قناة

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )
11.3k
عددالاعضاء
233
Links
291
Files
88
Videos
901
Photo
وصف القناة
معلوم أنَّ الكلام في تربية الأولاد صار له الآن مجالات واختصاصات حديثة في كليات التربية وكليات عِلم النفس، وظهرت الآن وسائل ونظريات وطُرق كثيرة في التربية قد تكون أنسَب للطفل في هذا العصر، ولكن مع كل هذا ما زلتُ أجد في تجارب أسلافنا رضي الله عنهم وفي نصائحهم في هذا المجال - ما لا تجد مثله في نظريات المعاصرين، وهم كانوا يَستمِدُّون كلامهم من الهدي النبوي الشريف وأفعال السلف الصالحين، ولا يُغفِلون في نصائحهم أيضا ما كان عليه العَرب في تنشئة الصبيان وغَذْوِهم لبانَ الرجوليّة من الصِّغَر.
والكتب التراثية في هذا المجال كثيرة، ومن أفضَلِها هذه الرسالة الجميلة، وهي من تأليف الشيخ الإمام شيخ الإسلام وشيخ الجامع الأزهر العلامة المُحقّق شمس الدين محمد الأنبابي المصري القاهري المتوفَّى سنة ١٣١٣ هــ، وهو نافع إن شاء الله في هذا الباب.

تنبيه:

الرياضة في كلام الشيخ بمعنى الترويض والتأديب.

http://archive.org/download/waq121130/163_121130-14.pdf
فائدة:

أحصى العلامة الصبّان في حاشيته على الملّوي صُور التصور فبلغَت سبع عشرة صورة.
كُلُّ صَدّاحٍ عَلَى الأيْكِ ِيُحَيِّيِهِ حَبِيبُ!
وَأنَا بَينَ الوَرَى في هَذِهِ الدُّنيَا غَرِيبُ
لَيْتَهَا يَا بُلبُل يَوْماً لِنَجْوَايَ تُجِيبُ!
ذَهَبَ العُمرُ .. وَمَالِي مِنْ لَيَالِيها نَصِيبُ!.
الطاهر ابن عاشور رحمه الله:
المَلّا:

هو من الألقاب العِلمية عند العجم، وهو خاصٌّ بطالب العلم الشريف، وهو بمعنى: الأستاذ، أو الشيخ.
ونقل الآلوسي عن الشيخ مصطفى الحَمَويّ في كتابه " فوائد الارتحال ونتائج السَّفَر في أخبار القرن الحادي عشر " أنَّ أصله: " مَن لا يَجهل " ثم حُذفت صلةُ الاسم الموصول على سبيل التخفيف لكثرة الاستعمال، أو اعتمادا على عِلم السامع، وهو جائز عند سيبويه، ثم أُدغِمت النون في اللام، وهذا هو سببُ نطقِه بتشديد اللام عند الخاصة والعامة، ويَظهر منه وجهُ كتابةِ بعضهم إياه بنونٍ متصلة باللام " مَنْلَا " وعلى هذا التخريج لا يسوغ تعريفُه بالألف واللام.

- وقيل: أصله " مَلَّاء" صيغة مبالغة من الإملاء، وتَسقط الهمزة تخفيفا، واستظهره الآلوسي.

- وقيل : هو مُحرَّف عن " مَوْلَى " واستبعده الآلوسي جدا.

ومهما يكن من شيء فالأصحّ نُطقُه بفتحِ الميم، كما يَفعل الأكراد، وأما نُطقُه بضم الميم فبعضهم ذهب إلى أنه خطأ، وأنه لا وجه له، ولا يُلتفت إليه، وبعضهم صحّحه، وقد أفاض الآلوسي في تفسير هذا اللقب وإيضاح معناه في آخر " نشوة المدام في العودة إلى دار السلام ".

وصدرَت هذه الرسالة من حوالي سنتين في الكلام حول هذا اللقب:
مسألة:
___________

الألفاظ إما أن تكون موضوعة بإزاء الحقائق الخارجية، على قول بعض العلماء، أو بإزاء الصور الذهنية، على قول البعض الآخر، ومنهم الإمام الرازي.
مثلا الواضع عندما وضَع لفظَ " شجرة " هل لاحَظ الحقيقة الخارجية الموجودة في الخارج ثم وضع لها هذا اللفظ، أم أنه تصوَّر المعنى في ذهنه أوّلًا ثم وضَع له اللفظ!!

والفرق بينهما أن الأول لابد فيه من المطابقة بين الموضوع والموضوع له، والثاني لا يلزم فيه ذلك، واحتجَّ الإمام الرازي بأن الإنسان إذا رأى شَبَحًا من بعيد وظنَّه حَجَرًا فإنه يضع له لفظَ الحجَر، فإذا اقترَب منه وظنَّه شجرة أطلَق عليه لفظَ الشجرة، فإذا اقترَب منه وظنَّه فرَسًا أطلَق عليه لفظَ الفرَس، فإذا تحقَّق له أنه إنسان أطلَق عليه لفظَ إنسان، فظهر بهذا أن إطلاق اللفظ دائر مع المعاني الذهنية لا الخارجية، و هذا الدوران دليل على أن الوضع للمعنى الذهني لا الخارجي.

ولكن أجابوا بأن هذا الدوران مع المعنى الذهني لاعتقاد أنها في الخارج كذلك، لا لمجرد اختلافها في الذهن.

وهذه المسألة يتفرع عليها بعض المسائل النحوية، فضلا عن الأصولية.

فمثلا: كون الاستثناء من النفي إثباتا، أو كونه من الإثبات نفيا - مبني على أن وضعَ الألفاظ إنما هو بإزاء المعاني الخارجية، فإذا قلتَ " جاءني القوم إلا زيدا " فمدلوله وقوعُ النسبة الخارجية بين ( القوم ) الخارجي و (المجيء) الخارجي، وقد أُخْرِج زيد عن هذا الحكم، وهو الثبوت الخارجي، فيلزم عدم مجيء زيد البتّةَ، لأنه لا واسطة بين مجيء زيد وعدم مجيئه في الخارج.

أما إن قلنا إنها موضوعة بإزاء المعاني الذهنية فلا يلزم خروج المستثنى عن الحكم في الخارج، لأن مدلوله هو الصورة الذهنية، وهي إيقاع النسبة الذهنية بين ( القوم ) الذهني و (المجيء) الذهني، وقد أُخْرِج زيد عن هذا الحكم الذهني، فلا دلالة في اللفظ على أن للمستثنى حُكما مخالِفا لحكم الصدر، لأنه يجوز أن يرتفع الإيقاع أصلا، بل عدم مجيء زيد إنما يكون بحكم البراءة الأصلية، وهو عدم الدلالة على الثبوت، لا بسبب دلالة اللفظ على الثبوت، هكذا يؤخذ من كلام الشيخ ياسين الحِمصي، مع بعض الإيضاح والزيادة، والله أعلم.
" فإِنَّهُ رُوِيَ أَنَّ تَعْلِيمَ الصِّغَارِ لِكِتَابِ اللهِ يُطْفِئُ غَضَبَ اللهِ ".

_ رسالة ابن أبي زيد القيرواني _
فطالِع كتاب ذم الغرور من كتاب إحياء علوم الدين للشيخ الغزالي حتى يحيط عقلك بمجامع تلبيس إبليس.


- الإمام الرازي رحمه الله-
«كان علماؤنا يُفْزِعهم جدًّا العصاباتُ التي تُزهِّد الناس في علوم الإسلام والمسلمين، ليس هذا فحسب بل يأتون إلى كتابٍ هو مصدرٌ من مصادر المعرفة الإسلامية ويهاجمون مؤلِّفه، طبعًا الهجوم على مؤلِّفه لن يضركم أنتم، وإنما سيضر الجيل الذي هو أصغر منكم؛ لأنه سينشأ على تجهيل هؤلاء العلماء الكرام».

د. محمد أبو موسى مخاطبًا طلابه في درس الجامع الأزهر الشريف.
قال مالك بن دينار رضي الله عنه: " كفى المرءَ شَرّا أن لا يكون صالحا وهو يقع في الصالحين".

وقال ابن المبارك رضي الله عنه: " من استخَفّ بالعلماء ذهبَت آخرته".

وقال ابن الأذرعي: " الوقيعة في أهل العلم ولا سيما أكابرهم من كبائر الذنوب".

وهذا لأنهم الناقلون للشرع الشريف، والحافظون للدين، والأُمَناء على الوحي، والوارثون لعلوم الرسول صلى الله عليه وسلم، والطعن فيهم طعن فيما نقلوه، وإسقاطهم استخفافٌ بالعلم وإهدار للشرع، ولا يفهمنّ أحد أن هذا كهنوت وتقديس وقولٌ بالعصمة إلى آخر هذه الإسطوانة المملّة، فإن مخالفة العالم الفلاني ما دامت بعلم وإنصاف وأدبٍ وصحةِ نظر فإنها غير ممنوعة، وهي مع ذلك لا تقتضي إسقاطه ولا الطعن فيه، ومن لا يفهم هذا فلا ينبغي أن يُخاطَب أصلا، وواللهِ أنا أخجل من التذكير بمثل هذه الأمور البديهية لا أقول عند طلبة العلم بل عند أهل العقول، وما زال شرَهُ الوقوع في الأكابر مستمرا، فالشاطبي صحفي، وأبو حنيفة كافر، والنووي جهمي ومرتد، والطبري عنده عجمة، وكتب التفاسير كلها غير صحيحة، وكلام المفسرين بعيد عن مراد الله عز وجل، وسيولٌ من السخافة والفهاهة وقلة الدين وانعدام الأدب، ومن يتهاون مع هؤلاء أو يحسّنهم للناس فهو إما جاهل مثلهم، أو مخادع وخائن لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ولأئمة المسلمين وعامّتهم.