قناة

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )
11.3k
عددالاعضاء
233
Links
291
Files
88
Videos
901
Photo
وصف القناة
الفرقُ بين المشترَك اللفظي والمعنوي أن المشترَك اللفظي لفظٌ واحد، وله معانٍ كثيرة، فالتعدُّد في المعاني، أما اللفظ فهو واحد، مثل لفظ ( العَين ) فيُطلَق على : العَين الباصرة، وعين البئر، والجاسوس ... إلخ، فوضعُ اللفظ لكل واحد من هذه المعاني متعدد في أوقات مختلفة، لا دفعة واحدة، ولذلك فهو يطلق على كل هذه المعاني على سبيل البدل.

أما المشترك المعنوي فهو القَدر المعنوي المشترَك بين عدة أفراد، يُعبِّر عنها لفظ واحد، كلفظ الإنسان مثلا الذي يشترك فيه زيد، وعمرو .. إلخ فالفرق إذن بينه وبين اللفظي: وجود علاقة معنوية في المشترك المعنوي بين إطلاقاته، دون اللفظي الذي لا توجَد علاقة بين معانيه (وهذا باختصار مخل، وإلا فهو مبحث طويل في أصول الفقه، وفيه كلام كثير).

وبناءً على ذلك اختُلِف في لفظ ( الصلاة ) فبعضهم ذهب إلى أنها مشترَك لفظي، لأنها تقال بمعنى الرحمة، إذا كانت من الله تعالى لعبده، وتطلق بمعنى الاستغفار إذا كانت من الملائكة للمؤمنين، وبمعنى الدعاء إذا كانت من العبد للعبد.

وأكثر أهل الحواشي يذكرون أن ابن هشام في " المغني " ذَهب إلى أنها من قبيل المشترك المعنوي، وأنه رَجَعها إلى معنى ( العطف) فهو المعنى الكلي الذي تشترك فيه كل هذه الإطلاقات، إلا أن العطف يختلف قدره ومرتبته باعتبار العاطف، فإذا كان المصلي هو الله عز وجل فالمعنى زيادة العطف، أي الرحمة، وكذلك إذا كان المُصلّي هم الملائكة، إلا أن عطفهم هو الاستغفار وهو طلب المغفرة، وإذا كان المصلّي هم المؤمنين فهو الدعاء.

والحق أن هذا البحث ليس لابن هشام، وإنما هو للسُّهيلي، قال في نتائج الفكر: " الصلاة كلها - وإن تُوُهِّمَ اختلافُ معانيها - راجعةٌ في المعنى والاشتقاق إلى أصل واحد، فلا تَظُنَّها لفظةَ اشتراك ولا استعارة، إنما معناها كلها الحُنُوّ والعطف، إلا أن الحُنُوَّ والعطف يكون محسوسا ومعقولا، فيُضاف إلى الله تعالى منه ما يليق بجلاله، ويُنفَى عنه ما يتقدَّس عنه .... فأخلِقْ بأن تكون الرحمة صلاةً أيضا كما تُسمَّى عطفا وحُنُوًّا ... ورحمةُ العباد: رقةٌ في القلب إذا وجدها الراحم من نفسه انعطف على المرحوم وانثنى عليه ... وكل هذه الأفعال - كانت من الله عز وجل أو من العبد - فهي متعدية بــ"على" ومخصوصة بالخير لا تخرج عنه إلى غيره، فقد رجعَت كلها إلى معنى واحد ... "

ثم قال : " فهذا غاية الكشف عن المسألة، فلا يزهدِنّك فيها طول العبارة، فقد يُدرَك هذا المعنى بأدنى إشارة، ولكنها لمَّا كانت مسألةً لم يُوجَد لأحد فيها كلام يُوصِل إلى التحقيق - أطَلْنا الكلام، رغبةً في البيان، وحِرصًا على الإفهام ".
ذَكر بعض العارفين أنَّ مَن فاتَه شيوخُ التربية ولم يجتمع بهم قامت له كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مقام ذلك.

- البرهان اللقاني-
شيل بقى اسم حسام عبد العزيز وحُط مكانه اسلام البحيري مش هتلاقي فرق مؤثر، طبعا مش المقصود خصوص حسام ولا إسلام، الفكرة نفسها في طريقة التعاطي مع فقه الأئمة وفي كيفية التعامل معه، هما طريقان نتيجتهما واحدة، يختلف القصد ربما، الغاية المرادة مختلفة ربما، لكن النتيجة واحدة.. وبالنسبة لاعترافه بسعة علم الأئمة الأربعة فأحب أقول له: شكرا على المعلومة، لو ما اعترفش لهم بسعة العلم مش عارف كنا هنعمل ايه في الورطة الفظيعة دي .
هناك أمر مهم يجب التنبيه إليه، وهو أن الأحكام النظرية كثيرا ما تأتي مخالفة للجانب التطبيقي الذي يجري فيه المرء مرتاحا مع الكم الكبير من المخزون الثقافي لديه والذي يشكّل شخصيته وميوله وأفكاره دون أن يكون مستحضرا بشكل ظاهر للمرجعيات النظرية لهذا التطبيق، هو هنا في التطبيق ينساب مع المعطيات والحالة الفكرية الحقيقية الراسخة عنده ويذوب فيها وينشأ عنه من خلالها ما يُعبّر فعلا عن مذهبه ونظره وكيفيات تعاطيه مع العلوم والمعارف، أما النظري فهو مجال التجمُّل وميدان المثالية التي تَطيح كثيرا أمام التطبيق، فلا يقال بعد هذا كيف يكون فلان قائلا بمقالات فلان وهو قد ردَّ عليه في فيديو أو في مقالة، هذا ليس مهما كثيرا، لأن فلانا الرادّ عند ذهوله عن النظريات ونزوله إلى ميدان التعاطي والتطبيق وجدنا أنه قائل بمضمون ما عابه على خصمه، فلا فرق بينهم في تلك الجزئية المعينة، فالمقصود الأهمّ هو مدى التطابق بين النظري والعملي، وإلا يبقى كلاما فقط لا يعجز عنه أحد، هذا طبعا كله بعد التسليم بأن هذه الأمور النظرية صحيحة في نفسها، وإلا فالنزاع قد يجري فيها أو في بعضها.
هناك نوع مشهور من المغالطات المنطقية يقع فيه كثير من الناس عند مناقشة المسائل، وهي مغالطة " الحَيد عن الموضوع " أو " تجاهل المطلوب " في هذه المغالطة يتعمد الشخص أن يُدخلك في أمور كثيرة فرعية لا علاقة لها بما تتكلم فيه، ويحاول أن يشتّت ذهنك عن الموضوع الأصلي، وفي نفس الوقت يتجاهل هو تماما البرهنة والتدليل الصحيح السليم عما كان يتكلم فيه.
هو نوع من المغالطات يُعجب الجمهور من الناس، لأنه يفتح أنظارهم على معلومات جديدة مثلا، أو تفريعات مثيرة ومسلّية، يدخلهم في حالة الفيلم السينمائي كثير التفاصيل.

