لازالت نظريات فرويد تثير الجدل في دوائر علم النفس والطب النفسي سواء في حياته أو بعد مماته.
سننشر قسم من مؤلفاته للباحثين والراغبين على الاطلاع وليس ايمانا بكل ما فيها
فرويد ضد يونغ: نزاع مرير حول معنى الجنس/ سام دريسير- ترجمة: مرام الشيباني
21/03/2020
@Psychologybookss
في 27 فبراير 1907، في بيرغاسي 19 في فيينا، وقع سيغموند فرويد في الحب. موضوع عاطفته كان هو كارل غوستاف يونغ. كان الطبيب النفسي الشاب الذي يصغر فرويد ب 19 سنة، مديراً سريرياً لمستشفى Burghölzli المرموق وبروفسورا في جامعة زيورخ. وقد حصل يونغ على اعتراف عالمي لاختراعه اختبار تداعي الكلمات، وممارساته كانت مشهورة بحدتها اللطيفة. لكن عندما قرأ يونغ تفسير الأحلام (1990) لفرويد، اندهش من نظرية فرويد وقرر الذهاب للتحدث مع الرجل بنفسه. وتكلما: لمدة 13 ساعة، سارا في أعماق اللاوعي، وطرق التحليل النفسي، وتحليل الأحلام.
فرويد كان معجبا جدا بذكاء يونغ، لكن رغبته في إدخال يونغ إلى عالم التحليل النفسي كانت أيضا مدفوعة سياسيا. وكحركة فكرية، فإن التحليل النفسي المبكر يشبه حزبا سياسيا-وربما حتى دينا ناشئا – ، إذا يشكل فرويد مركزة اللامتحرك. ودعا فرويد توسع التحليل النفسي ’القضية’، لتُدعم بتحويل الأطباء النفسيين السائدين، والطرد بلا رحمة لرجال الصف الثاني المتمردين، مثل فيلهلم ستيكيل، الذي دعا فرويد مرة ’المسيح’. داخل الدائرة الفرويدية، يمكن انتقاد الأفكار بصراحة، لكن كما أخبر فرويد لو اندرياس سالومي’يجب المحافظة على تجانس الجوهر، ولا فإنها شيء آخر’.
في رأي فرويد العقبة الأكبر التي واجهتها ’القضية’ كانت هي معاداة السامية. فرويد نفسه كان يهودياً ملحداً، وكل المحللين الذين تجمعوا معا في غرفة معيشة فرويد ليكونوا جمعية الأربعاء النفسية(أول جمعية تحليل نفسي في العالم) كانوا يهود. فرويد كان يخشى أن التحليل النفسي سيكون مرتبطا باليهودية لدرجة أنه لن يلاحظ في العلم السائد ’رفاقنا الآريين هم’، كتب إلى صديق’، لا غنى عنهم تماما بالنسبة لنا؛ وإلا، فالتحليل النفسي سيسقط ضحية لمعاداة السامية’. لذا يونغ كان كل شيء يأمل به فرويد: موهوب، ومهتم بالشأن العام، وسليل للمؤسسة العلمية، وفوق كل هذا مولود بدون قطرة دم يهودية في عروقه البروتستانتية السويسرية. ’فقط مظهره’ فرويد اسر،’قد أنقذ التحليل النفسي من خطر أن يصبح شأن قومي يهودي’.
إذا وجد فرويد في يونغ ولي عهد غير يهودي، فماذا رأى يونغ في فرويد؟ ابن قس كئيب، خيال يونغ الهائم لا يمكن احتواؤه بسهولة-بالتأكيد ليس ضمن قيود الطب النفسي السائد. كان مثل كثير من المحللين النفسيين الأوائل، غريباً للأطوار-أكثر سعادة على هوامش الاحترام. ربما اعتبر نفسه مرات تجسداً لغوته(نظراَ لقرابة زائفة مع الشاعر). لطالما تذكر حلم يقظة عندما كان في الثانية عشر من عمره حيث شط الله على كاتدرائية بازل، وكانت عادات قراءته الشرهة غير منتظمة كما حال البرق. عندما قرأ يونغ تفسير الأحلام، وجد في أفكار فرويد آفاق جديدة لعقله المضطرب، لفترة.
