العلوم - كما ذَكر غير واحد من العلماء - ليس فيها عِلمٌ ضارّ، أو عديمُ المنفعة، بل هي نافعة كلها من حيث هي، سواء كانت المنفعة الحاصلة منها منفعة دينية متعلّقةً بأمر الآخرة، أو منفعة دنيوية متعلقة بأمر المعاش، أو منفعةَ تحصيلِ الكمال الإنساني.
والأوهام الداخلة على بعض الناس في اعتقادهم ضررَ بعض العلوم أو عدمَ نفعها لها أسباب كثيرة، وكل هذه الأسباب ترجع إلى عدم اعتبار الشروط المأخوذة في العلم والعلماء.
فبعضُ الناس يريد مثلا من الفقيه، أو المتكلم، أو النحوي أن يُوجِد حلولا لمشاكل الاقتصاد، أو أن يخترع لِقاحًا لبعض الأمراض، ثم يستدلّ بعجزِ الفقيه، والمتكلم، والنحوي عن ذلك، على فساد علمه، وعلى ضررِه وعدم منفعته، وأنه سببُ تأخُّرِ الأمة، ونحو ذلك من الكلام المكرور، مع أنَّ من المقرّر عادةً وعُرفا وواقعًا أنّ كل علم من العلوم له حدٌّ لا يُجاوزه، وناموس لا يتعدّاه، ووظيفةٌ مُعيّنة لا يتخطّاها، على أن علم الطب نفسه مثلا لا يعالج كل الأمراض قاطبة، وكم مرّ على البشرية من أنواع الأوبئة والأمراض التي أهلكَتِ الزرعَ والضرعَ، وقتلَتْ من البشر ما لا يحصيهم إلا الله، ثم انتهَت ورفعَها الله تعالى، ولم يَصلِ الأطباء لعلاجٍ لها، بل هذا الوباء الذي تعاني منه البشرية الآن لم يصلِ المتخصصون إلى علاج له، في الوقت الذي كان يُظَنّ فيه أن العلوم التجريبية وصَلَت إلى أقصى المدى من التقدم والعبقرية.
فثبَت إذن أن من وجوه الغلَط في الحكم على بعض العلوم بقلة المنفعة: أن يُظَنّ بها فوق غايتها.
- ومن وجوه الغَلط أيضا : أن يُظَنّ بالعلم فوق مرتبته في الشَّرف، كالفقيه الذي يعتقد أن علم الفقه هو أشرف العلوم على الإطلاق، مع أن علم التوحيد فوقه في الشرف، بل هو أصل العلوم، وهو العلم الأعلى، كما قرَّره الغزالي في المستصفى.
- ومن هذه الأسباب أيضا أن المتعلم يقصد بالعلم غير غايته، كمن يتعلّم العلوم الشرعية واللغوية، أو العلوم التجريبية، بغرضِ الجاه والمنصب، فإن حَصل له مقصوده استخدَم العلم في غير غرضه الموضوع له، وكان لعنةً ووبالا عليه، وإن لم يحصل له قصده تذمَّر وتغضَّب، وادّعى عدم منفعة ما تعلمه من العلوم، والحق أن العلوم ليس الغرض منها الاكتساب وتحصيل الجاه، بل تكميل النفس الإنسانية بالاطلاع على الحقائق، وتهذيب الأخلاق.
وبِتَلَبُّسِ الكثيرين بهذه الأوهام تَظهر الحاجة المعرفية الضرورية إلى ما يُسمّيه التراثيّون : " المبادئ العشرة " ولكي يَسلَم المرء من الدخول في هذه المسالك المُضِلّة للأفهام لابد له من أن يتعرّف على تلك المبادئ العشرة لكل علم يريد أن يتعلمه، حتى يتعرف على غايته، وغرضه، ومنتهى شرفه، وغير ذلك، فيشرع فيه على بصيرة، ولا يكون كالمجنون الذي يريد أن يَسمع بعينيه، ويُبصِر بأذنيه.
والأوهام الداخلة على بعض الناس في اعتقادهم ضررَ بعض العلوم أو عدمَ نفعها لها أسباب كثيرة، وكل هذه الأسباب ترجع إلى عدم اعتبار الشروط المأخوذة في العلم والعلماء.
فبعضُ الناس يريد مثلا من الفقيه، أو المتكلم، أو النحوي أن يُوجِد حلولا لمشاكل الاقتصاد، أو أن يخترع لِقاحًا لبعض الأمراض، ثم يستدلّ بعجزِ الفقيه، والمتكلم، والنحوي عن ذلك، على فساد علمه، وعلى ضررِه وعدم منفعته، وأنه سببُ تأخُّرِ الأمة، ونحو ذلك من الكلام المكرور، مع أنَّ من المقرّر عادةً وعُرفا وواقعًا أنّ كل علم من العلوم له حدٌّ لا يُجاوزه، وناموس لا يتعدّاه، ووظيفةٌ مُعيّنة لا يتخطّاها، على أن علم الطب نفسه مثلا لا يعالج كل الأمراض قاطبة، وكم مرّ على البشرية من أنواع الأوبئة والأمراض التي أهلكَتِ الزرعَ والضرعَ، وقتلَتْ من البشر ما لا يحصيهم إلا الله، ثم انتهَت ورفعَها الله تعالى، ولم يَصلِ الأطباء لعلاجٍ لها، بل هذا الوباء الذي تعاني منه البشرية الآن لم يصلِ المتخصصون إلى علاج له، في الوقت الذي كان يُظَنّ فيه أن العلوم التجريبية وصَلَت إلى أقصى المدى من التقدم والعبقرية.
فثبَت إذن أن من وجوه الغلَط في الحكم على بعض العلوم بقلة المنفعة: أن يُظَنّ بها فوق غايتها.
- ومن وجوه الغَلط أيضا : أن يُظَنّ بالعلم فوق مرتبته في الشَّرف، كالفقيه الذي يعتقد أن علم الفقه هو أشرف العلوم على الإطلاق، مع أن علم التوحيد فوقه في الشرف، بل هو أصل العلوم، وهو العلم الأعلى، كما قرَّره الغزالي في المستصفى.
- ومن هذه الأسباب أيضا أن المتعلم يقصد بالعلم غير غايته، كمن يتعلّم العلوم الشرعية واللغوية، أو العلوم التجريبية، بغرضِ الجاه والمنصب، فإن حَصل له مقصوده استخدَم العلم في غير غرضه الموضوع له، وكان لعنةً ووبالا عليه، وإن لم يحصل له قصده تذمَّر وتغضَّب، وادّعى عدم منفعة ما تعلمه من العلوم، والحق أن العلوم ليس الغرض منها الاكتساب وتحصيل الجاه، بل تكميل النفس الإنسانية بالاطلاع على الحقائق، وتهذيب الأخلاق.
وبِتَلَبُّسِ الكثيرين بهذه الأوهام تَظهر الحاجة المعرفية الضرورية إلى ما يُسمّيه التراثيّون : " المبادئ العشرة " ولكي يَسلَم المرء من الدخول في هذه المسالك المُضِلّة للأفهام لابد له من أن يتعرّف على تلك المبادئ العشرة لكل علم يريد أن يتعلمه، حتى يتعرف على غايته، وغرضه، ومنتهى شرفه، وغير ذلك، فيشرع فيه على بصيرة، ولا يكون كالمجنون الذي يريد أن يَسمع بعينيه، ويُبصِر بأذنيه.