قناة

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )
11.3k
عددالاعضاء
233
Links
291
Files
88
Videos
901
Photo
وصف القناة
نقل نفيس جدا:

______________

"فائدة في الكلام على الكرابيسي:
هو حُسين بن علي الكَرَابِيسِيّ، وهو رجل عظيم الشأن، من تلامذة الشافعي، معاصر لأحمد، وشيخ للبخاري، ومنه تعلَّمَ البخاري قوله" لفظي بالقرآن مخلوق " ثم إن الناس اختلفوا فيه، ولا أعرف فيه شيئا إلا أن أحمد لم يكن راضيا عنه، لأنه ورَّى في مسألة خلق القرآن، ولم يختَر في التعبير ما اختاره الإمام أحمد.

وتلك سُنَّة قد جرَت من قبل، وهي أن من يقاسي المصائب، ويتحمّل المشاقَّ للدين، تُجلَب قلوب الناس إليه، ويَنزِل له القبول في الأرض، ويصير ذا وجاهة ومكانة بين الناس، فمدحُه مَدْح، وقدحُه قَدح، كما ترى اليوم أيضا، فلما تكلم أحمد في تلك المسألة وصُبَّت عليه المصائب التي عَلِمَها العوام والخواص، فصَبَر عليها- وُضِع له القَبول في الأرض، فكلُّ من جَرح فيه أحمد صار مجروحا عندهم، ومَن وثَّقه صار عندهم ثقة، وهذا هو السر في خموله، وإلا فلا ريب في كونه رجلا عظيم القدر نبيه الشأن".

العلامة المُحدّث الكبير أنور شاه الكشميري رحمه الله تــ١٩٣٣م
"وقد رأيتُ عِدّة نُسَخ لــ"الفِقه الأكبر" فوجدتُّها كلها متغايرة، وهكذا كتاب " العالم والمتعلم " و" الوسِيطَين الصغير والكبير" وكلها منسوبة إلى الإمام أبي حنيفة، لكن الصواب أنها ليست له".

العلامة المحدّث الكبير أنور شاه الكشميري تـ١٩٣٣م
" وأثبَتُ شيء في عقائد الإمام أبي حنيفة وصاحبيه: عقيدة الطحاوي ".

العلامة المحدّث الكبير أنور شاه الكشميري تـ١٩٣٣م
رُبَّ راغبٍ عن كلمة غيرُه متهالكٌ عليها، وزاهدٍ عن نُكتةٍ غيرُه مشعوفٌ بها، يُنضِي الركابَ إليها.

- ياقوت الحموي تــ626هـ
من الكلمات الجميلة في حق الإمام محمد بن الحسن رضي الله عنه قول الإمام الشافعي: كان محمد يَملأ العينَ والقلب.

فسَّره العلامة الكشميري بأنه كان يملأ العين لأنه كان وضيئا جميلا وسيما ذا هيئة، ويملأ القلب، أي من العِلم والذكاء والحُجّة.

وذكَر أنَّ مَن لم يكن فقيها من أهل الحديث فإنه كان لا يعرف قدر محمد بن الحسن، ولذلك لم تُنقَل عن هؤلاء كلمات التبجيل في شأنه، ووجه ذلك أنه أوَّل مَن جَرَّد الفقه من الحديث، وكانت شاكلة التصنيف قبله ذِكر الآثار والفقه مختلطا، فلما خالف دأبهم طعنوا عليه في ذلك، مع أنه لم يبقَ الآن أحد من أهل المذاهب الأربعة إلا وقد فعل فِعله وسار سيرته.
قال الحافظ السخاوي رحمه الله: سُئل الحافظ ابن حجر عما ذكَره النسائي في الضعفاء والمتروكين عن أبي حنيفة رضي الله عنه: إنه ليس بِقَوِيٍّ في الحديث وهو كثير الغلط والخطأ على قلة روايته.

فأجاب بقوله:

" النسائي من أئمة الحديث، والذي قاله إنما هو بحسب ما ظهر له وأدَّاه إليه اجتهاده، وليس كل أحد يؤخذ بجميع قوله، وقد وافَق النسائي على مطلق القول في الإمام جماعةٌ من المُحدّثين، واستوعَب الخطيبُ في ترجمته من "تاريخه" أقوالَهم، وفيها ما يُقبَل وما يُرَدّ، وقد اعتذر عن الإمام بأنه كان لا يُحدّث إلا بما حفظه منذ سمعه إلى أن أدّاه، فلهذا قَلَّتِ الروايةُ عنه، وصارت روايته قليلة بالنسبة لذلك، وإلا فهو في نفس الأمر كثير الرواية.

((( وفي الجملة تركُ الخوض في مثل هذا أولى؛ فإن الإمام وأمثاله ممن جاوَزوا القنطرة، فما صار يُؤثِّر في أحدٍ منهم قولُ أحد، بل هم في الدرجة التي رفعَهم الله إليها من كونهم متبوعين مُقتدَى بهم، فلْيُعتَمَدْ هذا )))

انتهى كلام الحافظ ابن حجر.
نقَل الحافظ ابن رجب رحمه الله عن الواقدي في " المَغازي": أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطَى صفوان بن أمية يوم حُنين واديًا عظيما مملوءا إبِلًا وغنمًا.

فقال صفوان: أشهد ما طابت بهذا إلا نفسُ نبيٍّ.

