قناة

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )
11.3k
عددالاعضاء
233
Links
291
Files
88
Videos
901
Photo
وصف القناة
الصوفي هو الوارث المحمدي من كل الوجوه، لا يعمل مخالف ولا خلاف الأولى، لذلك الناس لما تتكلم عن الصوفية معذورين، يظنون الصوفية هدول متصوفة كسولين، لأ، صوفي كسول ما وجد في الوجود، صوفي بخيل ما وُجد في الوجود، صوفي جبان ما وُجد في الوجود، صوفي واطي ما وُجد في الوجود ...

- العارف بالله الشيخ محمد النبهان الحلبي رضي الله عنه-
" مَنْ كَثُرَ فِكْرُهُ فِي العَواقِبِ لَمْ يَشْجُعْ".


من كلام أمير المؤمنين سيدنا عليّ - عليه السلام-
مالك واقفا، مالهم غاضبين، مالكم واقفين.

في هذا الاسم وجهان من الإعراب:

الأول: أنه حال، وهو مذهب البصريين، وقد التزموا كونه حالا في هذا التركيب.

الثاني: أنه خبر " كان " المحذوفة، وهو مذهب الكوفيين، وأجازوا" مالَك الشاتمَ " أي كنتَ الشاتم، ولم يجزه البصريون، ويرجّح مذهبهم أن الاسم في هذا التركيب لم يأت إلا نكرة كما هو شأن الحال.
Forwarded From عبد الحميد التركماني
وردني السؤال أن كتاب الهداية الأثيرية ليس من أقوى كتب الأبهري، فلماذا تستمرون في تعيينه كتابا درسيا، ولم لا تختارون كتابا آخر له أو لغيره يكون أقوى منه؟
قلت: قد سبق أن ذكرت في غير موضع أن أحد أهم الأهداف في اختيار الكتب للدرس هو تربية الطالب، وليس إعطاء المعلومة الصحيحة -وإن كانت هي أيضا مهمة جدا- هي المهمة الأولى، بل المهمة الأكثر أهمية هو تربية ذهن الطالب على الفن، وهذا يكون عندنا -نحن المتأخرون- باختيار الكتب التي درج عليها العلماء وتوارد عليها أفكارهم وتدارسوها وتناولوها بالشرح والنقد والإيراد والجواب و.... ، فقد يكون الكتاب قويا في حد ذاته، ولكن لم يسبق أن تناوله العلماء، فالطالب بدراسة ذلك الكتاب لا يستطيع التنبه لتلك المناقشات و.... في حد ذاته، ولو كان درس على شيخ أيضا، فإن الشيخ لوحده قد لا ينتبه لكثير من المباحث، وهذا بخلاف ما إذا اخترت كتابا درسيا اعتاد العلماء درسه وتناولوه فإن الطالب يجد أمامه كما هائلا من الشروح والحواشي تناولوا الكتاب من زوايا مختلفة، فهذا كله يربي ذهن الطالب.
فليس المقصود الأصلي في اختبار الكتب الدرسية هو أن يعرف الطالب القول الصواب، بل الأكثر أهمية هو أن يعرف كيف يعرف الصواب، وهذا يكون بالمناقشة والأخذ والرد والقيل والقال والاعتراض والجواب.
هذا خلاصة الكلام وأنت إذا تأملت في هذا عرفت ما لم أقله وفصلت ما أجملته إن شاء الله، فتح الله عليك وعلي أبواب الفهم.
إصدار جديد، ولعلها أول مرة يُطبع فيها الكتاب كاملا بقسميه:
الإمام الغزالي رحمه الله في بعض كتبه وهو يتكلم عن مراتب التصديق من حيث القوة والضعف ذكر منها مرتبة عجيبة جدا تدل فعلا على أن هذا الرجل في غايةٍ من الذكاء والفطنة والكياسة، فقد أورَد أن من صور التصديق والجزم بالخبر: أن يَسمع الشخص بالقول يناسب طبعه وأخلاقه فيبادر مباشرةً إلى التصديق به، لمجرد أنه موافِق لطبعه، ولم ينشأ تصديقه هذا من حُسن اعتقادٍ في قائله ولا من قرينة تشهد له، ولا من تحقيقٍ لوجوه الدلالة فيه، وإنما فقط لمناسبته لِما في طباعه.

