قناة

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )
11.3k
عددالاعضاء
233
Links
291
Files
88
Videos
901
Photo
وصف القناة
مَنقبة للحنفية:

قال ابن خلّكان في " وفيات الأعيان" في ترجمة إمام أهل مصر الإمام الليث بن سعد رحمه الله : " ورأيتُ في بعض المجاميع أن الليث كان حنفيَّ المذهب" 🙂

وذكر بعضهم أن له بعض روايات عن أبي يوسف، لكن مع ذلك قال الكشميري: " لا يخفى عليك أن تقليد مِثل الليث كتقليد المتقدمين".

ولعله يعني بذلك مَن له استقلال في استنباطِ المعاني وإن وافَق أحدَ أئمة الاجتهاد في الأصول الكُلية، وهو الأوفقُ بوصفِ الإمام الليث بأنه من الأئمة المجتهدين، فلا تعارض بين ذلك وبين كونه حنفيا، والله أعلم.
مما أثَّر في نفسي اليوم: أني وقفتُ على خبرٍ أليم في ترجمة الإمام الحافظ العلامة برهان الدين الحلبي المشهور بابن سِبط العجمي، كان معاصرا للحافظ ابن حجر، والتقى به، وكان من أئمة حُفّاظ عصره في علوم الحديث والسنة، وقد فوَّض إليه الحافظ ابن حجر جميع كتبه ليستفيد منها ويكتب عليها ما يشاء، ثم إن الطاغية تيمور لنك- عليه من الله ما يستحق- لمَّا هاجم الشام قبَض على جماعة من أهل العلم ومنهم ابن سبط العجمي، ولكي يبالغ في إذلاله وإهانته- أحرَق جميع كتبه بين يديه، فكاد الرجل يموت حسرة وكمدا.

ويُشبه هذا ما وقع لأبي علي الفارسي رحمه الله فيما حكاه ابن جني عنه أنه وقَع حريقٌ بمدينة السلام ( بغداد) فذَهب له جميعُ عِلم البصريين.

قال أبو علي: وكنتُ كتبتُ ذلك كلَّه بِخَطِّي، وقرأتُه على أصحابنا، فلم أجِد في الصندوق الذي احترَق شيئا البتةَ إلا نِصْفَ كتابِ الطلاق عن محمد بن الحسن.

قال ابن جني: فسألتُه عن سَلوتِه وعزائِه عن ذلك فنظر إليَّ مُتعجّبًا، ثم قال" بقيتُ شهرين لا أكَلِّم أحدا؛ حُزنا وهمًّا، وانحدرتُ إلى البصرة، لغلبةِ الفِكر عليَّ، وأقمتُ مدةً ذاهلا مُتحيّرًا ".

فهذه منزلة مكتبة العالِم من نفسه، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
كتاباتي قطعة من قلبي:
تقرَّر عند علماء الأصول أن العلم الضروري بالشيء لا يقبل الزيادة، يعني إذا أردنا إقامة الدليل على أمر ما، وتمَّ لنا ذلك بالفعل وحصَل به العلم الضروري، فإن كثرة الأدلة عليه بعد ذلك ليست لتحصيل العلم مرة أخرى بهذا الشيء، وإلا لزِم تحصيل الحاصل، وإنما غاية ما هنالك هو النظر في صحة كون هذه الأدلة صالحة للاستدلال بها وهل تُوصل إلى ذلك المطلوب أم لا!

فمثلا: إذا أردتَّ أن تذهب إلى المسجد، فأنت تسلك له طريقا معيَّنا يصفه لك شخص عارف بمكان المسجد، فيحصل لك العلم بضرورة وجود المسجد هناك، لكنك قد تجرب طرقا أخرى لترى هل هي نافعة في الإيصال إلى المسجد أو لا، لا لتعرف بها مكان المسجد، لأنك قد عرَفته فعلا.

