وفي حاشية السيوطي على البيضاوي أن المتقدمين كانوا يسمون علم البلاغة وتوابعها بعلم نقد الشعر وصنعة الشعر ونقد الكلام ، وفيه ألّف العسكري كتابا سماه الصناعتين، يعني صناعة النظم والنثر ، وألّف قدامة كتابا سماه " نقد الشعر " وإنما التسمية بالمعاني والبيان والبديع حادثة من المتأخرين .
فهذا العلم كان موجودا قبل أن يوجد عبد القاهر، نعم . عبد القاهر نظم منثور لآليه في عقد التصنيف ، وحلّى بها كتبه الموضوعة بأحسن ترصيف فلعله لذلك نُسب إليه وإن كان غيره تكلم فيه قبله، ثم جاء بعده السكاكي فألف المفتاح وجعل فيه اثني عشر علما من جملتها البيان ، وفسّر الزمخشري القرآن بتفسيره فكان كاسمه كشافا عن دقائق التنزيل ومرجعا لأولي التدقيق والتحصيل، فصارت هذه الكتب الأربعة عمدة هذا الفن ، ثم تبع هؤلاء طائفة أخرى كالسعد والسيد ومن حذا حذوهما فتمموا مقاصده وجردوا زوائده، فصار لبابا خالصا ليس فيه غث بل هو سمين ، ومنهلا سائغا شرابه للناهلين، فكتب هؤلاء المتأخرين هي التي عليها أتدور أفلاك الأعلام وتقتبس من سناها متوقدات الأفهام ، فهي إلى يومنا هذا شابة لم تأخذ من شبابها الأيام ، وجنة علم لم يتطرق إليها ذبول بل دائما في ابتسام :
ويزيدها مر الليالي جدة
وتقادم الأيام حسن شباب .
..................................................................
حاشية العطار على السمرقندية.
وهذه القطعة الصغيرة قد حوت - باختصار وإيجاز - تاريخ علم البلاغة وأهم الكتب المصنفة فيه بلفظ أنيق وتعبير بليغ .
فهذا العلم كان موجودا قبل أن يوجد عبد القاهر، نعم . عبد القاهر نظم منثور لآليه في عقد التصنيف ، وحلّى بها كتبه الموضوعة بأحسن ترصيف فلعله لذلك نُسب إليه وإن كان غيره تكلم فيه قبله، ثم جاء بعده السكاكي فألف المفتاح وجعل فيه اثني عشر علما من جملتها البيان ، وفسّر الزمخشري القرآن بتفسيره فكان كاسمه كشافا عن دقائق التنزيل ومرجعا لأولي التدقيق والتحصيل، فصارت هذه الكتب الأربعة عمدة هذا الفن ، ثم تبع هؤلاء طائفة أخرى كالسعد والسيد ومن حذا حذوهما فتمموا مقاصده وجردوا زوائده، فصار لبابا خالصا ليس فيه غث بل هو سمين ، ومنهلا سائغا شرابه للناهلين، فكتب هؤلاء المتأخرين هي التي عليها أتدور أفلاك الأعلام وتقتبس من سناها متوقدات الأفهام ، فهي إلى يومنا هذا شابة لم تأخذ من شبابها الأيام ، وجنة علم لم يتطرق إليها ذبول بل دائما في ابتسام :
ويزيدها مر الليالي جدة
وتقادم الأيام حسن شباب .
..................................................................
حاشية العطار على السمرقندية.
وهذه القطعة الصغيرة قد حوت - باختصار وإيجاز - تاريخ علم البلاغة وأهم الكتب المصنفة فيه بلفظ أنيق وتعبير بليغ .