قناة

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )
11.3k
عددالاعضاء
233
Links
291
Files
88
Videos
901
Photo
وصف القناة
إن الله تعالى قد أخبَر في القرآن بالوعد والوعيد، وأنه لا يُخلف وعدَه، وأخبر أنه لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، وأنه يغفر الذنوب جميعا.

وبناءً على ذلك: اتفق الجميع على أنه تعالى لا يُخلف وعده للمطيعين، ولا يُخلف وعيدَه للكفار بالخلود في النار والعذاب الأليم.

واختلفوا في وعيدِه للعصاة المؤمنين، فقال قوم: يجوز أن يُخلف وعيده في جميع عصاة المؤمنين ولا يُعذّب أحدا منهم إن شاء، وليس هذا الخُلف مذموما، بل هو ممدوح، وقال قوم: يجب تعذيب العاصي مطلقا، كافرا كان أو مؤمنا، كما وجب إثابة المطيع ...

- الشيخ العلامة بخيت المطيعي رحمه الله-
" مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ".

اعلم أنه تعالى لما بيَّنَ من أول هذه السورة إلى هذا الموضع وجوبَ إظهار البراءة عن الكفار والمنافقين من جميع الوجوه= بيَّنَ في هذه الآية أنه تجبُ البراءة عن أمواتهم، وإن كانوا في غاية القُرب من الإنسان كالأب والأم، كما وجبتِ البراءة عن أحيائهم، والمقصود منه: بيانُ وجوبِ مقاطعتهم على أقصى الغايات والمنعِ من مواصلتهم بسببٍ من الأسباب.

وقوله:" ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين..."

يُحتمل أن يكون المعنى: ما ينبغي لهم ذلك، فيكون كالوصف، وأن يكون معناه: ليس لهم ذلك، فيكون على معنى النهي :

فالأول : معناه أن النبوة ( والإيمان) يمنع من الاستغفار للمشركين.

والثاني : معناه :لا تستغفروا، والأمران متقاربان.

وسببُ هذا المنع: ما ذكره الله تعالى في قوله " من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم " وأيضا قال " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ".

والمعنى: أنه تعالى لمَّا أخبَر عنهم أنه يُدخِلهم النار، فطلبُ الغفران لهم جارٍ مجرى طلب أن يُخلِف الله وعده ووعيدَه، وهذا لا يجوز.

وأيضا: لمَّا سبَق قضاءُ الله تعالى بأنه يُعذِّبهم، فلو طلبوا غُفرانه لصاروا مردودين، وذلك يُوجِب نقصان درجة النبي - عليه الصلاة والسلام - وحطّ مرتبته.

وأيضا: أنه قال :"ادعوني أستجب لكم " وقال عنهم " إنهم أصحاب الجحيم " فهذا الاستغفار يُوجب الخلف في أحد هذين النصّين ، وهذا لا يجوز.

- الإمام الرازي رحمه الله-
قد أرسل الله الرسل، وأظهَر على أيديهم المعجزات التي دلَّت دلالة ضرورية قطعية على صِدقهم واستحالة الكذب عليهم، فكانت إفادةُ أقوالهم التي تُعيِّن مرادَهم منها بالقرائن المُشاهَدة أو المنقولة بالتواتر راجعةً إلى العقل.

ولا شك أنَّ فيما نحن بصدده ما لا يُحصى من القرآن والسنة المتواترة مما يدل على خلود الكفار في النار والعذاب دلالةً واضحة لا خفاء فيها، فتأويلُها بمجردِ شُبَه أضعف من الهَباء وأوهن من بيت العنكبوت، والعُدول عنها إلى القول بنفي العذاب أو الخلود فيه = مما لا ينبغي للعاقل الإقدامُ عليه.

على أن هذه التأويلات في غايةِ السخافة، وكيف يمكن أن يخطر على بال عاقلٍ أن تكون جُمَل الوعيد دُعائية، أو أن تكون مُعلَّقة على عدم العفو، بعد النظر في قوله تعالى " إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " وكيف يمكن أن يكون الإخبارُ عن الاستحقاق لا عن الوقوع في مثل قوله " كلما خبَت زدناهم سعيرا" وقوله " كلما نَضِجَت جلودهم بدَّلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب"! سبحانك هذا بهتان عظيم.

ولا شك أن المَلِكَ إذا وضَع قانونا وجعَل فيه لكل جريمةٍ عقابا، فإذا لم يَجزِم الناسُ بأن ذلك المَلِك يُوقِع عقابَ كل جريمةٍ على فاعلها = كان جَعْلُ تلك العقوبات في ذلك القانون عبَثًا ولا يُفيد فائدته المطلوبة.

