الحقيقة لا أستطيع أفهم سبب تحمس أصحابنا السلفيين -لا أسقط الله لهم راية- في نفي أن يكون التفويض هو المقرر في مذهب الحنابلة؟
ما علاقتكم أنتم بالحنابلة؟ وما سبب هذا الحماس؟ يا أحبة أنتم لا تنتسبون للقوم، ولا تلتزمون مذهبهم الفقهي حتى؛ فما لكم وما لعقيدتهم؟
وسأسلم لكم -جدلًا- أن الأمر كما تقولون، وسأقر لكم -تنزلًا- أن التفويض قول شاذ لدى الحنابلة؛ فهل ستكون عقيدة الحنابلة حينئذ مطابقة لعقيدتكم تمامًا؟ وأنه ليس لدى الحنابلة أقوال هي على خلاف ما هو مقرر في مذهبكم؟
لذا، دعوني أسألكم هذا السؤال: هل تعرفون ما هو مذهب الحنابلة في صفة الكلام وما يتفرع منها؟
المقرر في مذهب القوم -وهذا لا يستطيع أحد أن ينكره مهما فعل- هو:
[أن الكلام صفة ذاتية قديمة، وأن الله لم يزل متكلمًا، وأن القرآن الكريم كلام الله، وهو قديم، غير مخلوق ولا محدث ولا حادث، مع إثبات الحرف والصوت، وأن التلاوة هي المتلو، والقراءة هي المقروء، والكتابة هي المكتوب].
وهذا المعتقد، أو بعض فقراته، قرره معظم أئمة الحنابلة، كأبي عبد الله ابن منده الأصبهاني (تـ395)، وابن حامد البغدادي (تـ403)، وأبي الفضل التميمي البغدادي (تـ410)، والشريف ابن أبي موسى الهاشمي (تـ428)، وإمام المذهب بلا مدافع: القاضي أبي يعلى الفراء البغدادي (تـ458)، وطلابه؛ كأبي علي ابن البناء البغدادي (تـ471)، وأبي الفرج الشيرازي (تـ486)، وأبي الخطاب الكلوذاني (تـ510)، وابن عقيل البغدادي (تـ513)، وأبي الحسين ابن أبي يعلى (تـ526)، بالإضافة إلى: أبي الحسن ابن الزاغوني (تـ527)، وشرف الإسلام الشيرازي (تـ536)، والقاضي أبي يعلى الصغير (تـ560)، والشيخ العارف أبي محمد الجيلاني (تـ561)، وأبي الفرج ابن الجوزي (تـ597)، وموفق الدين ابن قدامة (تـ620)، بل كتب في تقريره أربعة كتب، بالإضافة إلى: ابن حمدان الحراني (تـ695)، ونجم الدين الطوفي (تـ716)، وشيخ الإسلام ابن تيمية (تـ728) في أول أمره كما في "اللامية"، وأبي بكر الرحبي (تـ749)، وابن عبد الهادي الصغير (تـ909)، وابن عطوة النجدي (تـ948)، وابن بلبان الدمشقي (تـ1083)، والسفاريني (تـ1188) في منظومته، وابن سلوم النجدي (تـ1246)، والشطي (تـ1274)، وشارح "اللامية".
فإن قال أحدكم: إن هؤلاء لا يمثلون الحنابلة، فسأقول له: ومن سيمثل للحنابلة إذًا إن لم يكن هؤلاء هم الممثلين للحنابلة؟!
فإن قال أحدكم: هذا قول شاذ في المذهب الحنبلي، فسأقول له: وعلى أي أساس جعلته من الأقوال الشاذة؟ ألأجل مخالفة شيخ الإسلام ابن تيمية (تـ728) له فيما بعد؟ ألا تعلم أن القاضي أبا يعلى الصغير (تـ560) ذكر أن أصحابه الحنابلة لا يختلفون في أن الكلام صفة ذاتية؟ وأنت تعلم أن مذهبك ليس على هذا القول.