وعلى هذا فشرائع الإسلام المعروفة والمشهورة والمنقولة إلينا ثابتة بالضرورة وحصَل لنا العلم الضروري بها، بالنقل المتواتر، أو العمل المتوارث، أو غير ذلك، وكثرة احتجاج العلماء رضي الله عنهم لها بأنواع من الوجوه والطرق ليس لتحصيل العلم بها، بل هو لبيان أن السبل التي يمكن أن تحصل بها كثيرة ومتنوعة، فمحاولة بعض ضعاف النفوس الطعن على بعض هذه الطرق والأدلة - إن سُلّم طعنه على أسوأ الاحتمالات- فهو لا يخدش في ثبوت المطلوب أصلا، وبطلان الدليل غير مستلزم لبطلان المدلول.
"ما نصحتُ أحدًا قطّ إلا وجدتُّه يُفَتِّش عن عيوبي". 🙂

- مسعر بن كدام ت153 هـ -
الزواج مشروع فاشل جداً لمعظم الرجال.. لولا الدين!

بدون دين فمعظم الرجال سيفضل حياة "الانطلاق والحرية" التي تسمح لهم بتعدد العلاقات المؤقتة مع أكثر من أنثى.. حيث متعة أكثر ولا مسئولية!.. ربما لاحقاً وهو على أبواب الخمسين من العمر يفكر في الزواج خوفاً من الموت وحيداً!

وارد جداً أن تجد أنثى أقبلت على الزواج من رجل لا تقبله لمجرد أن تعطي نفسها فرصة الإنجاب.. تدفعها غريزة الأمومة.. هذا ليس الحال مع الرجال.. الأبوة عاطفة وليست غريزة وهي تنشأ بعد وجود الأبناء وليس قبلها.. ولا تمثل دافع في ذاتها للزواج عند معظم الرجال.. هناك من الرجال من يتزوج رغبة في الإنجاب ولكن ليس بدافع عاطفة الأبوة ولكن غالباً بدافع ضغوط المظاهر الاجتماعية والتوريث وما إلى ذلك..

منتشر جداً بين الرجال غير المتدينين أنهم يعتبرون زواجهم "غلطة وورطة" أو "شر لابد منه" .. بل وبعضهم ينصح أصدقائه العزاب بأن يؤخروا زواجهم حتى لا ينضموا لنادي "المغفلين" .. لماذا؟ ..

لأن الزواج مع الوقت تقل فيه المتعة وتزداد المسئولية.. ولا يعينك على قلة المتعة داخل إطار الزواج -وعدم البحث عنها خارجه مع تحمل المسئولية وهمومها- إلا أن يكون كل هذا جزء من رسالة كبرى لها جزاء أخروي، وهذا ما يقدمه لك الدين..

هناك من يتزوجون بدافع الشكل الاجتماعي فقط وليس لأسباب دينية.. لكن هؤلاء لا يمنعهم زواجهم من الخيانة أو التهرب من المسئولية.. وهذا حال الكثير!

مجموعة من النساء في السويد يقمن بمظاهرة للمطالبة بتشجيع الرجال على الزواج.. فمعظم الشباب هناك عازف عن الزواج رغم سهولة الأمر وقلة تكاليفه.. لماذا؟ .. ولماذا يتزوج وهو يستطيع أن يشبع غريزته بشكل أكبر بدون زواج.. وفي سن الشباب لا يخاف على نفسه من الوحدة..

في الواقع السؤال الأهم هنا.. لماذا تطالب النساء في السويد بتشجيع الزواج وهن قادرات على إشباع غرائزهن الجنسية والإنجابية خارج إطار الزواج بدون مشكلة؟!.. لماذا رغبة النساء في الزواج في المجتمعات الغربية مازالت عالية جداً وأكثر بكثير من الرجال ومازالت كل "صاحبة" تحلم وتنتظر اليوم الذي يجثو فيه "صاحبها" على ركبتيه وفي يديه خاتم الخطوبة! .. لماذا تحتاج المرأة هذا "الالتزام الرسمي" من الرجل نحوها.. هي الست عندهم مش قوية وقادرة عالتحدي لوحدها ولا إيه؟!