سبقت أول هدية من يونغ لفرويد لقائهما. في 1906، اخضع يونغ اختباره لتداعي الكلمات لنظرية التداعي الحر لفرويد، والتي تعد أداة حاسمة في نبش الذكريات المكبوتة. كان هذا من بين أول اختبارات الملاحظة للتحليل النفسي، وكان فرويد مبتهجاً للدعم العلمي التجريبي الذي قدمته لنظريته. فرويد يزعم دائماً أن التحليل النفسي علم(هناك بعض الأدلة على أنه ربما اعتبر نفسه وضعي منطقي، على غرابة ما يبدو لنا ذلك اليوم). على الرغم من أن التخمين هو ما أطلق التحليل النفسي، كان فرويد متأكداً أن التحليل النفسي سيصل لأدلة صلبة. يونغ قدم جزءا من ذلك. لذا ليس من الصعب معرفة سبب حب فرويد له، على الرغم من اصطباغ ذلك الحب مع النرجسية.
بعد أن غادر يونغ فيينا، كتب إلى فرويد أن اجتماعهم كان “حدثا بالمعنى الكامل للكلمة”. في السنوات القليلة اللاحقة مراسلاتهم أخدت طابع عاطفة العشاق المتيمين والغيورين. يونغ أعلن عن “إعجابه الديني” بفرويد، وفرويد بدوره كتب أن “شخصك ملأني بالثقة في المستقبل”. هذا الإخلاص اتخذ شكل ابني: فرويد هو الأب، ويونغ هو الابن. ربما في بعض الأحيان كان لهذه العلاقة تلميح مثلي. قريباً ثبت فرويد يونغ كأول رئيس للاتحاد الدولي لرابطة التحليل النفسي، التي في 1910 شملت المحللين النفسيين في فيينا وزيوريخ وبرلين ولندن وحتى قلة في الولايات المتحدة (الغالبية العظمى منهم من اليهود، مع استثناء ملحوظ من الويلزي إرنست جونز). يونغ كان الآن الوريث الرسمي لفرويد، الذي كان مبتهج أن مستقبل التحليل النفسي بدا أخيراً مؤكد.
الاتباع الفينيون لم يكونوا متأكدين. انتخاب يونغ رئيسا، مع دائرته السويسرية في السحب، هدد بكسر الرابطة. والأسوأ من ذلك، صديق مقرب من فرويد، الفريد أدلر جاء ببطء لتحدي ’جوهر’ التحليل النفسي. بمساعدة يونغ، هزم فرويد الأدليريين ووطد سيطرته على الحركة. لكن ولاء يونغ لفرويد لن يصمد طويلا.
👇
في ذاكرة يونغ ظهر أول شرخ بينهما في رحلتهما إلى الولايات المتحدة في 1909، عندما قدم كل منهما محاضرة استقبلت جيداً في جامعة كلارك في ولاية ماساتشوستس. فرويد، الذي كانت
لديه عادة استثنائية للغاية في تحليل كل شخص قابله في وجهه، أعلن أنه لم يعد يرغب في أن يحلله أحد. قال أن ذلك سيضعف سلطته. وفي هذه المرحلة، بدأ يونغ يحتك في نفوذ فرويد.
ثم كان هناك سبب فلسفي أعمق للانشقاق القادم. معظم المحللين النفسيين الذين خرجوا عن فرويد فعلوا ذلك من أجل موضوع الجنس. في نظريته عن الرغبة الجنسية، فرويد كان مقتنعاً أنه وجد المحرك العالمي للرغبة والإنجاز البشري- سواء كان شخصي أو ثقافي أو حضاري. كل هذا، فرويد يجادل، ينبع في نهاية المطاف من الغريزة الجنسية. التحليل النفسي يعتمد على هذه النظرية في الرغبة الجنسية، وعند التخلص منها فأنت تتخلص من الشيء كله. كان لدى يونغ، منذ البداية شكوك حول إذا ما كان الجنس هو المصدر الوحيد لمثل هذه المحركات والطاقات. كان فرويد يأمل أن تتم إزالة هذه المقاومة.
ولكن لم يتمكن من ذلك. فرويد كان يخشى كثيراً منذ بداية العلاقة بينهما، أن الابن المسيحي لقس ربما لن يتطهر تماماً من انجذابه للصوفية- على الأقل ليس بقدر اليهودي الملحد. كان في قلب انفصالهما، الوزن الذي يعطى للروح وللنفس وللغموض وللغير قابل للتحقق. بالنسبة لفرويد، هذه الانحرافات يمكن ردها في النهاية إلى الرغبة الجنسية، أي إلى الدافع الجنسي. بالنسبة ليونغ، يجب أن تؤخذ على محمل الجد و لا يتم تفسيرها.
