فائدة نفيسة إن شاء الله:
_____________
ذَكر الجواليقي في شرحِ أدب الكاتب أن الناس اصطَلحوا بعد الإسلام بمدةٍ طويلة على أن يُسمُّوا العالِم بالنحو والشعر وعلوم العرب أديبا، وصاروا يُسَمُّون هذه العلوم بــ(الأدَب)، وهذا اصطلاحٌ مُولَّد؛ وعليه فاشتقاق الأدَب من شيئين:
- يجوز أن يكون من الأدَب، وهو العَجَب.
- أو من الأدْب بسكون الدال، الذي هو مصدر قولك: أدَبَ فلانٌ القومَ يأدِبُهم أدْبًا، إذا دعاهم إلى طعام.
فإذا كان من الأول الذي هو العَجَب، فكأنه الشيء الذي يُعجَب به لحُسنه؛ لأن صاحبه الرجلُ الذي يُعجَب به لفضله.
وإذا كان من الأدْب الذي هو الدعاء إلى الطعام فكأنه الشيء الذي يدعو الناس إلى المحامد والفضائل، وينهاهم عن الرذائل والقبائح.
والمتأدّب هو الذي أخَذ من الأدب بحظٍّ، والأدَب الذي كانت تعرفه العرب هو ما يَحسُن من الأخلاق وفِعل المكارم والفضائل.
وأما عِلم الأدب في لسان العلماء فهو : عِلمٌ يُحترز به عن الخَلل في فهم كلام العرب لفظا وكتابة.
وقد أنهاه الزمخشري في أول كتابه " القسطاس في العروض " إلى اثني عشر فرعا، وهي: علم متن اللغة، وعلم الأبنية( الصرف) وعلم الاشتقاق، وعلم الإعراب( النحو) وعلم المعاني، وعلم البيان، وعلم العروض، وعلم القوافي، وإنشاء النثر( صناعة الترسُّل) ، وقرْضُ الشعر، وعلم الكتابة( علم الخط أو الإملاء) ، وعلم المحاضرات ( أي المحاورات، أي ما تُحاور به صاحبك من نظم أو نثر أو حديث أو فائدة نادرة أو مثل سائر ومعرفة أيام العرب ونحو ذلك وقد يُسمَّى هذا بالتاريخ أيضا) وقد أبدل بعضهم الاشتقاق بالبديع، ونظَمها بعضهم فقال:
خُذ نظمَ آداب تضوَّع نَشرُها
فطَوى شذا المنثور حين يَضُوع
لغةٌ، وصرفٌ، واشتقاقٌ، نحوُها،
عِلم المعاني، والبيانُ، بديعُ
وعروضُ، قافيةٌ، وإنشا، نظمُها
وكتابةُ، التاريخ ليس يضيع.
وقال آخر:
صرفٌ بيانٌ معاني النحوُ قافيةٌ
شعرٌ عروضُ اشتقاقُ الخطُّ إنشاءُ
محاضراتٌ وثاني عَشرِها لغةٌ
تلك العلوم لها الآداب أسماء.
قال عبد القادر البغدادي: والذي أبدَل علم الاشتقاق بالبديع جعَل الاشتقاق داخلا في التصريف، والذي عكَس جعَل البديع داخلا في علم البيان، والمعاني والبيان والبديع هي علوم البلاغة.
_____________
ذَكر الجواليقي في شرحِ أدب الكاتب أن الناس اصطَلحوا بعد الإسلام بمدةٍ طويلة على أن يُسمُّوا العالِم بالنحو والشعر وعلوم العرب أديبا، وصاروا يُسَمُّون هذه العلوم بــ(الأدَب)، وهذا اصطلاحٌ مُولَّد؛ وعليه فاشتقاق الأدَب من شيئين:
- يجوز أن يكون من الأدَب، وهو العَجَب.
- أو من الأدْب بسكون الدال، الذي هو مصدر قولك: أدَبَ فلانٌ القومَ يأدِبُهم أدْبًا، إذا دعاهم إلى طعام.
فإذا كان من الأول الذي هو العَجَب، فكأنه الشيء الذي يُعجَب به لحُسنه؛ لأن صاحبه الرجلُ الذي يُعجَب به لفضله.
وإذا كان من الأدْب الذي هو الدعاء إلى الطعام فكأنه الشيء الذي يدعو الناس إلى المحامد والفضائل، وينهاهم عن الرذائل والقبائح.
والمتأدّب هو الذي أخَذ من الأدب بحظٍّ، والأدَب الذي كانت تعرفه العرب هو ما يَحسُن من الأخلاق وفِعل المكارم والفضائل.
وأما عِلم الأدب في لسان العلماء فهو : عِلمٌ يُحترز به عن الخَلل في فهم كلام العرب لفظا وكتابة.
وقد أنهاه الزمخشري في أول كتابه " القسطاس في العروض " إلى اثني عشر فرعا، وهي: علم متن اللغة، وعلم الأبنية( الصرف) وعلم الاشتقاق، وعلم الإعراب( النحو) وعلم المعاني، وعلم البيان، وعلم العروض، وعلم القوافي، وإنشاء النثر( صناعة الترسُّل) ، وقرْضُ الشعر، وعلم الكتابة( علم الخط أو الإملاء) ، وعلم المحاضرات ( أي المحاورات، أي ما تُحاور به صاحبك من نظم أو نثر أو حديث أو فائدة نادرة أو مثل سائر ومعرفة أيام العرب ونحو ذلك وقد يُسمَّى هذا بالتاريخ أيضا) وقد أبدل بعضهم الاشتقاق بالبديع، ونظَمها بعضهم فقال:
خُذ نظمَ آداب تضوَّع نَشرُها
فطَوى شذا المنثور حين يَضُوع
لغةٌ، وصرفٌ، واشتقاقٌ، نحوُها،
عِلم المعاني، والبيانُ، بديعُ
وعروضُ، قافيةٌ، وإنشا، نظمُها
وكتابةُ، التاريخ ليس يضيع.
وقال آخر:
صرفٌ بيانٌ معاني النحوُ قافيةٌ
شعرٌ عروضُ اشتقاقُ الخطُّ إنشاءُ
محاضراتٌ وثاني عَشرِها لغةٌ
تلك العلوم لها الآداب أسماء.
قال عبد القادر البغدادي: والذي أبدَل علم الاشتقاق بالبديع جعَل الاشتقاق داخلا في التصريف، والذي عكَس جعَل البديع داخلا في علم البيان، والمعاني والبيان والبديع هي علوم البلاغة.