ولولا قوله تعالى " ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " ما كان العقل يُجيز العفو عن غير الشرك أصلا، ولكنه حيث قال وقولُه الحق قلنا بجوازه.
ألا ترى إلى مقالة كِسرى حين سأله وزيره: بمَ سُدتَّ علينا ؟! فإنه قال: سُدتُّ عليكم بأربع خِصال، وعَدَّ منها قوله: " لا نُعاقِب إلا بحسب الذنب " وقوله " ولا نُخلف وعدًا ولا وعيدا" فقال له وزيره: أحسنت، فأنت ترى أن العقلاء يستحسنون العقاب على حسب الذنب، وأن لا يُخلَف الوعد ولا الوعيد.

كذلك حَقَّتْ كلمة ربك على الكفار أنهم أصحاب النار، وعلى ذلك كان كل كافر مات على كفره - والعياذ بالله - مُعَذَّبًا في النار خالدا فيها لا يخرج منها أبدا.

- العلامة الشيخ بخيت المطيعي رحمه الله-
قال شيخ المالكية وقاضي الجماعة أبو الوليد ابن رشد الجَدّ ت٥٢٠ هـ رحمه الله، في " البيان والتحصيل ":

" ليس تحظيرُ الدعاء للميّت الكافر، والترحُّم عليه، والاستغفار له، لقوله تعالى:" ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى" بالذي يمنعُ من تعزية ابنه المسلم بمُصابه؛ إذ لا مصيبةَ على الرجل أعظم من أن يموت أبوه الذي كان يحنُّ عليه، وينفعه في دنياه..." انتهى.

في هذا النقل خمس مسائل:

١- عدم جواز الاستغفار والدعاء للكافر الميّت.

٢- عدم الفرق أصلا بين طلبِ المغفرة وطلبِ الرحمة في هذا المنع؛ استنادا إلى قوله تعالى " ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين..." إذ مُؤدَّى حصول المغفرة وحصول الرحمة واحد، فالمنع من أحدهما هو منعٌ من الآخر.

٣ - تعزية المسلم في قريبه الكافر مختلف فيها.

٤ - تعزية الكافر في قريبه الكافر مختلف فيها أيضا.

٥- التفريق بين تعزية أهل الميّت وأقاربه، وبين الدعاء لهذا الميّت بالرحمة والمغفرة، فالممنوع جزمًا هو الثاني، وأما التعزية فعلى القول بأنه جائز كما هو مذهب الجمهور فلا بدّ للمُعزّي من أن يحرص على كلمات لا مشكلة شرعية فيها، فله أن يقول لهم مثلا: البقاء لله، شدّوا حِيلكم، خفّف الله عنكم، جَبر الله مصابكم، رزقكم الله الصبر على فراقه، إنا لله وإنا إليه راجعون، ونحو ذلك.
ولأدعياء الوطنية والسِلم الاجتماعي: بالله عليكم، ألا تكفي التعزية والتسلية بمثل هذا، ولكم فيها مُتّسع تقولون فيه ما شئتم من ألفاظ المواساة الجائزة، فلمَ التزيُّد الفارغ بارتكاب المنهيّ عنه بلا داعٍ ولا ضرورة أصلا!.
الحمد لله أنه أوكَل حِفظ شرائع الإسلام وقواعد الدين إلى أهل العلم من المتقدمين ومَن نقّحوا آراءهم ورتّبوا حُججهم من المتأخرين، وجعل مرجع فهمهِ إلى قواعد وأسس توارَد عليها من لا يُحصى من أهل التحقيق والتدقيق والديانة، ولو جُعل دين الله بالآراء الشخصية والميول الذاتية والأهواء النفسية ومناكفة الخصوم - كما هو عند جماهير من المعاصرين - لاندَرس وضاع وحُرِّف من وقت طويل ولم يختلف الحال فيه عمّا هو عند اليهود والنصارى.
Forwarded From كُنّاشةُ أنَس
صورت ورفعت منظومة الشيخ العلامة محمد الفطيسي ، المسماة "الضوء المنير المقتبس في مذهب الإمام مالك بن أنس)، والمشهورة عند المشايخ الليبيين بالمنظومة الفطيسية، وتقع في 2421 بيتا على بحر الرجز، والشيخ ضمن المنظومة معظم ابواب الفقه، وجمع فيها كثيرا من المسائل الفقهية، وضمنها فروع المسائل مما يوجد في المطولات، وينص في كثير من الأحيان على الراجح والمشهور والضعيف أثناء النظم، وقد يصرح باسم صاحب القول او من رجحه أو ضعفه، وقد يسند القول للإمام مالك، أو يستدل عليه بنص الحديث، أو يشير إلى دليله من القرآن.
الشيخ الفطيسي أصيل مدينة زليتن، ينحدر من أسرة فاضلة ونشأ في بيت علم وفضل، فقد أخذ العلم عن والده وأعمامه.