بحلول عام 1912، كان الشق بين الرجلين يتسع. عندما أدارا أنظارهما إلى الدين في نفس الوقت كان ذلك كافيا لإنهاء الأمور. فرويد سينتهي إلى إصدار الطوطم والتابو (1913) ، الذي وضع ظهور الدين ( وبالطبع الثقافة نفسها) في العقدة الأوديبية. يونغ ناشراً قبل ذلك بقليل، حجة مكتسحة وفوضوية احتوت على بذور الأفكار التي جعلته بعد ذلك مشهوراً: اللاوعي الجماعي و الأنماط الأولية و-قاتلة لصداقتهما- إعادة صياغة مفاهيم الرغبة الجنسية كنوع من ’الطاقة العقلية’.
كان موت الصداقة شرسا بشكل غير عادي. فرويد ويونغ نادراً ما تحدثا لبعضهما بعد ذلك، مجرد مؤتمر شديد الحرج حضره كلاهما في ميونخ 1913. كان للانفصال بطبيعة الحال إرث متموج. كما سعى فرويد إلى التحكم في التحليل النفسي مثل زعيم لحزب، كذلك يونغ أبقى على قبضة من حديد على ما سيدعى بعلم النفس التحليلي – في الواقع ، يمكن القول أن علم النفس اليونغي أصبح أكثر شبه بطائفة من سلفه الفرويدي.
وعلى الرغم من أن فرويد و يونغ اتهما في كثير من الأحيان بأنهما نبيين، ليس على الأقل من قبل أتباعهم، إلا أنهما لم يؤسسا ديانات جديدة. هما لم يكونا قادة طوائف، بل رواد متعجرفين للاوعي. كان هناك أسباب سياسية وفكرية لحاجتهما لبعضهما في أيامهما الاكتشافية الأولى. لأن ما رغبا في إيضاحه كان غريب جداً، حتى لو كانت الفكرة اليوم مألوفة. مضمون نظرية اللاوعي، كما أشار ريتشارد رورتي ذات مرة، أنه يوجد شيء فينا كشخص أخر والذي يملك الحق ليكون منا كما لعقولنا الواعية الحق في ذلك. ربما الغرابة الشديدة للصداقة بين الرجلين تعكس كم كانت هذه الفكرة وما زالت مذهلة.
العقل الباطن أو مكنونات النفس لسلامة موسى.
يلخص فيه ما قرأه لأقطاب علماء النفس الغربيين،
أمثال فرويد ، وكارل يونج ، وأدلر، ورفرز . وقد
حرص موسى في هذا العمل أن يتجنب المصطلحات العلمية قدر الإمكان، وأن يكتب بأسلوب سلس وسهل، ييسر على القراء فهم الأفكار والنظريات دون تعقيد أو غموض. ويبحث هذا الكتاب في العقل الباطن أو اللاوعي، والدور المركزي الذي يلعبه في تحريك النفس البشرية، كما يبين لنا الكتاب كيف تتجلى المظاهر المرتبطة بالعقل الباطن في الخواطر الأوهام والأحلام التي تخالج نفس الإنسان. بالإضافة إلى ذلك يوضح لنا كيف يمكن للإنسان أن يتعامل نفسيًا مع الهموم والأمراض الناتجة عن الكبت والتراكم المستمر للأشياء في اللاوعي.
الفرد ادلر Alfred Adler: طبيب نفسي نمساوي، ولد في عام 1870 وتوفي في عام 1937، هو أول من أسس علم النفس الفردي، وكان أحد تلامذة سيجموند فرويد وكان يختلف معه في نظرياته التي كان من اهمها الشعور بالنقص حيث كان يعتقد بأن الشعور بالنقص كان من العوامل الأساسية في تكوين ونمو الشخصية، من أهم مؤلفاته كتاب في الموضع المادي للعمليات النفسية ودور اللاشعور في العصاب، وكتاب الحلم وتفسير الأحلام، وكانت له الكثير من المقالات والأبحاث التي تم نشرها في العديد من مجلات علم النفس بعدة لغات، ومن أهم كتبه التي ترجمت إلى الإنجليزية كتاب دراسة نقص عضو وتعويضه النفسي.
https://t.me/Psychologybookss
أما الخطوة التي تُعتبر مبدأً حقيقيًّا لهذا العلم، فقد أتت عن طريق «بروير»،٦ وهو طبيب من فينَّا درس على «شاركوه»، ففي حوالي سنة ١٨٨٠ لاحَظَ أثناء علاجه لحالة من حالات الهستريا أن أعراض المرض، كما سبق أن بيَّنا، لها معانٍ معيَّنة؛ فهي تشير إلى حوادث قديمة مدفونة، ولكنه اكتشف أيضًا أنه إذا نوَّم المريض تنويمًا مغناطيسيًّا أمكنه عن طريق الإيحاء المناسب أن يُعيد إلى ذاكرته ما سبق أن فقدته من هذه الحوادث و«الذكريات».
