كان من عادة شيوخ المدارس العلمية النظامية في الدولة العثمانية - سقَى الله أيامها - أنهم كانوا يطوفون بالليل وفي أوقات الراحة على الطلاب في غُرَفهم خُفيةً؛ ليروا كيف يفعلون، وهل يجتهدون في التحصيل أو لا!.
ومما حكاه العلامة طاشكبري زاده رحمه الله في " الشقائق النعمانية" أن المولى جمال الدين الأقسرائي - شارح التلخيص للقزويني- نظر يومًا في حُجرات الطلبة خفيةً، فرأى المولى حسن باشا الأسود متكئًا ينظر في الكتاب، ونظر إلى المولى الفناري فرآه جاثيًا على ركبتيه، يطالع الكتب ويكتب الحواشي عليها، فقال في حق الأول: إنه لا يبلغ درجة الفضل، وقال في حق الثاني إنه سيحصّل الفضل ويكون له شأن في العلم، وكان كما قال"اهـ.
قلتُ: لو نظَر الآن إلى حال الطلبة في الليل أو في أوقات الراحة لوجد الهواتف والإنترنت، ولوجَد الكتب مُلقاة جانبا يعلوها الغبار، ومع ذلك يأمُل الواحد منهم أن يُطاوِل هذه القِمم، ويصوّب لهم ويُخطّئهم وهو نائم على ظهره، اللهم اغفر لنا ذنوبنا.
ومما حكاه العلامة طاشكبري زاده رحمه الله في " الشقائق النعمانية" أن المولى جمال الدين الأقسرائي - شارح التلخيص للقزويني- نظر يومًا في حُجرات الطلبة خفيةً، فرأى المولى حسن باشا الأسود متكئًا ينظر في الكتاب، ونظر إلى المولى الفناري فرآه جاثيًا على ركبتيه، يطالع الكتب ويكتب الحواشي عليها، فقال في حق الأول: إنه لا يبلغ درجة الفضل، وقال في حق الثاني إنه سيحصّل الفضل ويكون له شأن في العلم، وكان كما قال"اهـ.
قلتُ: لو نظَر الآن إلى حال الطلبة في الليل أو في أوقات الراحة لوجد الهواتف والإنترنت، ولوجَد الكتب مُلقاة جانبا يعلوها الغبار، ومع ذلك يأمُل الواحد منهم أن يُطاوِل هذه القِمم، ويصوّب لهم ويُخطّئهم وهو نائم على ظهره، اللهم اغفر لنا ذنوبنا.