المنظومة حققها الشيخ الطاهر الزاوي رحمه الله عن نسخة تلميذه الشيخ ارحومة الصاري التي قابلها على نسخة المؤلف.
المنظومة شرحها الشيخ أحمد أبومزيريق رحمه الله، وشرحها الشيخ الطيب المصراتي رحمه الله شرحين
والشروح غير مطبوعة

رحم الله الجميع
https://archive.org/details/20220515_20220515_1908
Forwarded From كتب المعقولات
عنوان الكتاب: شرح القصيدة العينية لإبن سينا

المؤلِّف: شمس الدين السمرقندي

🔶 مطبوع


🌹@kobPDF🌹
Forwarded From كُنّاشةُ أنَس
وهذا كتاب "مرجع المشكلات" في الاعتقادات والعبادات والمعاملات والجنايات ، على مذهب الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه
وهو شرح لنظم نوازل سيدي عبدالله العلوي الشنقيطي رحمه الله
لمؤلفه الشيخ أبي القاسم بن محمد التواتي الليبي رحمه الله
https://archive.org/details/20220515_20220515_2149
بلَغَنِي عن بعض إخواننا رجالِ العَصر أنه يقول:

عقدتُ ببابِ الدَّيرِ عُقدةَ زُنَّاري
وقلتُ خُذوا لي من فقيهِ الحِمَى ثارِي.

يريد بذلك معاني أخرى، إياكم والقولَ بمثل هذه الأقاويل، حُسْنُ الظنِّ يلزمُنا بسيدنا الشيخ، ولكن أدَبُنا مع الدِّين ألزَم، ووقوفُنا مع الحقِّ أهَمّ، لا نَعقِدُ الزُّنَّار، ولا نمرُّ على بابِ الدَّير، ونُقَبِّل يدَ الفقيه ورِجلَه، ونطلُبُ منه عِلم ديننا، ونقول: طلَبَ الشيخُ مقاصدَ ستَرَها بهذه الألفاظ، وليته لم يطلبها ولم يَستُرْها، وليته يقول عِوَضًا عمّا قال:

حَلَلتُ ببابِ الشرع عُقدةَ زُنّاري
وطهَّرْتُ بالفقهِ الإلهيِّ أسراري

وما الدَّيرُ والزُّنّارُ إلا ضلالةٌ
وما الشرعُ إلا البابُ للوصلِ بالباري.

اللهَ اللهَ بالوقوف عند الحدود، عضُّوا على سُنّة السَّيّد العظيم بالنواجِذ :

مالي وألفاظ زيدٍ ... ووهْم عمرٍو وبَكْرِ
وَجْهُ الشريعة أهدَى ... من سِرّ ذاك وسِرِّي.

وصَدَق اللهُ، وكذَبَتْ بطنُ أخيك.

- الإمام الكبير السيّد أحمد الرفاعي ت578 هـ رضي الله تعالى عنه -
ما الذي يترتب على المغفرة لذنبِ الشرك وعدم دخول الكفار النار وما الخطورة في ذلك مع أن الله غفور رحيم ؟!.

يترتب على ذلك بطلان قاعدة الثواب والعقاب أصلا، وفضلا عن كون هذا مخالفا للنصوص الشرعية ولمقررات أديان الناس أجمعين مُسلمهم وكافرهم، فإنه مع ذلك يترتب على اعتقاده والقول به مفاسد عظيمة، منها :

١- اختلال نظام الكون كله وفساد أحوال الدنيا كلها.

بيان ذلك: أن الله تعالى لمَّا خلق الإنسان وغرَز في طبعِه أن يكون مَدنِيًّا، يعني لا يمكنه إلا أن يعيش في مجتمع تتعاون أفراده فيما بينها، ويحتاج بعضهم إلى بعض، فيكون لكل فرد عملٌ معيَّن يعود نفعه على نفسه أوّلا ثم على هذا المجتمع ثانيا، وأودَع في كل شخص من أشخاص هذا المجتمع ثلاث قوى: قوة شهَويّة، وقوة غضَبيّة، وقوة عمليّة = كان له لذة في كل كائن يرى فيه النفع لنفسه، وكان له نُفرة من كل كائن يرى فيه الضرر لنفسه، وبقوة الإنسان الإدراكية التي وهبه الله إياها يستطيع أن يُميِّز بين الضار والنافع، وبقوَّته العملية يطلب ما ينفعه ويُنازع غيره أحيانا في الوصول إليه، ويحذَر كل الحذر مما يضره ويتباعد كل البعد عما يؤذيه.