وقد لاحظ أن حالة المريض كانت تتحسَّن كثيرًا بعد هذا التذكُّر، وكان يتماثل للشفاء، وكان هذا الكشْف الأخير أهم كشوفه، وهو يُعتبر البدء الحقيقي لتاريخ مذهب التحليل النفسي، وقد استمر «بروير» في استخدام طريقته في العلاج حتى انضمَّ إليه «سيجمند فرويد»،٧ وهو طبيب نفساني آخر درس على «شاركوه» أيضًا بعض الوقت في باريس، ثم عاد إلى فينَّا وعمل مع «بروير»، وقد حمل هذا الأخير على نشْر نتائج كشوفه، فظهر بحث مشترك لهما في سنة ١٨٩٣، وفي سنة ١٨٩٥ ظهر أول كتاب في تاريخ التحليل النفسي باسم «دراسات في الهستريا».
وقد استقلَّ «فرويد» بعد ذلك بالعمل، وظلَّ طوال أربعين سنة أو أكثر يجمع نتائج دراسته وعلاجه وينشرها في كُتب، ويلقيها في محاضرات، وجمع حوله نفرًا من التلاميذ انتشر عن طريقهم مذهبه في التحليل النفسي في ممالك مختلفة، أهمها ألمانيا وإنجلترا وأمريكا، وقد صدر عن «فرويد» وتلاميذه مئات المؤلَّفات والنشرات والمجلات، ومن تلاميذه من أبدعَ نظريات جديدة في علم النفس يمكن أن تُعتبَر مشتقَّة من التحليل النفسي، ولكنها انحرفت عن بعض أُسسِه انحرافًا كان كافيًا لأن يَجعل منها مدارس جديدة قائمة بذاتها، منها مدرسة «يونج»٨
6
"تنبت العقد النفسية من صدمة عاطفية. ثم ينسى الإنسان سبب الصدمة ولكن العقدة تظل حية في نفسه... وكثيراً من الصدمات ما يكون لها أثر شديد فتؤدي إلى كوارث نفسية والتفسير لهذه الكوارث أن العقل عجز عن تحمل عبئها الثقيل فإنهار تحت الضغط العنيف وضاع. فكل عقل له حد ومقدرة على تحمل الصدمات فإذا زاد الحد تحطمت هذه المقدرة"
▪ الدكتور سيجموند فرويد - كتاب "الكبت تحليل نفسي"
@Psychologybookss
الأحلام
لعل كشفًا من كشوف التحليل النفسي لم يلفت الأنظار كما لفته كشف فرويد لحقيقة الأحلام ووظيفتها العقلية.
وذلك أن الأحلام وما يحيط بها من الغرابة قد لفتَت نظر الإنسان منذ القِدم، وقد كان جو الغموض والرهبة اللذين يحيطان بها مما يزيد في تفكيره في شأنها.
وقد نسبها الإنسان حينًا للشيطان وحينًا لأرواح الموتى، ولكنه فهم منذ القِدَم أن لها وظيفة وأنها لم توجد في حياة الإنسان عبثًا.
وفُهمت وظيفتها على أنها التنبؤ بالمستقبل وما فيه من مخبئات؛ ولذلك كان تفسير الأحلام مبنيًّا على كونها تحمل في طياتها معنًى خبيثًا يشير إلى المستقبل المجهول.
وقد أتى العلم الحديث فألقى بظلٍّ من الشك على هذه النظرة، وقام كثير من الباحثين بتجارب في الأحلام، ووصلوا إلى نتائج تتلخَّص في أن الأحلام نتيجة لمؤثِّرات حسية معيَّنة؛ وعلى ذلك فليست لها أهمية ما لأن طبيعتها تتوقف على طبيعة المؤثر الذي أثارها، سواء أكان هذا عطشًا يصيب الإنسان وهو نائم، أو ضغطًا على القلب من جراء أكلة مُتخِمة قبل النوم، أو صوتًا وصل إلى سمعه وهو نائم فلم يُوقظه ولكنه أثار عنده سلسلة من الأحلام؛ وكذلك سقطَت الأحلام في نظر الباحثين عن مكانتها الأولى، وبقي الاعتقاد في القدرة على التنبؤ بواسطتها مِن نصيب أولئك الذين يؤْثرون البقاء على القديم.
