من العجائب والعجائب جَمّة قول كثير من الوهابية إن التصوف هو طريق إلى التشيع الرافضي، وهذا والله فيه من الظلم والبغي والإجحاف ما فيه، وفي ظني أن الذي جرَّهم إلى هذا القول هو الحساسية المفرطة تجاه كل من يَذكر مناقب آل البيت رضي الله عنهم ويتعلق بمآثرهم الشريفة ويمدح أعلامهم العِظام، فيسارعون إلى غمزه ولمزه بالتشيع إن تصريحا أو تلميحا، وقد جرى معي هذا أكثر من مرة، ولا غرو، ففي كثير من القوم نصبٌ خفيّ تحدثتُ عن أماراته سابقا، ويكفي في رد هذا الوهم أن هناك بعض سلاسل طرق الصوفية تنتهي إلى سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه ومنها الطريقة النقشبندية وهي إحدى كبريات الطرق الصوفية في العالَم قديما وحديثا، وأيضا فإن ثمة عداءً تراثيا أصلا بين الشيعة الرافضة والصوفية، حتى كَتب الملا صدرا كتابه :" كسر أصنام الجاهلية " يرد فيه على الصوفية ويخرجهم من دائرة أهل العرفان، نعم في الشيعة متصوفة، ولكن التصوف الشيعي غير التصوف السني ولا واحد منهما سبيل إلى الآخر ولا لازم له.
في تعريف الحرف ثلاثة مذاهب:
- ما لا يدل على معنى في نفسه بل في غيره، وهو التعريف المشهور وهو قول الجمهور.
- أنه يدل على معنى في نفسه وفي غيره، وهو قول الشيخ بهاء الدين ابن النحاس.
- أنه لا يدل على معنى في نفسه ولا في غيره أصلا، وهو رأي السيد الشريف الجرجاني، وله كتب الرسالة الحرفية المشهورة.
وسأعود إن شاء الله لتفصيل هذه الأقوال.