قناة

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )
11.3k
عددالاعضاء
233
Links
291
Files
88
Videos
901
Photo
وصف القناة
Forwarded From كتب المعقولات
ما الذي ينبغي لمحصل علم الكلام النظر فيه من الكتب؟

قال الجلال الدواني تـ٩٠٨هـ:

وأما الکتب النفیسة فکثیرة لکنها مهجورة! وعندي: أن الاشتغال بـ «محصل الکلام» للإمام فخر الدین الرازي، و«نقد المحصل» للعلامة الطوسي؛ أنفع من الاشتغال بالطوالع وشروحها، ولکن الدهر یخفض ویرفع، ویعلي ویضع! والألیق بحالهم -بارك الله في أعمارهم- أن لا یشتغلوا ببعض حواشینا کالقدیمة وغیرها!
قاعدة سد الذرائع من الأصول المظلومة في الفهم عند كثير من الناس، ففضلًا عن أن هذه القاعدة لا يختص بها المذهب المالكي، بل توجد في جميع المذاهب، وإن اشتهر بها مذهب مالك لِتبنِّيه إياها وتعويله عليها في كثير من الأمور - فإن جمهرة كبيرة من عامة المتديّنين وأبناء التيار الإسلامي يفهمها فهمًا مغلوطا أدّى به إلى أقوال وفتاوى في غاية الغرابة مع الأسف.
وذلك لأنهم يظنون أن كل ما قد يؤدي إلى مُحرَّم فهو مُحرّم مثله، هكذا بإطلاق وضربة لازب، ولا شك أن إجراء القاعدة بهذا التعميم يُوصل إلى مخاطر عظيمة ليست من دين في شيء، ولو فُهمت هكذا بإطلاق ودون قيود وضوابط واعتبارات لترتّب عليها كوارث ومصائب يبرأ منها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، إذ يلزم على ذلك مثلا أن نخصي الرجال، لأن عدم الإخصاء قد يؤدي إلى الزنا، ويلزم ألا تكون منازل الناس بعضها بجوار بعض، لأن ذلك قد يؤدي إلى أن يزني أحدهم بامرأة الآخر، ويلزم ألا يُقبّل الرجل بنته ولا يُسلّم عليها أبوها ولا أخوها بيده لأن ذلك قد يؤدي إلى أن يشتهيها ويزني بها، وغير ذلك من الأمور العجيبة الناشئة عن عدم ملاحظة ضوابط هذه القاعدة التي اضطلع العلماء رحمهم الله بتقييدها وبيانها.

من ذلك مثلا قول الإمام القرافي رحمه الله: "

الذرائع ثلاثة أقسام:

قِسم أجمعَت الأمة على منعِه وحسمِه، كحفر الآبار في طرق المسلمين، فإنه وسيلة إلى إهلاكهم، وكذلك إلقاء السُّمّ في أطعمتهم، وكذلك سَبّ الأصنام عند من يُعلَم من حاله أنه يسبُّ الله تعالى عند سَبّها.

وقِسم أجمعت الأمة على عدم منعه، وأنه ذريعة لا تُسَدّ، ووسيلة لا تُحسَم، مثل المنع من زراعة العنب خشيةَ الخمر، فإنه لم يقل به أحد، وكالمنع من المجاورة في البيوت خشية الزنا.

وقِسم اختلف فيه العلماء هل يُسدّ أم لا ؟ كبيوع الآجال عندنا، كمن باع سلعة بعشرة دراهم إلى شهر ثم اشتراها بخمسة قبل الشهر، فمالك يقول: إنه أخرج من يده خمسة الآن وأخذ عشرة آخر الشهر، فهذه وسيلة لسلف خمسة بعشرة إلى آجل، توسلا بإظهار صورة البيع لذلك" انتهى

