاتنا، رأينا الرَّجل يُحصِّل على أعلى الشهادات العلمية في أمور الدنيا، ويَتبوأ رفيع المراتب، ويَسود على الناس، ويُشار إليه بالبنان، ويُتعجَّب ويُعجَب بما وصل إليه، إلا أنَّه في باب العلم بالدين والشريعة مِن أضعف الناس، يَرجع فيه إلى طالب علمٍ شرعيٍّ صغير فيسأله في عقيدته، وفي أحكام عبادته، وفي أحكام معاملاته، مع أنَّ الله تعالى لم يخلقه الله إلا لأجل عبادته، كما قال ــ عزَّ وجلَّ ــ: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }، ولا تُعرف عبادته سبحانه على الوجه المقبول الذي يَحصل بِه الإجزاء والصِّحة، ويُنال بِه الثواب الكثير إلا عن طريق طلب العلم الشرعي، والتفقه فيه، ودراسته، ومطلوب مِنه ومِن كل أحد مسلم أنْ يتعلم مِن العلم ما يُقيم بِه ما يجب عليه من أمور دينه.
عباد الله: يا طالب القُرب مِن ربِّه وجزيل ثوابه وعظيم تنعيمه : لئِن كنت تريد الرِّفعة في الدنيا والآخرة، فلا يَصرفنك صارف عن طلب العلم، إذ قال ربُّك سبحانه: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ }،{ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ }، وقد روى الإمام زيد عن أبيه عن جده عن أبيه عن الإمام علي أن النبي صلى الله عليه وآله سلم قال: (( وإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ )).
عبد الله: إنْ رُمْت خشية الله في السِّر والعلانية، ورِقَّة القلب وطمأنينته، فلازم العلم واطلبه، فقد قال الله سبحانه: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }، ولمَّا كان رسول الله صلى الله عليه وآله سلم أعظم الناس علمًا، وأجلَّهم فقهًا، كان بهذه المثابة التي أخبر بِها نفسه الشريفة، كما روى الإمام أحمد بن سليمان عليه السلام في كتاب أصول الأحكام في الحلال والحرام أنَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ، وَأَعْلَمَكُمْ بِمَا أَتَّقِي )). عباد الله:
إنْ كان الناس يَرثون عن أسلافهم الدراهم والدنانير فينبسطون ويتوسَّعون مِن الدنيا، فطالب العلم يَرث أفضل الخلق صلى الله عليه وآله سلم، ويُسعِد قلبه في الدنيا سعادة لا مثيل لها، ويتوسع بسبب العلم في الجِنان ويَترقَّى، روى الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليه السلام في مجموعه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: ((ﺃﻥ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻭﺭﺛﺔ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻭﻓﻲ اﻵﺧﺮﺓ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺪاء))، فيا لله ما أعظمه مِن مُورِّث، وهم الأنبياء صلوات الله عليهم وسلم، وما أجلَّه مِن إرثٍ وهو قول الله وقول رسوله وما أسْعَد وارثه، وهو طالب العلم.أيُّها الناس: كيف لا يكون العلم الشرعي وأهله بهذا الفضل العظيم، وهذه المنزلة الرفيعة العالية، وفيه: حفظ دين الله وشريعته عن تحريف وتلبيس المُضللِّين، وإبطال زيادة وتجاوز المشبهين لله بخلقه والمجسمين ، ومعرفة الحق مِن الباطل، ونحن والله رجالًا ونساءً عربًا وعَجَمًا، وفي كل أرض وبلاد، محتاجون حاجة شديدة إلى طلب العلم الشرعي ودراسته، محتاجون إليه في معرفة عقيدتنا وتوحيدنا وأصول ديننا وعباداتنا مِن صلا
ة وصيام وحج وزكاة وغيرها، محتاجون إليه في معرفة ما أُحِلَّ لنا وما حرِّم علينا، محتاجون إليه في معرفة أحكام معاملاتنا وعقودنا ومناكحاتنا، محتاجون إليه في معرفة تعاملنا مع الآخرين، محتاجون إليه في معرفة أهل الزيف والأهواء وأتباعهم حتى لا نكون مِنهم ولا معهم. قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك إله واحداً أحداً فرداً صمداً ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى عترته الأخيار وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد عباد الله:
إنَّنا نعيش في زمان قد قلَّ فيه العلماء الراسخون الأثبات، وكثُر فيه الجهل بأحكام الشريعة، وانتشر حتى عمَّ المُدن والقُرى والبوادي، وزُهِد في أهله ومجالسه ودروسه وكتبه، حتى إنَّك لتَرى الرَّجل قد درس في جامعات ومعاهد تُدرِّس العلم الشرعي، وحضرَ حِلَق العلماء وطلاب العلم ا سِنين عديدة، ثم تسأله أو تُذاكِره أو يُستفتَى وإذا بِه ضعيف العلم، قليل الفقه، قد نَسِي ما درس، وذهب عنه ما كان قد حفظ، فأصبح أشبَه بالعوام، وهذا يؤكِّد لنا ما صح عن النبي صلى الله عليه وآله سلم فيما رواه الإمام المرشد بالله عليه السلام في الأمالي الخميسية أنه قال: (( مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَكثر الْجَهْلُ )) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا )).