1
وكثيرًا ما ترتبط الصور التي تبدو في الحلم بمؤثرات مشتقة من حياتنا اليومية، فتحوي عناصر مما مرَّ بنا في اليوم السابق أو أي وقتٍ ماضٍ، وعناصر أخرى من الأفكار التي تُهمُّنا أو تقلقنا، أو من المؤثرات التي تصل إلينا أثناء النوم نفسه، خصوصًا إذا كانت هذه المؤثرات من الشدة وكانت تلك الأفكار من الأهمية، بحيث تهدِّد بزوال النوم كطرْق شديد، أو صوت جرس عالٍ أو طلقات مدفع، أو هبوب عاصفة، أو برودة فجائية، أو ألم داخل المعدة أو الأضراس، فيكون للحلم وظيفة الاحتفاظ بالنوم والوقاية من اليقظة. فكأنه يحيل المؤثرات الحسية أو الفكرية مع النزعات والرغبات المكبوتة إلى صورٍ يَحتملها النائم بقدر الإمكان، فتدخل في شعوره بالقدر والكيفية التي تدعو إلى إيقاظه، ولكنها لا تنجَح في ذلك دائمًا بطبيعة الحال.
وللحلم «مضمونة الظاهر»١ كما يُسميه فرويد، وهو ما ورد فيه من الصور والحوادث والأشخاص التي يحكيها الحالم، ولكن هذه تُعتبر تمويهًا يُخفي وراءه حقيقة الدوافع الكامنة وراء الحلم، ومجموع هذه الدوافع هو ما أُطلق عليه «المضمون الكامن»٢ للحلم.
ويَحدث ذلك عن طريق «الرمز»،٣ فالشخص الذي يَرِد في الحلم لا يجب أن يؤخذ على علاته؛ فقد يكون رمزًا لشخص آخر، وكذلك الأشياء والحوادث فهي لا تعني ما تشير إليه في الظاهر، بل تعني ما تُشير إليه بطريق الرمز.
ولكي نوضِّح هذه النقطة نُورد مثالين مأخوذين من فرويد «محاضرات في مبادئ التحليل النفسي»:
(١)«مريض رأى حلمًا طويلًا ورد فيه أنه رأى عددًا يُذكر من أفراد عائلته يَجلسون حول مائدة ذات شكل خاص.»٤
وعند التحليل وسؤال المريض عما تُذكِّره به الأشياء الواردة في الحلم، قال إن المائدة تذكِّره بمائدة أخرى رآها في منزل إحدى العائلات المعروفة له.
3
العقدة النفسية
ليس من شك في ما ﻟ «الشعور» و«اللاشعور»، أو قل «العقل الواعي» و«العقل الباطن»، من أهمية عند علماء النفس، كل منطقة من هاتَين المنطقتين في عملية التفكير الإنساني؛ ذلك أن «الشعور» ليس إلا المنطقة السطحية في عملية التفكير. أما معظم دوافع التفكير البشري، وأهم الأسس التي تتحكَّم في سلوك المرء وتصرفاته، فمردُّه إلى «اللاشعور»؛ تلك الخِزانة الهائلة التي يحتفظ الإنسان فيها على وعي منه بكل غرائزه وذكرياته وتجاريبه؛ ممَّا دعا «فرويد» — واضع علم النفس الحديث — إلى القول بأن «العقل الباطن» هو أصل كل نزوع نفسي؛ أي إنه هو الذي يُوجِّه الإنسان في تصرفاته، وإن بواعثه هي التي تتحكَّم في سلوكه.
ذلك أن شواغل النفس التي لا يقوى الإنسان على مُواجهتها جِهارًا يُنحِّيها من طريقه جانبًا، فيتشاغل عنها ويتناساها هربًا منها، ويتخيَّل أنه بذلك قد تخلَّص من هذه الشواغل؛ غير أنها تظل قابعةً ساكنة في قرارة «عقله الباطن»، تتحيَّن الفرص للإعراب عن نفسها؛ وذلك بالهتاف هتافًا خفيًّا مُتواصلًا في أذن صاحبها بأن يأتي من الأعمال ما فيه راحتها وإشباعها، وأن يكفَّ عن الأعمال التي لا تُوائمها ولا تجد راحة فيها. وعلى ضوء هذه الحقيقة العلمية، أمكننا تفسير كثير من تصرفاتنا التي تصدُر في الظاهر على غير وعي منَّا أو بغير إرادتنا؛ فإن هذه التصرفات ليست في الواقع إلا صدًى واضحًا لتلك الأصوات الحبيسة التي نكتمها في أعماق نفوسنا، نُحاول دفنها هناك والتخلص من سماع نباحها المُزعِج!
1
غير أن هذا الاصطدام نفسه كثيرًا ما يضع الفرد أو المجتمع في موضع لا يُحتمل؛ ذلك أن قبول الغريزة للضغط وتمشيها مع المقتضيات الاجتماعية، له حدود لا يمكن تجاوزها إلا على حساب الكيان العقلي للفرد أو للمجتمع؛ ولذلك تظهر على بعض الأفراد آثار الاضطراب العصبي نتيجة لفشلهم في حل هذه المشكلة، كما تبدو مثل هذه الآثار على مجتمعات بأَسرِها، فتؤدِّي إلى الثورات والحروب وغيرها من مظاهر «الاضطراب العقلي الجمعي».
