قناة

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )
11.3k
عددالاعضاء
233
Links
291
Files
88
Videos
901
Photo
وصف القناة
هذه صورة شيخ الإسلام وشيخ الجامع الأزهر الشريف الإمام العلامة الذي عُدم نظيره، المحقق الكبير، والمدقق الشهير جامع الفنون، وخِزانة المعارف والعلوم، الشيخ الإمام: حسن بن محمد العطار، المتوفى سنة ١٢٥٠هـ رحمه الله ورضي عنه.
"ولقد طالما نظرتُ في كُتبِ الفضلاء، فإذا رأيتُ فائدةً مُستغرَبة، أو حلَّ أمرٍ مُشكِل-أقرأ لمصنِّفِ الكتابِ شيئًا من القرآن، وأجعل له ثوابه -على مذهبنا في ذلك- وإن كان المصنِّف ممن لا يعتقد وصولَه ". اهـ

الإمام الطوفي - رحمه الله-
من وفور عقلِ أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وكمالِ فِقهها وفهمِها: أن جبريل عليه السلام لمَّا أبلغَها السلام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبشَّرها ببيتٍ في الجنة من قصب، لا صخَب فيه ولا نصَب.

ردَّت وقالت: الله هو السلام، ومنه السلام، وعلى جبريل السلام، وفي رواية: وعليك يا رسول الله السلام.

قال الحافظ ابن حجر: في هذه القصة دليل على وفور فقهها؛ لأنها لم تقل" وعليه السلام " كما وقع لبعض الصحابة، حيث كانوا يقولون في التشهد: السلام على الله، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال لهم: إن الله هو السلام، فقولوا: التحيات لله، فعَرفت خديجةُ رضي الله عنه لصحة فهمها أن الله لا يُرد عليه السلام كما يُرد على المخلوقين.
في آخر الحاشية الصغرى للعلامة الإمام العَطَّار - رضي الله عنه- على الجواهر المنتظِمات للسُّجَاعي ذَكَر بعضَ تفاصيل ومشاريع علمية مُهِمّة، أهَمُّها كما ذَكَر هو - حاشية له على مغني اللبيب، ولا أدري ما مصير هذه الحاشية، وهل أتمَّها، أم لا، وعلى كثرة بحثي في فهارس المخطوطات لم أعثر على أيةِ معلومات عنها.
يقول هنا :

" ومن حسن الاتفاق أن وافق وقتُ استراحة القلم من الجري في ميدان الصُّحف أذانَ عصر يوم السبت، الثاني عشر من شهر رجب، سنة ألف ومائتين وخمسين، بمنزلي بدرب الحمام، بخطّ المشهد الحسيني.

وقد كنتُ بعد أوبَتي من الرحلة التي قطعتُ فيها زمن شبابي، وعَودِي لمتعةِ سكني وأحبابي- تشاركتُ مع جماعةٍ من أذكياء الطلاب الأزهريين في كُتُب، منها: مقولات السيد البليدي، ووضعتُ عليها حاشيةً أماطَتْ عنها الجِلباب، وكشفَتْ عن مخدرات عرائسها الحِجاب، ثم شرعتُ في هذه الرسالة ووضعتُ عليها حاشيةً وافية بالمراد، فيها غُنية لكل ذي استعداد، فرغتُ من تسويدها صباح يوم الجمعة رابع شعبان عام اثنين وأربعين بعد المائتين والألف، ثم شرعتُ بعد فراغها في هذه الحاشية حتى انتهيتُ إلى أثناء مبحث المكان، فعاقَتِ العوائق بيني وبين إتمامها، وتركتها في زوايا النسيان، كغيرها من بقية مسوَّدات كُتب، سوَّدتُّها زمنَ الفراغ، أجَلُّها: حاشية المغني، فهي إلى الآن تناديني بصوتٍ خَفِيّ من بين كتبي بقولِ مَن قال:

ولم أر في عيوب الناس شيئا
كنقصِ القادرين على التمامِ

فأخاطبها بقولي:

إن يَسمَحِ الدهرُ الخؤونُ بِبُرْهةٍ
فيها الشواغل تنجلي وتزولُ
وفَّيتُ حقَّكِ فهو أوّل واجبٍ
عندي ولكن ما لذاك سبيلُ
أخَذ الهمومُ بمخنقي والشيبُ لاحَ
بعارضي والحادثات تصولُ
فمعَ الثلاثة خانني فكري السقيم
مع الحِجا وعجزتُ كيف أقولُ ....".

ويُلاحظ أنَّ زمنَ الفراغ من حاشيته الصغرى على مقولات السجاعي هو عام 1250هــ، وهو العام الذي تُوُفِّي فيه الشيخ العطار، وعلى هذا تكون تلك الحاشية هي من آخِر كُتبه تأليفا إن لم تكن آخرها.
" فلو سُئل أبو فهر رضي الله عنه عن أحبّ الأماكن إليه لتأبينه وتكريمه لقال: الأزهر؛ وذلك لكرامته عليه وجلالته عنده.

فمن خلال صحبتي الطويلة لشيخي أبي فهر كنت أراه مُعظِّما للأزهر، مُوقِّرا لشيوخه، حافظا لتاريخه، ولم يكن يسمح لأحد في مجلسه أن يتطاول على الأزهر أو ينال منه".