فالجِدّ الجِدَّ في طلب العلم وتحصيله، والتشمِيرَ التشمِيرَ إلى حفظه ومُذاكرته، أقبِلوا عليه بهمَّةٍ عالية، ورغبةٍ كبيرة، واسألوا ربَّكم الإعانة والقبول، فالناس في حاجة شديدة إليكم، أشدّ مِن حاجتهم إلى الطعام والشراب، فالطعام والشراب إذا تُركا أو فُقِدا فُقِدت معهما حياة الدنيا الفانية القصيرة، أمَّا العلم إذا تُرِك ولم يُعمل بِه فُقِدت وذَهبت بسببه الحياة الحقيقية، حياة النعيم والسُّرور الأبدي في الدَّار الآخِرة، والناس محتاجون إليكم في إصلاح أغلى شيء حصل لهم، وأثمن شيء دخلوا فيه، إلا وهو الإسلام، ألا وهو دينهم، ألا وهو عقائدهم وعباداتهم ومعاملاتهم، محتاجون إليكم في ما يُصلح دنياهم، ويَزيد في أمْنِهم وقوتهم وائتلافِهم، إلا وهو عملهم بشرع ربِّهم الصحيح، ولا يَصلون إليه عن طريقكم، ومحتاجون إليكم فيما يُصلح آخِرتهم، ويجعلهم مِن أهل الجنَّة المُنعَّمِين الخالدين فيها أبدًا، ولا يحصل لهم إلا عن طريق تعليمكم لهم دينهم، ودعوتكم لهم إلى الاستمساك بكتاب الله وعترته وتبيينهما لهم.
عباد الله:
إنَّ مِن بركة العلم أنْ يُرى أثر ذلك وثمرته على صاحبه، فتراه في عبادته ومعاملته، وتَشهده في علمه وتعلُّمه وتعليمه، وتُبصره في سَمته وهديه، وتلحظه في وقاره وسكينته، وتلمسه في خُلقه وأدبه، ويَبِين لك في مَدخَله ومَخرَجه.
فيا لله ما أشنعَ عدمَ العمل بالعلم، وما أعظم خطره على العالم والمتعلم وأشدَّه، وما أقبح أثرَه وعاقبته، فقد أنكره الله ــ عزَّ وجلَّ ــ على فاعليه أشدَّ الإنكار، وأبانَ أنَّه يُسبِّب مَقته الشديد، فقال سبحانه في سورة الصَّف: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ }، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
(( اﻟﻨﺎﺱ ﻛﻠﻬﻢ ﻫﻠﻜﻰ ﺇﻻ اﻟﻌﺎﻟﻤﻮﻥ، ﻭاﻟﻌﺎﻟﻤﻮﻥ ﻛﻠﻬﻢ ﻫﻠﻜﻰ ﺇﻻ اﻟﻌﺎﻣﻠﻮﻥ، ﻭاﻟﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﻛﻠﻬﻢ ﻫﻠﻜﻰ ﺇﻻ اﻟﻤﺨﻠﺼﻮﻥ، واﻟﻤﺨﻠﺼﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺮ ﻋﻈﻴﻢ)) فينبغي للعالم والمتعلم، ينبغي للآمر بالخير أنْ يكون أوَّلَ الناس مبادرة إليه، وللناهي عن الشَّر أنْ يكون أبعدَ الناس عنه، فقد قال الله تعالى: { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }.