ومما يَزيد في تعقيد المشكلة أن الغريزة تبدأ في الظهور قبل أن يستوفيَ الفرد نصيبه من الذكاء ومن تفهُّم النظم الاجتماعية، فظهور الغريزة الجنسية في الطفولة بكامل قوتها يجعلها تَصطدم بالمجتمع الخارجي اصطدامًا مباشرًا، ولا تكون ظروف هذا الاصطدام تحت رقابة متنوِّرة من العقل، ولذلك فإنها تؤدي غالبًا إلى نتائج متطرفة من الإشباع أو القمع، ويؤدي ذلك إلى حلِّ العُقدة في الظاهر، ولكنه يضع أساس الاضطراب العصبي المستقبل للفرد.
وهذه الصلة بين الاضطراب العصبي وبين الغريزة الجنسية هي التي كشفت الطريق لفرويد ليُكوِّن نظرياته في التحليل النفسي، ويقال إنَّ الذي لفت نظر فرويد إلى هذه الحقيقة هو أستاذه «شاركوه» الذي قال في حالة مريضة بالهستريا: «في هذه الحالات، الجنس دائمًا هو السبب الرئيسي، دائمًا، دائمًا، دائمًا.» وقد وجد فرويد في الحالات التي فحصها أنه دائمًا كان هناك عنصر يَنتسب إلى الدافع الجنسي، ولكن سرعان ما حملته مُشاهداته إلى محيط آخر؛ فقد وجد أن للأعراض المرَضية صلة بعهد الطفولة، وما لبث أن بهَره ذلك التشابه العجيب بين أعراض المرض العصبي وبين حياة الطفولة، وما لبثَ أن وضع يده على كشفٍ من أهم كشوف التحليل النفسي؛ وهو «الجنسية الطفلية».٣
فقد وجَد أن الأعراض الراهنة للمرض إما جنسية صريحة أو مُضمَرة، ولكنه إذ تتبَّعها إلى الطفولة وجد أنها تَكشِف عن نوع من الجنسية عند الأطفال لا يُمكن أن يخطئه المدقِّق المحايد في نظرته.
فهذا «التعلُّق» الشديد من ناحية الطفل بأبويه وغيرهم، وما يتناوب الطفل من نوبات الغيرة والغضب والرغبة في الاستئثار بمن يحبُّ، وجريه وراء اللذة وحرارة العاطفة التي تبدو في معاملاته، كل هذه ظواهر تفصح عن طبيعة متدفِّقة جياشة لا يُشبِهُها إلا أشد حالات العشق والشبق عند البالغين. وللغريزة عند الأطفال صورة غير تلك التي نراها عند الكبار،٤ ولكن التشابه بينهما تشابه أساسي، وهو الذي جعل فرويد يصرُّ على أنهما تَرجعان إلى أصل واحد.
فللغريزة صورها «الطفلية»، وهذه الصور نفسها تلاقي من القمع والمقاومة ما تلاقيه نظيرتها عند الكبار بل أكثر، ونتيجة القمع في حالة الأطفال أَوكَد؛ ولذا كان أثره أعمق وأحدَّ.
3
فإذا رجعنا إلى التكوين العائلي الذي ينشأ فيه الطفل نجد أن التيارات التي تتجاذبه متعددة مختلفة الاتجاه، بل متناقضة؛ ففي محيطها تجد غرائزه الإشباع والقمع متجاورين متلازمين، وفيها يجد الاقتراب والابتعاد، المحبة والكراهية، الألفة والغيرة، والأسرة هي التي تنقل إليه التقاليد والعرف الاجتماعيين. وفي هذه الفترة من حياته يمر في ظروف لن يكون لها نظير في حياته المستقبلة؛ فهو يصطدم لأول مرة بالحدود والموانع والأوامر والنواهي، كل ذلك وهو خالي الذهن مما وراءها من حكمة، لا تتملكه إلا رغباته وشهواته، فلا تلبَث هذه أن تصطدم بتلك، ولا يلبث أن يشعر بحرارة الاصطدام، فيثور ويغضب ويُدافع ويهاجم، ولكنه لا يلبث أن يدرك أنه يحارب في معركة لم تتكافأ فيها القوى، فينتهي به الأمر إلى التسليم، وهو إذ يسلِّم إنما يسلم هذه الرغبات والشهوات نفسها، فتَختفي وتُخلي الطريق لغيرها مما يتناسب مع المجتمع.
