إنّ موقف نيتشه من الفلسفة وكراهيته للفلسفة التقليدية قد كانا، بعبارة حديثة، كراهية للأنطولوجيا. ليس هناك من مفكِّر -وليس هيغل، ربّما، استثناء في هذه النقطة- تصدَّى بالمعارضة وبالحماسة نفسها التي كانت لنيتشه لعقيدة الثوابت، عقيدة الخصال غير المتبدّلة للكائن، عقائد الكينونة، وما قيل في ثبوت الحقيقة والفكرة الأفلاطونيّة. إنّ تحليلاته العظيمة في هذا المجال، وخصوصًا تلك التي تتعلّق بالطور الأخير، تؤسّس على وجه الدقة تفكيكًا لهذه الأخطاء. إنّ ما يجدر بنا تعلّمه من نيتشه أكثر من أيّ مفكّر آخر، في ألمانيا، اليوم، هو أنّه من الضّروريّ اعتبارُ ما هو عابرٌ وزائل مضمونَ الحقيقة بعينه، وليس ما هو أبديّ ومستمرّ في الحياة.
- ثيودور أدورنو
من محاورة «نحن ونيتشه»
@Nietzsche1