وفي الوقت نفسه غالبا ما تُساق هذه المعلومات بشكل عشوائي غير مرتب وغير صحيح ، فقط بهدف المشاغبة والتشويش على الموضوع الأصلي، وبهدف المصادرة على كلام المعارض وعدم إعطاء المجال له بنقض الفكرة الأصلية أو مناقشتها، فيفتح موضوعات كثيرة، ويتعرض لمسائل منثورة غير مترابطة ولا متعلقة بما كان يتحدث فيه، فيدخل الناس في التعليقات، ويشتمون فلانا، ويسخرون منه، ويذكرون مواقف قديمة معه بحسب روايتهم هم لها، ويتكلم هذا، وذاك، ويضيع الموضوع الأصلي كله في وسط هذا الركام بلا نتيجة ولا حصيلة .
وكل هذا لمجرد صرف أنظار الناس عن خطئه الأول بالتشنيع على خصمه في أمور قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة، وبتسليم أنها مثلا صحيحة وأن خصمه هذا من أحط الناس ومن أكثرهم جهلا، فهل هذا يعني أن ما قرره أولا وكان النقاش بشأنه، هل يعني أنه صحيح وكان مصيبا فيه!!.

وبتسليم أن صاحبنا أتقى الناس وأكثرهم طهرا فهل هذا بمجرده يبيح له أن يتكلم بكل هذه الثقة المفرطة فيما لا يعلم ولا يعطي لنفسه أية مساحة للتراجع وإعادة النظر!
مثال تطبيقي لمغالطة " الحَيد"
حظرني الفيس بوك ٣٠ يوما بسبب هذا المنشور، ولا أدري لمَ!
ينبغي للمسلم أن تكون غيرته على أئمة الدين وعلماء الملة أشد من غيرته على شخص عزيز عليه يحبه بل ينبغي أن تكون أشد من غيرته على نفسه، ولا يصح أن يُحصر الدفاع عن حملة الشريعة في فئة خاصة، ولا ينبغي أيضا تصوير المسألة على أنها خناقة بين شخصين، هذا كله تسطيح للقضية لا يليق أن يذهب إليه ذو غيرة، لأن هؤلاء الأئمة هم نقلة الدين وحفظة الشريعة، وإذا كان الحق لا يعرف بالرجال فإن الرجال هم نقلة الحق، ولولا أن الله تعالى هيأهم لتحمُّل العلم والتحامي عنه والذود عن طريقه لمَا عرف أحد منا الحق الذي يظن أنه هو الحق، ثم الوصول إلى ما يعتقده هذا الشخص حقا لا يستطيع أن يدعي أنه وصل إليه بنفسه من دون أن يوافقه فيه أحد من هؤلاء الرجال وإلا كان داعيا على نفسه بالشذوz الذي يرمي به غيره، فمركزية اتباع العلماء المتبوعين هو شيء من أوصاف المسلم صحيح الإسلام، ولا ينبغي أن يُخدع عن ذلك بدعوات الحداثة والانعتاق من ربقة التقليد ونحو ذلك من الكلام الفضفاض الذي يلتقون فيه كثيرا مع أدبيات السلفية المعاصرة.
العجيب أن معظم هؤلاء الإسلاميين الذين يصدعون رؤوسنا بالحريات هم أكثر الناس ضيقا بالخلاف أصلا، وأضيق الناس عطنا، وأشد الناس مصادرة على من يخالفهم، في مشكلة حسام عبد العزيز دي جاءني على صفحتي ريبورتات مالهاش عدد لحد ما اتقفلت ولا أتمكن من النشر شهرا كاملا، كل هذا عشان بس ذكرت أنه أخطأ في منشور، فجاء جيشه الجرار واشتغل بلاغات على الصفحة لغاية ما اتقفلت، تخيل بقى العالَم دي لو بتحكم بلد مثلا أو ماسك منصب في مكان فيه مخالفين وخصوم ومعارضين وناس بتكتب ضده في الجرايد وعلى القنوات كان هيعمل ايه فيهم إذا كان هو لم يتحمل منشور ضده على الفيس بوك وهو مصدع دماغنا كل يوم بالاستبداديين والطواغيت .. عشان كدا بقولك ميدان التطبيق أحيانا كتيرة بيكون مختلف تماما عن التنظيرات السهلة التي لا يعجز عنها أحد.