اعلم -يا صاحبي- أن المذاهب لا تحرر بالعواطف والأذواق والأماني والمواقف الشخصية، بل تحرر كما هي لدى أهلها.
ما علاقتكم أنتم بالحنابلة؟ وما سبب هذا الحماس؟ يا أحبة أنتم لا تنتسبون للقوم، ولا تلتزمون مذهبهم الفقهي حتى؛ فما لكم وما لعقيدتهم؟
وسأسلم لكم -جدلًا- أن الأمر كما تقولون، وسأقر لكم -تنزلًا- أن التفويض قول شاذ لدى الحنابلة؛ فهل ستكون عقيدة الحنابلة حينئذ مطابقة لعقيدتكم تمامًا؟ وأنه ليس لدى الحنابلة أقوال هي على خلاف ما هو مقرر في مذهبكم؟
لذا، دعوني أسألكم هذا السؤال: هل تعرفون ما هو مذهب الحنابلة في صفة الكلام وما يتفرع منها؟
المقرر في مذهب القوم -وهذا لا يستطيع أحد أن ينكره مهما فعل- هو:
[أن الكلام صفة ذاتية قديمة، وأن الله لم يزل متكلمًا، وأن القرآن الكريم كلام الله، وهو قديم، غير مخلوق ولا محدث ولا حادث، مع إثبات الحرف والصوت، وأن التلاوة هي المتلو، والقراءة هي المقروء، والكتابة هي المكتوب].
وهذا المعتقد، أو بعض فقراته، قرره معظم أئمة الحنابلة، كأبي عبد الله ابن منده الأصبهاني (تـ395)، وابن حامد البغدادي (تـ403)، وأبي الفضل التميمي البغدادي (تـ410)، والشريف ابن أبي موسى الهاشمي (تـ428)، وإمام المذهب بلا مدافع: القاضي أبي يعلى الفراء البغدادي (تـ458)، وطلابه؛ كأبي علي ابن البناء البغدادي (تـ471)، وأبي الفرج الشيرازي (تـ486)، وأبي الخطاب الكلوذاني (تـ510)، وابن عقيل البغدادي (تـ513)، وأبي الحسين ابن أبي يعلى (تـ526)، بالإضافة إلى: أبي الحسن ابن الزاغوني (تـ527)، وشرف الإسلام الشيرازي (تـ536)، والقاضي أبي يعلى الصغير (تـ560)، والشيخ العارف أبي محمد الجيلاني (تـ561)، وأبي الفرج ابن الجوزي (تـ597)، وموفق الدين ابن قدامة (تـ620)، بل كتب في تقريره أربعة كتب، بالإضافة إلى: ابن حمدان الحراني (تـ695)، ونجم الدين الطوفي (تـ716)، وشيخ الإسلام ابن تيمية (تـ728) في أول أمره كما في "اللامية"، وأبي بكر الرحبي (تـ749)، وابن عبد الهادي الصغير (تـ909)، وابن عطوة النجدي (تـ948)، وابن بلبان الدمشقي (تـ1083)، والسفاريني (تـ1188) في منظومته، وابن سلوم النجدي (تـ1246)، والشطي (تـ1274)، وشارح "اللامية".
فإن قال أحدكم: إن هؤلاء لا يمثلون الحنابلة، فسأقول له: ومن سيمثل للحنابلة إذًا إن لم يكن هؤلاء هم الممثلين للحنابلة؟!
فإن قال أحدكم: هذا قول شاذ في المذهب الحنبلي، فسأقول له: وعلى أي أساس جعلته من الأقوال الشاذة؟ ألأجل مخالفة شيخ الإسلام ابن تيمية (تـ728) له فيما بعد؟ ألا تعلم أن القاضي أبا يعلى الصغير (تـ560) ذكر أن أصحابه الحنابلة لا يختلفون في أن الكلام صفة ذاتية؟ وأنت تعلم أن مذهبك ليس على هذا القول.
اعلم -يا صاحبي- أن المذاهب لا تحرر بالعواطف والأذواق والأماني والمواقف الشخصية، بل تحرر كما هي لدى أهلها.