_ الطناحي رضي الله عنه _
من كان اعتماده في تقرير الحقائق العلمية على كتب الصلابي والسرجاني، ثم يأخذها بطريق الجزم فليصلّ أربعا على عقله.
كتاب في مناقب الخلافة العثمانية، للشيخ حسن العطار الماسوني.

ماسوني يا مسلم ويكتب في مآثر الخلافة العثمانية !! 🙂
فائدة
_______

ليس من أفعال المقارَبة ما يُستعمَل له مضارع إلا: كادَ، وأوشَك، باتفاق النحويين.

وزاد الجوهري: " طَفِقَ "، قال: طَفِقَ يَفْعَل كذا، يَطْفَق، طَفَقًا، أي جَعَل يَفْعَل".
ونَقل عن الأخفش: طَفَقَ- بفتح الفاء- يَطْفِق، طُفُوقًا.
خاطرة
_________

التَّدَرُّج في العِلم لا يُحْوِجك إلى الشروح المعاصرة.

بعض طلبة العلم يسأل دائما عن شرح سهل معاصر لكل كتاب ومتن في النحو والصرف والبلاغة والمنطق والأصول وغير ذلك من الفنون، فتجد من يسأل مثلا عن شرح سهل واضح لكتاب المختصر الأصولي لابن الحاجب، أو كتاب التسهيل لابن مالك، أو مختصر خليل، وهكذا، بل بعض الإخوة طلب مني أن أذكر له شرحا على مختصر خليل يصلح للمبتدئين.

وتراه يريد أن يتناول هذا الشرحُ المبادئَ الأساسيةَ الابتدائية التي هي موجودة في الآجرومية بالنسبة للنحو، أو في الورقات بالنسبة للأصول، أو في العشماوية ومختصر الأخضري بالنسبة للفقه، فهو يريد أن يختصر الطريق على نفسه بضربٍ من التَّحايُل، فيجمع بين كون الكتاب معتمدا ومتقدما في فنه، وبين سهولة شرحه، وهذا فيه من الفساد ما فيه، لأن كثيرا من مسائل العلوم ليست صعوبتها من صعوبة شرحها، وإنما هي في نفسها دقيقة وصعبة وعويصة ومبنية على مقدمات من فنون أخرى، فإذا لم يُعطِها الشارح حقها من التدقيق كانت سطحيةً وانحرفَت إلى غير جهة الصواب.

وسبيل فهم هذه الكتب المتقدمة هو التدرج إليها شيئا فشيئا بما هو من جنسها من المتون والشروح، حتى إذا جاء دورها لانت وذَلَّت وصارت على طرف الثُمام.
لم تكن المشكلة أبدا هي إقناعنا بأننا يُمكننا أن نُساير عَجَلة الزمن مع الاحتفاظ بديننا وتقاليدنا سليمةً لا تُمَسّ .. إن هذه قضية لم تُوجد قط، ولا طُرِحَت على هذا النحو، ولا كانت مقاومةُ المصريين نابعةً من شَكِّهم في إمكانية الجمع بين الاثنين.

وإننا أخيرا فَهِمْنا هذه الإمكانية واقتنَعْنا بها بعد أن علَّمتنا الأيام والليالي.

ولكن .. أين هي مُسايرة الزمن التي حقَّقناها! هل يمكن وصفُ أي دولة عربية بأنها قد حقَّقَتْ مسايرة الزمن!!

إذا كان المقصود بمسايرة الزمن: شَقَّ الطرق لتجري عليها السيارات الأمريكية والألمانية، وبناء الفنادق لنزول رجال الأعمال والسُيّاح الغربيين، وإنشاء المطارات لتسهيل أعمال الإنسان الغربي وتابعِه الشرقي .. إن كان ذلك هو مسايرة الزمن فنحن قد سايرناه، أما أننا احتفظنا بديننا وتقاليدنا لا تُمَسّ فاللهم لا.

وإذا كنا نفهم عبارة " مسايرة الزمن " كما يجب أن تَفهمها كلُّ أمة جادة، بمعنى: إنتاج ما ينتجه العصر، أي دخول عصر الصناعة، والتحول من مُستهلكين إلى مُنتجين، والمساهمة في الإنتاج العالمي بحصةٍ كاملة - فلابد أن نعترف بأننا لا نُساير العصر، فنحن لا صنَعْنا إنتاجا، ولا تثَقَّفنا ولا تحَضَّرْنا، وما زِلنا نُبرّر هزيمتنا بتخلُّفنا الحضاري، ما زِلنا نستورد من الإبرة إلى الصاروخ، وأيضا: ولا حافَظْنا على ديننا وتقاليدنا.

وقد أدركتِ النُّخْبة قديما أن الحفاظ على الدين والتقاليد هو الطريق الوحيد أمام الشعوب الإسلامية لكي تُحقق التجديد والتحديث.

وأدركَتْ في نفس الوقت: أن التمدُّن الذي يدعوها إليه الغرب هو عملية إعادة تنظيم للمجتمعات الإسلامية ؛ لكي تصبح أكثر قابلية للاستعمار الغربي، وأكثر قابلية لعملية الامتصاص، لأنها بالتغريب تُصبح أكثر تقبُّلا لإدارته لها .. إن غَلَيَان النبات وشواء اللحمِ يجعله أسهل تحضيرا ولكن لمصلحة الذي يلتهمه.

- محمد جلال كشك -