قناة

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )
11.3k
عددالاعضاء
233
Links
291
Files
88
Videos
901
Photo
وصف القناة
كان من عادة شيوخ المدارس العلمية النظامية في الدولة العثمانية - سقَى الله أيامها - أنهم كانوا يطوفون بالليل وفي أوقات الراحة على الطلاب في غُرَفهم خُفيةً؛ ليروا كيف يفعلون، وهل يجتهدون في التحصيل أو لا!.

ومما حكاه العلامة طاشكبري زاده رحمه الله في " الشقائق النعمانية" أن المولى جمال الدين الأقسرائي - شارح التلخيص للقزويني- نظر يومًا في حُجرات الطلبة خفيةً، فرأى المولى حسن باشا الأسود متكئًا ينظر في الكتاب، ونظر إلى المولى الفناري فرآه جاثيًا على ركبتيه، يطالع الكتب ويكتب الحواشي عليها، فقال في حق الأول: إنه لا يبلغ درجة الفضل، وقال في حق الثاني إنه سيحصّل الفضل ويكون له شأن في العلم، وكان كما قال"اهـ.

قلتُ: لو نظَر الآن إلى حال الطلبة في الليل أو في أوقات الراحة لوجد الهواتف والإنترنت، ولوجَد الكتب مُلقاة جانبا يعلوها الغبار، ومع ذلك يأمُل الواحد منهم أن يُطاوِل هذه القِمم، ويصوّب لهم ويُخطّئهم وهو نائم على ظهره، اللهم اغفر لنا ذنوبنا.
Forwarded From د. لؤي الخليلي الحنفي
قال الرشيد يوما لأبي يوسف: صف لي أخلاق أبي حنيفة.
فقال : إن الله تعالى يقول:" ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"؛ فهو تعالى عند لسان كل قائل، علمي بأبي حنيفة أنه كان:
1ــ شديد الذب عن محارم الله أن تؤتى
2ــ شديد الورع أن ينطق في دين الله بما لا يعلم
3ــ يحب أن يطاع الله فلا يعصى
4ــ مجانبا لأهل الدنيا في دنياهم
5ــ طويل الصمت، دائم الفكر، على علم واسع
6ــ لم يكن مهزرا ولا ثرثارا
7ــ إن سئل عن مسألة وكان عنده علم فيها نطق به وأجاب فيها بما سمع،
8ــ وإن كان غير ذلك قاس على الحق وتبعه
9ــ صائنًا نفسه ودينه
10ــ بذولا للعلم والمال
11ــ مستغنيا بنفسه عن جميع الناس
12ــ بعيدا عن الغيبة ولا يذكر أحدًا إلا بخير
فقال الرشيد: إنها أخلاق الصالحين
ثم أمر الكاتب وقال له: "اكتب هذه الصفات، وادفعها إلى ابني ينظر فيها".
اهـ
رضي الله عنه
وأمَّا التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرامٌ بالاتفاق، مثل أن يُهنّئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول : عيد مبارك عليك، أو تَهْنَأ بهذا العيد، ونحوه، فهذا إن سَلِم قائله من الكُفر فهو من المُحرَّمات، وهو بمنزلة أن يُهنّئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظمُ إثمًا عند الله وأشدُّ مقتًا من التهنئة بِشُربِ الخمر وقتلِ النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه.

وكثيرٌ ممن لا قدرَ للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قُبح ما فعل، فمن هنَّأ عبدًا بمعصيةٍ أو بدعةٍ أو كُفرٍ فقد تعرَّض لمقتِ الله وسُخطِه، وقد كان أهل الورع من أهل العلم يَتجَنَّبون تهنئةَ الظَّلَمة بالولايات، وتهنئةَ الجُهَّال بمنصبِ القضاء والتدريس والإفتاء؛ تجنُّبًا لمقتِ الله وسقوطِهم من عينه، وإن بُلِيَ الرجلُ بذلك فتعاطاه دفعًا لشرٍّ يتوقَّعُه منهم فمشَى إليهم ولم يقل إلا خيرا، ودعا لهم بالتوفيق والتسديد فلا بأس بذلك، وبالله التوفيق.

- ابن القيم رحمه الله ( أحكام أهل الذمة ) -
التهنئة بدخول السنة الميلادية الجديدة وتبادُل عبارات الدعاء فيها بين الناس ونحو ذلك - جائز ولا شيء فيه، وميقاتها معلوم ( ليلة ١ يناير )، والمنهي عنه ليس هذا، وإنما هو تهنئة المسلم لغير المسلم بما يُسمّى ب" عيد الميلاد " وهذا يكون يومي ٢٤/ ٢٥ من ديسمبر في بعض البلاد، أو ٧ يناير في بعض البلاد الأخرى.

الأمران يلتبسان على بعض الناس.
نقَل العلامة الحَطّاب في " مواهب الجليل"، والعلامة الشيخ عليش في "فتاواه" : لو قال مسلم لذميٍّ في عيد من أعيادهم: عيد مبارك عليك، هل يكفر أم لا؟.