ويتبع ذلك أن كل شيء يرى فيه نفعا له ولذة فإنه يشتهي تحصيله والاستيلاء عليه، وكل شيء يُدرك أنه قد يضرُّه ويُسبِّب له الآلام فإنه يودُّ أن يتخلص منه بكل سبيل، فلا تنتهي رغائب الإنسان إلى غاية، ولا تقف مخاوفه عند حد، فافتقرَتْ أفراد الإنسان إلى قانون كُلّي ينظّم لهم أمور معاشهم ويحفظ عليهم حياتهم.

وبما أن الله تعالى هو الحقّ فقانونه حقّ وهو أعلم بما يصلح لعباده، فلو لم يكن هناك قانون إلهي يُوقف كل فرد من أفراد العالم عند الحدّ والقَدر الذي ينتظم به أمرُ معاشه في هذه الدنيا، بحيث لا يقدِر على غيره في نفسٍ ولا مال ولا عِرض، ولم يجعل الله الثواب والنفع لمن عمل بذلك القانون ولم يتجاوز حدوده، ولو لم يجعل العقاب لمن خالفه ولم يعبأ به = لكان ذلك القانون كعدمه، ولم تكن له فائدة، ولعاث الخلق فسادا بعضهم في بعض، ولتحوّل المجتمع الإنساني إلى غابةٍ يسطو فيها القويّ على الضعيف، ولانتُهِكَتِ الأعراض، وسُلِبَتِ الأموال، وهلَك الحرث والنسل.

فوجود هذا القانون الإلهي الذي يقوم على ثنائية الثواب والعقاب ومُجازاة المحسن بإحسانه والمسيء على قدر إساءته = قد حافَظ على نظام الكون من كل هذا الفساد، وجعَله صالحا للرّقيّ والحضارة والتمدُّن، وأعطى كل شيء حقه ووضَع كل شيء في موضعه، وهذا هو معنى الحكمة التي هي من أجلّ أوصاف الخالق سبحانه وتعالى.

٢ - لو دخل الكافر الجنة لكان في ذلك بطلانُ الشرائع كلها، ولأدَّى ذلك إلى عدم الحاجة إلى الرسل والكتب السماوية، وعبثيةِ التكاليف، وعدمِ الجدوى من الالتزام بالأمر والنهي.
فإذا أُدخِل الكافر الجنة وغُفِر للمشرك = فليس بنا حاجة إذن للعبادة أصلا، ولا حاجة إلى الصلاة ولا الصوم، ولا الصدقة ولا الزكاة ولا الحج، ولا قراءة القرآن، ولا العلم، ولا كل هذه العبادات والتكاليف يصبح لها ضرورة ولا قيمة، فتكون الأديان والمعتقدات والشرائع كلها عبَثًا في عبث، ولا يكون هناك أيُّ فرق بين مؤمن وكافر، ويكون مصير أبي جهل وأبي لهب هو نفسه مصير أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وبهذا يكون ديننا الذي هو الإسلام باطلا كله، وفاسدا، وكذبة كبيرة لا حقيقة لها، وخديعة عظيمة خُدعنا بها منذ قرون طويلة.

٣ - يترتب أيضا عليه: عدمُ صِدق القرآن في أخباره؛ لأنه أخبر أن المؤمنين يُغفر لهم ويدخلون الجنة، وأن الكفار لا يُغفر لهم ويدخلون النار، وليست الآيات المُخبِرة عن جهنم والعذاب والنكال مجرد تخويف وزجر كما يتوهم بعض الناس؛ لأنه سبحانه وتعالى قد وصَف ما تفعله النار بالكفار وما يلاقون فيها من التنكيل والتعذيب في آيات كثيرة جدا في القرآن، كقوله " سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب" وقال " ونقول ذوقوا عذاب الحريق" وقال" نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة، إنها عليهم مؤصدة، في عمد ممدة" وقال: " يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم" وقال: " مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا" وغير ذلك من الآيات، فلو كان كل هذا مجرد تخويف وتهديد فقط لَلِزِمَ من ذلك الكذب في خبر الله، والكذب محال أن يصدُر من الله.

لا يقال إنه قد يغفر للمؤمن العاصي مع وعيده له، فيجوز أيضا أن يعفو عن الكافر! لأنا نقول: تجويز عفوه عن المؤمن العاصي قد تفضَّل هو به بقوله" ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " وجزَم بأنه لا يغفر ذنب الشرك، فسقط هذا الوهم.

والعاقل من يَنتبه للوازم الأمور ولا يجعل نفسه ضُحْكة وهُزْأة لكل أفّاك بطّال.