وكذلك يلحق بالقسم الثاني المتفق على عدم منعه ما كانت المفسدة بواسطته نادرة جدا، أو لا تكاد تحدث، أو كان فيه مصلحة واضحة لفاعله، مثل موضوع البنطال هذا، فإن فيه مصالح كثيرة مثل ممارسة الزوج حقه في الاستمتاع بالنظر إلى مفاتن زوجته، بل هذا من أعظم مقاصد الزواج أصلا، ومثل تلبية حاجة المرأة في استمتاعها بالزينة الحلال وغير ذلك من الأمور التي يعرفها الأزواج، وكونه وسيلة إلى التبرج خارج المنزل فهذا شيء قليل الوقوع جدا ولا يُعوّل عليه أصلا، وبمثل هذه الفتاوى كم خُربت بيوت، وتجرأ نساء على أزواج وحُرموا بسبب ذلك من متعة الله الحلال، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ا
ا
الشيخ العلامة ملّا خليل الإسعرديّ من أشهر علماء الأكراد في القرن الثاني عشر الهجري، وله كتب وتآليف كثيرة، وكان يسلك في بعضها منهج الإصلاح والتعديل على المتون المتقدمة، وقد تكلمتُ سابقا عن هذا المسلك عند بعض العلماء منهم وضربتُ مثالا بالعلامة ابن كمال باشا الحنفي، وحاصل هذه الطريقة أنهم بدلَ أن يؤلفوا متونا جديدة في بعض العلوم كانوا يأتون إلى المتون المعتمدة في التدريس فيغيّرون عباراتها المنتقَدة ومسائلها المعترَض عليها بما هو الأصح والراجح عندهم ويُبقون الباقي على حاله، فهذه المؤلفات تمثّل لونا خاصا من ألوان التأليف فيه رائحة المتن ورائحة الشرح معًا، وبالرغم من أن هذه التعديلات لم تحُلّ محلّ أصولها في الاعتماد الدراسي المنهجي فإن فيها من الفوائد والتنبيهات الرائعة ما قد لا يوجد في كثير من الشروح، خصوصا إذا كان فاعل ذلك علامة مثل الإسعردي؛ ومما أعلمه من تعديلاته: إصلاح متن إيساغوجي، والرسالة السمرقندية، والرسالة الوضعية، وله متن دقيق جدا في النحو اسمه: الكافية الكبرى، وشرَحه في مجلدين بشرحٍ نفيس فيه دقائق وفوائد عزيزة وأسماه: القاموس الثاني، وقد أهدانيه مع كتب أخرى أحد إخواني الأفاضل من تركيا، جزاه الله خيرا، وهذا الكتاب الموضوع أمامكم في الصورة مما حصلتُ عليه والحمد لله من معرض الكتاب هذه السنة :
عندما كنتُ أحفَظ متن الجَزَرية وأنا صغير كنتُ أضجَ
وإتقان الفصل بين الضاد والظاء: واجب. ومعرفة مخرجيهما مما لا بد منه للقارئ، فإن أكثر العجم لا يفرّقون بين الحرفين، وإن فرَّقوا ففرقًا غير صواب، وبينهما بون بعيد؛ فإن مخرج الضاد من أصل حافة اللسان، وما يليها من الأضراس من يمين اللسان أو يساره، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أضبَط يعمل بكلتا يديه، وكان يُخرج الضاد من جانبي لسانه، وهي أحد الأحرف الشجرية أخت الجيم والشين، وأما الظاء فمخرجها من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا، وهي أحد الأحرف الذَّوْلَقية أخت الذال والثاء.

ولو استوى الحرفان لَمَا ثبتت في هذه الكلمة قراءتان اثنتان واختلاف بين جبلين من جبال العلم والقراءة ( يقصد قراءة " وما هو على الغيب بضنين/ بظنين، الأولى قرأ بها أبي بن كعب والثانية عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما)، ، ولَمَا اختلف المعنى والاشتقاق والتركيب.

فإن قلت: فإنْ وضَع المصلي أحدَ الحرفين مكان صاحبه. قلتُ: هو كواضع الذال مكان الجيم، والثاء مكان الشين، لأن التفاوت بين الضاد والظاء كالتفاوت بين أخواتهما.

_ الزمخشري رحمه الله-
المنازل الحديثة منغلقة.. تحاكي الانغلاق على الذات والانسلاخ من الواقع الذي أصبح ميزة الإنسان المعاصر.. تتداخل غرفة النوم مع المرافق الصحية، والأخيرة تتداخل مع الحمام والحمام يتداخل مع المطبخ ومع غرفة الضيوف.. الخ.. كل شيء شائك تماما مثل الحالة النفسية التي يعاني منها الإنسان الحديث..
أما المنازل القديمة، فقد كانت تحوي مساحات مفتوحة إلى الفضاء مناسبة للتأمل.. وقد كانت تصاميمها مراعية لخصوصية المرأة المسلمة المحتجبة عن الناس بحيث تكون الحيطان الخارجية عالية ومساحة الاستجمام والحديقة في وسط البيت لتتمكن المرأة من التصرف بحرية..
المبيت ليلة واحدة في منزل شرقي قديم يوازي المبيت شهرا في تلك القلاع الإسمنتية الشبيهة بالسجون..

