كثير من طلاب العلم الذين يَشكُون ضعفَ الحِفظ ليسوا بضعافِ الحفظ في الحقيقة، وإنما يدخلهم هذا الوهمُ من جهتين فيما أرى:
١ - الكسل.
٢ - أنهم لا يراعون تباين مَلكة الحفظ بين شخص وآخر، فكلما سمعوا أن فلانا يحفظ في اليوم خمسين بيتا مثلا وحاولوا ذلك ولم يستطيعوه- دخَلهم الملل، وتركوا الحفظ جملةً، وتعللوا بأنهم لا يستطيعون الحِفظ.
وبرأيي أنَّ مَن يستطيع أن يحفظ في اليوم بيتين فقط من الشعر، وسطرا واحدا فقط من النثر فهو ليس ممن لا يستطيعون الحِفظ، ولا يدخل في هذه الطائفة، ولو استمرَّ فقط على هذا القَدر فسيجد له ثمرة ونتيجة تقرُّ بها عينه.