وعهد الطفولة الأولى زاخر بالحوادث النفسية. والجديد الذي أضافته مدرسة التحليل النفسي إلى معلوماتنا هو أن هذه الحوادث تُعتبر جنسية؛ وذلك هو الذي دعا إلى قمعها واستبعادها من الشعور، ونسيانها نسيانًا تامًّا، بل إن النسيان لا يقتصر على الحوادث نفسها، بل على كل ما يُحتمل أن يذكِّر الإنسان بها؛ ولذا كانت هذه الفترة من حياتنا فترة تكاد تكون منسية نسيانًا تامًّا لا يُبرِّره مجرد مضي الزمن؛ لأننا نذكر من الحوادث ما مرت عليه عشرات السنين، ولكن الطفل ذا الثماني السنوات لا يكاد يذكر من ماضيه الذي مر عليه سنتان شيئًا. في الطفولة الأولى إذن توضع أُسس اللاشعور؛ لأنه في الطفولة الأولى يظهر نوع من الجنسية الثائرة المُندفعة.
وهكذا نرى كيف جمعت مدرسة التحليل النفسي بين اللاشعور والجنسية وحياة الطفولة.
١ Sexual، وتختلط كلمة جنسية بهذا المعنى في اللغة العربية بكلمة Racial، وربما كان خير حلٍّ لهذا الخلاف أن نُترجم الثانية منهما «عنصرية».
٢ Self-Preservative Instinct. انظر: Freud: Introductory Leciures on Psycho-Analysis 1940, p. 298.
٣ Infantile Sexuality.
٤ انظر [الباب العاشر: الحيل اللاشعورية].
▪ من كتاب: مبادئ التحليل النفسي
4
@Psychologybookss
انتصارات التحليل النفسي 📘
✍ بيير داكو 🌴
لا يعد داكو مجرد باحث في مجال الدراسات النفسية فحسب، بل هو طبيب ممارس متخصص في علم النفس التحليلي ، لذلك نجد أنفسنا أمام دراسة كبيرة هي حصيلة خبرته - ودراسته - طوال سنوات، بالإضافة إلى أنه كاتب يعرف كيف يقدم قضايا العلم النفسية على غير المطلع بأسلوب سهل، مستساغ يسهل فهمها. وقد شملت الدراسة عدة محاور منها:
♨️ وجهة نظر إنسانية ومسيحية من علم النفس إلي التحليل النفسي.
♨️ الاتصالات الأولي بالمحلل النفسي.
♨️ البدايات الأولي في تحليل نفسي
هذا الكتابُ هو شرحٌ طالَ انتظارُه لأفكارِ العالمِ الشهير «سيجموند فرويد»، مؤسسٍ علمِ النفسِ الحديث. يوضِّحُ الكتابُ ما قدَّمه «فرويد» من إسهامٍ ثوري، وكيف دُمجَتْ نظرياتُه في المُمارسةِ السَّريريَّةِ الطبيَّةِ الحديثة، ويَجمعُ بينَ التحليلِ العميقِ لأعمالِه الأصليةِ وبعضٍ من التفسيراتِ الأحدثِ لها
رواية «غراديفا- فانتازيا بومبية»، لمؤلفها الألماني ويلهلم جنسن (1837-1911)
دار نينوى-دمشق
ترجمة كنان وجيه الشحف
أبعاد نفسية عميقة اجتذبت عالم التحليل النفسي سيغموند فرويد، فتناولها في دراسة حملت عنوان «الهذيان والأحلام في الفن»، حيث سلط فيها الضوء على الأحلام التي تبتدعها مخيلة الكتّاب الخصبة لنسبها لشخصياتهم المختلقة في إطار الحبكة. واستخدم فرويد الرواية ليظهر للجمهور أن الكتّاب كانوا من أوائل المحللين النفسيين، إذ تنبع أعمالهم من تواصلهم المباشر مع اللاشعور.
وتعتبر «غراديفا» من أولى ركائز جنس «الأدب النفسي» الذي يركز على التكوين النفسي والدوافع والظروف، وما ينشأ عنها من سلوك ضمني يؤدي بدوره إلى سلوكيات خارجية. وعوضاً عن الاكتفاء بسرد الأحداث، يعمد هذا الجنس الأدبي إلى كشف ودراسة الدوافع المحفزة للحدث.
وقد استوحى الكاتب روايته من منحوتة حقيقية تحمل الاسم نفسه، وقد امتلك فرويد أيضاً نسخة عن المنحوتة ذاتها، حصل عليها من متحف الفاتيكان وبقيت معلقة على جدار مكتبه حتى وافته المنية.