فأجاب: إن قاله المسلم للذمي على قصدِ تعظيم دينهم وعيدهم فإنه يكفر، وإن لم يقصد ذلك وإنما جرى ذلك على لسانه فلا يكفر؛ لِمَا قاله من غير قصد" أي فإنه يأثم ولكن لا يكفر.
لي صديق أو جار مسيحي وأستحيي من أن يأتي عيده ولا أهنئه به مع أنه يهنئني في عيد الفطر وعيد الأضحى، أليس هذا جفاءً !!

- من قال لك بأن صور المعاملة بالحسنى، ومواطن الإحسان واللقاء الطيب وبسْط الوجه محصورة في التهاني بالأعياد !!

الأمر أوسع من هذا بكثير، ألست تزوره وتسأل عنه إذا مرض!! ألست تقابله فيسلّم أحدكما على الآخر، ألست تزوره في بيته إذا عاد من سفره، ألست تدافع عنه وتقف بجواره إذا ظُلِم، ألستما تتزاوران في مناسبات الأفراح والأحزان والمصائب، ألستما تلتقيان في النادي أو في محل العمل فتجلسان وتمزحان وتتضاحكان، ألست تقرضه مالا ويقرضك مثله، ألست تتصل به ويتصل بك ويطمئن كل منكما على صاحبه!!

فكل هذه الصور ونحوها الكثير مما يتشارك فيه المسلم مع غير المسلم ولا حرج فيها إن شاء الله وهي من صور التعامل بالحسنى الجائزة، لكن حينما يتعلق الأمر بمعنى ديني ومناسبة دينية لها طقوسها الخاصة وممارساتها المشهورة ذات الدلالة المعيَّنة المُناقِضة لأساسيات وأصول اعتقادك الإسلامي- فحينئذ لابد أن تقف مع نفسك وقفة ولا يختلط الحابل عندك بالنابل، فتمتنع عن مشاركته بأي صورة من تهنئة وغيرها، وهو إن كان رجلا عاقلا حريصا على استبقاء علاقته بك فإنه سيعذرك وسيفهم أن هذا في دينك غير جائز، وإن كان غير ذلك فلا خير لك في صحبته أصلا، والله تعالى أحق وأجدر بحيائك منه، وإن كان رئيسك في العمل وتخاف مثلا إن لم تهنئه أن يُوقِع بك ضررا فيجوز أن تتصل به وتقول له تهنئة عامة وتُضمر في نفسك معنى موافقا للصواب، كأن تقول له: أحياك الله في عافيته، أنعَم الله عليك بالخير، وتقصد معنى الإنعام بالإسلام، وهكذا.

ومهما يكن فلا تخجلْ أبدا من أحكام الفقه التي قررها علماء دينك المخلصون الصالحون العاملون المشهود لهم بالإتقان والإمعان والخير، فإنهم الكاشفون عن حُكم الله نفسه في آحاد القضايا، لا سيما فيما يُجمعون عليه ويتفقون على تقريره.
من المعلوم أن أفضلَ المساجد للصلاة فيها: المسجد الحرام، ثم المسجد النبوي، ثم المسجد الأقصى، قال فقهاء الحنفية: ثم قُبَاء، ثم الأقدم، ثم الأكبر، ثم الأقرب، ومسجدُ أستاذه لدرسِه، أو لسماعِ المواعظ: أفضلُ اتفاقا.

قال العلامة المُحَدِّث الشيخ محمد عوامة حفظه الله: أي أن صلاة طالب العلم في مسجد شيخه أفضلُ اتفاقا من صلاته في المسجد الأقدم، أو المسجد الأكبر، أو الأقرب؛ وذلك لإحرازه فضيلةَ الصلاة في المسجد مع الاستفادة من الشيخ، أو سماعِ الموعظة، فتراهم استحَبُّوا للطالب أن يُصلّي في مسجد أستاذه؛ زيادةً في توفُّر الملازمة والصُّحبة، إذ قد يَعرِض للشيخ فائدةٌ يقولها لا تأتي لها مناسبة في درسِ الكتاب، وما أكثرَ ذلك! وهذا لا يَشعرُ به ولا يجده إلا التلميذ الملازِم للصُّحبة.
لو كان الأمر بيدي لجعلتُ قراءة هذا الكتاب مرارا بل وحِفظه واستظهاره مقررا على كل من ينتسب إلى العلم الشريف، بل وعلى طلاب الجامعات قاطبةً، وهذا الكتاب وكتاب " تعليم المتعلم" للزرنوجي كافيان شافيان في هذا الباب، ومع الأسف الشديد ليس لهذه المادة ولا لهذه الآداب المقررة فيها وجودٌ بين مقررات الجامعات والأقسام العلمية فيها :
الكتاب في دار السلام بحوالي 200 ج

ومتوفر بصيغة pdf أيضا

https://archive.org/details/maleimershdia