عندنا يتكاتف المجتمع بعاداته مع الدولة بقوانينها وإعلامها على تصعيب الزواج والتنفير منه.. بينما هناك تشجيع خفي أحياناً وسافر في أحيان أخرى على العلاقات خارج إطار الزواج.. هل يظن النسويون أن هذا يزعج غير المتدينين من الذكور؟!!.. بالعكس.. تريد كل فتاة منهن أن تكون حرة في جسدها وأن تصاحب من تشاء وتفعل مع من تصاحب ما تشاء.. لا بأس.. ستجد عشرات "الذكور" الذين يسعدهم ذلك!.. لكنها لن تجد "رجل" واحد يرغب في الزواج منها!

نريد من الشاب أن يتحمل ما لا يطاق من تكاليف الزواج ثم يتحمل مسئولية زوجته وأولاده كاملة.. بينما نقول للزوجة ليس مطلوب منكِ أن تقومي بأعمال المنزل!.. هو مطلوب منه أن يصرف عليكِ وأن يأخذ كيس الزبالة وهو نازل دون اعتراض.. بينما أنتِ غير مطالبة بإطعام طفلك الجائع لأنكِ لست خادمة عنده وعند أولاده!! .. من الخطأ أن يوصف من يفكر بهذه الطريقة بأنه ناقص عقل.. لأنه بلا عقل أصلا!!

على كل فتاة عاقلة أن تختار لنفسها.. هل تريد أن تكون شريكة حياة.. أم تكون ند ومنافس للشخص الذي ترغب في أن يكون الأقرب لها في هذه الحياة؟!

عليها ألا تستمع لفارغات العقل من النساء اللاتي سيطر عليهن فكرة منافسة وتقليد الرجل في كل شيء حتى في الحماقة!! .. أو هن متأثرات بوجود رجل نذل في حياتهن!

وعليها ألا تستمع للذئاب من الرجال الذين يظهرون بمظهر الحملان.. ابحثوا عن قصص الناجيات في مجتمعات العلمانيين والمتحررين لتروا كيف استغل هؤلاء الذكور المدافعين عن حقوق المرأة ثقة "صديقاتهم في النضال" ضد الذكورية والدين الذي يدعمها من وجهة نظرهم!

- علي محمد علي-
مما تقرَّر عند علماء الأصول والحديث أن الراوي للخَبر إذا أبهَم أحد شيوخه فقال مثلا: أخبرَنِي الثِقة، أو حدّثني مَن لا أتّهمه، فلا يُقبل قوله ولا يُكتفى به في القَبول حتى يُصرِّح بالمنقول عنه؛ لأنه قد يكون ثِقةً عنده ولكنه مردود عند غيره مثلا، بل بعض العلماء جعلَ عدم التصريح هذا نفسَه علة قادحة تُورِث الرِيبة في القلب، لأنه لو كان موثوقا به فلمَ لا يُفصِح عنه!

لكن بعض المُحقّقين منهم لم يُجروا هذه القاعدة على مَن اتفقتِ الأمة على عدالته وأمانته وتحرِّيه، ومثَّل لهم الحافظ ابن حجر بمشاهير الأئمة المجتهدين كالإمام مالك وأبي حنيفة والشافعي؛ فلو قال أحدهم: أخبرني أحد الثقات مثلا قُبل منه عند مُقلّد الإمام ولم يُبحَث عنه.

ومِثل هذا تصريح السيوطي بعدم التوقف في نقلِ سيبويه عن الثقات الذين لا يُسمّيهم في كتابه.