ومع كون هذه المرتبة من أضعف مراتب التصديق وأسخفها عند التحقيق فإنك ربما ترى أن أكثر قناعات الناس واعتقاداتهم ومذاهبهم قائمة على مجرد الموافقة للطبع الشخصي فقط، ولذلك تجد الشخص الذي في طبعه زعارّة وشراسة وتهوُّر يناسبه جدا أن يتبنى الأقوال التي فيها تشديد وتضييق على المكلفين، وبصرف النظر عن مبانيها الفقهية فهو يجد في نفسه ارتياحا لها لموافقته لِما في خُلقه من الضيق حتى إنه ليأمُل ألا يكون في الباب غيرها من الأقوال والآراء، وهذا أمر خفيّ جدا في دواخل النفس قد لا ينتبه له صاحبه أصلا، وفي دفاعه عن تلك القناعات يكسوها ثوب الحق والصواب والذب عنهما وليس هنالك إلا المدافعة عن طوابع ذاته في نفس الأمر، وحتى حينما يتحوّل هذا الإنسان عن هذا المذهب إلى غيره فإنه لا يعدو أن يكون تحولا صوريا فحسب، بحيث إنك لو لاحظت طريقة التفكير والنظر والاختيار عنده في مذهبه الجديد فلن تجد بينه وبين القديم كبير اختلاف غالبا، والعكس صحيح مع صاحب الطبع الخوّار الضعيف وبضدّها تتميز الأشياء، ولذلك لا يطيق أكثر الخلق التجرّد عن هذه العوارض والعوالق البشرية في البحث عن الحق والحقيقة، وإشارة الغزالي رحمه الله تفتح مجالا عظيما من البحث النفسي في المذاهب الفكرية والفقهية والإنسانية ينطوي على كثير من الأسرار والحقائق، والله أعلم.
" قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ".

قال قاضي الأندلس الإمام المفسر ابن عطية تــ541هــ رحمه الله :

" وقُرَيش كلُّها عندي قُرْبَى، وإن كانت تَتفاضَل ".
أنا مقتنع بأن أي مكان محترم أو أي دورة أو برنامج يستطيع الإنسان أن يحصّل منه معلومة أو حتى يستفيد منه فائدة سلوكية أو يقضي هذا الوقت في شيء يشغله ويملأ وقته عن اقتراف المعاصي والانشغال بالعبث والملاهي وألعاب الهواتف- فهو شيء مفيد ودعمُه ضروري، بالذات في هذا الوقت الذي تتخطف فيه الشباب الفتن والشبهات في كل مكان للأسف، ونشدان الكمال ليس مقصودا في كل شيء ، والاختلاف سنة الله في الخلق، لا سيما أن نقاط الخلاف هي أمور تخصصية والنزاع فيها قائم وقديم من دهور، ومع ذلك فاهتمام الكثير من هذه البرامج هو في أمور عامة وتوعيات هي تقريبا متفق على معظمها عند الجميع.
وعلى المستوى النفسي فمن الخطأ أن تأتي إلى شخص بذل مجهودا كبيرا في شيء ما وتعِب وذاكَر فيه مقررات ودخل امتحانات وأحسّ من نفسه أنه تغيّر ثقافيا ولو بشكل أنت ترى أنه ليس كبيرا أو تراه خاطئا - فتأتي أنت على هذا كله دفعة واحدة، فتحقّر له مجهوده، وتسخّف عمله، وتشعره بأنه كان يعبث ويلعب ويضيّع وقته في لا شيء، هذا من شأنه أن يجعل هذا الشخص يستمسك أكثر بما كان يصنع ويعاملك بنقيض قصدك، حفظا وخوفا على مجهوده وتعبه ووقته الذي قضاه فيه ربما أكثر من اقتناعه بما درَس وقرأ، ولذلك فالتلطف في هذا الباب أفضل، لا سيما وأن أبواب الخير لم تعد كثيرة وإيصادها مطلوب ومسعيٌّ إليه ممن يزعجه بقاؤها، فالهونَ الهونَ، وربك يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم في نسائه:" أطوَلُكُنَّ يَدًا أسرَعُكُنَّ لِحاقًا بي" فكان بعض نسائه تتعرَّف الطول بالمِساحة ووضعِ اليد على اليد، حتى ذُكِر لهن أنه أراد بذلك: السَّماحة والجُود والبذل دون طول العضو.

قال الإمام الغزالي:" وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذَكر هذه اللفظة مع قرينة أفهَم بها إرادةَ الجُود بالتعبير بطول اليد عنه، فلما نُقِل اللفظ مجرَّدا عن قرينته حصَل منه الإبهام ".

ثم قرَّر قاعدة مهمة قَلَّ من يلتفت إليها فقال:

(( والناقل قد يَنقل اللفظَ كما سَمِعه ولا يَنقل القرينةَ، أو كان بحيث لا يُمكنه نقلُها، أو ظَنَّ أنه لا حاجَة إلى نقلِها وأنَّ مَن سَمِع ذلك يفهمُه كما فهمه هو لمَّا سَمِعه، وربما لا يشعر أنَّ فهمَه إنما كان بسبب القرينة فاقتصر على نقلِ اللفظ.

فبمثل هذه الأسباب بقِيَت الألفاظ مجردةً عن قرائنها فقصُرت عن التفهيم، مع أن قرينةَ معرفةِ التقديس بمجردها كافية في نفي الإيهام، وإن كانت ربما لا تكفي في تعيين المعنى المراد به، فهذه الدقائق لا بد من التنبُّه لها)) انتهى.

وهذه قاعدة نفيسة جدا في التعامل مع نصوص الصفات الإلهية تصلح لها تطبيقات كثيرة، وقد أومأ هو إلى بعض الأمثلة عليها، والغفلة عنها مظنة الزلل والوقوع في أوحال البدعة.