قال الحافظ: فكان صلى الله عليه وسلم يُؤْثِر على نفسِه وأهله وأولادِه، فيعطِي عطاءً يعجز عنه الملوك مثل كِسرى وقيصر، ويعيش هو في نفسه عيشَ الفقراء، فيأتي عليه الشهر والشهران ولا يُوقَد في بيته نار، وربما ربَط الحَجر على بطنه من الجوع، وكان قد أتاه سَبْيٌ مرةً فشَكَت إليه فاطمة رضي الله عنها ما تلقَى من خدمة البيت، وطلبَت منه خادما يكفيها مؤونةَ البيت، فأمَرها أن تستعين بالتسبيح والتكبير والتحميد، وقال لها:" لا أُعطِيك وأدَعُ أهل الصُّفّة تُطَوى بطونُهم من الجوع".

صلى الله عليه وسلم.
العلامة المُحدّث الكبير أنور شاه الكشميري ت١٩٣٣م:
العَجب ممن ينكر الدسّ على بعض العلماء، مع شكواهم هم من ذلك في حياتهم مرارا، ولا أدري كيف ينكره رأسا وقد وقع في كلام سيد الخَلق صلى الله عليه وسلم، فادّعى عليه الآثمون أحاديث ونسبوها إليه، وإن اضطلع أهل الصناعة رضي الله عنهم بكشفها وبيان زيفها فكذلك كشف أهل التخصص ما ادُعي على بعض مشاهير الأعلام، ومن قديمٍ وهم يبيّنون ذلك، والقرائن شاهدة بوجوده، ولكن المبغِض له غرامٌ باتباع الظنون العاجلة وتحكيم الأهواء الفاسدة.
"ومما مَنَّ الله تبارك وتعالى به عليَّ:

صبري على الحسدة والأعداء، لِما دسُّوا في كتبي كلاماً يخالف ظاهر الشريعة، وصاروا يستفتون عليَّ زوراً وبهتاناً، ومكاتبتهم فيَّ لِبابِ السلطان، ونحو ذلك.

اعلم يا أخي أن أول ابتلاء وقع لي في مصر من نحو هذا النوع، أنني لما حججْتُ سنة سبع وأربعين وتسعمائة، زَوَّر عليَّ جماعة مسألة فيها خرق لإِجماع الأئمة الأربعة، وهو أنني أفتيتُ بعض الناس بتقديم الصلاة عن وقتها إِذا كان وراء العبد حاجة، قالوا: وشاع ذلك في الحج، وأرسل بعض الأعداء مكاتبات بذلك إِلى مصر من الجبل، فلما وصلتُ إلى مصر، حصل في مِصْرَ رَجٍّ عظيم، حتى وصل ذلك إِلى إِقليم الغربية والشرقية والصعيد وأكابر الدولة بمصر، فحصل لأصحابي غاية الضرر، فما رجعتُ إِلى مصر إِلا وأجد غالب الناس ينظر إِليَّ شزراً، فقلت: ما بال الناس؟ فأخبروني بالمكاتبات التي جاءتهم من مكة، فلا يَعلم عددَ من اغتابني، ولاث بعرضي إِلا الله عز وجل.

ثم إِني لما صنفت كتاب "البحر المورود في المواثيق والعهود". وكتب عليه علماء المذاهب الأربعة بمصر، وتسارع الناس لكتابته، فكتبوا منه نحو أربعين نسخة، غار من ذلك الحسدةُ، فاحتالوا على بعض المغفلين من أصحابي، واستعاروا منه نسخته، وكتبوا لهم منها بعض كراريس، ودسوا فيها عقائد زائغة ومسائل خارقة لإِجماع المسلمين، وحكايات وسخريات عن جحا، وابن الراوندي، وسبكوا ذلك في غضون الكتاب في مواضع كثيرة، حتى كأنهم المؤلف، ثم أخذوا تلك الكراريس، وأرسلوها إِلى سوق الكتبِيِّين في يوم السوق، وهو مجمع طلبة العلم، فنظروا في تلك الكراريس، ورأوا اسمي عليها، فاشتراها من لا يخشى الله تعالى، ثم دار بها على علماء جامع الأزهر، ممن كان كتب على الكتاب ومن لم يكتب، فأوقع ذلك فتنة كبيرة، ومكث الناس يلوثون بي في المساجد والأسواق وبيوت الأمراء نحو سنة، وأنا لا أشعر.

وانتصر لي الشيخ ناصر الدين اللقاني، وشيخ الإِسلام الحنبلي، والشيخ شهاب الدين ابن الجلبي، كل ذلك وأنا لا أشعر، فأرسل لي شخص من المحبين بالجامع الأزهر، وأخبرَني الخبرَ فأرسلت نسختي التي عليها خطوط العلماء، فنظروا فيها، فلم يجدوا فيها شيئاً مما دسه هؤلاء الحسدة، فسَبُّوا من فعل ذلك، وهو معروف.

وأعرفُ بعض جماعة من المتهوِّرين، يعتقدون فيَّ السوء إِلى وقتي هذا، وهذا بناءً على ما سمعوه أولاً من أُولئك الحسدة، ثم إِن بعض الحسدة، جمع تلك المسائل التي دُسَّت في تلك الكراريس وجعلها عنده، وصار كلما سمع أحداً يكرهني، يقول له: إِن عندي بعض مسائل تتعلق بفلان، فإِن احتجت إِلى شيء منها أطلعتك عليه، ثم صار يعطي بعض المسائل لحاسد بعد حاسد إِلى وقتي هذا، ويستفتون عليَّ وأنا لا أشعر، فلما شعرتُ، أرسلت لجميع علماء الأزهر أنني أنا المقصود بهذه الأسئلة، وهي مفتراة عليَّ، فامتنع العلماء من الكتابة عليها.

- الإمام الشعراني-