وهذا الاستثناء من الاعتبارات الزائدة لهؤلاء الأئمة رضي الله عنهم، ومن المزايا التي انفردوا بها عن سواهم؛ تحقيقا لكونهم تجاوَزوا القنطرة وفارَقوا هذه الضوابط المشروطة في غيرهم.
القرآن الكريم ذكَر تصريحا حادثة الإسراء، وضرَب لها أهلُ الإسلام سورةً بهذا الاسم، وأشار في سورة " النجم" إلى معجزة المعراج، وفي الصحيحين - فقط - ما يزيد على خمسٍ وثلاثين روايةً عن أكثر من اثني عشر صحابيا، جمعَتْ هذه الروايات بين الإسراء والمعراج في سياق واحد، مع ذِكر تفاصيل كثيرة يضيق عنها المقام، من كونه صلى الله عليه وسلم عُرج به إلى السموات العلا، وقابل فيها الأنبياء، وجرى بينهم ما جرى، ثم صعد إلى سدرة المنتهى، ودخل الجنة، ورأى فيها ما رأى، وحكى بعض ما شهده من أحوال أهلها، إلى غير ذلك من التفاصيل الكثيرة المشهورة والمنقولة إلينا نقلا صحيحا نقيًّا لا مطعن فيه، من خلال أوثقِ ما عرفته البشرية من أساليب التوثيق والتحرِّي والضبط.

وما في الصحيحين فقط قد بلغ هذه الكثرة الكاثرة التي تفيد العلم الضروري عند كل ذي عقل بوقوع هذه الواقعة، فكيف لو ضممتَ إليهما سائر ما في كُتب السنة الأخرى وكتب السير والأخبار !

فالتعلق بالروايات الضعيفة لا يفيد هنا أهل الأهواء، بل ولا نحن نحتاج إليها في خصوص هذه الواقعة الشريفة مع هذا الكم الذي في الصحيحين، اللهم إلا لمعرفة بعض تفصيلاتها التي يُستأنس بها والتي تفيدنا أن هذا الأمر مما توفرتِ الدواعي إلى نقله.

وخلافُ العلماء رضي الله عنهم في كون الرحلة المباركة كانت بجسده صلى الله عليه وسلم أم بروحه فقط : مسألةٌ أخرى خارجةٌ عن اتفاقهم على وقوع الحادثة، فالتشغيب بهذا الخلاف لا ينفع المُعارض في دعواه.

وليس أمام العلماني الفاجر إذا هو أراد إبطال وقوع تلك المعجزة إلا أمران:

الأول: أن يُبيّن أنها من المستحيل العقلي الذي لا يتصوره العقل، وحينئذ فهو نفسه خارج عن زمرة العقلاء؛ لعدم معرفته بمفهوم الواجب والجائز والمستحيل.

والثاني: أن يبين أنها لم يصح نقلُها، وحينئذ نضع روايات الصحيحين في عينيه، فإن شاء نقْضَ سُبل هذا النقل طالبناه بأن يُلزم أصحابَ هذا النقل بما يَلزمهم هم وإن لم يعتقده هو، وهذا لا يكون بغير معرفته بقواعدهم، فإن ادعى أنه صاحب قواعد جديدة طالبناه ببيانها.

وهؤلاء السفهاء لهم أُلعوبة حقيرة يمارسونها كثيرا ومارَسها أسلافهم، وهي أنهم يشاغبون بالأقوال الرديئة على الأصول الثابتة، ثم مع استمرار الزمن يحاولون إدخال هذه التشغيبات بين أقوال أهل العلم باعتبار أنها قولٌ ثانٍ في المسألة، ثم يطول الزمان وتصبح المسألة خلافية، ومَن يُضلل اللهُ فما له من هادٍ.
"وأما الأحاديث، فمنها قصة المعراج، وهي متواترة ... ".

- العلامة السفّارييني-
أتعجَبون أن تكون الخُلَّة لإبراهيم، والكلام لموسى، والرؤية لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم!

- سيدنا عبد الله بن عباس -