أيُّها الناس:
اتقوا الله ربَّكم حقَّ التقوى، فإنَّ تقوى الله خير لِباسٍ لكم وزاد، وأفضل وسيلة إلى رضا ربِّ العباد، وإنَّ مِن أعظم خصال التقوى، وأجلِّ صفات أهل الإيمان، وأحسن خِلال المسلم، ودلائلِ جميل الدِّيانة، وشواهد صلاح الباطن، وعلامات وفور العقل وصحته: الحرصَ الشديد على التفقه في الدين، فأكثروا مِن تحصيل مسائله، وشمِّروا في طلبه حفظًا وقراءة ومُذاكرة، وخذوه عن أهله الراسخين الأكابر السائرين على منهج رسول الله ، الذين قرنهم الله بكتابه الكريم، تُفلحوا وتفوزوا وتَسعَدوا في دنياكم هذه، وإذا لقيتم ربَّكم ومولاكم يوم يُبعثر ما في القبور، ويُحصَّل ما في الصدور، ويصير الناس إلى جنَّة أو نار.
هذا واعلموا عباد الله أنكم في يوم عظيم فأكثروا فيه من الصلاة
والسلام على نبيكم الكريم .امتثالاً لأمر الله القائل:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}،اللهم فصل وسلم على عبدك ونبيك وخيرتك من خلقك أبي الطيب والطاهر والقاسم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب وﺻﻞِّ اﻟﻠﻬﻢ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻴﻪ ﻭﻭﺻﻴﻪ ، ﻭﺑﺎﺏ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﻠﻤﻪ ،الإمام علي بن أبي طالب ، وصل اللهم وسلم على سيدة النساء وخامسة أهل الكساء فاطمة البتول الزهراء ، وصل اللهم وسلم على ولديهما الإمامين الشهيدين السعدين ، الحسن والحسين ، وعلى إمام الجهاد والإجتهاد ، مولانا الإمام زيد بن علي ، وعلى المجدد للدين في ارض اليمن الميمون ،الإمام الهادي إلى الحق القويم يحي بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم ، وعلى آل رسول الله المطهرين ، من الأئمة الميامين والعلماء المقتصدين ، وأتباعهم المهتدين ، وارض اللهم عن أصحاب نبيك الراشدين ، من الأنصار و المهاجرين ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.
اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى.. اللهم أقلنا وتقبل منا وتب علينا وارحمنا إنك أنت التواب الرحيم! ...اللهم إن بالعباد والبلاد من اللأواء والجهد والضنك ما لا نشكوه إلا إليك .
اﻟﻠﻬﻢ اﻧﺼﺮ اﻹﺳﻼﻡ ﻭاﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭاﺧﺬﻝ ﺃﻋﺪاءﻙ ﺃﻋﺪاء اﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭاﻟﻤﻠﺤﺪﻳﻦ ، ﻭﻣﻦ ﺃﺭاﺩﻧﺎ ﺑﺴﻮء ﻓﻲ ﺩﻧﻴﺎﻧﺎ ﻭاﻟﺪﻳﻦ. اﻟﻠﻬﻢ ﺃﻫﻠﻚ اﻟﻜﻔﺮﺓ ﻭاﻟﻤﻠﺤﺪﻳﻦ ﻭاﻟﻤﻔﺮﻗﻴﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،اﻟﻠﻬﻢ اﺣﻔﻆ ﻟﻨﺎ ﻋﻠﻤﺎءﻧﺎ اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻭاﻟﺪﻋﺎﺓ ﻭاﻟﻤﺮﺷﺪﻳﻦ ﻭﻃﻠﺒﺔ اﻟﻌﻠﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ. وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين ، عباد الله إن الله يأمركم بثلاث وينهاكم عن ثلاث { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }.