قناة

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )
11.3k
عددالاعضاء
233
Links
291
Files
88
Videos
901
Photo
وصف القناة
ذكرتُ سابقًا من حوالي عامين أو أكثر أنَّ الباطل الذي يموت أو يُمَاط بالسكوت عنه إنما هو الباطل الذي يظهر على استحياءٍ في المدينة الفاضلة التي يعيش أهلوها على كمالٍ من الوعي، وتمامٍ من الفضيلة؛ فيكون حينئذ التعرُّض لهذا الباطل تعكيرا لهذا الصفاء، وتلويثا لهذا الثوب الأبيض الناصع الجميل.

وأما حين يكثر الفساد، وتختلط الأوراق، ويلتبس الحق بالباطل، ويغلب الشر على الخير، ويُعبَث بمبادئ الدين، وتضطرب معايير الحكم على الأشياء فليس السكوت حينئذ إلا تمييعا للأصول الحقة، وإلا تضييعا لواجب النصيحة، وانخِذالًا عن واجب الوقت، وفتحا لأبواب الفساد على مصارعها، وهو أمر يستجلب السخط الإلهي الذي لا يصيب الذين ظلموا خاصة، وفي مثل هذا تشتد الحاجة إلى العلم المؤيد بالفهم، والمنصور بالبرهان، والمدعوم بالحكمة؛ على أنه - والحالة هذه- لابد من تحرير عدة أمور:

الأول : أن يكون الباطل باطلا في نفس الأمر، لا شيئا متوهما بطلانه في ذهن المتعرض لإنكاره.

الثاني: أن يكون مما لا يسوغ فيه الخلاف.

والثالث: ألا يؤدي إبطاله إلى ما هو أشد منه نكرانا وفسادا.

والرابع : أن يكون إنكاره من باب التواصي بالحق، والنصيحة للمؤمنين، لا أن يكون وصاية وتسلُّطا على الناس، وخطابًا لهم من بُرجٍ عالٍ بلسان حال الوكيل عن الإله الأعلى، وبين هذين الأمرين تزل أقدام كثيرة.

وهكذا شأن النصح لعامة المسلمين ممن تأهَّل لذلك وتوفرت فيه شروطه، ولكن ما تحوكه هذه الشِرذمة التي تتسمى بأسماء المسلمين وكل خِصالهم وممارساتهم في الصدّ عن سبيل الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم بالكذب والبهتان فهؤلاء لا يصح أبدا الرفقُ بهم ولا التحرزُ في خطابهم، لا سيما أن باطلهم ونفاقهم أضحى مكشوفا بائنا، وباتوا يُناضلون فيه، وصاروا يغزون بسمومهم وأفاعيهم بيوتنا وأبناءنا وشبابنا، فكيف يُصرف الوجهُ عنهم مع هذا كله! وقد جعَل الله لنا هذه الوسائل المُتاحة في منابر التواصل الاجتماعي، فمن قدر أن يدفع عن دينه ولو بشطر كلمة فليفعل.
#الإسراء_والمعراج

إنكارُ الفلاسفة للمعراج مبنيٌّ عندهم على قواعد؛ منها: دوامُ حركة الفلك حركة مستديرة، وكونُه حيًّا، وتركبُه من الهيولى والصورة، وعدمُ تماثل الأجسام، وكونُ الأفلاك أشكالًا كريَّة، وامتناعُ الخرق والالتئام عليها، وامتناعُ قطع الآدمي المسافة الطويلة في الزمن اليسير.
وكل هذه القواعد باطلة عقلًا وسمعًا عند الأشاعرة والماتريدية أهل السنة والجماعة، رفع الله تعالى رايتهم إلى قيام الساعة.
أما ما نسمعه اليوم من إنكار المعراج من بعض شياطين الإنس في الإعلام، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.. فليس تقليدًا للفلاسفة في شيء من قواعدهم؛ إذ لا عقول لهؤلاء تعرف هذه القواعد فضلًا عن فهمها؛ وإنما بعثهم على الإنكار خبث الطوية، وسوء النية، وحبُّ الظهور والشهرة "التريند"، مع ما يوحيه لهم إخوانهم شياطين الجن لهدم هذا الدين العظيم.
وهؤلاء لا تنفع معهم المناظرة والمحاججة؛ لأنها تفيدُ مجهولًا بمعلومٍ، وهم لا يعترفون بمعلومٍ حتى يثبت به مجهول.
فالسبيل معهم: أن يعاملهم مَنْ بيده السلطة عليهم كما يُعامَلُ العنادية والعندية مَِن السوفسطائية؛ بقطع دابرهم بالحبس والتعذيب، فينخنسُ مَنْ تسوِّل له نفسُه المجاهرة بالسفاهة من بعيد أو قريب.

- الشيخ أحمد المشهور وفقه الله-
السفاريني رحمه الله:

الصحيح المعتمد أن الإسراء والمعراج كانا في ليلة واحدة، هذا الذي اعتمده أكثر أهل العلم، وقيل: كان الإسراء وحده في ليلة ثم كان هو والمعراج في ليلة أخرى، والأول هو الذي ذهب إليه أكثر أهل العلم من المحدثين والمفسرين والفقهاء والمتكلمين. وإنما كانا يقظة بالروح والجسد جميعا - لا في المنام - من مكة إلى المسجد الأقصى الذي هو في بيت المقدس، إلى السماوات العلى إلى سدرة المنتهى إلى حيث شاء الله العلي الأعلى.
قال أهل الحق: وهذا هو الحق من غير امتراء، وعليه يدل القرآن نصا، وصحيح الأخبار إلى السماوات استفاض استفاضة تكاد تبلغ التواتر أو بلغته، ولا يعدل عن الظاهر في الأخبار الواردة في ذلك، ولا عن الحقيقة المتبادرة إلى الأذهان من ألفاظها إلى التأويل إلا عند الاستحالة، وتعذر حمل اللفظ على حقيقته، وليس ثم استحالة تؤذن بالتأويل فلا جرم وجب اعتقاده على ظاهره مع تفويض علم ما دق إلى الحق، وبالله التوفيق.

- الشيخ معتز الدوري-
العاصم- بعد توفيق الله تعالى وضمانه وعونِه ولُطفه وفضلِه- من هذا السيل الجارف المُرتقب من الطعن والتعرض لأصول الإيمان رأسًا هو التعلُّم الجادّ، وتركُ الاستهتار في الطلب، واستحضار نيةِ تحصين المرء نفسَه وأهله وذويه من هذه المُضِلّات، والتبلُّغ والتزوُّد من علوم الآلات، لا سيما: العربية، والمنطق، وآداب البحث، وأصول الفقه، ومصطلح الحديث، والقادم لا يُبشّر بخير كما يبدو، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
المَلحظ في التكفير هو: إنكار الضروري المستلزِم لإنكار الإجماع، بخلاف إنكار الإجماع من أصله، أو حُجته، أو المُجمَع عليه غير الضروري، فإنه لا يكون كفرا، خلافا لِما يُوهِمه كلامُ بعض المتأخرين.

وإيضاح هذا المقام: أنَّ مَن أنكَر شيئا عُرف بالتواتر فلا يخلو:

- إما أن لا يرجع إنكاره إلى إنكار شريعة من الشرائع، كإنكار غزوة من الغزوات مثلا، أو وجود صحابي اسمه أبو بكر أو عمر، أو إنكار قتلِ عثمان، أو غير ذلك مما علمناه بالتواتر وليس في إنكاره جحدُ شريعة، فهذا لا يكون إنكارُه كُفرا، وإنما هو جهل أو كذبٌ أو عِناد، وقد أنكر بعض المعتزلة وقعةَ الجَمل ومحاربة عليّ رضي الله عنه لخصومه، ولم يكفروا بمجرد هذا.
لكن مع ذلك إن اقترَن إنكارُه في هذه الحال باتهام الناقلين وهم المسلمون أجمع = كفَر.

- وإما أن يرجع إنكاره إلى إنكارِ شريعة من الشرائع أو قاعدة من قواعد الدين، مِثل من ينكر أحاديث حجاب المرأة مثلا، فإن كانوا ينكرون هذه الأحاديث لإنكارهم الحجاب = كفروا، لأنه حكم من أحكام الشريعة مجمع عليه معلوم من الدين بالضرورة.
وإن كانوا ينكرون ثبوت الأحاديث فقط، ولكنهم يعترفون بأن الحجاب واجب على المرأة، لثبوت وجوبه بدليل آخر مثلا= لم يكفروا ما لم يقترن بذلك اتهامهم للناقلين، وهم المسلمون أجمع.
وإذا تدبَّرتَ هذا الذي قررتُه واستحضرتَ قواعدهم ظهر لك أنه أحقّ بالاعتماد والتصويب مما ذكره بعض المتأخرين في هذا المحل.

- الشيخ ابن حجر الهيتمي- بتصرف.
Forwarded From قناة زهران كاده
قال القاضي عياض في "ترتيب المدارك" تحت (باب بيان الحجة بإجماع أهل المدينة فيما هو وتحقيق مذهب مالك) : اعلموا أكرمكم الله أن جميع أرباب المذاهب من الفقهاء والمتكلمين وأصحاب الأثر والنظر إِلْبٌ واحدٌ على أصحابنا على هذه المسألة، مُخَطِّئون لنا فيها بزعمهم، محتجون علينا بما سنح لهم، حتى تجاوز بعضهم حد التعصب والتشنيع إلى الطعن في المدينة وعد مثالبها، وهم يتكلمون في غير موضع خلاف، فمنهم لم يتصور المسألة ولا تحقق مذهبنا، فتكلموا فيها على تخمينٍ وحدس، ومنهم من أخذ الكلام فيها ممن لم يحققه عنا، ومنهم من أطالها وأضاف إلينا ما لا نقوله فيها، كما فعل الصيرفي والمَحاملي والغزالي، فأوردوا عنا في المسألة ما لا نقوله واحتجوا علينا بما يُحتج به على الطاعنين على الإجماع، وها أنا أُفصل الكلامَ فيها تفصيلًا لا يجد المنصف إلى جحده بعد تحقيقه سبيلا، وأبين موضع الاتفاق فيه والخلاف إن شاء الله تعالى. اهـ .
وعِلم المنطق ... مَن رام اختيارَ العلوم فهو عَينُها، أو رَغِبَ في انتقادِ نُقُود المعارف فهو فِضَّتُها وعَينُها، لا يُؤمَن مِن الأغاليط وتمويهاتِ الأوهام إلا به، ولا يُهتدَى إلى سواء السبيل إلا بِدْركِ مَطالبِه.

