قناة

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )
11.3k
عددالاعضاء
233
Links
291
Files
88
Videos
901
Photo
وصف القناة
الكلام والله في الجناب المحمدي شديد الخطورة، وينبغي أن يتحرز المرء في اختيار تعابيره فيه جيدا، وقد أفتى مالك رضي الله عنه فيمن قال " إن تربة المدينة رديئة" أن يُضرب أسواطا، وقال: ما أحوَجه إلى ضربِ عُنقه! أرضٌ دُفن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عنها رديئة! وكثير والله مما يتساهل فيه الناس في كلامهم عن هذا الجناب الأقدس حُكمه التعزير عند المالكية ويُخشى على صاحبه سوء العاقبة، وهذا الأستاذ ينكر مجموعة تامة من الأحاديث الصحيحة والحسنة والضعيفة ويجعلها كلها في رتبة واحدة من الضعف أو الوضع، متغافلا عن مسالك العلماء فيها، وخالطا خلطا منكرا بين ما تُشترط فيه الصحة وبين ما لا يُشترط فيه ذلك، ومتغافلا عن مقام الفضائل والمناقب الذي يُتسع فيه، ومتغافلا عن الأمور المشهورة عند أصحاب السيَر، مع أن الإمام الجليل تقي الدين السبكي وغيره رحمهم الله قالوا: إن الأمور التي ينفردُ بها أهلُ السِّيرِ إذا اشتهرت وعُرفت في بعض الأوقاتِ تكونُ أقوى من الحديثِ الذي ينفرد به ثقةٌ، فكيف وهم لم ينفردوا بهذه المناقب، بل هي مسطورة في المجامع والمسانيد، وغاية الأستاذ أن يصل إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم مجرد واحد من الناس نزل عليه وحي واجتهد في تبليغه، وكفى، ولا زيادة على هذا المقدار، وهو ظن فاسد لا يغني عنه من الله شيئا، والإسلام كله يشهد ببطلانه، وهي لوثة أعجمية مستوردة من المستشرقين أخزاهم الله، وكتبتُ فيها بعض منشورات سابقا، والتقحّم في هذه الأمور بلا علم - خطير، وإرسال الكلام على عواهنه لا يُعجز عنه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
القرآن لا يتهاون أبدًا في تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم، وتبجيله، وتوقيره، لدرجةٍ خارجة عن حد التصوُّر الطبيعي.

النبي صلى الله عليه وسلم كان يُحِبّ العَسل، وكان من عادته صلى الله عليه وسلم أنه يصلي العصر، ثم يمرُّ على زوجاته رضي الله عنهن، وبالليل يبيت عند صاحبة الليلة، وقد لاحظَتْ السيدة عائشة رضي الله عنها أنه يتأخَّر عند زينب بنت جحش رضي الله عنها أكثر من غيرها، ثم عَلِمَت أنها تَسقيه عسلا، فاتفقَت مع السيدة حفصة أنه إذا دخل عليهما أخبرَتاه بأنه كأنه أكل مغافير( نوع من الصمغ رائحته غير طيبة ) من باب غيرة النساء، حتى تجعلاه لا يتأخر عند زينب، فلما دخل عليهما قالتا له: كأنك أكلتَ مغافير، فقال: بل سقَتْني زينب عسلا، فلما زار زينب وأرادَت أن تحضر له العسل امتنع عنه النبي صلى الله عليه وسلم ونوى ألا يأكله، فنزلت سورة التحريم.

ومع أن هذا موقف عادي جدا، ويحدُث في آلاف البيوت بشكل متكرر إلا أن القرآن الكريم لا يسمح أبدا أن يُمارَس مثل هذا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل عاتب السيدة عائشة وحفصة رضي الله عنهما عتابا شديدا غليظا، وجعلهما خَصما مقابلا لله، وجبريل، وسائر الملائكة، وصالحي المؤمنين، إن هما لم يتوبا من هذا الموقف، فقال : " إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ۖ وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ الله هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ " تخيل!! الله عزوجل وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير في طرَف، وعائشة وحفصة في طرَف، لأجل موقف عابر بسيط غير محسوب العواقب.

فهذه الصرامة وذاك الحزم في هذا الخطاب الإلهي المتعلق بحفظ الجناب النبوي ينبئك عن جلال الخطب، ورهبة هذه الذات المحمدية الشريفة، وأنها شديدة الخصوصية، وبالغة التَجِلّة، لدرجة أن يتحرك جبريل ويخرق حُجُب السموات، ويتنزل بقرآن يُتلَى إلى يوم القيامة في شأنٍ نعدُّه نحن غير خطير، ( شربة عسل ) فما بالك بمن يحادد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرفض أمره ونهيه، ويعترض عليه !!

يقول الزمخشري: " والملائكة" على تكاثُر عددِهم، وامتلاء السموات من جموعهم "بعد ذلك" بعد نُصرة الله وناموسه وصالحي المؤمنين "ظهير" فَوجٌ مُظاهِر له، كأنه يد واحدة على من يُعاديه، فمَا يبلغ تظاهُرُ امرأتين على مَن هؤلاء ظُهَراؤه؟".
كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم، فقال الناس كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله"

يعني لما مات سيدنا إبراهيم ابن الرسول صلى الله عليه و سلم و كان من شدة فرحه به يطوف على أصحابه ينظرونه قال الناس كسفت الشمس لموته

فَلَو كان إدعاؤه للنبوة صلى الله عليه و سلم غير صحيح - و حاشاه - لوسعه أن يسكت. يعني هو لم يقل أصلا أنها كسفت لموت ابنه بل هم قالوا ذلك و هي صدفة عجيبة جدا بحيث الأقرب للناظر أن يعتقدها معجزة

طيب لوسعه صلى الله عليه و سلك -في شدة حزنه- ألا يهتم بالتبيين ، فقط لا يهتم
لكنه يترك الأحزان و يهتم بأن يُبين للناس أن لا، ليس هذا الكسوف لموت ابنه و لا يحدث هذا لأحد
إذ همه صلى الله عليه و سلم أن يبلغ الدين للناس
فأي أحمق بعد ذلك يكذبه صلى الله عليه و سلم؟


د شريف شفيق
نقطة نظام:
__________

اتهام مَن لا يحتفل بالمولد النبوي الشريف أو مَن لا يرى مشروعيته بأنه يُبغِض النبي صلى الله عليه وسلم، أو يتعمد جفاءه- لا يصح، وهو اتهام يتضمن التكفير، لأن بُغض النبي صلى الله عليه وسلم كُفر، والتساهل في هذا القول خطَرٌ عظيم لا ينبغي للمسلم أن يُقدِم عليه، فالأوجَب أن يكون تقرير الأمور بعيدا عن هذه الاتهامات التي لا تليق بالمسلمين المنتمين إلى دين واحد ورسول واحد صلى الله عليه وسلم.

وفي الوقت نفسه وفي نفس السياق : اتهام مَن يحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم بأنه إنما يحتفل بيوم وفاته لا يقلّ كذبا وزورا وبهتانا عن القول السابق؛ لأن الفرح بموته صلى الله عليه وسلم وخلاء الدنيا منه - فسوقٌ وكفرٌ ومروق من الدين، ولا يوجد مسلم في الدنيا يتعمد هذا أو ينوي هذه النية الخبيثة، وقد فرّقْنا سابقا بين هذا وبين اتفاق يومي المولد والوفاة، فهو مجرد اتفاق تاريخي لا أكثر، قال الإمام السيوطي رحمه الله: "
"إن ولادته صلى الله عليه وآله وسلم أعظم النعم، ووفاته أعظم المصائب لنا، والشريعة حثَّت على إظهار شكر النعم، والصبر والسكون عند المصائب، وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة، وهي إظهار شكر وفرح بالمولود، ولم يأمر عند الموت بذبح عقيقة، بل نهى عن النياحة وإظهار الجزع، فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وآله وسلم دون إظهار الحزن فيه بوفاته ". اهـ.

- ما هو هذا الاحتفال الذي تقصده ؟!

- هو الاجتماع على تلاوة شيء من القرآن الكريم وقراءة طرَف من السيرة النبوية، وسماع بعض المدائح والإنشاد الديني بصوت جميل يرقّق القلب ويُنشط الروح ويذكّر بالحبيب صلى الله عليه وسلم، وإكرام الحاضرين ببعض الطعام والحلوى، ولا فيه اختلاط رجال بنساء، ولا صياح ولا رقص ولا زمر، ومن وجدته يفعل هذا فهو مبتدع ويفعل فعلا محرّما ولا يجوز الحضور معه، ومع ذلك فليس فعله هذا يعود على أصل الاحتفال بالمنع ؛ لأن الاحتفال يمكن شرعا وعقلا وعادةً تحقُّقه مع الخلوّ من هذه المنكرات.

- ما دلائل جواز الاحتفال بالمولد النبوي؟

- مش موضوعنا، دي مسألة أخرى، ولو انت شايف انه لا يجوز ، عادي انت حر، ولو شايف انه يجوز عادي برضو، هي مسألة خلافية بين العلماء، وهي من مسائل الفقه الصغيرة، دا هو آخرها ولا ينبغي أن تأخذ من تفكيرك ووقتك أكثر من قدرها.
وعلى المسلم أن يتقي الله سبحانه وتعالى ولا يرمي إخوانه بما يوهم التكفير في هذه المسائل الظنية، والتي هي أمرها يسير وقريب ولا تستحق كل هذه المعارك والملاسنات التي مَلَلْنا منها.
"ما رأيْتُ شيئًا أحسنَ من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كأنَّ الشمسَ تَجري في وجهِهِ".

- سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه-
من برَكة الله على المؤمن أنه وإن كان مستغرقا في المعاصي أسيرا للشهوات فهو في كل وقت يجد وخزةً في ضميره وألما في روحه يدلان على حياة قلبه، وفي كل حين تناديه فطرته السليمة بالإقلاع والتوبة والإنابة، وإذا كان مطيعا قائما بالصالحات تحدّثه نفسه بالزيادة في الخيرات، حتى إنه يأمل أن لو كان عمره وماله يتسع للمزيد ليعمل الكثير من البرّ، وهذا معنى ما جاء في الأثر " نية المرء خير من عمله".
نسأل الله أن يغفر لنا ويتوب علينا.
ترتيب كتب علم الكلام يصح أن يكون مستنبطا من ترتيب سورة الأنعام بحسب كلام الشيخ زرّوق، رحمه الله:
نص كلام ابن العربي المالكي رحمه الله:
من عجائب الدنيا:
____________

ذكَر ابن جني رحمه الله في " مختصر التذكرة" بسنده إلى الأصمعي عن بعض شيوخه قال: قيل لي بالشام : هل لك أن تنظر إلى العَجب ؟!
قال: فذهبتُ فإذا سبعةُ رجال في نسَقٍ، رأيتُ جَدًّا وسِتّةً مِن وَلده وولَد وَلدِه، وإذا الجَدُّ السابع أشَبُّ من ابن الابن السابع، فسألتُ عن أمرهم، فقيل لي: كان للجدِّ السابع امرأةٌ مُوافِقة، وللابن السابع امرأة سليطة.

فعلا، المرأة الطوع بتطوّل العمر. 😅
في الحديث أن السيدة فاطمة رضي الله عنها جَاءَتْ بِكسْرَةِ خُبْزٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لها:
مَا هَذِهِ ؟!

قَالَت: قُرْصٌ خبزتُه من شعير، فَلمْ تَطِبْ نَفْسِي حَتَّى أَتَيْتُكَ بِهَذهِ الْكِسْرَةِ.

فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ أَوَّلُ طَعَامٍ يدَخُل فَمَ أَبِيكِ مُنْذُ ثَلاثَةِ أَيَّام.

وَأَكَّدَتْ زُهْدَهُ فِيهَا ضَرُورَتُهُ
إِنَّ الضَرُورَةَ لاَ تَعْدُو عَلى العِصَمِ.