الصورة لبيت دمشقي

- يحيى عبد الكريم-
ما قادَك شيء مِثل الوهم ..

فطغيانُ الأسباب وتكاثُف الحُجب يُورثان الغفلة عن شهود وحدانية الفاعل المؤثّر سبحانه وانفراده بالإيجاد والإعدام والصرف والتدبير في هذا الكون، فيصبح المرء ويمسي وتتعاقب عليك الأيام وهو متوهم أن في الناس من ينفع بذاته وأن منهم من يضرّ، وأن ذكاءه ونبوغه بهما استحقَّ الصعود والنجاح، وأن غناه إنما كان بسعيه الحثيث ودأبه الدائم، ولا يزال يغرق في الأسباب ويتطاول عليه سور الحجاب حتى تُفصح الحقيقة عن أنّ في ذاته قارونا صغيرا قد لا يلتفت هو إليه، فإن الوهم صفة قارونية:" قال إنما أوتيته على علم عندي ".
كتاب المُصنَّف لابن أبي شَيبة أجمَعُ كتابٍ أُلِّف في أحاديث الأحكام على أبواب الفقه، سَرَد في كل بابٍ منه ما ورَد فيه من مرفوع موصول، ومرسَل مقطوع وموقوف، وقولِ تابعيّ، وأقوالِ سائر أهل العلم في المسألة التي يُعانيها، فيسهل بذلك على القارئ أن يَحكُم على تلك المسألة أنها إجماعية أو خلافية.

- الشيخ الكوثري -
آخر طبعات الكتاب بعد تحقيقين سابقَين، وفيها عليهما استدراكات كثيرة، موجود في صالة 4 b20
علم الفقه علم دقيق المسالك عميق الأبحاث، تتشعب فيه الأنظار وتتباين الملكات، وهو على الحقيقة علم الأئمة المجتهدين كما يقول ساجقلي زاده رحمه الله، ومن الظن الفاسد عند كثير من الطلبة تأخيرُ الاشتغال به إلى الفراغ التام من علوم الآلات، ظنا منهم أنه سهلٌ وأنه مجرد فروع تُحفظ أو فتاوى تُنقل وحسْب، وهو أصعب العلوم وأعسرها أصلا، لتجدد الحوادث الكثيرة التي لا يحيط بأفرادها ما ورد من النصوص والآثار، فإن النصوص متناهية، والجدائد غير متناهية، فيحتاج حينئذ إلى ذهن نقّاد وعقل وقّاد وقريحة نافذة لتصحيح الأقيسة وحملِ النظير على النظير وإدراك الفروق بين المتشابهات ونحو ذلك من الأمور الصعبة التي لا تكاد توجد إلا في الواحد بعد الواحد من المشتغلين به.

بل حتى مجيء مقررات بعض المذاهب على خلاف ما تفيده ظواهر النصوص في السنة يحتاج إلى علوم خادمة للفقه، كمصطلح الحديث، والرجال والعلل، لتظهر عِلّيَّة تركِ العمل بها في المذهب الفلاني.

والجمود على العمل بالمذهب مع الذهول عن النكتة في عدم العمل بالحديث الوارد بخلافه هو تقصير بلا شك لا ينبغي للمحصّل أن يقع فيه، وهنا تظهر لذة هذا العلم جلية واضحة في معرفة المسالك والاطلاع على المخبوء من القواعد في مصنفات الأئمة.

ولذلك لما صنّف ابن أبي شيبة كتاب" المصنف " ذكر فيه 125 مسألة جاء فيها رأي الإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه على خلاف الحديث، ثم كان أن انتهض العلامة الكوثري رحمه الله فكتب كتاب " النُكت الطريفة في التحدث عن ردود ابن أبي شيبة على أبي حنيفة " يذكر فيه الأسباب العلمية التي حمَلت الحنفية على ترك العمل بهذه الآثار، وقد استعرضها حديثا حديثا وعلّق على كل واحد منها بما يكفي، وكان مما أشار إليه أن هذا الأمر لا تختص به الحنفية أصلا، فإن في كل مذهب من المذاهب الأربعة عددا من المسائل جاءت على خلاف الحديث في الظاهر، ولها توجيهات عند الأئمة ومسالك وشروط معينة في قبول الأخبار، فلا ينبغي أن يقال لواحد منهم إنه أخطأ لأنه لم يأخذ بالحديث هكذا ضربة لازب، وكل هذا مما يبين صعوبة هذا العلم ودقّة أبحاثه التي لا تُحصر في كتب الفروع المدرسية.