في اعتقادي أن حركة العلم والمعرفة على اختلاف فروعها وتنوُّع صُنوفها واتساع مجالاتها لم تنشَط في تاريخ الإسلام كما نَشِطَت في القرنين: الخامس والسادس الهجري، وقد أفرَز هذا النشاط العام ما يتعذَّر إحصاؤه من العقول الذكية في كل الفنون: اللغوية، والقرآنية، والفقهية، والحديثية، والأصولية، والكلامية والفلسفية، والرياضية والفَلكية، وما شاء الله بعد ذلك.
وفي ظني أيضا أن هذه الحركة العلمية الشاملة التي أنضَجت العقول ووسَّعتِ المدارك كانت هي السبب في استيقاظ أبناء الأمة وقتئذٍ لصدِّ عدوان الأعداء واسترداد المسلوب من الأراضي، حتى شهد العالم الإسلامي من الفتوح وصدِّ الهجمات الشيءَ الكثير، ولمعَت في ذلك الأفق أسماءُ كثيرٍ من القادة العِظام أعادوا إلى أذهان الناس ذِكرى بطولات الصحابة والتابعين، فكانت تلك العصور وما والاها من أجْفَى الأزمنة وأبعدِها عن سمة التخلف والجمود، كيف لا وزماننا هذا الذي نعيشه لم يُنكَب فيه المسلمون نكبةً علمية وحضارية وعسكرية كتلك التي نحياها الآن، فأيُّ الأزمنة أولى بصفة التخلف وأيُّها أحرى بوصمةِ العار!
وإنه لا تقوم قوائم الأمم على مجرد الحماسة والهتاف وشقِّ الحناجر بالصِّيَاح، بل يُمهّد لعزتها وتمكُّنها علمٌ صحيح، وأقلامٌ ثوابت، وعقولٌ رواسخ، تمتلئ دواخلها بعلوم الإسلام، وتتشبَّع بمنهجه، ولا ينقضي عجبي من رجلٍ يصُدُّ الناس عن التعلُّم والتعليم بدعوى أن الاهتمام بأحوال المسلمين الآن أولى من العلم، وأن الانشغال بخلافات العلوم لا يَحُلُّ مشاكل المسلمين، وهذا والله من فساد النظر وضعف العقل، إذ كيف يقوم بالإسلام جاهل! وكيف تنهض حضارةٌ على أكتاف العوام وأنصاف المتعلمين.
أصحاب النظر الكليل يرون أنها حربُ شوارعَ أو معركة طارئة ينتصر فيها المُباغِت ذو العتاد والعُدَّة، والحق أنها قديمة قِدَم الحق والباطل في هذا الوجود، وكانت أولى هزائمنا فيها علمية وثقافية قبل أن تكون سياسية عسكرية.
وفي ظني أيضا أن هذه الحركة العلمية الشاملة التي أنضَجت العقول ووسَّعتِ المدارك كانت هي السبب في استيقاظ أبناء الأمة وقتئذٍ لصدِّ عدوان الأعداء واسترداد المسلوب من الأراضي، حتى شهد العالم الإسلامي من الفتوح وصدِّ الهجمات الشيءَ الكثير، ولمعَت في ذلك الأفق أسماءُ كثيرٍ من القادة العِظام أعادوا إلى أذهان الناس ذِكرى بطولات الصحابة والتابعين، فكانت تلك العصور وما والاها من أجْفَى الأزمنة وأبعدِها عن سمة التخلف والجمود، كيف لا وزماننا هذا الذي نعيشه لم يُنكَب فيه المسلمون نكبةً علمية وحضارية وعسكرية كتلك التي نحياها الآن، فأيُّ الأزمنة أولى بصفة التخلف وأيُّها أحرى بوصمةِ العار!
وإنه لا تقوم قوائم الأمم على مجرد الحماسة والهتاف وشقِّ الحناجر بالصِّيَاح، بل يُمهّد لعزتها وتمكُّنها علمٌ صحيح، وأقلامٌ ثوابت، وعقولٌ رواسخ، تمتلئ دواخلها بعلوم الإسلام، وتتشبَّع بمنهجه، ولا ينقضي عجبي من رجلٍ يصُدُّ الناس عن التعلُّم والتعليم بدعوى أن الاهتمام بأحوال المسلمين الآن أولى من العلم، وأن الانشغال بخلافات العلوم لا يَحُلُّ مشاكل المسلمين، وهذا والله من فساد النظر وضعف العقل، إذ كيف يقوم بالإسلام جاهل! وكيف تنهض حضارةٌ على أكتاف العوام وأنصاف المتعلمين.
أصحاب النظر الكليل يرون أنها حربُ شوارعَ أو معركة طارئة ينتصر فيها المُباغِت ذو العتاد والعُدَّة، والحق أنها قديمة قِدَم الحق والباطل في هذا الوجود، وكانت أولى هزائمنا فيها علمية وثقافية قبل أن تكون سياسية عسكرية.