مكتبة الأوقاف العامة ببغداد :
من أنفس المكتبات و اعرقها في العراق بل بالعالم الإسلامي اجمع لما تحويه من خزائن كتب ( مطبوعة و مخطوطة ) نفيسة و نادرة و فريدة
~~~~~~
تأسيس المكتبة :
ان فكرة انشاء المكتبة الاوقاف هي عبارة عن جمع الكتب (المطبوعة و المخطوطة )من جوامع و مساجد و مدارس بغداد تعود الى سنة 1922عندما كان المرحوم عبداللطيف المنديل وزيرا للأوقاف حينها و ايده في فكرته عبداللطيف ثنيان مدير اوقاف بغداد آنذاك فقرر الوزير عبداللطيف المنديل ان تكون بناية المكتبة خلف جامع الخاصكي ببغداد التي بنيت عام 1094ها\1683م الا ان مدير اوقاف بغداد لم يتفق معه على مكان المكتبة لعسر الوصول اليه فاقترح عليه ان تكون في مسجد الملا محمد في باب الاغا اذ كان في هذا المسجد جزء متهدم لا فائدة فيه فاجتمع مجلس الاوقاف برئاسة السيد صالح الملي و قرر صرف 70000 روبية لبناء المكتبة و تجديد المسجد و قد تم بناء بناية كبيرة ذو طابقين الطابق الاسفل للمسجد و الاعلى للمكتبة غير ان هذا الامر لم يتم اذ تم تحويله الى جمعية الاسلامية الهندية و عندما تولى السيد محمد امين العباسي وزارة الاوقاف جدد الحديث عن انشاء مكتبة الاوقاف فاقترح ان يكون موقعها في المدرسة المستنصرية المباركة (لكن المدرسة كانت موضع خلاف بين وزارة الاوقاف و دائرة الاثار )فذهب هذه الفكرة ادراج الرياح , و عندما تولى الشيخ احمد الداود النقشبندي وزارة الاوقاف سنة 1928 قرر حسم هذا الامر مهما كلف الامر و بالفعل اعيد اختيار بناية باب الاغا مكانا للمكتبة و شكل لجنة لجمع الكتب و المخطوطات من المساجد و التكايا و المدارس و عندما وصل الامر الى مكتبة جامع الامام ابي حنيفة النعمان رضي الله عنه جرى ضجة في منطقة الاعظمية لكن التاريخ سجل صحائف الفخر للشيخ الداود الذي تعامل مع هذه الضجة بعقلية
~~~~~~~~~~~~~~~~~
افتتاح المكتبة :
افتتح المكتبة مساء يوم الجمعة الموافق 11\صفر\1327 - 27 \تموز\ 1928 في الساعة خامسة عصرا حيث جرى حفل الافتتاح اذ اخذت البناية زينتها و اعدت منصة لملك فبصل الاول رحمه الله تعالى و قد حضر هذا الحفل الكثير من الوزراء و الاعيان و النواب و العلماء و الادباء .
كانت باب المكتبة مقفلة بقفل من الذهب و ايضا مفتاح القفل كانت من الذهب و ( صممت بأيدي بغدادية ) و كتبت عبارة على احدى جهات القفل ( يفتح فيصل الاول ملك العراق ) و على الجهة الثانية ( مكتبة الاوقاف العامة سنة 1327 ) و ايضا كتب على المفتاح على احدى جهاته ( فتح بهذا المفتاح جلالة ملك فيصل الاول ) و على الجهة الثانية ( مكتبة الاوقاف العامة ).
و بعد الافتتاح المكتبة نقدم وزير الاوقاف الشيخ احمد الداود و افتتح الحفل بكلمة موجزة ذكر خلالها الصعاب التي واجهته و ما لاقاه من مشاكل في سبيل انشاء المكتبة و بعدها القى الشيخ محمد رشيد افندي النقشبندي ( مدرس جامع الحيدر خانة ) ابياتا بهذه المناسبة ثم بعد ذلك القى الشاعر الكبير المرحوم معروف الرصافي قصيدة و اثنى على الوزير فيها و مطلعها :
1- لقد جمع الشيخ هذه الكتب
فأنقذها من اكف العطب
2- و رتبها فهي معروضة
لمن يتناولها من كثب
ثم اعقبه الشاعر عبدالرحمن البنا المتوفى سنة 1950 قصيدة و بعدها القى المؤرخ الكبير عباس العزاوي كلمة عن فوائد المكتبات و تاريخ انشاء مكتبة الاوقاف و بعده اختتم الحفل الاستاذ عبداللطيف ثنيان بكلمة عن اهمية هذه المكتبة و تاريخ انشائه .
و بعده تناول الحاضرون المرطبات ( الدونرومة المفروشة بالبسكويت ) ثم اثنى الملك على الشيخ الوزير و كتب هذه الكلمة في سجل المكتبة :
(تربة العراق تربة جيدة ينمو فيها كل نبات طيب , و انني آمل الى هذه البذرة الجيدة التي بذلت حديثا ستثمر بأثمار يانعة ترجع الى هذا القطر بمجده القديم )
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الابنية التي شغلتها مكتبة الاوقاف العامة :
1- مسجد ملا محمد الجبوري : و يقع بمحلة باب الاغا في شارع الرشيد , و قد بنت وزارة الاوقاف بناية فوق المسجد لتكون مكتبة للاوقاف
2- بناية باب المعظم : تم بناء هذه البناية عام 1931 حيث كانت من اجمل الابنية الدولة اقيمت على طراز اسلامي رفيع تجلت فيه روعة الفن المعماري و دقة التصميم
اذ تم افتتاحه 9\ كانون الثاني \1932 و كان يوما مشهودا اذ كان الافتتاح برعاية الفريق جعفر باشا العسكري رحمه الله تعالى
تنبيه : كانت هذه البناية مشتركة بين مكتبة الاوقاف العامة و مكتبة الوطنية ( دار الكتب و الوثائق حاليا ) – لعدم وجود بناية خاصة بالمكتبة الوطنية – حيث تم افتتاح البناية بالاشتراك
و ظلت هكذا حتى عام 1956 و قد زار المكتبة الكثير من رجال العلم م البحث من العرب و المستشرقين
3- استقلت المكتبة في بناية خاصة بشارع الزهاوي لتضررها من مكتبة الوطنية و هدمت هذه البناية عام 1960
4- و انتقل المكتبة الى دار ( آل الطبقجلي ) منطقة الكسرة حتى عام 1961