التحليل النفسي للرجولة والأنوثة
من فرويد إلى لاكان.
للبروفيسور عدنان حب الله.
#كتب_علم_نفس 328 صفحة.
@iqra2bk3 @iqra2 @iqra2bk 📖
اشكاليات المجتمع المدني ، قراءة من منظور التحليل النفسي
مصطفى صفوان ، عدنان حي الله
تقديم أدونيس
انطلاقاً من التفاوت في الرؤيا وفي البنية بين الدين والعلم والتحليل النفسي، يأتي كتاب "إشكاليات المجتمع العربي" بشكل أضواء متفاوتة على بعض الإختلافات في الرؤى في المجتمع العربي بغية جعل التعايش ممكناً بدلاً مما هو سائد حيث أن العلم يلغي الدين أو العكس عن طريق العنف.
ما يميز هذا الكتاب أنه جاء في شكل حواري يجعل القارئ يساهم في انتقاء المواضيع حسب توارد الأفكار عن اهتمامات بالمسائل العالقة في المجتمعلا الحاضر، وقسم آخر من الكتاب كناية عن دراسات تطال مواضيع محددة عولجت من زاوية التحليل النفسي لأنه لا يستطيع أن يقول لأي ناطق: قلت كذا وكذا. فهذا الإنقسام في الخطاب يستدعي التأويل والمخرج للإتصال بالآخر، فإذا كان مغلقاً يؤدي حتماً إلى إلغاء الآخر. من هنا بدأ هذا الكتاب مدخلاً إلى الخارج أو الآخر المختلف في النظرة والتحليل والمعالجة من حيث ارتباط الذات بالتراث الديني والسياسي والإجتماعي .
يعتبر مؤلفا الكتاب أن "التحليل النفسي كما نعرف ليس ضد الدين شرط أن لا يكون منغلقاً، وهذا هو حال الإسلام في العصور الذهبية. ولكن على ما يظهر أن رجال الدين أصبحوا قوة نرجسية وسلطوية، يقفلون الباب على كل من يريد أن ينتقص من نفوذهم فاستقطبوا حق التأويل والعلم الإلهي، ووضعوا حداً لأي معرفة للاوعي. لأن اللاوعي هو من العلم الإلهي، ولا يحقَ إلا للضليعين في العلم الديني أن يدخلوه –فلذلك وفق التحليل النفسي على باب الفكر ينتظر أن يسمح له بالدخول".
قناة المكتبة العربية 📚؛ للاشتراك اضغط على الرابط التالي:
telegram.me/joinchat/AilnHjvz3HEvE8-kVPVy3w
أحد الصواريخ عن طريق الخطأ ، مما أدى إلى مقتله في عام 1930
❖ بنوك نقل الدم : أكتشف ألكسندر بوغدانوف وهو طبيب وفيلسوف روسي إمكانية تجديد شباب الإنسان من خلال نقل الدم ، وقرر أن يجرب ذلك بنفسه ، فقام بإجراء 11 عملية لنقل الدم الى نفسه ، أصيب بعدها بعدة أمراض كالملاريا والسل مما أدى إلى وفاته
كثيرون هم العلماء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل أن تعيش أفكارهم.
اسس علم النفس - عبد الستار ابراهيم
الانسان وعلم النفس - عبد الستار ابراهيم
العلاج النفسي الحديث قوة للانسان - عبد الستار ابراهيم
أشهر 50 خرافة في علم النفس
هدم الأفكار الخاطئة الشائعة حول سلوك الإنسان
حيونة الانسان - ممدوح عدوان
الانسان المقهور - مصطفى حجازي
علم النفس التطوري - ديفيد باس
مدخل الى التحليل النفسي - سيجموند فرويد
محتاجه هلكتب
سلام ومحبة
احتاج هذه المصادر لطفا
من الكائن إلى الشخص دراسة في الشخصية الواقعية محمد عزيز الحبابي
الشخصية في التحليل النفسي فيصل عباس
الكتب والمواضيع والآراء فيها لا تعبر عن رأي الموقع
تنبيه: جميع المحتويات والكتب في هذا الموقع جمعت من القنوات والمجموعات بواسطة بوتات في تطبيق تلغرام (برنامج Telegram) تلقائيا، فإذا شاهدت مادة مخالفة للعرف أو لقوانين النشر وحقوق المؤلفين فالرجاء إرسال المادة عبر هذا الإيميل حتى يحذف فورا:
alkhazanah.com@gmail.com
All contents and books on this website are collected from Telegram channels and groups by bots automatically. if you detect a post that is culturally inappropriate or violates publishing law or copyright, please send the permanent link of the post to the email below so the message will be deleted immediately:
alkhazanah.com@gmail.com