ولولاه لَمَا اتضَح الخطأ من الصواب، ولم يَتميَّز الشرابُ مِن لامِع السراب، وإنه لَمعيارُ النظرِ والاعتبار، ومِيزان التأمُّل والافتكار، فكُلُّ نظرٍ لا يتَّزِن بهذا الميزان يَبرُز في مَعرِض البُطلان، وكلُّ فِكر لا يُعيَّر بهذا المعيار فهو لا يكون إلا فاسدَ العِيَار:

فيهِ معالمُ للهدى ومَصابِحٌ
تجلو الدُّجى، وصياقِلُ الأذهانِ

ولأمرٍ ما أصبح العلماء الراسخون الذين تلألأ في ظُلَم الليالي أنوارُ قرائحهم الوَقَّادة، واستنارَ على صفحاتِ الأيام آثارُ خواطرهم النَّقَّادة، يَحكُمون بوجوب معرفته، ويُفْرِطون في إطرائه ومِدحته، حتى إن الشيخ أبا عليّ ابن سينا إذا حاوَل التنبيهَ على جلالة قواعده وفضلِها قال: " المنطق نِعم العونُ على إدراك العلوم كلها" وأبا نصر الفارابي - ذلك الفيلسوف الذي لم يُظفَر بمثله في تحقيق المعاني وتشييد المباني، وترقَّى أمرُه إلى حيثُ لُقِّب ب"المُعلّم الثاني"- رآه كالعِلق النفيس، وإذا قاسه بالعلوم الأخرى أحَلَّه منها محل الرئيس:

أزهارُه زَهَرَت، أعرافُه ظَهَرَت
أنوارُه بهَرَتْ في ظُلمة الليلِ.

- العلامة قطب الدين الرازي تـ٧٦٦هـ
من كتب الإمام العطار رحمه الله: هذه الحاشية النفيسة على " موصل الطلاب شرح قواعد الإعراب " للشيخ خالد الأزهري، وحسبك كتاب يجتمع فيه ابن هشام وخالد الأزهري والعطار.

وقد رأيت لهذه الحاشية طبعتين، الأولى: صدرَت من حوالي عامين عن دار نشر عربية معروفة.

والثانية: صدرَت هذا العام عن " دار النور المبين ".

والذي يظهر لي أن الثانية أفضل، لأمور كثيرة لا داعي لتفصيلها، لكن أكتفي هنا بشيء مهم، وهو أن الطبعة الأولى سقط منها ديباجة الحمد والثناء، وسقط منها أيضا مقدمة الكتاب، وهو سقط يُقدَّر في المطبوع بحوالي خمسة عشر سطرا، وكلتاهما من كلام العطار نفسه لا من كلام النُساخ، لأنه ينصّ فيها على الاصطلاحات والرموز التي سيستعملها في الحاشية، ومِثل هذا لا دخل للناسخ به، فلم يَثبُت شيء من هذا في الطبعة الأولى، مع أن المخطوطات التي اعتُمِدت فيها يوجد فيها ما ذكرته، فلا أدري لمَ تركوه ولم يثبتوه!

وقد خلَت الطبعة الثانية من هذا العيب، هذا إلى سلوك محققي طبعة " دار النور المبين " مسلك المنهج العلمي في إخراج الكتاب؛ من نحوِ إثبات النص للمؤلف، وبيان زمانه ومكانه، وإحصاء مصادره التي ذكرها واعتمد عليها في الكتاب، ومن المقارنة بين النسخ وبيان مراتبها وذِكر بعض الفروقات المؤثرة، وغير ذلك، كما أنهم اعتمدوا في نصّ كتاب المُوصِل على بعض مخطوطات نفيسة لم تُعتمَد في الطبعات السابقة، والله أعلم.
" والمذاهب كلُّها مسالكُ إلى الجنة وطُرقٌ إلى الخيرات، فمن سلَك منها طريقاً وصَّله".

- الإمام القرافي-

وكلُّهم من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مُلتمِسٌ
غَرفًا من البحر أو رشفًا من الدِيَمِ.